مسألة عروضية
غازي المهر
https://n9.cl/oi9qo
صادقو العهد (مجزوء المتقارب)
فإن مات أو قتلا
ففينا غدا بطلا
وما عن مشاعرنا
تولّى أو ارتحلا
وصفه أستاذي سليمان بقوله :
Suleiman Abusitta
كان شوقي في إحدى مطولاته وأولها:
طال عليها القدم || فهي وجود عدم
قد التزم (من لزوم ما لا يلزم فيها) زحاف الطي في أشطرها جميعا. ويبدو لي أنك اتبعت خطاه من حيث لا تقصد فالتزمت زحاف القبض في أبياتك الرائعة حتى كاد يخيل لي أنك لم تبن القصيدة على المتقارب المجزوء بل على نسق مصنوع تفاعيله: فعولن مفاعلتن.
فعولن من دائرة (أ- المتفق) لا تسبق (مفاعلتن) ابدا من دائرة (هـ - المؤتلف) اللهم إلا بإعطاء التفاعيل منهجية خارج منهج الخليل. هذا التحليل يجوز معه أن تأتي صورة منه ( فعولُ مفاعلْتن) ويأتي ذلك موافقا لبيت الشعر الذي لم تطقه الذائقة العربية ( وزوجك في النادي ..... ويعلم ما في غد) ولا أريد أن أزيد الأمر تعقيدا بالألوان والأرقام.
عندي أن هذا شعر على المققتضب = مفاعيلُ مستعلن وعليه يصح في أول بيتينن :
فإن مات أو قتلا = معولاتُ مستعلن
إنه غدا غدا بطلا = مفعلاتُ مستعلن
لم يزل يرافقنا = مفعلاتُ مستعلن
تولّى أو ارتحلا = معولاتُ مستعلن
وهذا يعيدنا إلى موقف حازم القرطاجني من بيت الشعر :
أتانا مبشرنا... بالعذاب والنذر
وقد جرى تناوله :
https://sites.google.com/site/alarood/Home/-qabas
حازم أيضا لا يعترف بمنهج الخليل. وأنقل من الرابط أعلاه:
* – حازم القرطاجني وأحمد الأقطش
يرى الخليل أن المقتضب = مفعولاتُ مستعلن = 2 2 2 3 1 3
ويجب فيه التراقب ( وزا – على دائرة فيصل) أي زحاف أحد السببين الأولين
ليكون وزنه = مفعلاتُ مستعلن = 2 3 3 1 3 أو 3 2 3 1 3 والأول أكثر سلاسة.
وعليه أجاز الخليل البيت...... أتانا مبشرنا .... بالعذاب والنذر
3 2 3 1 3 2 3 3 1 3
واستنكر الصدر حازم القرطاجني وقال بعدم تجانسه مع العجز. وللتخلص من ذلك اقترح وزن المقتضب = 2 3 3 1 3
( الوتد الأصيل 3 أحمر )
وهنا يقع حازم في كبيرة اجتماع وتدين أصيلين.
ثم هل تخلص حازم من عدم اتساق الصدر والعجز نتيجة المراقبة ؟
كلا . بل وقع في مثله
فاعلن مفاعلتن = 2 3 3 1 3
فَعِلُن مفاعلتن = 1 3 3 1 3 = ((4) 3 1 3 من الكامل ( أحذ مجزوء الكامل)
ويكون البيت التالي على هذا الأساس صحيحا :
وأتى يبشرنا بالعذاب والنذر
((4) 3 1 3 2 3 3 1 3
الإشكال هنا يزيد على ما يراه حازم من إشكال : 3 2 3 1 3 .... 2 3 3 1 3
فإن قال إن فاعلن لا تخبن، قلنا له إن هذا يتطلب عروضا جديدا يبين متى تخبن ومتى لا تخبن
وليس الحال أفضل من وزن الخليل الذي يتسق مع منطقه.
فطن لهذا الأستاذ العروضي سليمان أبو ستة، فدفع باسم حازم القرطاجني معتبرا أن وزن المقتضب= فاع لن مفاعلتن = 2 1 2 3 1 3 ،وهو بذلك يمنع فا ( أول فاع لن) من الزحاف لوجودها في وتد مفروق ) وعلى ما في هذا من سعة حيلة إلا أنه يصطدم بإن القول بوجود (فاع لن) يقتضي القول بوجود فاعلُ وعليه يصبح لدينا إمكان مجيء:
الصدر على فاع لن مفاعلتن = 2 3 3 1 3
والعجز على فا عل مفاعلتن = 2 1 1 3 1 3
وهذا يجعل بيت الشعر التالي من وجهة النظر هذه:
جاءكَ مبشرنا بالعذاب والنذر
2 1 1 3 1 3 2 3 3 1 3
فهل ورد هذا التركيب 2 1 1 3 في أي بحر من بحور الشعر العربي ؟
وهنا الجوزات الثلاث، وفي الخانة الأخيرة ما يقابل الصدر من تفاعيل الخليل، وتعليق بمنطق الخليل
مع خالص التقدير والتحية.
المفضلات