طوفانُ الغزلِ وصبا المشيبِ
بسم الله الرحمن الرحيم
طوفانُ الغزلِ وصبا المشيبِ
د. ضياء الدين الجماس
:وح:1:وح:1:وح:1
طوفانُ الغزلِ
رَضِعَ الجدودُ حياءَهمْ منذ الأزلْ= ماءُ العفافِ وضوؤُهم في المغتسَلْ
فالتبر مَعْدِنُـهم يلألئ في الدُّجى = ليُنيرَ درباً للحنيفِ به اعتدَلْ
سَلَفٌ توارثَ كنزَهُ دُرَرَ السما = كالغيثِ يمطرُ في العوالـِم ما انفصَلْ
خَلَفٌ أتى من بعدهم يهوى الهوى = كلٌّ يُدَندِنُ حرفُنا غَزَلٌ غَزَلْ
وكأنَّ ربَّ الكونِ أوجدَهم سدى = كي يلعبوا والعقْلُ منهُمْ قدْ أفَلْ
ونسوا وصيَّةَ ربهم والمصطفى = فأتاهم الطوفانُ ذلك ما حصَلْ
http://www.qqq4.com/u/4e0604161459947073662.jpg
صبا المشيبِ
طُغيان بَـحْرٍ هادرٍ غَمَرَ الجبلْ = يغشى السهولَ مع الروابي والتللْ
غزلُ الخلاعةِ قد غزا كل الورى = لصبا الشيوخ مراكبٌ فيها استقلْ
مَنْ شبَّ في صِغَرٍ على لـَهْوِ الدُّمى = يضحي بشَيْبَتِهِ يعاني مِنْ مَلَلْ
http://www.qqq4.com/u/a30604161459946561342.jpg
فَتَرى الذي شابَتْ مفارقُه ذوى = وصِبا المَشيبِ بقلبِهِ مثل العسَلْ
شِعْر المشيبِ إذا جرى بخيالهِ = كسحابِ صيفِ في الأعالي ما انهمل
يجري دخاناً دون قطرٍ عابراً = فيمرُّ كالأسرابِ من طيرِ الحجلْ
شيخٌ وصبٌّ والخيالُ صبابة = وحروفُهُ حنَّتْ إلى وَهْمِ القُبَلْ
نسيَ العشيرَ لأنَّهُ قد فاته = دهرُ الوصالِ فما دناه وقد رحَلْ
والنارُ تلعَبُ في حَشاهُ بجَمْرِها = فتؤجِّجُ الخَلَجاتِ لكنْ في خَجَلْ
وكأنها جَمْرٌ يداعبُ مَيْتَةً = فَحَشاهُ كالجلمودِ صخرٌ ما اشتعَلْ
يا صَبُّ يكفيكَ العشيرُ بحبِّهِ = أفلا ترى بدرَ الحبيبِ قد اكتمَلْ
أينَ المروءة والحبيبُ مكافحٌ= صانَ الأمانةَ لا خيانةَ أو دجَلْ
فكُنِ الخليلَ له لِتقْطِفَ زهرَهُ = وابعدْ عنِ الأهواءِ واحذرْ من زللْ
فالله ينظرُ في القلوبِ برحْمةٍ = وسيقبَلُ التّوابَ حالاً لو عَدَلْ
والعقلُ ينضجُ كالثمارِ حلاوةً = وبِبَـوحِه يرضى العفيفَ مِنَ الغَزَلْ
غَزلُ المجونِ تُرَدُّ فيه شهادةٌ = كَمَنِ اقتنى طيرَ الحمام ولو زجلْ
فهو الفسوقُ بعينه يَسِمُ الفتى = ويُعَدُّ في فِقْهِ العُدولِ مِنَ العِلَلْ
يا أمَّةً ورثتْ كنوزَ كتابها = عودوا إلى علمٍ جليلٍ قدْ هطلْ
هيا اعمروا أرضَ البلاد حضارةً = اللهُ أكبرُ صرحُنا حتى الأجلْ
http://www.qqq4.com/u/220604161459920667771.jpg
:rty (6)::rty (6)::rty (6):