اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (د. ضياء الدين الجماس) مشاهدة المشاركة
(أما عن حسان بن ثابت فإن تراجع الشاعرية عنده في الإسلام عما كانت عليه في الجاهلية ، فتلك ظاهرة عامة لاحظها النقاد عند شعراء صدر الإسلام وما تلاه ،وقد فسرها بعضهم بسبب تقييد الشعراء أشعارهم بضوابط العقيدة والشريعة الإسلاميتين واللتين كانتا في أوج تحكمهما في شخصية الإنسان المسلم في ذلك العصر ،ومن الطبيعي أنه كلما تدخل العقل في ضبط الكلام ضبطا شرعيا فإن الانفصال عن الواقع والتحليق بالخيال سيضعفان أكثر، وهل تتألق الشاعرية إلا بالخيال ؟)

لقد أصبت كبد الحقيقة ولبها. فالشرع الإسلامي ينمي العقل ويجعله ميزان الكلام ليكون هذا الكلام مفيداً لصاحبه وللناس جميعاً. وأما ألا يكون الشعر شعراً إلا بالخيال المغرق ففيه تدمير لبنية الإنسان التي خلق من أجلها، كفعل الأفيون أو الحشيش أو سائر المخدرات...
قد يستغرب الكثيرون هذا الكلام ، لكنها الحقيقة.ومنه أفهم حقيقة الآيات (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227).
، فغير المؤمنين يحلقون في الخيال غير الواقعي ودون حقائق..(يهمهم الهيام في الخيال..)، بينما يوظف الشاعر المؤمن قدراته بسبك الحقائق ضمن صور واقعية ليتجنب الكذب ، وهذا ما لا يعجب ذوق النقاد للأدب ... يبدو أنَّ بعض المفاهيم الأدبية خاصة المتعلقة بالشعر، هي التي لم تتغير منذ الجاهلية، ولذلك لابد من تغيير مفاهيم الشعر لتطابق الوقائع بكلام موزون جميل منضبط بالصور الواقعية، كما هو الحال في الأدب القرآني الإنساني السامي النقي.
الأستاذ المحترم د. ضياء الدين الجماس

ما حاجة الإنسان للشعر ؟ فليكتب الحقائق منضبطة بالصور الواقعية نثرا كي يعبر الحقائق دون قيود ومتطلبات الشعر.
وهل المؤمنون ممنوعون من التحليق في الخيال غير الواقعي ؟
هل الخيال غير الواقعي حرام ؟
ثم ، من يستطيع تغيير مفاهيم الشعر لتطابق الوقائع ؟ وهل يبقى اسمه شعرا عند ذلك ؟
ثم ، ما معنى كلام جميل ؟
وما هو الأدب القرآني الإنساني ؟
شكرا لمشاركتك ..لكنك تفتح أبوابا للحوار لا يمكن إغلاقها بسهولة .