لا مانع في ابتكار وزن جديد لم تعرفه العرب طالما كان ذلك مستساغاً.
الخلاف بيني وبين بعض الأحوة الأعزاء هو في تغيير بعض الأوزان المعروفة وتسمية ذلك "موزوناًَ" مما يشجع الشباب ببساطة على الخطأ في الوزن وعلى الخروج عليه بفتوى رسمية توهموها من شيخ العروض الرقمي الأستاذ خشان! وأنا أعلم أن هذا هو بخلاف قصد الأستاذ خشان ولكن هذا ما يقع بل رأيت له أمثلة لم يطبق فيها الشباب فكرة الموزون فقط بل نظروا لأخطائهم معتقدين أنها تخدمهم.
وما فعله أبو العتاهية يختلف كلياً عما نفعله نحن حين نأتي بالبسيط مثلاً ونقول إن الشطر التالي هو صحيح ليس من البسيط ولكنه موزون:
الخيل والليل والسفراء تعرفني!
أي بفتح فاء "السفراء".
هذا خلل وزني ببساطة ومن فتح باب الفساد أن "نوزّنه".
والممارس المبتدئ للشعر يعلم أن كثيرا من هذه الصيغ التي تبدو له موزونة هي في الحقيقة خطأ وتوهم ناتج عن تداخل الأوزان، إذ من السهولة بمكان أن يتداخل مثلاً الهزج مع الوافر وأن يتداخل البسيط مع الكامل والكامل مع الطويل أثناء الكتابة غير المركزة.
فليكن التجديد إذن خارج دائرة البحور المتعارف عليها.
والله أعلم.
المفضلات