المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحة علي العُمَري



علي العُمَري
12-08-2005, 05:10 PM
أهلا وسهلا بالجميع هنا..
بينما يظن المبعض أن علم العروض قد قال كل ما لديه على لسان الخليل ومضى مغلقا الباب خلفه؛ تأكد الدراسات والبحوث العروضية اللاحقة -على اختلاف -مصادرها ومواردها- العكس..
فمنذ زمن ما بعد الخليل وعلى يد تلميذه المشاكس الأخفش وحتى زمننا الراهن والعقل العروضي يقدم جديدا إثر جديد, ويدّشن في مسيرة الوعي بالمنهج الخليلي تقدما بعد تقدم.
وخلافا لكثير من المطروح على طاولة النقاش العروضي ؛ يأتي العروض (الرقمي) لا لليتطاول على الخليل ويحط من شأن عمله الرفيع -كما حاول بعض الدارسين بنظرياته التي ذهبت من حيث أتت- ولكنه جاء ليقول للخيل: أنت عبقري فذ, وما قمتَ به معجزة تاريخية تستحق الكثير من الإعجاب والتأمل, وعملي ليس أكثر من محاولة اكتناه وإعادة صياغة, فاسمح لي أن أغوص في نتاجك الفكري المتميز وأخرج بدرر أبعاد جديدة سيظل الفضلُ فيها كل الفضل لما أبدعته أنت, إذ ما أنا إلا متأمل حاول استبعاد السطحي الذي استعنتَ به أنت ربما للشرح والتقريب والتفهيم.
من هنا يقدم العروض (الرقمي) رسالته كأداة بحث شمولية تنظلق من العمق نحو العمق, مؤكدة التماهي التام بين البُنى الخليلية المجردة عن القوالب اللفظية (التفاعليل) وبين البُنى الإيقاعية الشعرية كما أقّرتها الذائقة العربية المنبثقة من الفطرة الناهضة كأساس لبنية العقل العربي الخالص, ومهّيئة الجو لانبعاث دراسات أخرى في مختلف جوانب التراث وأنساق المعرفة الإنسانية كما هو الحال في م/ع.
هذا يعني أن (الرقمي) يقودمنا إلى استنطاق الجوهر بعيدا عن الأعراض الملاصقة والمخالطة له, وفي حين يقدم لنا ظاهريا تفاصيل عروضية غائبة , يقدم لنا فكريا حقائق وتصورات يمكننا استلهامها لمزيد من الإلمام بطبيعة بنية هذا العقل , والتيقنُ من أن فاعليته كَمُنَت في تجاوزه للجزئي بحدوده المصطنعة واعتماده في البناء والتناول على أساس الكل والشمولية, حيث لا تعدو الجزئيات (التفاصيل) والتجزئة كونها مرحلة من مراحل التدوين والوعي, وأن في اتخاذها أساس انطلاق ما يجعل الباحث لا يظفر بتصور كامل وشامل للأشياء يمكنه بواسطته فهم الفلسفة الخاصة التي تنتظمها جميعا, كما لا يقدم له قانوا مضطردا يتيح له وبواسطته اللجوء إليه كل حين مؤسسا أو دارسا.
إن (الرقمي) يتجاوز بما يخلق من آفاق ويتيح من إمكانات وطرق معالجة واستنباط وجوده الظاهري كنظرية عروضية رئادة إلى وجود يتسامى ليشّكلَ منهج تفكير شامل معنّيٍ بفلسفة الأشياء وبلورتها والربط بينها ربطا منطقيا نافيا للإبهام وفاتحا أمام مرتاده بابَ إقامة الفرضيات ومعالجتها بعيدا عن التناول التقليدي المحدود بسياقات مخصوصة دون أن يعني هذا أن (الرقمي) ينفي تأثير مثل هذه السياقات أو يمنع من الالتفات إليها, فهو لا ينفي ولا يمنع غير أنه يأّطرها ومن ثم يتعامل معها كعنصر مساعد لا كنقطة انطلاق, وهذا هو -على التحقيق- الحد الفاصل بين (الرقمي) وسواه.
وإني إذ أدون ما أدون هنا فليس لأقرر حقيقة غائبة أو أنبه إلى مغفول عنه وإنما لأسجل توقيعي كمعجب مندهش أ/ام هذا الفتح المبين الذي وّلده البحث العروضي على يد أستاذنا خشان خشان -أمتع الله به ونفع- والذي أرى فيه خط امتداد ونقطة تحول للخليل وللمسيرة العروضية عبر العصور.
وفي هذه الصفحة المتواضعة سأتشرف بالإطللالة على الأحبة من العروضيين والعروضيات متى خطرت بذهني خاطرة أو لاح من جانب العروض تساؤل إذ الحال كما قال الأول:
عقلُ الفتى ليس يغني عن مشاورةٍ == كعفة الخود لا يتغني عن الرجلِ..
آملا أن تنورو الصفحة بزياراتكم الدائمة وإضافاتكم القيمة, ولكم مقدما خالص شكري ومنتهى ودي واحترامي.

خشان خشان
12-08-2005, 07:38 PM
أخي الكريم الأستاذ علي العمري

منذ قرأت لك في أقلام وأنا أرى لديك فكرا مستنيرا، ومذ حظيت بالتحاور معك ازداد هذا الانطباع رسوخا في نفسي.

ما تذكره هنا هو الجوهر.
وقد حاولت أن أختار فقرة متميزة من مشاركتك أضمنها ردي، فوجدت مشاركتك على المستوى ذاته استنارة فكر وتركيزا على اللباب.

شرف لي ما تفضلت به.

وأتمنى أن يستمر تواصلك مع الرقمي، وأنا متيقن أن آفاقا جديدة منه ستنفتح لك وأنك سترتقي به.

شكرا لك والله يرعاك.

خشان خشان
12-08-2005, 07:39 PM
أخي الكريم الأستاذ علي العمري

منذ قرأت لك في أقلام وأنا أرى لديك فكرا مستنيرا، ومذ حظيت بالتحاور معك ازداد هذا الانطباع رسوخا في نفسي.

ما تذكره هنا هو الجوهر.
وقد حاولت أن أختار فقرة متميزة من مشاركتك أضمنها ردي، فوجدت مشاركتك على المستوى ذاته استنارة فكر وتركيز على اللباب.

شرف لي ما تفضلت به.

وأتمنى أن يستمر تواصلك مع الرقمي، وأنا متيقن أن آفاقا جديدة منه ستنفتح لك وأنك سترتقي به.
وسأحرص على التفاعل مع كل ما تتناول.

شكرا لك والله يرعاك.

علي العُمَري
12-08-2005, 09:10 PM
أستاذي العزيز خشان خشان.. ستظل كلماتك الرقيقة الصادقة هذه شهادةَ تقدير تلمؤني ثقة وغبطة, ومصدرَ طاقة وإلهام سأستعين به دائما -بعد الله- لاقاتحام أسوار المعارف والأفكار.. ولا شك أن الكثير ما زال ينتظر أن ينجز, ولعلي تحت إشرافك وبمشاركة الأعزاء والعزيزات هنا يمكن أن أساهم في هذا الإنجاز بشيء جديد أو مفيد.. أظن أيضا بأنني ما زلت بحاجة إلى جرعات مرّكزة من التوسع والعمق, ولعل تواجدي في هذه الساحة المرموقة سيضمن لي التحصل عليها؛ لذا فسأحاول ما وسعني الجهد والوقت التواجد هنا دوما بإذن الله. تحياتي لك وللجميع.