المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~~ الشوق زادي ~~



فهد العتيبي
06-08-2006, 09:09 PM
الشوق زادي والوفا = ركبي وواسطتي إليكْ
فأجب رجائي قد كفى = بالسعــدِ رؤية مقلتيكْ
أو لسـتَ تدري يا نهى = عقلاً مطيـعا إصـبعيكْ
أنَّ الفؤاد وحبــهُ = وسعــادتي أسرى لديكْ
وعساك تدري حالتيِ = إن حلَّ بعدي عن يديكْ
أقضي جميع الوقتِ في = حـلـمٍ يطاردُ أخمصيكْ
بغطاءِ بعــدٍ موحشٍ = والروح باكيةٌ عليـكْ
من غير صفوٍٍ شارحٍ = فصـفـاؤها في راحتيكْ
يا تحفة الدنيا أما = إن الأمان بناظـريكْ
ذاق الأسى قلبي وما = أشكو سوى شوقي إليكْ
إني شكوتُ لنجمةٍ = جرحي فهل عتبتْ عليكْ
بات الشعورُ محرقاً = يصلى كواهجِ جمرتيكْ
والثغرُ باكٍ من نوى = عطرٍ زها في وجنتيكْ
بالجوف أشواقٌ أصَـ = بِّرها فهبني ساعديكْ
هبني ملاقاةً بها = يرسو الغرامُ بشاطئيكْ
فلأنتَ لي وطن الهوى = والحــبُ بيتٌ في يديكْ
هـذي يدايَ مددتها = يا موطني خــذني إليكْ


فهد العتيبي

خشان خشان
06-09-2006, 03:41 AM
أخي الكريم فهد العتيبي
قصيدتك عذبة. وسأتطرق لناحية واحدة من مظاهر عذوبتها وهي القافية المنتيهية بالياء الساكنة رويا والكاف الساكنة وصلا ( ويجوز أن تشبع حركتها من حيث المبدأ).
وقد حملتني هذه القافية إلى استعراض الموسوعة الشعرية فخرجت ببضع قصائد على ذات القافية والروي، وكلها عذب فكأن القافية هذه عامل عذوبة يستتبع العوامل الأخرى.
والملاحظ أن الكلمات الأخيرة في كل الأبيات في جميع القصائد إما مثنّاة مجرورة في الأغلب أو منصوبة نادرا. وفيما عدا التثنية ترد كلمتا إليك وعليك. كما يغلب على القصائد بحر الرمل.
وهنا أبيات من بعض هذه القصائد قد تستدرج مزيدا من التأمل .

لابن حمديس



هاتِ كَأسَ الراحِ أَو خُذْها إِلَيكْ = يَنْزِلِ اللهوُ بها بين يديْكْ
ريقةُ العيشِ بِها فاخلَع عَلى = شَفَتَيها كُلَّ حينٍ شَفَتَيك
وأَطِع فيها نَديمَيك بِما = حَكَما واعصِ عَلَيها عاذِلَيك
وإذا سَقّيْتَ منها شفَقاً = طَلَعَتْ حُمْرَتُهُ في وجنَتَيك
وتَناوَلْ نَشوةً مِن رَوضَةٍ = طَلَعَت كَالشَّمسِ بِالنجمِ عَلَيك

وله كذلك :

ما الَّذي أَعدَدتَ لِلمَوتِ فَقَدْ = قُدِّرَ الموتُ بِلا شكَّ عَلَيك
أَذنوباً كاثَرت عِدّ الحصى = بِئسَ ما استَكثَرتَ مِن كَسبِ يَدَيك
بِئسَ ما يسمعُ مِن تَعظيمِها = مَلَكا القبرَ بِهِ مِن مَلِكَيك
أَيّ خَطْبٍ فادحٍ في رَقدةٍ = يُوقِظُ الحشرُ إِلَيها مُقلتيك
أَيّ خَطْبٍ فادحٍ في رَقدةٍ = يُوقِظُ الحشرُ إِلَيها مُقلتيك


لابن غليون الصوري:

بعضُ من غارَمَني لازَمَني = ثُم قَد أَصبَحَ يَدعوني إِلَيك
وعَلى جُودِكَ عَوَّلتُ به = مثل ما عَوَّل في الحُكمِ عَلَيك

شهاب الدين الخلوف

أوْدَى بِهِ السقم فَهَلْ تَشْفِهِ = فَإنَّمَا الرَّاحَةُ فِي رَاحَتَيْكْ
وَمَاتَ فِي الحُبّ وَلاَ مُنْعِشٌ = إلاّ ارْتشَاف الرَّاحِ من مَرْشِفَيْكْ


إلياس أبو شبكة


أُحِبُّكِ حينَ أَراكِ تَنوحينَ = وَالدَمعُ يَقطُرُ من ناظِريكِ
وَأَهوى تَقطُّعَ أَوتارِ صَوت = يُصعِّدُهُ الحُزنُ من مرشَفَيكِ

إبراهيم طوقان:

اشربي أنت وحسبي = نشوةٌ من مقلتيْكِ
اشربي أنت وحسبي = نظرةٌ في وجنتيكِ
اشربي أنت وحسبي = نهلةٌ من شفتيكِ
اشربي أنت ومالي = وحياتي في يديكِ

فهد العتيبي
06-09-2006, 01:15 PM
يسعدني تشريفك بالمرور اخي خشان

بوركت

خشان خشان
06-12-2006, 07:50 AM
ومن الطريف الجميل في هذا الباب باكورة فصيح الشاعر بندر المحيا على المتقارب وحلت فيها الهاء وصلا محل الكاف وأضاف كلمة سيبويه إلى ما سبق ذكره عن أواخر كلمات الأبيات أو كلمات القافية ( المثنى وعلى وإلى ولدى المتبوعة بالضمير ):

http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?t=47701&page=1&pp=10



سـلامٌ عليه ِ، ســلامٌ عليه = نسيتُ يَديّ بكلتا يـديـه

يُفاجئني بإنتحاب ِ الغرام ِ = وأقبلُ شوقاً إلى راحتيـه

معَ الريح ِ يأتي بطيف ٍ غريب ٍ = وتحيا جراحي على مُقلتيـه

أأهربُ منه إذا ماهربتُ: = إليَ ويهربُ قلبي إليـــه!

ظمئتُ، رويتُ، تعبتُ، سهرتُ = وفجري غريق ٌ على سـاعِديه

وفي النفس ِ شيءٌ شبيهٌ بحتى = وحتى عذابٌ على سيبويـه!

هو الشعرُ بحرٌ على مايثيرُ = حديثاً يُديرُ النوى دفتيــه

يُصافحُني وجههُ كلَ يوم ٍ = فامضي وخلفي صدى ضحكتـيه

أناديه ِ مثل المآذن ِ : حباً = وأُنساً وشوقاً إلى بؤبؤيـه

تطايرَ من شفتيه ِ: كلامٌ = يشابهُ لوناً على شفتيــه

وهزّ تواريخَ شعري بصمت ٍ= مُثير ٍ مريب ٍ ، سِجلاً لديـه

فشكراً لهُ لو تمادى بقتلي! = وشكراً لقلب ٍ يخافُ عـلــيـه