شكرا لك أستاذتي الكريمة على عرض كتاب أستاذي د. عمر خلوف
ولا شك أن الحوار حوله مفيد، خاصة إذا تم بالربط مع العروض الرقمي.‏
ليت أستاذنا د. خلوف يكون معنا في الحوار.‏
يحضرني الآن ما يلي :‏
‏1-‏ قولك :
أظن أن الكتاب فكرته تقوم على‎ ‎التأصيل ،(إرجاع كل رقم إلى أصله )كما نعرف في العروض‎ ‎الرقمي
ذكرت في مقدمة الطبعة الأولى من كتابي ( العروض رقميا ) :" أفادني كتاب الدكتور عمر خلوف ( فن التقطيع الشعري بنهجه ‏النمطي وقواعد التأصيل التي انتهجها " أي أن فكرةالتأصيل كما نستعمله في الرقمي هي كما جاء بها هذا الكتاب.‏
‏2-‏ ‏ جاء في المقدمة :‏

وربما كانت محاولةُ‎ ‎د.كمال أبو ديب، أوّلَ محاولةٍ علميةٍ تتَّسِمُ بالجِدَّةِ والجِدّيّةِ. فلقد قسَمَ أبو ديب بحورَ الشعر إلى قسمين‎ :
2 - ما يبتدئُ بسبب‎ (/‎ه‎)‎؛ ويُقطّعُ البيتُ إلى تفاعيلِهِ بأن يُؤخذَ كلُّ وتدٍ وما يسبقُهُ من أسباب‎.
وهي كما ترى طريقةٌ منطقيّةٌ وسهلة، ولكنها أدّتْ إلى إحداثِ‎ ‎تفعيلتين جديدتين‎ (‎على الأقل‎):

‎* ‎تتركّبُ أولاهما من ثلاثة أسباب فوتد‎ (/‎ه /ه /ه //ه‎) ‎وأطلقتُ عليها اسـم‎ ‎ ‎مستفعيلَتن‎).
‎* ‎وتتركّبُ الثانية من وتدٍ فثلاثة أسباب‎ //‎ه /ه /ه /ه‎ ) ‎وأطلقْتُ عليها اسم‎ مفاعيلاتن‎).

ومِنْ ثَمَّ ابتعدَتْ‎ ‎ستةُ بحورٍ‎ ‎عنده عن شكلِها المعروف‎:

‎1 - فالرمَلُ‎ ‎يساوي عنده: ( فاعلن مستفعلن مستفعلاتن‎ ).
2 - والمديدُ‎ ‎يساوي عنده: ( فاعلن مستفعلن فاعلاتن‎ ).
‎3 - والخفيفُ‎ ‎يساوي عنده: ( فاعلن‎ ‎مستفعيلتن‎ ‎فاعلاتن‎ ).
‎4 - والمنسرحُ‎ ‎يساوي عنده: ( مستفعلن‎ ‎مستفعيلتن‎ ‎فاعلن‎ ).
5 - والمقتضَبُ‎ ‎يساوي عنده‎: ‎ (مستفعيلَتن‎ ‎فاعلن‎ ).
6 - والمضارعُ‎ ‎يساوي عنده‎: ‎ (مفاعيلاتن‎ ‎فعولن‎ ‎)
وفي هذا التقسيم لأجزاء الشطر نلاحظ أن الحدود تقع دوما بين الأسباب والأوتاد. ‏
وهنا يتطابق هذا مع ما ورد في الرابط :‏

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/hatoom‎

في الواقع الجغرافي والسياسي ثمة التضاريس الطبيعية والحدود السياسية.‏
إذا كان الحد بين تفعيلتين واقعا بين سبب ووتد فتلك حدود طبيعية وليست سياسية
وإذا كان الحد بين تفعيلتين واقعا بين سببين فتلك حدود ليست طبيعية ولا سياسية
مثال ذلك الحدود في دائرة المشتبه

الخفيف = 2 3 2 2 2 3 2 3 2‏
الحدود الطبيعية = 2 3 – 2 2 2 3 – 2 3 – 2 = فاعلن مستفعيلتن فاعلا – تن
المنسرح = 2 2 3 – 2 2 2 3 – 1 3 = مستفعلن – مستفعيلتن – فعِلُن

