المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تكرار الأبيات في قصائد الشعراء الجواهري نموذجا



خالد الغيلاني
11-18-2017, 12:46 PM
هذا موضوع وعدت به أستاذنا خشانا من فترة لكن حجزني عنه ما حجزني لكنه لم يفارق مخيليتي وها أنا أضعه هنا معتذرا من أستاذنا عن التأخير.

كتب الجواهري قصيدة مطلعها :

ناغيت لبنانا بشعري جيلا ، وقد ورد فيها اسم بشارة وهل هو الشاعر أم الرئيس وأرجح أنه الرئيس لقوله في القصيدة :
وعرفتُ فضلَكَ قبل كونِك عاهلاً
تُرخي عليكَ حِجابَك المسدولا
وكونها ناقشت جوانب سياسية لا أدبية أو فكرية وهذا ما يتصل بالحكام عادة،والقصيدة من شقين شق لبناني وشق عراقي وقد جاء فيها ذكر عبدالإله وصي العرش وفيصل آخر ملوك العراق الذي مدحه الجواهري بقوله :
يا ابنَ الذينَ تنزَّلتْ ببيوتِهم
سُوَرُ الكتابِ ، فرُتِّلتْ ترتيلا
الحاملينَ من الأمانةِ ثقلَها
لا مُصعِرينَ ولا أصاغِرَ مِيلا
والناصبينَ بيوتَهم وقبورَهم
للسائلينَ عن الكرامِ دليلا
والطامسينَ من الجهالةِ غَيْهباً
والمُطلعينَ من النُّهى قِنديلا

يا ابنَ النبيِّ وللملوكِ رسالةٌ
مَنْ حَقَّها بالعدلِ كانَ رسولا

شدَّتْ عروقَك من كرائمِ
هاشمٍ بيضٌ نمينَ خديجةً وبتولا
وحَنَتْ عليكَ من الجدودِ ذؤابةٌ
رَعَتِ الحسينَ . وجعفراً وعقيلا

هذي مصارِعُ مُنجبيكَ ودورُهم
يملأنَ عَرضاً للعراقِ وطُولا
ما كانَ حجُّهُمُ وطوفُ جموعِهمْ
لقبورِ أهلِكَ ضَلَّةً وفُضولا
حبُّ الأُولى سكنوا الديارَ يَشفُّهم
فيعاوِدونَ طلولَها تقبيلا


وهذه الأبيات نفسها كررها الجواهري مرة أخرى في مدح الملك حسين الأردني في قصيدته ذائعة الصيت :

يا سيدي أسعف فمي ليقولا ،مع اختلاف بسيط :

فقال في قصيدة العراق : هذي مصارع منجبيك ودورهم ....يملأن عرضا في الحجاز

وقال في قصيدة الأردن : هذي قبور بني أبيك ودورهم .... يملأن عرضا في العراق

قال في قصيدة العراق :
ما كان حجهم وطوف جموعهم
لقبور أهلك ضلة وفضولا

قال في قصيدة الأردن :

ما كان حج الشافعين إليهم
في المشرقين طفالة وفضولا

وهنا نسأل ما الغرض من التكرار هل المناسبة أو العلاقة الأسرية بين العائلتين كونهما ينتميان لآل البيت مما حدا بالجواهري لهذا التكرار أم أنه التقدم العمر وما يعتري الشاعر آن ذاك أم أنه شيء جائز للشاعر وفيه مندوحة ولكن مع ذلك وذاك لا يستحسن في رأيي أن تمدح ملكين بنفس الأبيات ولكن لعله كما قلنا لاتفقهما في النسب وكون الأبيات المكررة تناسبهما معا.

خشان خشان
11-18-2017, 01:56 PM
أخي وأستاذي الكريم أبا محمد

هذا موضوع يستشرف آفاقا من الاعتبارات الأدبية

على الأغلب فإن التكرار ليس راجعا لعامل واحد ، وإنما لعدة عوامل قد تشمل ما تفضلت به . وإن شاء الله ىسأوالي ذكر
بعض العوامل تباعا

ولعل أحدها موضوع التراكيب. فمثلا بكرة وأصيلا = 2 3 1 3 2 مما يغلب أن يرد في قافية الطويل والكامل

http://arood.com/vb/forumdisplay.php?f=191

وعلى سبيل المثال فإن عبارة " بكرة واصيلا " مما يغلب وروده في قافية الطويل والكامل

http://f2.s.qip.ru/Ogbqiw3j.png


ولي عودة بإذن الله.

