بسم الله الرحمن الرحيم
حين يقرأ المسلم آية {{ وللذّكر مثل حظّ الأنثيين }} و يقف مستغربا : لم ترث البنت نصف ما يرث الابن ، فإنه حتما غافل عن منهج ربّ العباد الذي هو أعلم بشؤون خلقه منهم أنفسهم .
حيـن يتنازع خصمان ويطول النزاع حول قضية فرعية و ينسيان القضية الأساسية التي كانت سببا في النزاع ، فإنهما لن يصلا إلى الحلّ أبدا.
حين يحفظ أحدنا صفحات وصفحات قبيل الامتحان ويأخذ علامة امتياز لأنه أجاب وفق ما يريد الأستاذ ، فإنّ كلا من الطالب وأستاذه لم يدرك من العلم سوى النزر اليسير.
و حين يدرك دارس العروض الفرق بين الخبن و الطيّ ، و الفرق بين العصب والإضمار ؛ فإنّه ، للأسف ، ما يزال بعيدا جدّا عن جوهر العروض.
و حين يحفظ أحدنا مفاتيح كل البحور ، بزحافاتها و عللها – و هذا ضروري طبعا – ثم لا يشعر بوجود خيط رفيع يربط كل تلك الأوزان ليكسبها جمالها المميّز ، الخاص ، و الذي لا يتجزأ ؛ فإنّ منهج التدريس يحتاج إلى إعادة نظر .
إنّ منهجا يكرّسُ الحفظ على حساب الفهم لهو منهج قاصر حقا.
ما هذه المقدمة الطويلة إلا تمهيد لما سيأتي :
ساعة قررت استئناف الدراسة في منتدى العروض رقميا ، لم أكن أتطلع لأكثر من فهم جزئيات العروض ، ذلك العلم الذي أحيط دوما بهالة من الغموض و الإبهام و التعتيم .
وإذا بي ، و بعد مرور ما يقارب الأربعة أعوام ، أجدني أغير قناعاتي بخصوص أمور كثيرة ، أدناها كيفية استذكار الدروس بعد فهم محتواها فهما صحيحا ، وأعلاها اعتبار منهج الرقمي منهج حياة ، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان .
ليس الغرض من كل ما سردته أعلاه رفع لافتة إشهارية لجذب أكبر عدد من الدارسين ، كلا ، فما هذا بأسلوبي مطلقا .
وإنّ معلّما كمعلّمنا الأول ، الأستاذ خشان ، حفظه الله ، لهو أكرم من أن تملأ الصفحات الطوال في شكره ، ثم لا تحمل تلك الصفحات أكثر من عبارة شكرا .
إن معلما يعمل سنوات طوالا بلا كلل ولا تذمر ، ويسعى جاهدا للفت أنظار أبناءه إلى نعمة العقل ، وأنعم بها نعمة ، لهو أغنى الأغنياء عن نصب لافتات إشهار ، في زمن تساوت فيه أثمان السلع ، كل السلع ، جيدها ورديئها .
إن هدف الرقمي ، يمكن أن يصاغ في عبارة واحدة :
إن العقل هبة الله ، منحها لعباده لكي يستخلفهم في الأرض ، و إنه من العار على خليفة الله في أرضه أن يسمح بتعطيل هذه المنة أو تهميشها في زمن انفتاح العالم ، حيث لا بقاء إلا للأقوى .
كلمة شكر لأستاذنا لابد منها :
شكرا على النظارات
|
المفضلات