هنا تيه وضياع قديم جديد، والأمر في هذا كمن يؤمن بأن الزواج من الجن واقع ثم يؤمن بإمكان التناسل نتيجة لهذا الزواج، ثم يقول إن النسل الناتج عن ذلك أربعة أجناس أو خمسة أو أكثر. وأن منها الذكر والأنثى والخنثى وأصناف بين بين ، كما تختلف بين هذه الأصناف نِسَبُ الخصائص الجنسية والإنسية ثم ينصرف بعد ذلك إلى تفريع أحكام التوارث بين هذه الأصناف، ويدلي كل بدلوه ويحتدم الخلاف حول هذه النسب دون أن يكلف أحد نفسه طيلة قرون بإعادة النظر في أصل المشكلة. وأصل المشكلة ناجم من الأخذ بإمكان التزاوج ثم التناسل بين صنفين من عالمين مختلفين. ولم تبدأ إعادة النظر في أساس المشكلة إلا في العصر الحديث. وممن اطلعت على آراء لهم في هذا الاتجاه من العروضيين د.أحمد مستجير، د. عمر خلوف، د. أحمد رجائي، الأستاذ سليمان أبوستة، ويجيء بحث الأستاذ بديار البشير معلما جليا في هذا السياق. على تفاوت بينهم في تصور مداه وشموله.
هل التمايز بين المتدارك والخبب مقتصر على وزنيهما، أم أن له آثارا أخرى على النظرة إلى العروض العربي كله ؟ وهل تطرق أحد إلى هذا الموضوع؟
هذا ما ستتم الإجابة عليه لاحقا.
هذه زبدة الموضوع
أوافقك الرّؤية أستاذي
وأستغرب كثيرا محاولة حازم القرطاجنّي توصيف الخبب كما يلي:
"متفاعلَتن متفاعلَتن مرتان... ويدخلهالإضمارفيصيرمتْفاعلتن في تقدير (مستفعلتن ويدخل التشعيث الوتد) المتطرف لوقوعه في(فاصلة) فيصيرإلى مفعولاتن"
حيث انقلبت الفاصلة إلى متحرّك + وتد
إنّ وضوح الرّؤية في الرّقمي جنّبنا كلّ ذلك التّيه
المفضلات