المودة والحب

لمّا وصف الله عزّ وجلّ العلاقة بين الرجل والأنثى بقوله: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " لم يصف العلاقة بينهما بالمحبة إنما بالمودة, ونتساءل هل هناك فرق بين الكلمتين ؟
المودة تعني الحب والصداقة, والود يكون في جميع مداخل الخير .
أما الحب فهو نقيض البغض .
وقد اُستعمل لفظ المودة لأنها تعني حسن الإختيار فالمسلم أو المسلمة يكون اختيارهما لبعضهما قائم على العقل أولاً لأن العلاقة بينهما علاقة مودة أي أنها صداقة وحب للخير الموجود فيهما, وليست علاقة حب لأن الإنسان قد يتعلق بأشياء ليس فيها خير ويحبها كمن يحب التدخين مثلاً.
فالحب علاقة قائمة على الشهوة شهوة النفس ورغباتها , أمّا المودّة فهي علاقة أدوم وأرسخ لأنها علاقة تميّز الخير الموجود في كلا الطرفين ويكون التعلق بينهما بسبب هذا الخير لا بسبب شهوة قد تنقضي بمرور الوقت .
لذلك صرنا نسمع الناس يقولون الزواج مقبرة الحب, لماذا؟ لأنّ الحب شهوة والزواج يقضيها ومع المعاملة تتكشف العيوب فتموت الشهوة ويموت الحب .
ونادراً ما نرى شخصين مقبلين على الزواج يكون تفكيرهما نابع من أهمية الزواج ومسؤوليته, فنرى الناس قسمين, قسم يهتم بالمظهر فيترك لشهوته حرية الإختيار, وقسم يبحث عن الجوهر ولكنه لا يعي المهم في هذا الجوهر فيهمل الجوانب الأخرى .
وأرى أننا يجب أن نفهم العلاقة الزوجية أولاً ثم نتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة , وبالتالي أرى أن من واجب الأباء والأمهات تربية أولادهم سواء الذكور والإناث من أجل أن يفهموا معنى هذه العلاقة حتى يستطيعوا فيما بعد أن يختاروا شريك العمر بوعي وحكمة وبذلك فقط نضمن السعادة الأسرية .