أستاذنا الفاضلة ثناء
الشعر إعداد للكلمة بطريقة موزونة تزيد جذبها للنفس (تشويق) وسهولة نفاذها للقلب كالفرق بين مواد الطعام الخام وطرق إعدادها، والشعر طريقة من طرق إعداد الكلام تقبله النفس بشكل أكبر من النثر إن كان إعداده جيداً أو ممتازاً ، وكثيراً ما يتفوق النثر على الشعر حسب مادته وطريقة إعداده وبلاغته. ومن باب التمثيل يمكن أن يكون الشعر مادة غذائية دسمة المضمون ، كما يمكن أن تشبه بعض أنواعه ما يقوم مقام الفاكهة الطيبة المتنوعة.
فالنثر والشعر طريقتان لإعداد الكلام، تنجحان في بلوغ شغاف القلب حسب قدرة من يعدها، وأنت تعلمين الفرق بين النساء ممن يجدن الطهي وتجدين التفاوت الفردي حتى في إعداد الطبخة الواحدة.
فالشعر في الشرع كلام من الكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح ، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة) ، فإن أحسنه قارضه فله أجور مضاعفة لتسهيله الولوج إلى القلوب.
نقل عن الإمام الشافعي : ( الشعر كلام ، حسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيحه ، غير أنه كلام باق سائر ، فذلك فضله على الكلام ) .
وقد كان للشعر أثر في العصور السابقة لأن الناس كانت أكثر تأثراً بمثل هذا الكلام، أما في العصر الحالي (عصر انتشار العلوم وطغيانها) فقد خف تأثير الشعر على الناس، وفرض العقل منطقه والعلم مكانته. ويبقى للشعر مكانه عند الخواص ممن يتذوقونه.
أما الخيال المفرط غير الواقعي فأخشى أن يدخل قائله في الكذب والاختلاق، وهذا غير مشروع، والإنسان أدرى بنيته ومقصده من كلامه، ولست في مكان التحليل والتحريم، ولكنني أبتعد عنه حرصاً على نفسي من الوقوع في الحرام ( على الأقل فيه شبهة) ومن وقع في الشبهة فقد وقع في الحرام.
أعتقد أن الأمور واضحة لمن يتوخى رضا الله تعالى ورسوله الكريم ومن والاهم.
نفعنا الله بما رزقنا من طيب الكلام وفهمه واتباع أحسنه ، آمين.
كما تفضلت.. البحث يطول، ما أقوله رأيي الخاص وله من يعارضه حتماً، لكنني أعد نفسي للقاء الله تعالى مبتعداً عن الشبهات.
بوركتم وجزاكم الله خيراً
المفضلات