السلام عليكم
الأستاذة سارة , الأستاذ الصمصام , أشكر لكما مشاركتكما القيّمة , والتي أغنت الموضوع وطرقته من زاوية أخرى ما كنت أقصدها .
كثيرة هي السرقات الشعرية , ولكننا لا يمكن أن نعتبر أي تشابه بين بيتين من الشعر هو سرقة فأحياناً يأتي الشاعر بمعنى يفوق بجماله وحسن سبكه ما جاء به قبله , مثل قول المتنبي :
كم زورة لك في الأعراب خافية ................ أزهى وقد رقدوا من زورة الذيب
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ............... وانثنى وبياض الصبح يغري بي
وكما قيل إن هذا البيت أمير شعر المتنبي وقد أخذه من قول لابن المعتز :
لا تَلقَ إِلّا بِلَيلٍ مِن تَواصُلُهُ ............. فَالشَمسُ نَمّامَةٌ وَاللَيلُ قَوّادُ
والأمثلة على السرقات الشعرية كثيرة منها ما ذكره ابن قتيبة صاحب كتاب الشعر والشعراء عما أُخذ من امرئ القيس يقول : " مما أخذه الشعراء من شعر امرىء القيس:
قال امرؤ القيس:
وُقُوفاً بها صَحْبِي عَلَىَّ مَطِيَّهُمْ .............. يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسْى وتَجَمَّلِ
أخذه طرفة فقال:
وُقُوفاً بها صَحْبِي علىَّ مَطِيَّهُمْ .............. يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وتَجَلَّدِ
وقال امرؤ القيس يصف فرساً:
ويَخْطُو على صُمٍّ صِلاَبٍ كَأَنَّها ................ حِجَارَةُ غَيْلِ وارِسَاتٌ بطُحْلُبِ
أخذه النابغة الجعدي فقال:
كأَنَّ حَوَامِيَهُ مُدْبِراً ............ خُضِبْنَ وإِنْ كان لم يُخْضَبِ
حِجَارَةُ غَيْل برَضْرَاضَةٍ ............. كُسِينَ طِلاَءً مِنَ الطُّحْلُبِ
وقال امرؤ القيس يصف الناقة:
كَأَنَّ الحَصَى مِنْ خَلْفِها وأَمامِها ............. إِذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَر
أخذ الشماخ فقال:
لها مِنْسَمٌ مِثْلُ المَحَارَةِ خِفَةً ............... كأَنَّ الحَصَى من خَلْفِهِ حَذْفُ أَعْسَرَا
وقال امرؤ القيس يصف فرساً:
كُمَيْتٍ يَزِلُّ الِلْبدُ عَنْ حالِ مَتْنِهِ ............. كما زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بالمُتَنَزَّلِ
أخذه أوس بن حجرٍ فقال:
يزِلُّ قُتُودُ الرَّحْلِ عن دَأَيَاتِهَا ............. كما زَلَّ عن عَظْم الشَّجِيحِ المَحَارِفُ
وقال امرؤ القيس يصف فرساً:
سَلِيمِ الشَّظَا عَبْلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا ............. له حَجَباتٌ مُشْرِفَاتٌ على الفالِ
فأخذه كعب بن زهير، فقال:
سَلِيم الشظا عَبل الشَّوَى شَنِج النَّسَا ............. كأَنَّ مَكانَ الرِّدْف من ظَهْرِه قَصْرُ
وأخذ النجاشي فقال:
أَمِينُ الشظا عارِي الشَوَى شَنِجُ النَّسَا ........... أَقَبُّ الحَشَا مُسْتَذْرِعُ النَّدَفَانِ
وقال امرؤ القيس:
فَلأْياً بلَأْيٍ مّا حَمَلْنا غُلَامَنا ............ على ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّرَاة مُحَنَّبِ
فأخذه زهيرٌ فقال:
فَلَأْياً بلأْيٍ مَا حَمَلْنا غُلاَمَنا ............... على ظَهْرِ مَحَبْوكٍ ظِمَاءٍ مَفَاصِلُهْ
وقال امرؤ القيس:
وعَنْسٍ كأَلْوَاحِ الإرانِ نَسَأْتُها ............... على لاحِبٍ كالبُرْدِ ذِي الحِبَرَاتِ
أخذه طرفة فقال:
أَمُونٍ كأَلْوَاحِ الإرَانِ نَسَأْتُها ............... على لاحِبٍ كأَنَّه ظَهْرُ بُرْجُدِ
وقال امرؤ القيس يصف امرأةً:
نَظَرَتْ إِلَيْكَ بعَيْنِ جازِئَةٍ ............... حَوْراءَ حانِيَةٍ على طِفْلِ
أخذه المسيب فقال:
نَظَرَتْ إِليْكَ بعَيْنِ جازِئَةٍ .................. في ظِلِّ بارِدَةٍ منَ السِّدْر
وقال امرؤ القيس يصف الفرس:
يَجُمُّ على الساقَيْنِ بَعْدَ كَلاَلِهِ ................. جُمُومَ عُيُونِ الحِسْى بَعْدَ المْخِيضِ
أخذه زيد الخيل فقال:
يَجُمُّ على الساقَيْنِ بَعْدَ كَلاَلِهِ .................. كما جَمَّ جَفْرٌ بالكُلاَبِ نَقِيبُ" اهـ .
المفضلات