السلام عليكم
أستاذي الكريم خشان
التمثيل البصري للشعر جميل ولا مأخذ عليه. ولكن التمثيل البصري للقرآن الكريم باﻷسباب والأوتاد لا يصلح بسبب عدم كفاية بنية ونظام الأسباب والأوتاد لاستيعاب متطلبات إيقاع الترتيل ﻷسباب عديدة منها:
1- وجود الحرف المتحرك المنفرد الذي لا يمكن اعتباره سببا مزاحفا ولا يمكن تجاهل ظاهرة تكراره القوية ، فليس هو بالسبب ولا بالوتد وهو مع ذلك ذو حضور قوي في الإيقاع.
2- وجود حالة تعاقب حرفين ممدود وساكن كما في كلمة الحاقة والضالين وغيرهما. وهذه الحالة لا تنضوي تحت نظام بنية الأسباب والأوتاد .
3- الحروف الممثلة لفواتح بعض السور مثل الم ،حم ، كهيعص ، ق، ن ، وغيرها ، والتي تلفظ توقيفيا ألف لام ميم ، كاف ها يا عين صاد،وهكذا...هذه حروف ولكنها لا يمكن تمثيلها بحروف. وقاعدة التمثيل البصري أنه يتعامل مع لفظ الحرف على انه حرف.
4- أحكام المدود أساسية في إيقاع الترتيل ولفظها توقيفي أيضا بينما الأسباب والأوتاد لا تستوعبها. والتمثيل البصري الذي لا يهتم بالمدود يعطي يعطي صورة خاطئة عن إيقاع الترتيل. وليس هذا مجال يتقبل فيه حدوث الأخطاء أو غض البصر عنها. بل تمرير الغلط وعدم الدقة في حق ترتيل القرآن أمر عظيم جدا جدا . وينبغي لهذا السبب بالذات إيقاف كل محاولات التمثيل البصري للقرآن تكريما للقرآن وتعظيما له .
المسألة إذن أننا لن نقول بفائدة الرقمي للقرآن مع هذه المغالطات والتجاوزات والمحاذير . لذا فأنا شخصيا لا أشجع الأستاذ الفاضل الدكتور ضياء الدين الجماس على متابعتها. بل أنصحه بالتوقف عنها. حرصا على القرآن قبل كل شيء.وهو أهم عندنا جميعا من تطبيقات الرقمي .فليس رأيي هذا محاولة ﻹجهاض جهده. بل هو محاولة ﻹنقاذه من التورط فيما لا تحمد عقباه لا في الدنيا ولا في الآخرة من التهاون بحق القرآن في تنزيهه من التطبيقات المغلوطة وغير الدقيقة التي تسيئ إليه من حيث يراد بها تعظيمه.
تقديري
المفضلات