المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تثور الدماء / حسن حجازى



Hassan hegazy
10-17-2006, 04:22 PM
قراءة خاصة لمأساة (عطيل )
للشاعر الإنجليزي العظيم وليام شكسبير
عندما تثور الدماء !

أتى عطيل
ويديه مخضبةَ ُ الدماء ِ حزينة
يزحف ُالملل على قلبه المسكين
يرتعش الدمع على جبينه الأسود
أفكار الأمس تناديه تطارده
همس الشيطان يعذبه يذكره يشتته
حمى الشك تؤرقه تمزقه تفتته
يجرى الدم فى العروق
فيثور العقل البربرى
تضيع لغة المنطق
فى حرب الجمال
أجل أين المنديل الفرعونى المقصود ؟
تركَته ُ هناك
بل نسيته عند العشيق
مسحت به عرَقه الآثم
نشفت به براءة القلب الأبيض
تهاوى الجمال
وخبا سحر ُ الكمال
قومى يا امرأة
استغفري رَبكِ
وصلى له آخر صلاه
آن الأوان يا عشيقة الرجال
سأطهر منكِ الوجود
وأحطمَ الصرح المعهود
لكنى أحبكِ أعبدك
أكادُ أصلى لكِ
يا عار السنين
ويا عمر الأنين
سأقتلك وأمزقكِ
يا ربة ً للغدر
يا ثورة ً للشك ِ أمضى
عن فواد من الحب جُن !
أيها الجسد البض الناعم تدثر
يا عيون السحر الصامت ضُمينى
وعن هذا الوجود ابعدينى
الموت ! ما أحلى الموت !
لا تخافى يا امرأة
إنها غاية نبيلة
سيعمُ الأرضُ السلام
وينمو زهر النقاء
موتى يا امرأة
يا مزرعة الشر الأسود
ُخذى تلك فى القلب الغادر
وتلك فى الصدر الآثم
وتلك فى الجنب الملوث بدم الرذيلة
ماتت حبيبتى وهانت بلوتى
(تدخل وصيفة ديدامونة وهى تصرخ فى دهشة )
وانتِ يا عاهرة مالكِ تصرخين فى ألم ؟
وتندبين فى جنون ؟
ماتت سيدتك وماتت معها الأسرار
ماذا تقولين ؟ بريئة ؟
بريئة يا خادمة السوء ؟
ماذا ؟ أنتِ سارقة ُ المنديل ؟
يا ناكرة الجميل يا ابنة الطريق !
زوجك ِ شيطانٌ غادر
غرر بى يا ويحى ! يا أسفى !
قتلت ُ نفسى بيدى
قتلت ُ نفسى بيدى
قتلت ُ نفسى بيدى !
(يظهر بعض النبلاء والقادة والجنود )
يا رفاق العمر الماضى
يا رفاق العهد السعيد
قتلت ُ زهرة َ الحسن ِ بيدى الملعونة
مياه البحر لن تغسل عنى هذا الدم
لن تطفأ عنى حرقة هذا القلب
يا أفكار العقل المسموم
يا ثمار القلب المحزون
لقد أتت علىَّ الظنون
وجرفنى من الغيرة تيار
وفى لحظة يأسى
قتلت ُ نفسى
قتلت ُ نفسى بجنونى
أرجوكم لا تسيئوا الظن بى
فليشهدُ التاريخ َ فى أسفاره الملعونة
على حبى الصادق لكِ يا (ديدمونة )
فلتحكوا عنى أنى يوماً كنت ُ فى (حلب)
ورأيتُ رفيقا ً فى ذل ِ الموقف يرتعد
ويهودى لعبت به كأسُ الكبرياء
يعبث ُ بأخى فى الدين ويلهو به
فرفعت ُ السيف َ الأبيض
وفى قلبِ قلبه أرديته
وفى قلبِ قلبه أغمدته
هكذا كما أودعه فى قلبى الملعون !
(عطيل يقتل نفسه )
هكذا كى أريح الرأس المكدود !
قادم ٌ إليك ِ يا عروس الطهرِ الوردية
قادم ٌ إليك ِ يا ربة ً للفضيلةِ الخالدة
وبراءتي هى روحى الجريحة !
آهٍ من الجرح ِ الأحمق يقتلنى
آه من قلبى الدامى يرفضنى
قادم ٌ إليك ِيا رفيقة العمر القصير
يا مليكة العهد السعيد
قادم ٌ إليك ِ أبداً
على جسر الموت الدامى
عبر دروب الموت الأسود !
يا لحظات ِ الموت أمضى
بلا عذابٍ أبدى
إنى قادم ٌُ إليك ِ أبداً
يامَّن فرقَ بيننا الوجود
أيجمعنا الله فى جنته ؟!
آه ٍ قلبى ينخلغ من جنبى
يزلزلنى
كالأرض ِ عندما تزلزل يوم الحشر!
كبدى يتفتتُ يتمزق يؤلمنى
يا زهرة البراءةِ البيضاء
هل تغفرى لى ذنبى ؟
ويهون عليك ِ حبى ؟
قد طال بى دربى
وأنا وحدى طريد
هل تغفرى لى
كى يغفر لى ربى ؟
هيا دعينى أقبلك ِ اّخر قُبلة
قبل رحيلى اللامنظور
فى مملكة الموت !

