هذه القصيدة للأخ الحبيب الشاعر خميس لطفي يرحمه الله : ** الشمسُ مشرقةٌ ، وموجُ البحر هادي والريحُ تعبثُ ، بالنباتِ وبالجمادِ والأرضُ بلَّلها الندى ، والروضُ ينثرُ عطرَهُ ، والطيرُ فوق الغصنِ شادِ ** يومٌ جميلٌ ،مثلَ أمسِ ، وقبلِ أمسِ ، ولا جديدَ هناكَ ، تحت الشمسِ ، بادِ لم يختلف شيءٌ ، ولا سقطتْ من النجْماتِ واحدةٌ ، وحطَّت في الوهادِ كلاَّ ، ولا جبلٌ تصدَّعَ ، بعد موتكَ ، أو تشققت الصخورُ ببطن واد والغيمُ أبيضُ ، لا يزالُ ، وما تبدَّلَ لونُهُ ، حزناً عليكَ ، إلى رمادي والناسُ ، هذا في اتجاهٍ ، رائحٌ وبعكس ذلك الاتِّجاهِ ، هناك غادِ ** والقاطراتُ تسيرُ ، والباصاتُ ،والعرباتُ تمضي ،للحواضر والبوادي والسوقُ مكتظٌ ، كعادتهِ ، وبيَّاعُ الفواكهِ ، " زاكي يا حموي " ، ينادي ! لم تنتهِ الدنيا ، بموتكَ ، لا ،ولم ترقدْ ، ولا هبَّتْ ، لأجلكَ ، من رقادِ لم تُنْكَسِ الأعلامُ في بلدٍ ،ولا اتَّشحتْ ،عناوينُ الصحائفِ بالسوادِ لم يُذْكَرِ اسمُكَ ، في الفضائياتِ ، يا هذا ،ولم يُعْلَنْ ، هنالكَ ، عن حدادِ لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ، قيمتَهُ ،ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي تمضي الحياةُ ، كأنَّ شيئاً لم يكنْ ، والناسُ ما نقصوا ،وظلوا في ازديادِ تمضي الحياةُ ، كما لو انَّ جرادةً ماتتْ ، ولم يحفلْ بها ، سربُ الجرادِ لا ، لستَ أولَّ من يموتُ ، ولستَ آخرَ من يموتُ ،وموتُ ، مثلك أنت ، عادي ! ** ماذا يهمك ، بعد موتك ، نصرُنا ؟ وقضاءُ جيش المسلمينَ ، على الأعادي ؟ ماذا يَهمُّك ما الذي سيحلَّ بالدنيا ، وبالأحياءِ ، من سينٍ و صادِ ؟ وهناك أخرى ، في انتظاركَ ، يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ، على ربِّ العبادِ ؟
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
قوانين المنتدى
المفضلات