تحية طيبة للجميع
بداية أحيي من نقل الموضوع الى هنا ، وأقول للأخ ( المخترع) إنك يا أخي لم تخترع شيئا ، والزيادة التي قلتَ إنك زدتها ، ما كنت ستفعل ذلك لو نظرت الدائرة الثانية من دوائر الخليل (المؤتلف)
ذلك أن ما قمت به موجود فيها ، والدائرة تشتمل على الوافر والكامل والمتوافر ، وهذا الثالث وزن مهمل ، وهو عينه الرمل لكن ينتهي بسبب ثقيل ، وهو نفس السبب الذي يبدأ به الكامل ، ويتوسط الوافر ، وفي الكامل والوافر يقبل هذا السبب التسكين فيتحول الى سبب خفيف ، وكذلك يسكن في اخر الرمل .
أنت أخي لم تفعل شيئا ذا بال ولم تأت بجديد ، ذلك أنك توهمت انك تزيد على الرمل سببا ثقيلا ، ولو دققت لوجدته نفس السبب في دائرة المؤتلف ( متفاعلن متفاعلن متفاعلن ). ان بدأت من الوتد المجموع (علن ) ستجد الوافر ( علن متفا علن متفا علن متفا / مفاعَلَتُنْ مفاعَلَتُنْ مفاعَلَتُنْ ) . وان بدأت من السبب الخفيف فأنت في المتوفر المهمل ( فا علن متَ فاعلن متَ فاعلن مُتَ / فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ فاعِلاتُكَ ). هذا المتوفر بتسكين تائه فانه الرمل .
الفرق الوحيد بين الدائرة الثانية - المؤتلف - والثالثة - المجتلب - التي تشتمل على الرجز والرمل والهزج ، هو تحول الاسباب الثقيلة في الاولى الى اسباب خفيفة في الثانية ؛ وفي الثانية يستعمل وزنان ، وفي الثالثة تستعمل الاوزان الثلاثة ، وهذا ربما يحفزنا للبحث في سبب عدم اقرار المتوافر رغم أن هناك أشعارا عليه ، وهو مقابل للرمل ، كما الكامل مقابل للرجز ، والوافر مقابل للهزج .
الان ، أخي الكريم ، أنت لم تفعل شيئا ذا بال كما قلنا ، لان وزنك ببساطة هو الكامل المرفل صدرا وعجزا ، وهذا الفعل مارسناه منذ ثلاثة عشر عاما ، بالضبط كما هو عندك بلا زيادة ولا نقصان .
وهذه قصيدتي بعنوان ( غربة) من مجموعتي الشعرية ( جنة الأرض أنت ) والتي صدرت في / تشرين أول 1997 .
[overline]تَتَبَعْثَرُ الْأَحْلامُ واضِحَةَ الْغُموضِ
وَتُسافِرُ الْكَلِماتُ غامِضَةَ الْوُضوحِ
وَيُعاوِدُ الْإِصْباحُ سارِحَةَ الشُّروقِ
وَتُسافِحُ الْأَوْهامُ واهِمَةَ السُّفوحِ
وَتُـجَرِّحُ اللَّمَساتُ هامِسَةَ الثُّغورِ
وَتُلامِسُ الْـهَمَساتِ فـي ثَغْرٍ جَريحِ
وَصَبوحَةُ الْقُبُلاتِ عانَقَها حُضوري
فَاسْتَحْضَرَتْ قُبَلَ الْـمُعانِقِ بِالصَّبوحِ
عَزَفَتْ عَلى وَتَرِ الْـهَوى لَـحْنًا جَريـحًا
فَهَوى الْـهَوى مُتَعَثِّرًا بادي الْقُروحِ
وَالتِّيهُ يَرْتَـحِلُ الْـمَدينَةَ صَوْبَ لَيْلٍ
وَدَليلُهُ تيهٌ تُقَطِّرُهُ جُروحي
يَسْعى لَـها وَبِها غَريبًا رَغْمَ صَوْتـي
بِفَمِ الْـمَدينَةِ مُزْهِرًا عَبِقَ السُّنوحِ
وَمَدى الْـمَدينَةِ بِالْـمُدى مَدَّتْهُ لَيْلى
وَفَضا الْـمَدينَةِ فُضَّ عَنْ أُفْقٍ ذَبيحِ
فَتَساقَطَتْ سودُ الْـجَوارِحِ وَالسَّوافـي
يا قُبْلَةَ الْاِعْدامِ فـي الْغَضِّ الْـجَموحِ
لا تَسْكُبي خَمْرَ الْـحُضورِ عَلى غِيابـي
حَتَّى أُغَيِّبَ عَنْ حُضورِكِ خَـمْرَ روحي[/overline]
المفضلات