أستاذتي الكريمة
أشكرك جزيل الشكر أن شبهتني بالدكتور خالص الجلبي المفكر الكبير .
وأتمنى أن لا يصدمك رأيي، من يحملون الفكر يتشابهون في خصائص مقارباتهم وإن تناقضت اتجاهاتهم. فإن أجدى حوار لي هو ما كان مع الملاحدة الصادرين في إلحادهم عن فكر متماسك. فيكفي أن يضع الإنسان فكره في مقابل فكرهم ويثبت صحة ما لديه - إن تمكن - حتى يقتنعوا بالإسلام.
ومن هنا أتمنى أن لا يصدمك قولي أني أجد توجهي نقيضا إلى حد كبير مع توجه د. خالص الجلبي، فإني أربأ بوصف الفكر حسب الانتماء القطري وأنسبه إلى ما يستحقه من صفة جامعة للأمة التي لم يبق لها من جامعة أو مميز سواه. بينما رأيت الأستاذ الجلبي يتنصل من الجامع الأصيل - حين ينفي عن نفسه صفة المفكر الإسلامي - فيما يشبه تقديم أوراق الاعتماد لدى الغرب، هذا الأمر الذي أرى كثيرا من الإسلاميين يقدمون عليه، وكأن كل خير في الإسلام مصدره الغرب وحضارته وفكره. ومن يعي على فترة سابقه يذكر كيف أن كل خير كان ينسب للاشتراكية. مع ما يرافق هذه المرحلة وتلك المرحلة من تعويم وخلط وتشويش وتمييع .
من حسن حظي أني حضرت الحوار معه هذا اليوم، حيث لم يكتف بنفي صفة المفكر الإسلامي عن نفسه بل رفض عبارة ( الدولة الإسلامية ) معتبرا أنها تنسب إلى إسلام مشوه، ولم يشر إلى الإسلام الحق. وقريب جدا من هذا كلام د. سليم العوا .
أقل ما يقال في هؤلاء أنهم يعانون الهزيمة النفسية.
فرض على المسلمين حمل الإسلام للبشرية، وعندما يُحملُ على أنه نسخة باهتة من الديموقراطية أو الليبرالية أو العلمانية أو الاشتراكية إلى أهل هذه المبادئ فإن لسان حالهم سيقول :" دعونا من هذه النسخة الباهتة فلدينا الأصل الواضح "
يرعاك ربي.
المفضلات