لو أن الشاعر محمد بنيس استعمل ( انحطاط ) أو (هوان ) بدل ( احتضار) لكان بين رأيه ورأيي مساحة مشتركة كبيرة.
ذلك أن اللغات تنهض وتنحط بنهضة أهلها وانحطاطهم. وليس بصفاتها الذاتية. وأكبر دليل على ذلك حال العرب ولغتهم – عالميا- قبل الإسلام وبعده.
ومن غير المعقول أن ينحط قوم في سائر أمرهم وتكون لغتهم هي المسيطرة عالميا.
فلا يمكن أن يكون العرب خاصة والمسلمون عامة في هذا الحال وتكون لغتهم دون سائر أمورهم مسيطرة أو على الأقل على قدر من السيادة عالميا.
فالحديث عن النهضة يشمل السياسة والعلم واللغة والاقتصاد وسائر أمور الحياة. والاقتصار على نهضة في أمر واحد بمعزل عن سواه كالحديث عن سلامة دم عضو في جسم دون سائر الأعضاء. ولهذا شعرت بالشفقة على الأستاذ عمرو موسى وهو يمثل الجامعة في حديثه عن الأمر بمعزل عن تناول أس البلاء الذي لا أستطيع تسميته اتقاء – على الأقل – لقول أخي محمد ب. بأني أقلبها. ولا يستطيع الأستاذ عمرو موسى أن يسميه وهو – على ما هو مشهود له من إخلاصه - في هذا المنصب على رأس مؤسسة الجامعة التي تقوم بديلا وحائلا.
لا يستقيم الظل والعود أعوج. إنها الشمولية في كل أمر وليست في الرقمي فحسب.
المفضلات