وليتك تنظر في هذا المقام للرابط :‏
http://www‏.‏reocities.com/alarud/10...ulwaraqah.html
نتيجة تقسيم التفاعيل حسب منهاج كمال أبو ديب "‏‎ ‎لا تنطبقُ إلاّ على الأشكالِ النموذجية للبحور " - والقصد هنا من تعبير " ‏الأشكال النموذجية " هو " التفاعيل المعروفة " - كما يقول أستاذنا د. خلوف الذي طورها لتكون النتيجة مطابقة للتفاعيل ‏المعروفة وخاصة عندما تكون حدود التفاعيل بين سببين، وليست بين سبب ووتد.‏

لا ينبغي أن يغيب عن ذهن دارس الرقمي أنه وإن كانت هذه الطريقة ( في تقسيم التفاعيل وتأصيلها ) منارا لبداية الرقمي فإن تقسيم ‏الشطر إلى تفاعيل أمر غير ذي بال في الرقمي بل إن الرقمي يقوم على وحدة الشطر، ولا يلجأ للتفاعيل إلا نادرا ولبعض المقارنة. ‏فكل مشكلة تقسيم البيت إلى تفاعيل غير واردة في الرقمي . ولذا فإن المتعامل بالتفاعيل ولا يعرف سواها سيجد في هذا الكتاب فائدة كبيرة. لا يعني ذلك أن أهل الرقمي لن يستفيدوا فأعظم فائدة هي من نصيبهم وهي التواصل مع تفكير أستاذنا د. عمر خلوف هذا التفكير الذي كان له دور لا ينكر في التأسيس للرقمي. وأتمنى أن تكون أولى غايات أهل الرقمي في دراستهم لسواه من المدارس التعرف على تفكير أصحاب تلك المدارس في حالي اتفاقها مع مضمون الرقمي أو اختلافها عنه.

أما ما يتعلق بالجوهر كامتناع تجاور وتدين ومعظم قضايا التأصيل، فهي ‏لو نحينا بعض المصطلحات واحدة فالجوهر واحد. ‏

أما منهج د. مستجير فنتاجه مختلف لأن منهجه – بما له وعليه- مختلف من حيث الأساس. وهو أقرب إلى علم العروض منه إلى ‏العروض. ذلك أنه يقعد للبحور بطريقة تهم عالم العروض أكثر مما تهم الشاعر أو العروضي. ‏

القول حول إلغاء الوتد المفروق والسبب الثقيل يبعث على التساؤل إن كان ذاك يتضمن إلغاء الأحكام المترتبة عليه أم مجرد المصطلح مع الاحتفاظ ‏بالأحكام أو التوسع أو التضييق فيها يبقى المضمون قائما.
القصد من القول بإلغاء السبب الثقيل هو إلغاء أثره في تقسيم التفاعيل، وهذا قريب من قول الرقمي بأن الرجز في أصله أقرب ما يكون لصورة من صور الكامل . أماالوتد المغروق فأمر آخر.

ويرجع هنا إلى الحوار مع أستاذي سليمان أبو ستة الذي يقول بقول الجوهري في نفي وجود الوتد المفروق ولكنه يتحفظ من قوله على زحاف السبب الثالث في 2 2 2 3 في حشو بحور دائرة المشتبه، وهو بهذا الاستدراك على الجوهري مع الأخذ برأيه في الوتد المجموع يتطابق مضمونا مع د. حركات في استدراكه على الخليل ويتفقان كليهما مع الرقمي مضموناغ. ولا يبقى من خلاف إلا ما يخص الشكل والمصطلح وهما أمران هامشيان في العروض الرقمي الذي يعبر شكله عن المضمون مجردا من الملابسات. موقف أستاذنا سليمان وارد في رأيه في البيت :

وأضياف طرقونا * قريناهم بحجان
3 (2 2 1 )3 2 * 3( 2 2 1 )3 2

وتفصيله للمهتم :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post590705

فالرقمي - على سبيل التوضيح - لم يذكر الوتد المفروق لكن أحكامه قائمة وخاصة عدم زحاف الرقم 2 في أوله حيث ....
تفع لن في الخفيف يعبر عنها في الرقمي بـِ ]2[ 3 أو هي 2 1 2 والأحمر وتد ( التوأم الوتدي) وهذا جوهر استدراك د. حركات. ‏