منيره !
يُقالُ أن المتنبي وحدهُ استطاعَ دمج الفلسفة في الشعر و إشراب الشعر روح الفلسفة وهذا يعني المزج بين العقل والخيال بطريقة فنيّة لا تغلّب واحداً على الآخر ، وأرى مثلما يرى السواد الأعظم من محبي الشعر و متذوقيه أن ناصر الفراعنة استطاع أيضاً أن يملأ بفلسفته أقداح الشعر بامتلاكه لمُكتسب ثقافي زاخر وشاعرية نادرة متفرّدة في أُسلوبها وبمخزون لغوي وتراكيب شعرية تتجاوز أُفق الشعر النبطي إلى فضاء الشعر الفصيح ، ولا أدري لماذا انهال النقد على جزئيات إبداعه فنراهم ينسبون قصيدته (ناقتي يا ناقتي ) إلى شاعر قديم رغم إن الاقتباس إن وُجد فلا يعني الاختلاس ، ثم عابوا عليه قوله دثريني يا منيره زمّليني يا منيره وادّعوا أنه تطاول على القرءان الكريم .. أ لأن زامر الحي لا يطرب ساكنيه !؟؟
القرءان الكريم جاء ليتحدّى العرب بلاغةً وإحكاماً وفيه الكثير من الكلمات والتراكيب التي توافق الأوزان الشعرية بل إن آية منه جاءت على وزن أحد البحور الشعرية وقد اقتبسها أبو نواس في إحدى قصائده :

لن تنـالـوا البـِرَّ حـتّى= تُنـفـقوا مـمّـا تُحـبون
وإن قال الفراعنة دثّرِيني .. زمّليني فلم يدَّعِ وحياً بل قال : في خفوقي فرخ عبدٍ طقْ زيره ! ، ولا أظن استخدام لفظ من القرءان يعني التطاول عليه فأغلب ألفاظ اللغة العربية إن لم تكن جميعها وَرَدَت في القرءان.
اللجنة الموقرة لم تكن منصفة بإعتراضِها على ما أورد الشاعر من أوصاف لمحبوبته والتي سارت على لسان الشعراء من قبله خصوصاً الأستاذ حمد السعيد الذي أنكر عليه أن يذكر وصف محاسن محبوبته من حُسن وجه وتورّدِ خدود وجمال قوام وأظنه نسي أو تناسى أنه قال :


للزين عندي من قديمٍ علامات= عينٍ ومبسم والجسم و الرشاقه
ماهو كلام اللي كتبته و اشاعات= أنا ربطني مع متيـنه عـلاقه
بس مو ضروري يلبسنّْ استرتشات= ترى السعة مرّات تعني أنـاقه

ولا يدري أن الذوق يأنف من هذا القيء الشعري الذي ربما ضمّنهُ أحد دواوينه الصوتية بينما ينتقد الفراعنه مع أنه تناول المحاسن لا المفاتن والجمال لا المتعة.


وكم من عائبٍ قولاً سليما= وآفتهُ في الفهمِ السقيمِ