خشان خشان
10-17-2006, 05:11 PM
أتى عطيل
ويديه (ويداه ) مخضبةَ ُ الدماء ِ حزينة
يزحف ُالملل على قلبه المسكين
يرتعش الدمع على جبينه الأسود
أفكار الأمس تناديه تطارده


أخي حسن حجازي

أتطلع إلى يوم تترجم فيه الشعر شعرا.

هنا محاولة بدائية للترجمة لا شك أنك عندما تتقن الوزن ستأتي بأفضل منها بكثير


يداك عطيل تقطر بالدماء = وقلبك كاد يخلو من ذماءِ
ودمعك راعشٌ والوجه فحمٌ = تطاردك الهموم من الوراء

Hassan hegazy
10-17-2006, 05:44 PM
إستاذى الغالى // خشان
اعلم أنك أول من سيرد على ( عطيل )
أولا - شكرا على الإهتمام
ثانيا - أتى عطيل (ويداه ) هل لأنه سبقها مرفوع فترفع ؟
ثالثا ً- شكرا على المداعبة الحجازية !!
رابعا ً - مر بخاطرى مسرحية احمد شوقى مصرع كيلو باترا وصياغتها بالشعر التقليدى
وأغلب ظنى انها لم تحقق النجاح المرجو . وكذلك ترجمة المبدع أحمد رامى /لرباعيات
الخيام !! مجرد خاطر ليس إلا ! وانت بلا شك تدرى صعوبة الترجمة للشعر والمحافظة على الروح الشعرية التى تسود القصيدة موصوع الترجمة .
واخيرا ً لن أطيل عليك فأنت بلا شك تسسلت داخلى وامتلكت منى من نفسى مكانة كبيرة
أدعو الله أن يوفقنى للمحافظة عليها .....
وما يلق (ى) الفتى فى كل أرضِ صديق

وأدعو الله أن ياتى اليوم الذى تحقق فيه المنى ودمت لنا نعم المعلم والأخ والأنسان

خشان خشان
10-18-2006, 12:43 AM
أخي الكريم حسن حجازي

أسعدك الله وأكرمك وحفظك

أما الشعر وترجمته فأنت بذلك أدرى
وأما عن ( يديه) و ( يداه ) فالأصل في الأسماء الرفع ما لم تجر أو تنصب ( ويداه مخضبتان ) جملة إسمية في محل نصب حال، فكأنك تقول جاء عطيل مخضّبَ اليدين.

(وما يلقى الفتى ) يلقى هنا مرفوعة فما النافية لا تجزم . ولو قلنا ( لم يلقَ ) فصحيح ولا داعي لكتابة الألف أصلا بين قوسين. وإنما نكتبها بين قوسين لو اقتضتها الضرورة الشعرية - إن جاز ذلك - في حالة الجزم .

ولك من أخيك خالص الود.