مرحبا أستاذتي نادية: أشكرك على ما غمرتِ به أخاك من اللطف...
يبدو لي أن عدم ورود بعض الأنساق الإيقاعية في الشعر النبطي يعود إلى سببين:
1. ما تفرضه اللغة المحكية على مستخدميها من قواعد خاصة قّّلصت من عدد المقاطع الصوتية المستخدمة في هذه اللغة (اللهجة) البدوية...
تأمليهم كيف يلفظون كلمة (ورقة) على سبيل المثال, إنهم يلفظونها (اورقة) هنا تتحول من 1 3 إلى 2 3 وبالتالي يختفي المقطع 11 المسمى عند العروضيين بالسبب الثقيل.
2. العلاقة الحميمة بين الشعر والغناء, حيث كان الشاعر النبطي القديم يغني قصيدته على أحد الألحان الشائعة أو يبتدع لحنا مقاربا له, ثم جاء من بعدهم من الشعراء فورثوا الأوزان وقل اهتمامهم بالغناء مما أدى إلى استقرار الأوزان في الشعر النبطي إلى حد بعيد.
ولتأكيد هذا السبب يكف استعراض ما تركه الشاعر النبطي خلف العتيبي من تراث غنائي يشتمل على مجموعة كبيرة من القاصئد نظمت على أنساق لم يسبق إليها الشاعر, وهنالك آخرون غيره ممن نظموا على أنساق معقدة, وقد أسمعني أ؛دهم مرة قصيدة نظمت على 4 3 (الرجز) بواقع عشر تفعيلات متتابعات في كل شطر!!!
الشعر الفصيح أيضا كان قوي الصلة جدا بالغناء, يقول حسان بن ثابت:
تغن بالشعر إما كنت قائله ** إن الغناء لهذا الشعر مضمار
وإني لأرجو أن يحدث قلمك الشعري بما تمتلكينه من معرفة العروضي وحس المتذوق ثورة في أوزان هذا الشعر, ولما لا والمجال مفتوح والآفاق رحبة لكل تغيير قائم على أسس علمية راسخة.
وليحفظك الله
المفضلات