المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحال شبه الجملة



{{د. ضياء الدين الجماس}}
03-12-2017, 12:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحال شبه الجملة


الحالُ شِبهُ الجملة:
هو أَن يقعَ الظرف أو الجارُّ والمجرورُ في موقعِ الحال. وهما يتعلقانِ بمحذوفٍ وجوباً تقديرُهُ "مستقرًّا" أو "استقرَّ". والمُتعلَّقُ المحذوفُ، في الحقيقة هو الحال، نحو: "رأيتُ الهلالَ بينَ السحابِ"، ونحو: "نظرتُ العُصفورَ على الغصنِ". ومنه قوله تعالى: "فخرجَ على قومهِ في زينتهِ".

فائدة جليلة
إذا ذكرَ معَ المبتدأ اسمٌ وظرفٌ أو مجرورٌ بحرف جرّ، وكلاهما صالحان للخبريَّة والحاليّة، فإن تَصدَّرَ الظرفُ أو المجرورُ، فالمُختارُ نصبُ الاسم على الحاليّة وجعلُ الظرفِ أو المجرور خبراً مقدّماً، نحو: "عندك، أو في الدار، سعيدٌ نائماً"، ونحو: "عندَك، أو في الدار، نائماً سعيدٌ"، لأنه بتقديمه يكون قد تَهيّأ للخبرية، ففي صرفه عنها إجحافٌ. ويجوز العكس.
وإن تَصدّرَها الاسمُ، وجب رفعُهُ وجعلُ الظرفِ أو المجرور حالاً، نحو: "نائمٌ عندَكَ، أو في الدار، سعيدٌ"، ونحو: "نائمٌ سعيدٌ عندَكَ، أو في الدار".
وإن تَصدَّرَها المبتدأ، فإن تقدَّمَ الظرفُ أو المجرور على الاسم، جاز جعلُ كلٍّ منهما حالاً والآخر خبراً، نحو: "سعيدٌ عندَكَ، أو في داره "نائماً"، أو تقولُ: "نائمٌ". وإن تَقدَّمَ الاسم على الظرف أو المجرور، فالمختارُ رفعُ الاسم، وجعلُ الظرفِ أو المجرور حالاً، نحو: "سعيدٌ نائمٌ عندَك، أو في داره"، ويجوز العكسُ (وهو قليل في كلامهم)، فتقولُ: "سعيدٌ نائماً عندَكَ، أو في داره".
ومنعَ الجمهورُ نصبَ الاسم، في هذه الصورة. وأجازَهُ ابن مالك مُستنداً إلى قراءَة الحسن البصريّ. {والأرض جميعاً قبضتُهُ يوم القيامة. والسمواتُ مَطوياتٌ بِيَمينهِ} بنصبِ "مطوياتٍ" على الحال، وجعلِ "بيمينهِ" خبراً عن "السّموات"، وإلى قراءة من قرأَ، وقالوا: {ما في بُطُونِ هذه الأنعامِ، خالصةٌ لذكورنا} بنصب "خالصةً" على الحال، وجعلِ "لذكورنا" خبراً عن "ما الموصوليّة". والقراءتان شاذّتانِ. لكن فيهما دليلاً على الجواز. لأنه ليس معنى شذوذِ القراءة أنها غيرُ صالحةٍ للاحتجاج بها عَربيّةً.
فإن لم يَصلُحِ الظرفُ أو المجرورُ بالحرف للخبريّة (بحيثُ لا يكون مستغنًى عن الاسم، لأنه لا يَحسُنُ السكوتُ عليه) تَعَيّنتْ خبريةُ الاسم وحاليّةُ الظرف أو المجرور، نحو: "فيكَ إبراهيمُ راغبٌ"، ونحو: "إبراهيمُ فيكَ راغبٌ". إذ لا يصحُّ أن تَستغنيَ هنا عن الاسم، فتقولُ: "إبراهيم فيك".

عن جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني

{{د. ضياء الدين الجماس}}
03-12-2017, 12:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشكر الجزيل سلفاً لكل من يرغب في إثراء هذا الموضوع لكثرة وروده في الجملة العربية في مختلف الاستعمالات والمستويات، وحبذا لو يكون الإثراء تطبيقي بإعراب جمل كشواهد إيضاحية تدريبية مبسطة.

{{د. ضياء الدين الجماس}}
03-12-2017, 01:19 PM
إعراب : (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) - القصص 79

فخرج : الفاء للعطف، و(خرج) فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على قارون.
على قومه : جار ومجرور متعلقان بالفعل خرج وهاء ضمير الغائب في محل جر مضاف إليه.
في زينته :جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال مقدرة (متبخترًا) وهاء ضمير الغائب في محل جر مضاف إليه.

{{د. ضياء الدين الجماس}}
03-12-2017, 04:16 PM
قال تعالى : (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ 24 الرحمن)

وَلَهُ : الواو استئنافية أو عاطفة . و (له) جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم تقديره كائنة .
الْجَوَارِ : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة رسماً منع من ظهور الثقل وتسقط الياء لفظاً في الوصل لالتقاء ساكنين ، وتسقط وقفاً على مرسوم الخط إلا يعقوب الذي يثبتها وقفاً في روايته.
الْمُنشَآتُ : صفة الجواري مرفوعة مثلها
فِي الْبَحْرِ : جار ومجرور متعلقان بحال من الجواري ( جاريةً في البحر)
كَالْأَعلَامِ : جار ومجرور متعلقان بحال من الجواري ( جاريةً كالأعلام) ، ويجوز إعراب الكاف كاسم بمعنى (مثلَ) مبني على الفتح في محل نصب حال و (الأعلام) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

قال تعالى: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ 55 يس)

إِنَّ : حرف ناسخ مشبه بالفعل يفيد التوكيد ، والجملة مستأنفة.
أَصْحَابَ : اسم (إنَّ) منصوب بالفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
الْجَنَّةِ : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الْيَوْمَ : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. متعلق بحال مقدرة (متنعمين) أو بالخبر (فاكهون)
فِي شُغُلٍ : جار ومجرور متعلقان كتعلق الظرف (اليوم) ، ويفيد معنى "في شغل" وصف حالهم في ذلك اليوم، فذهب بعضهم إلى اعتبارها في محل نصب حال (منشغلين).
فَاكِهُونَ : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض التنوين والحركة في الاسم المفرد.
يصبح تقدير ترتيب الجملة (إن أصحاب الجنة فاكهون -متنعمين- اليوم في شغل)



قال تعالى: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئونَ 56 يس)
هُمْ : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وأعربت لتوكيد الضمير المستتر في فاكهون.
وَأَزْوَاجُهُمْ : الواو للعطف ، (أزواجُ) معطوف على المبتدأ وهو مضاف ، والضمير (هم) في محل جر مضاف إليه.
فِي ظِلَالٍ : جار ومجرور متعلقان بحال محذوف (مستظلين)
عَلَى الْأَرَائِكِ : جار ومجرور متعلقان بالخبر متكئون
مُتَّكِئونَ : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض التنوين والحركة في الاسم المفرد.

{{د. ضياء الدين الجماس}}
03-13-2017, 03:34 AM
إعراب المثال الوارد في النص : "رأيتُ الهلالَ بينَ السحابِ":
رأيت : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء في محل رفع فاعل.
الهلالَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
بين : مفعول فيه ظرف مكان متعلق بحال محذوف تقديره مستقراً (أو منيرا).
السحابِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

ومثلها جملة ("نظرتُ العُصفورَ على الغصنِ". )
على الغصن : جار ومجرور متعلقان بحال محذوف تقديره (مستقراً) أو واقفًا.