بسم الله الرحمن الرحيم
أمثالٌ وحِكَمٌ
د. ضياء الدين الجماس
:وح:1:وح:1:وح:1
كالنَّحلِ قُمْ بعَزيـمةٍ مُتَواصلَةْ = عَمَلاً دؤوباً دونَ أيَّةِ فاصلَةْ
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1186727
واجْنِ الكنوز من البحار دفينة = واصنع بها عسلاً يشافي آكلَهْ
داوِ الجراح بهمّةٍ وعزيمةٍ = لـمَّا تراها العينُ تخشعُ ذاهلَةْ
لا تحقرَنَّ من الجميل قليلَه = فالقطرُ يُنبتُ حبَّهُ وسنابلهْ
كالنحل يجمع شهده متراكماً = شيئاً فشيئاً كي يزيدَ معاسلَهْ
ومع القناعة تستفيض وتغتني = كالبحر يَغمر بالمياه سواحلَهْ
إن كنت ترضى من إلهك قربه = ستراه خيراً من مغانم هائلة
بل هذه الدنيا خيالُ منَوَّمٍ = إن يستفق يلق المشاهد زائلة
ومع الجماعة تستطيبُ مدادها = كالنخل يخرج شطأه وفسائله
في كله خير ولا خبثٌ به = كالمؤمنين تراه نوراً داخلَه
واليأس داء في القلوبِ يميتها = ويجذّ إيمان التقى ومداخله
وانظر إلى النمل الدؤوب بجده = لا يأس يطرقُ بابه ومنازله
الكل يعمل في الحياة مكافح =يجني الغذاءَ ولو بأرضٍ قاحلَةْ
ويجره جرّ الجياد لحصنها = أو يستعين بغيره في العائلَةْ
في الخزن يحفظُهُ ويشطر حبه = ويفتُّ كزبرةً لأربعَ خاملَةْ
في شطرها ضمنت موات رشيمها = أضحت بِـخزن نشائها متفائلة
والنمل يحمي حصنَهُ بعيُونِهِ = رَصْداً ليحذرَ غادراً أو صائلة
لـمَّا رأتْ جُنْداً تدوسُ طريقَها = قالت نصيحتها وكانتْ عاقلَةْ
"بحصونكم هيا الزموا وتستروا= كي تسلموا منْ سَحْقِ رجْلٍ جائلَةْ"
نحْلٌ ونمْلٌ والنخيلُ مثيلُها = ضُرِبَتْ لنا مثلاً نُصدِّقُ قائلَهْ
ضربَ الإلهُ مثالَه ببعوضَةٍ = يبدي لنا إعجازَهُ وشمائلَهْ
أبصرْ بعقلٍ نافذٍ وبصيرةٍ = وبنورها سترى الحقائقَ كاملَةْ
وعليكَ أنْ تدعو دعاءً خالصاً = فيجبْكَ ربٌّ لا يخيِّبُ سائلَهْ
واعملْ بنورِ اللهِ تلقَ رشادَه = مُتَجَنِّباً سُبُلَ الهلاكِ القاتلَةْ
إياكَ منْ وَهَنٍ يصيبُكَ بالونى = تكنِ النتيجةُ في الحصيلَةِ فاشلَةْ
وإذا عزمتَ مُهاجراً لله أو = لرسوله تجدِ الجوائزَ هاطلَةْ
صاحبْ رجالَ الصِّدْق في سُبُلِ الهدى = ولْتَجْعَل الإخلاص زادَ الراحلَةْ
واركبْ معَ السَّلَفِ القويم برحْلِهم = طابَ الرحيلُ وطابَ صَحْبُ القافلَةْ
مُتَجَنِّبين لظى الهوى بظلامِهِ = متواصلين بمَنْ يزكِّي واصلَهْ
فَرَضَ "العليمُ" فروضَهُ فاصعدْ بها = ومعَ الفروضِ أضفْ مزيدَ النافلَةْ
كيْما يحبّكَ في الكمالِ مقرِّباً= فإذا أحبَّكَ كانَ قَدْ أدناك لَهْ
فترى وتصغي ما يحبُّ ويرتضي = وتضيءُ في حُلَكِ الظلامِ مشاعلَهْ
سابق إلى خَيْراته تنلِ المنى = فهوى الـمُسابقِ يستثيرُ مفاصلَهْ
وبقوَّة الإمدادِ سارع نحوه = ووقودُكَ التقوى بنفسٍ عاملَةْ
متسلحاً بعُلوِّ همّةِ مؤمنٍ = يسقيكَ من عَسَلٍ أطابَ مناهلَهْ
خيرُ الصلاةِ على الحبيبِ المصطفى = ليذودَ عنَّا نارَ شَرٍّ غائلَةْ
:33-t::33-t::33-t:
أحاديث شريفة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ ؟ )) فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ . ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : (( هِيَ النَّخْلَةُ ))
في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد .ْ
قال الله تعالى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.
آيتان كريمتان عن النحل في سورة النحل
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ 68 ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 69
وفي سورة النمل
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 18
وفي سورة البقرة
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ 26