من كتاب المصون في الأدب لأبي أحمد العسكري:
1ـ قيل لابن المقفّع: لم لا تقول الشِّعر مع علمك به؟ فقال: أنا كالمسنّ، أشحذ ولا أقطع.

2 ـ كان النابغة الذبيانيّ تضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء تعرض عليه أشعارها، فأتاه الأعشى فأنشده أول من أنشد، ثم أنشده حسّان:
وأسيافُنا يقطرن من نجدة دَما........ لنا الجَفَناتُ الغُرًّ يلمعن بالضُّحى
فأكرمْ بنا خالاً بنـا ابـنـمـا........... ولدنا بنى العنقاءِ وابنَىْ محـرِّقٍ
قال النابغة: أنت شاعر ولكنك أقللت جفانك وسيوفك، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك

3 ـ أنشد أبو بكر محمد بن يحيى أبيات ابن الرومي:


ومهفمفٍ تمتْ محاسـنـهُ = حتى تجاوزَ منتهى النًّفسِ
تصبو الكؤوسُ إلى مراشفِهِ = وتهشُّ في يده إلى الجسِّ
أبصرته والكاسُ بـين فـمٍ = منه وبين أناملٍ خـمـسِ
فكأنَّها وكـأن شـاربـهـا قمرٌ= يقبِّل عارضَ الشمس
فقال أبو بكر: قد أحسن وملّح، إلاّ أنّه جاءَ بالمعنى في بيتين، واقتضى للبيت الأوّل ديناً على البيت الثاني.