السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي الجميع في المنتدى , وأشكرهم على الإفادة في مواضيع شتى , ومنها هذا .
بما أن الموضع أخذ شقين أبدأ بالأول :
في بيت عمرو .. لا أراه يحث على الخضوع , وإنما فهم الناس له والتقول به في مواقف لا تناسبه هو الخطأ , فكثيرا ما نتمثل بالحكم في غير مكانها ..
ورد في البيت " لم تستطع " ومن البداهة أن يترك المرء الشيء إذا لم يستطع إنجازه أو التصرف السليم فيه لذا أكمل الشاعر بقوله " وجاوزه إلى ما تستطيع " , فليتنا نأخذ بها في صميم مغزاها لنوكل الأمور إلا أهلها ,, وأذكر أنني في تأثيث بيتي قبل الزواج دعوت صحبتي ليحملوا معي كراتين منها الكبير الثقيل ومنا الصغير الخفيف , بدأنا بالثقيل فأنهكنا وما أكملنا حمله فقلت لهم دعونا نحمل الصغيرة ونترك الكبيرة لمن يقدوروا على حملها ... فلو أنا أبينا إلا حمل الكبيرة لربما أسقطناها وكسرنا ما فيها .. هذا موقف بسيط أسوقه كشاهد يتمثلُ فيه البيت ..
أما الشق الثاني وهو السرق والأخذ فهو شائك يطول فيه الحديث , كتب فيه كثيرٌ من العلماء قديمًا وحديثًا , ومما أعجبني وكفاني في قضية السرقة هو أسلوب الجاحظ في منهج نقده إذْ لا ينظر للسرقة وإنما يعطى الغلبة للشاعر الذي يتفرد بالصياغة الجيدة للمعنى , أيضًا تناوله للمعنى البديع العجيب الغريب , ومن أمثلة ذلك بيت عنترة في تشبيهه للأجذم بالذباب , وبيت بشار في مثار النقع , وغيرها ..
وهناك بيتان للنابغة هما :
فإنك شمس والملوك كواكب ...
هذا المعنى لا يعد تناوله سرقة لأسباب منها أنَّ ظهور الشمس على الكواكب بادٍ للعامة , وأن مديح الملوك والأمراء يكثر وتكثر فيه التشبيهات بالشمس .
أما بيته :
فإنك كالليل الذي هو مدركي .....
فقد أغلق على الشعراء تناول هذا المعنى لأن موقف النابغة من النعمان لم يحدث له مثيل إلا مع قلة من الشعراء ولأن النابغة كان محبًا للنعمان , ثمَّ إنَّ المعنى غريبٌ مبتكرٌ يندر وروده على الخواطر ..
ومنكم نستفيد
المفضلات