هذا الموضوع من أجمل وافيد المواضيع. وأتمنى الاستمرار فيه.
وسوف أستمر في تقديم التوجيه في كل فقرة كما فعلت بدءً تيسيرا وتشجيعا، إلا أن يتقدم أحد المشاركين بمشاركته قبل توجيهي.
الفقرة التالية ليس فيها كبير عناء، فالمطلوب من المشارك أن يقوم بتقديم وزن الأبيات رقميا، وذلك لكافة الأبيات ويشير في الوزن الرقمي إلى موضوع الصواب أو الخلل أو الملاحظة وجميعها مذكورة في الشرح.
كما يرجى من المشارك كتابة كل الأبيات بالفصل بين الصدر والعجز.
الفقرة هي :
ونصادف في بعض الأحيان استدراكات على بعض الأشعار المكسورة ، ولكن ليس لأن أصحابها هم مرتكبو هذه الأخطاء ، بل لأن كثيرا من النقاد ينقلون أشعارهم خطأ ، فلا يعرف من المخطئ ؟ أهو الشاعر أم الناقد ؟ وهنا يأتي دور الناقد الموضوعي الذي يتتبع الهنات ، ويصحح الأخطاء العروضية التي لم يكن للشعراء فيها ذنب .
ومن أمثلة ذلك ما نقرأه للناقد ( محمد الداودي ) الذي يستدرك على الناقد محمد الآمري المصمودي ؛ وهو يعرض للشاعر عبد الملك البلغيثي أبياتا من قصيدة عنوانها ( أرجيكم بني وطني) ، فيجد في روايته ( أي الناقد ) خللا في الوزن ، لا يشك في براءة الشاعر منه . أما الأبيات كما أوردها ( المصمودي ) فهي :
وَطيّارٌ يَطيرُ بـنـا لِنرقَى مَع الغَـيْرِ
وَغَوّاصٌ يَغوصُ بِنـا عَــلى قطع الدّرِّ
وهل كصانع الشعب مــــن قـاض عـلى الفَقْرِ
وقد صحح ( محمد الداودي ) الأبيات بما يلي :
وطيار يطير بنا لكي نرقى مع الغير
وغواص يغوص بنا على قطع من الدر
وهلَّ كصانع للشعـــب من قاض على الفقر [13]
ويذكر ( محمد الداودي ) بيتين للشاعر الغزلي عبد الرحمن حجي هما :
قَدْ رَاق لِي فِي هَوَاك الذُّلُّ وَالأرَقُ يَا مَنْ لَه الأسْوَدان الخالُ والحَدَقُ
الله فِي كبِدِي وَمَا تُكــــابِــدُه يَا مَنْ لَه المُشْرِقَان الثغْرُ والعُنُقُ
ويشك الناقد في أن البيت الثاني غير مستقيم ، فيصححه بما يلي :
الله في كبدي مما تكابده يا من له المشرقان الثغر والعنق
ولا شك في أن البيت ؛ كما جاء به محمد الآمري المصمودي ؛ صحيح كذلك ، لأن وزن البسيط التام يحتمل تغيير التفعيلة الثالثة من ( مستفعلن ) إلى ( متفعلن ) التي أرادها ( الداودي ) أن تبقى سالمة . ولهذا الأمر وجدنا الشاعر عبد الرحمن حجي يثبت البيت في ديوانه [14] كما أورده المصمودي ، وكما أورده القباج في مصنفه [15] ، لا كما صححه الداودي .
ويروي محمد بن تاويت البيت المشهور لأحمد شوقي على الصورة التالية :
كذاك الناسُ بِالأخْلاقِ يَبْقى صًلاحُهُمْ ويذهبُ عَنْهُمْ أمْرَهُمْ حَيْثُ تذهَبُ
فيتنبه محمد الداودي [16] إلى أن الشطر الأول غير مستقيم ، وأن صواب البيت هو :
* كذا الناس بالأخلاق يبقى صلاحهم ..* [17]
يتضح من النماذج السابقة أن تركيز نقاد الشعر في المغرب كان على الأوزان المكسورة دون سواها ، الأمر الذي جعلهم لا ينتبهون إلى قضايا عروضية أخرى لها دورها في العملية الشعرية . ويمكن أن نستثني منهم ( محمد بن تاويـت ) الذي انتبه إلى قضية عروضية دقيقة هي التجانس الموجود بين الوزن والحالات النفسية ، لذلك دعا إلى مراعاة هذا التجانس ، قائلا:
المطلوب التعليق على الفقرة التالية من خلال رأي المشارك ومطالعاته وهذا الرابط :
http://web.archive.org/web/200711110.../45-qaloo.html
\' إن أوزان الشعر العربي أوزان قد لوحظ فيها أنها وضعت حسب انفعالات نفسية لتعبر – كالموسيقى – عن خوالج خاصة بها .. فالطويل والمديد مثلا لا يصب فيهما من المعاني ما يصـب في المتقارب أو المنسرح مثلا .. والشاعر نفسه ليس له الخيار بين هذا وذاك من الأوزان من غير ما يراعي فيها ما يناسب حالته النفسية التي هو عليها من هدوء أو قلق ، ومن مرح أو انقباض ، وسرور أو كآبة ، وأمل أو يأس .. ومن لم يراع هذا التجانس بين الأوزان ، وبين هذا كله فإن ذوقه ينقصه حس مرهف \' [18] .
بانتظاركم والله يرعاكم.
المفضلات