***************
حضرتك ترى أننا نختلف في طريق الوصول للهدف ؟
و لكن لا يبدو من ردودك أخي الكريم أن هناك حاجة لطريقٍ للوصول ،
فمن لا يؤمن بالعمل لن يبحث عن الطريق أصلا ، فهي لا تهمه ،
بل سيمكث حيث هو يرتقب و يترقب ، معتقدا أنه مسير لا طائل من سعيه و لا سبحه .
أما في الجزء الآخر من العالم ، فهناك عاملون مجتهدون ،
يسعون في الأرض كما أمرهم الله تعالى ، يعلمون أن الله تعالى
هداهم النجدين ، و بين لهم المنهاج ، فانتشروا في الأرض
يبتغون من فضل الله ، يسددون و يقاربون .
فإن اهتدوا فمن الله ،
و إن ظل سعيهم فمن أنفسهم و من الشيطان .
و كلاهما جرت به الأقلام في البدء .
** معادلة لم أكن أعرف أنها صعبة إلا بعد هذا الحوار . **
حاولت جاهدة أن يكون حوارنا علمي منطقي مثمر ،
لكنك اخي لا تحيد عن التمسك بفكرة هي أول ما يلقنه المسلم ،
و هي : أن كل شيء بقدر .
و لكنك تدور حولها و تقف عندها موقفا لا تترك فيه مجالا ،
لما سواها مما يتوافق معها و لا يناقضها أبدا .،
و أنت تعرف أن الثقة في هيمنة الله تعالى علينا أمر نؤمن به و نعتقده .
عسى ربي أن يلهمنا و يفهّمنا ما نحقق به عبوديتنا له ،
فنؤدي حق الأمانة التي ارتضينا حملها ،
و استثقلتها الخلائق .
ألا تخشى أخي البحر و لو قليلا أن تكون بتمسكك بالمشيئة لحد
تعطيل العقل تكون تخالف المنهج الرباني ، و تعطل السبب الذي خلقت من أجله .؟
ألم يثني النبي صلى الله عليه و سلم على الاخ الذي يخرج للعمل و فضّله على أخ له كان
يمكث في المسجد متعبدا لا يبرحه، و يعتمد على كسب أخيه العامل ؟
* يفضل العمل على العبادة في هذا المقام *
أطلب منك أخي ان تعيد النظر فيما جاء في هذا الموضوع من ردود ،
و ان توضح فكرتك بشكل جلي ، فلا يظن فيك القارئ ما ليس فيك ،
فإني على ثقة أن هناك سوء فهم في مكان ما .
أكتفي بهذا القدر .
تقديري للجميع .