خشان خشان
11-19-2017, 10:04 PM
شاعرنا الكبير الجواهري قامة في الشعر يندر أن تُسامى

قصديته الثانية : http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=648
قصيدته الأولى : http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=179224
كنت سأنحو منحى ما في تفسير ما ذكرتَه من تكرار جاء في قصيدته الثانية سبق وروده في الأولى .
ورأيت أن أستعرض كلمات القافية في القصيدتين بما تمنيت أن يكون دليلا على أن التكرار عارض من نحو ما جاء من تنوع في المعنى رغم تشابه الروي، كما في قوله:

في قصديته الثانية
للهِ دَرُّكَ من مَهِيـبٍ وَادِعٍ ...نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا
ويُقَلِّبُ الدُّنيا الغَـرُورَ فلا يَرَى ....فيها الذي يُجْدِي الغُرُورَ فَتِيلا
يَرْقَى الجبالَ مَصَاعِبَاً تَرْقَـى بـهِ ....ويَعَافُ للمُتَحَدِّرينَ سُهولا
في قصيدته الأولى :
طارحتُه النغماتِ في أعيادِه .....بأرقَّ من سجعِ الحمامِ هديلا
وتلمَّسِ الآهاتِ في نَبَراتِهِمْ ....يُشعِلْنَ من حَدَقِ العيونِ فتيلا
ولمستُ يومَك حين ضجَّ ضجيجُها ....ومشتْ تدُكُّ روابياً وسهولا

ومثل هذا كثير في قصيدته.
ولكني فوجئت بتعدد التكرار الحرفي أو شبه الحرفي بين القصيدين ، سأكتب أبيات الثانية بالأحمر والأولى بالأسود.

1- يا ابنَ الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ .....سُوَرُ الكِتَابِ ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا
يا ابنَ الذينَ تنزَّلتْ ببيوتِهم ...سُوَرُ الكتابِ ، فرُتِّلتْ ترتيلا

2- والطَّامِسِينَ من الجهالَـةِ غَيْهَبَـاً..... والمُطلعينَ من النُّهى قِنديلا
والطامسينَ من الجهالةِ غَيْهباً ......والمُطْلِعِينَ مِنَ النُّهَـى قِنْدِيلا

3- والجَاعِلينَ بُيوتَـهُمْ وقُبورَهُـمْ ...... للسَّائِلينَ عَنِ الكِـرَامِ دِلِيلا
والناصبينَ بيوتَهم وقبورَهم ..... للسائلينَ عن الكرامِ دليلا

4- حَنَتْ عَلَيْكَ من الجُدُودِ ذُؤابَـةٌ.....رَعَتِ الحُسَيْنَ وجَعْفَراً وعَقِيلا
حَنَتْ عَلَيْكَ من الجُدُودِ ذُؤابَـةٌ.....رَعَتِ الحُسَيْنَ وجَعْفَراً وعَقِيلا

5- هذي قُبُورُ بَنِي أَبِيكَ ودُورُهُـمْ .....يَمْلأنَ عُرْضَاً في الحِجَازِ وطُولا
هذي مصارِعُ مُنجبيكَ ودورُهم ....يملأنَ عَرضاً للعراقِ وطُولا

6- مَا كَانَ حَـجُّ الشَّافِعِيـنَ إليهِمُ ...... في المَشْرِقَيْنِ طَفَالَـةً وفُضُولا
ما كانَ حجُّهُمُ وطوفُ جموعِهمْ .....لقبورِ أهلِكَ ضَلَّةً وفُضولا

7- حُبُّ الأُلَى سَكَنُوا الدِّيَـارَ يَشُـفُّهُمْ ....فَيُعَاوِدُونَ طُلُولَها تَقْبِيلا
حبُّ الأُولى سكنوا الديارَ يَشفُّهم .....فيعاوِدونَ طلولَها تقبيلا

