قال الله تعالى: (إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا 24 الكهف)
إِلَّا : أداة استثناء (وأعربت للحصر لا عمل لها)
أَن : حرف مصدري ونصب
يَشَاء : فعل مضارع منصوب بأن المصدرية.
اللَّهُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . وجملة يشاء الله صلة الموصول الحرفي (أن) لا محل لها. والتأويل (إلا بمشيئة الله) والمعنى المرتبط مع الآية السابقة ( ولا تقولن إني فاعل شيئاً إلا بمشيئة الله) أي إذا قلت سأفعل كذا فاقرنه بقولك إن شاء الله.
وقد أعطى العكبري هذا الاستثناء ثلاثة أوجه :
1- استثناء من النهي: لا تقولن ..إلا أن يؤذن لك في القول
2- استثناء من فاعل تقولن :لا تقولن .. حتى تقرن قولك بقول إن شاء الله.
3- استثناء منقطع وموضع أن يشاء الله النصب بمعنيين : لا تقولن ذلك في وقت إلا أن يأذن الله أو قائلاً إن شاء الله.
وفي حال اعتبار (إلا) للحصر يكون التقدير ( قل لشيء، إذا أردت فعله، إن شاء الله أو بمشيئة الله).
وَاذْكُر : الواو للعطف و(اذكر) فعل أمر مبني على السكون الظاهر. وتقدير الفاعل (أنت).
رَّبَّكَ : (ربَّ) مفعول به منصوب وهو مضاف وكاف الخطاب ضمير مبني في محل جر مضاف إليه . وقدر بعضهم حذف مضاف معلوم من السياق والتقدير (واذكر مشيئة ربك).
إِذَا : شرطية غير جازمة ، ظرفية لما يستقبل من الزمان.
نَسِيتَ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير مبني على الفتحة في محل رفع فاعل.
وَقُلْ : الواو للعطف و(قل) فعل أمر معطوف على (اذكر) وله حكمه.
عَسَى : فعل ناقص من أفعال الرجاء. واسمه متأخر على خبره ( عسى ربي أن يهدين..) ، وقدر بعض النحاة اسمه بضمير مستتر تقديره (هو).
أَن : حرف مصدري ونصب
يَهْدِيَنِ : فعل مضارع منصوب بأن وياء المتكلم محذوفة رسماً في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى.
رَبِّي : فاعل مرفوع لفعل (يهدي) والياء في محل مضاف إليه ، وتصح اسم عسى متأخراً على خبره.
لِأَقْرَبَ : جار ومجرور متعلقان بالفعل (يهدي) – وأرى صحة إعراب اللام للتعليل وحرف جر و(أقرب) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد اللام والمصدر المؤول منهما في محل جر بحرف الجر متعلقان بالفعل (يهديني).
في لسان العرب : قال اللّه تعالى: ولا تَقْرَبا هذه الشجرة؛ وقال: ولا تَقْرَبُوا الزنا؛ كل ذلك مِنْ قَرِبتُ أَقْرَبُ. انتهى . فأقربُ فعل مضارع بمعنى أدنو أو أتقرب، (لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا بمعنى لأدنوَ من هذا)
مِنْ هَذَا : جار ومجرور متعلقان بأقرب.
رَشَدًا : تمييز منصوب بالفتحة ، وأعربت مفعولًا به ثانياً لفعل (يهديني)، كما أعربت مفعولًا مطلقاً.
قال تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا 25 الكهف)
قرئت في المتواتر (ثَلَاثَ مِائَةِ سِنِينَ) بغير تنوين
وَلَبِثُوا : الواو للعطف أو للاستئناف. (لبث) فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو في محل رفع فاعل.
فِي كَهْفِهِمْ : جار ومجرور متعلقان بالفعل (لبث)، والضمير (هم) في محل جر مضاف إليه.
ثَلَاثَ مِائَةٍ : ظرف زمان منصوب متعلق بلبثوا ، و(مئة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
سِنِينَ : عطف بيان أو بدل منصوب بالياء لأنه ملحق بحمع المذكر السالم. (وأجاز بعض النحاة هنا ، ومنهم الفراء سنين تمييزاً ، ولم يجز ذلك الجمهور على أنّ تمييز المئة لا يكون إلا مفردًا مضافًا ).
وفي القراءة المتواترة للثلاثة الكوفيين - ثلاثَ مائةِ سنين، بالكسرة بدون تنوين- لتكون سنين تمييزًا للمئة بالإضافة وقد جاءت سنين بصيغة الجمع .ما يدل على فصاحتها فهي قرآن يتلى وهي حجة على من ينكر تمييز المئة إلا بالمفرد.
وَازْدَادُوا : الواو للعطف. (ازداد) فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، معطوف على لبثوا, والواو في محل رفع فاعل.
تِسْعًا : مفعول به منصوب والمقصود تسع سنين والله أعلم ، (وأعربها الدكتور محمود ياقوت تمييزًا)
=======
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير : ( وقرأ الجمهور ثلاثمائةٍ بالتنوين وانتصب سنين على البدلية من اسم العدد على رأي من يمنع مجيء تمييز المئة منصوباً، أو هو تمييز عند من يجيز ذلك. وقرأ حمزة والكسائي وخلف إضافة مئة إلى سنين على أنه تمييز للمئة وقد جاء تمييز المئة جمعاً.وهو نادر لكنه فصيح.) انتهى
===============
قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوات وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا 26 الكهف)
قرئت في المتواتر (ولا تُشركْ) على النهي
قُلِ : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
اللَّهُ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
أَعْلَمُ : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
بِمَا : جار ومجرور متعلقان بالخبر أعلم، - تؤول (ما) المصدرية مع الفعل بعدها بمصدر مجرور بحرف الجر (بلبثهم أو مدة لبثهم).
لَبِثُوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو في محل رفع فاعل.وجملة (الله أعلم..) في محل نصب مفعول به مقول القول. وجملة (لبثوا) صلة ما المصدرية لا محل لها.
لَهُ : جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره كائن
غَيْبُ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف
السَّمَوات : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وَالْأَرْضِ : حرف عطف ومعطوف على السموات.
أَبْصِرْ : فعل ماضٍ بصيغة الأمر لإنشاء التعجب.
بِهِ : الباء حرف جر زائد والهاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل.
وَأَسْمِعْ : الواو حرف عطف ، والفعل (أسمع) معطوف على أبصر وله حكمه.
مَا لَهُم : ما نافية ، (لهم) جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم تقديره (كائن).
مِّن دُونِهِ : جار ومجرور متعلقان بالخبر المقدم ، وهاء الضمير في محل جر مضاف إليه.
مِن وَلِيٍّ : حرف جر زائد، (وليّ) اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً مبتدأ مؤخر.
وَلَا يُشْرِكُ : الواو عاطفة و (لا) نافية لا عمل لها ، والفعل (يُشْرِكُ) مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على الله تعالى.
(ولا تشركْ) : الواو عاطفة و(لا) ناهية ، والفعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت)
فِي حُكْمِهِ : جار ومجرور متعلقان بالفعل يشرك وضمير الهاء في محل جر مضاف إليه.
أَحَدًا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
======
في قوله (أبصر به وأسمع) رغم أنها صيغة تعحب في اللغة لكنها تذكر بالحديث القدسي : ("وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه". صحيح في البخاري.