ويبدو لي جلياً أن العروض الرقمي جاء مكملاً لفكر الخليل بن احمد

الأخت الأستاذة يسرى

بل جاء منبثقا من فكر الخليل بن أحمد الشامل الذي لا تعدو التفاعيل أن تكون وسيلة إيضاح له ممثلا له معبرا عنه

أدرك هذا ابن عبد ربه في عقدة الفريد في وصفه لدوائر الخليل قائلا:

فاسمع فهذي صِـفة الـدوائرِ = وَصْفَ عليم بالعَروض خابرٍ
دوائرٌ تعيا على ذِهْن الحَـذِق = خمس عليهن الخُطوط والحَلَقْ
فما لها من الخُطوط البـائنـهْ = دلائل على الحُروف الساكنـهْ
والحَلقات الـمُـتَـجـوِّفـاتِ = علامة للـمـتـحـرَكـات
والنُّقط التي على الخُـطـوطِ = علامة تُعـدّ لـلـسُّـقـوط
والحَلق التي عليهـا يُنْـقـطُ = تسكن أحياناً وحِيناً تَـسـقَـطُ
والنُّقط التي بأجواف الحَـلْـق = لمبتدأ السطور منها يُختـرقْ
فانظُر تجد من تحتها أسماءها = مكتوبة قد وُضعـت إزاءَهـا
والنُّقطتان موضعَ التعـاقـب = ومثل ذاك موضعَ التراقـب
وهذه صُـورةُ كُـل واحـدة = مِنها ومَعنى فَسْرها على حِدَه
أولـهـا دائرة الـطـــويل = وهي ثمانٍ لذوي التفـضـيل
مُقسَّم الشطر عـلـى أربـاع = بين خُماسيّ إلى سُـبـاعِـي
حُروفه عشرون بعد أربَـعـه = قد بَيّنوا لكُل حرف موضعَـه
تنفك منها خَمـسة شُـطـورُ = يَفصلها التفعيل والـتَّـقـديرُ
منها الطويلُ والمَـديد بـعـدهُ = ثم البَسيط يُحكمـون سَـرْدَهُ
ثلاثةٌ قالت عليهـا الـعـربُ = واثنان صدّوا عنهما ونَكَـبُـوا
وهذه صُورتها كـمـا تَـرَى = وذكرها مبـينـاً مـفـسَّـرَا

وأورد صورها بعد ذلك.