8- يا ابنَ النَبِيّ ، وللمُلُـوكِ رِسَالَـةٌ، ....مَنْ حَقَّهَا بالعَدْلِ كَانَ رَسُولا
يا ابنَ النبيِّ وللملوكِ رسالةٌ .....مَنْ حَقَّها بالعدلِ كانَ رسولا

وبيت آخر يدور حول ذات المعنى
يا سيّدي أَسْعِفْ فَمِي لِيَقُــولا ....في عيدِ مولدِكَ الجميلِ جميلا
كرَّمت صيفَك يستثيرُ جلاله ....نُطقاً ، ويدفعُ قائلاً ليقولا

أتمنى أن أكون أخطأت أو نسخت بالخطأ. حزنت كثيرا حزنت كثيرا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

" بشارة " : هو بشارة الخوري أول رئيس جمهورية للبنان.

خشان خشان
11-21-2017, 12:17 AM
دخلت لأتناول القصيدة في موضوع الاستجداء في الشعر العربي، فوجدتني قد سبق لي تناولها.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/istijdaa

http://f4.s.qip.ru/Ogbqiw4k.png



يا سيّدي أَسْعِفْ فَمِي لِيَقُــولا في عيدِ مولدِكَ الجميلِ جميلا 0.7

أَسْعِفْ فَمِي يُطْلِعْكَ حُـرًّا ناطِفَـًا عَسَلًا، وليسَ مُدَاهِنًا مَعْسُولًا.....2.2

يا أيّـها المَلِـكُ الأَجَلُّ مكانـةً بين الملوكِ ، ويا أَعَزُّ قَبِيلا ......1.3

يا ابنَ الهواشِمِ من قُرَيشٍ أَسْلَفُـوا جِيلًا بِمَدْرَجَةِ الفَخَارِ ، فَجِيلا 1.1

نَسَلُوكَ فَحْلاً عَنْ فُحُـولٍ قَدَّمـوا أَبَدًا شَهِيدَ كَرَامَةٍ وقَتِيلًا 1.2

للهِ دَرُّكَ من مَهِيـبٍ وَادِعٍ نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا 1.1

يُدْنِي البعيدَ إلى القريبِ سَمَاحَـةً ويُؤلِّفُ الميئوسَ والمأمُولا .......1.5



حقا الاستهلال كان منخفض المؤشر، وربما غلبت على المسألة هنا المناسبة الرومانسية التي وفق الشاعر أيما توفيق في التعبير عنها بسلاسة وعذوبه

" في عيد مولدك الجميل جميلا " حيث مؤشر هذا الشطر = 2 2 3* 1 3* 3 1 3 2 .....م/ع = 2/ 5= 0.4 وليس أقل منه بكثير مؤشر الصدر.

وربما لو كان هذا الاستهلال هو الأعلى لأخل ذلك بنمط منحنى الجيب السائد في الصعود والهبوط.

وما لبث دافعه الحقيقي قد كان مكبوتا بهذا الاستهلال فتخلص بشكل سريع ومباشر ليصل ذروة المؤشر في قوله:

أَسْعِفْ فَمِي يُطْلِعْكَ حُـرًّا ناطِفَـًا عَسَلًا، وليسَ مُدَاهِنًا مَعْسُولًا.....2.2

وبالتالي فلنا أن نجعل هذا البيت هو المقصود المعبر عن هم الشاعر الحقيقي.

وقد جاء التطبيق مؤيدا لسياق بيت القصيد في الاستجداء.

خالد الغيلاني
11-24-2017, 12:35 AM
جميل أستاذنا أبا صالح ، تحليل منطقي . نستشف من هذه النماذج الرياضية الشيء الكثير ، وتدخلنا إلى منطويات صدور الشعراء، وهذا
يبين لنا الصلة القوية بين علم العروض الرقمي واللغة ، وما بينهما من تشابك.فهذا العلم يقيس قوة الروح اللغوية لدى الشاعر ؛ فكلما
قويت هذه الروح خرج اللفظ جزلا بليغا.