السلام عليكم

أحببت أن أضيف قصيدة المتنبي الجميلة والتي فيها بيته المشهور
حسن الحضارة مجلوب بتطرية.............وفي البداوة حسن غير مجلوب

يقول :

من الجآذرُ في زيِّ الأعاريب .............. حمرُ الحُلى والمطايا والجلابيبِ
إن كنتَ تسألُ شكَّاً عن معارفها ............... فمن بلاكَ بتسهيدٍ وتعذيبِ
لا تُجزني بضنىً بي بعدها بقرٌ ............ تجزي دموعي مسكوباً بمسكوبِ
سوائرٌ ربَّما سارت هوادجُها ............. منيعةً بين مطعونٍ ومضروبِ
وربَّما وخدت أيدي المطيِّ بها ............. على نجيعٍ من الفرسانِ مصبوبِ
كم زورةٍ لك في الأعراب خافيةِ .............. أدهى وقد رقدوا من زورةِ الذِّيبِ
أزورهم وسوادُ اللَّيل يشفع لي ................. وأنثني وبياضُ الصُّبح يغري بي
قد وافقوا الوحشَ في سكنى مراتعها ................. وخالفوها بتقويضٍ وتطنيبِ
فؤاد كل محب في بيوتهم .................... ومال كل أخيذ المال محروب
ما أوجهُ الحضرِ المستحسناتِ بهِ ................ كأوجهِ البدويَّاتِ الرَّعابيبِ
حسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ ............... وفي البداوةِ حسنٌ غيرُ مجلوبِ
أين المعيزُ من الآرامِ ناظرةً ................. وغير ناظرةٍ في الحُسنِ والطِّيبِ
أفدي ظباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها ................ مضغ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ
ولا برزن من الحمَّام مائلةً ............... أوراكهنَّ صقيلات العراقيبِ
ومن هوى كل من ليست مموهة ............. تركت لون مشيبي غير مخضوب
ومن هوى الصدق في قولي وعادته ............. رغبت عن شعر في الوجه مكذوب
لَيتَ الحَوادِثَ باعَتني الَّذي أَخَذَت ........... مِنّي بِحِلمي الَّذي أَعطَت وَتَجريبي
فَما الحَداثَةُ مِن حِلمٍ بِمانِعَةٍ ................... قَد يوجَدُ الحِلمُ في الشُبّانِ وَالشيبِ

وهي قصيدة طويلة اكتفيت منها بهذا القدر الجميل