للتأمل والتحليل العروضي

للبحتري

طافَ الوُشاةُ بهِ، فصَدّ وَأعْرَضَا، 4 3 ((4) 3 ((4) 3
..... ................وَغَلا بهِ ((4) 3 - هَجْرٌ أمَضَّ،وَأرْمَضَا 4 3 ((4) 3
والحُبُّ شَكْوٌ ما تزَالُ تَرَى بهِ 4 3 4 3 ((4) 3
.... ................كَبِداً مُجرَّحَةً وَقَلْباً مُحْرَضَا ((4) 3 ((4) 3 4 3
وَبِذي الغَضَا ((4) 3 - سَكَنٌ لِقَلْبِ مُتَيَّمٍ، ((4) 3 ((4) 3
....................حُنِيَتْ أضَالِعُهُ على ((4) 3 ((4) 3 - جَمْرِالغَضَا 4 3
صَدْيانُ يُمْسي، وَالمناهِل جمّةٌ، 4 3 4 3 ((4) 3
....................كَثَباً يحَلأ عن ذَرَاها، مُجهَضا ((4) 3 ((4)3 4 3
أنّى سَبِيلُ الغيّ منْكِ،وَقدْ نضَا 4 3 4 3 ((4) 3
....... .............مِنْ صِبْغِ رَيْعَانِ الشّبيبَةِ ما نضا ((4 ) 3 4 3 ((4) 3
يا ليْتَ شعري! هل يعودُ، كما بدا، 4 3 4 3 ((4) 3
....................زَمَنُ التّصَابي، أوْ يَجيءُ كما مضَى ((4) 3 4 3 ((4) 3
كانَتْ لَيالي صَبْوَةٍ 4 3 4 3 - فتقَطّعَتْ ((4) 3
...... ..............أسْبابُها 4 3 ، وَأوَانُ لهْوٍ، فانْقضَى ((4) 3 4 3
بأبي عليٍّ ذي العَلاءِ تَحَبّبَتْ ((4) 3 4 3 ((4) 3
...... ..............أيام دَهْرٍ ، كان قبل مُبغَّضَا 4 3 4 3 ((4) 3
خُرْقٌ، يُزَجّي 4 3 4 3 نَيْلَهُ - لِعُفاتِه ((4) 3
...... ..............ِسَحّاً، إذا 4 3 - ما النّيْلُ كان تَبرُّضَا 4 3 ((4) 3
مُمْضَى العزِيمَةِ، لَوْ يُباشِرُ حَدّها، 4 3 ((4) 3 ((4) 3
...... ..............فَلّتْ غِرَارَيْهِ، الحُسامُ المُنْتَضَى 4 3 4 3 4 3

عدد التراكيب الثلاثية = 13
عدد التراكيب الثنائية = 7
عدد التراكيب الأحادية = 7

وكمقياس لصحة العدد 13×3 + 7×2 + 7× 1 = 39 + 14 + 7 = 60
أي 60 تركيب ( تفعيلة ) كل منها 4 3 في البيت الواحد منها 6 وعدد الأبيات =10

مجموع أطوال التراكيب = (13× 21) + (7× 14 ) + (7× 7) = 420

وهذا تحصيل حاصل فهو مجموع عدد التفاعيل (60 ) في طول التفعيلة الوحدة (7) = 60×7 =420
مجموع عدد التراكيب الثلاثية والثنائية والأحادية = 13+7+7=27
متوسط طول التركيبة الواحدة = 420/27 =15.56

لقد بدأنا بحثنا في موضوع التدوير وها نحن نجد التداعيات تقودنا إلى مقياس جديد هو متوسط طول التركيب أو التركيبة ووجدناه يتفاوت بين كل من الأبيات المختارة لكل من
انثيال = 7.87
المتنبي = 12.35
البحتري = 15.56

المعروف أن شعر البحتري هو الأكثر انسيابة وسلاسة فهل متوسط طول التركيب الواحد يصلح دلالة رقمية لقياس هذه السلاسة ؟
ثمة ما يدعم هذا منطقيا فكلما زاد طول التركيب دل ذلك على تكامل وتواصل الكلمات عبر حدود التفاعيل. ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الإحصاء والتجريب والتمحيص. طبعا هذا لا ينقص من قدر شاعرتنا الكريمة فلتميز قصيدتها الفضل في هذه الدراسة أصلا. وربما نعود لحقا لدراسة بعض قصائدها في فترة قادمة لمعايرة هذا المقياس.
يبقى أن هذا المقياس يمكن أن يعدل لدراسة البحور الأخرى بل وكذلك الشعر في فترات عمر الشاعر المختلفة أو للمقارنة بين قيم هذا المقياس في الأغراض المتنوعة واستكشاف دلالات أخرى له.

وربما كان هذا المقياس أحد مكونات البصمة الخاصة بالكاتب أو الشاعر التي يراودني أمل أن يتم يوما ما التوصل إليها. وإن تم ذلك فستكون له تداعيات في غاية الأهمية في مجالات حيوية حساسة.

وربما كانت الجداول هي الأداة الأفضل في عرض هذه الدراسة .
وهكذا لا يفتأ الرقمي يطرق أبوابا جديدة.
أرجو ممن يستطيع أن يتناول عشرة أبيات لشاعر آخر أن يفعل مشكورا.