المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين النبطي والفصيح



08-16-2005, 06:07 PM
تفصيح النبطي

كثير من الشعر النبطي ذو معان رائعة، وصياغة قريبة من القصيح. وبعضه فصيح تماما

أتمنى أن تكون هذه المشاركة بداية لمشاركات سواها تنقل الشعر من النبطي للفصيح. مع المحافظة على خصائصه ما أمكن.

النبطي:


لا يموت الشوق لوقل الوصِلْ = وما يهز الحب زالزال الظروف
وانت داري في معزتكم أصل = ولو يطول الصمت لا يلحقك خوف
والغلا بالقلب والله متصل=ثابت مثل الأصابع بالكفوف

2 3 2 2 3 2 2 3 .......َ 2 3 2 2 3 2 2 3 ه


الفصيح:

لا يموت الشوق مهما الوصل قلا = لا يهز الحبَّ زلزالُ الظروفْ
لك تبقى حبّةُ القلبِ محلا =أنا إنْ أصمت فلا يلحقْكَ (خـُـ)ـوفْ
1-حبكم في القلب أضحى مستقلا= ثابتا مثل الأصابعِ في الكفوف
2-حبكم في القلب أضحى مستقلا = ثابتا مثل أصابيع الكفوف

2 3 2 2 3 2 2 3 2 .............2 3 2 2 3 2 2 3 ه


يلاحظ أن العجز ذاته في النبطي والفصيح

ثابت مثل الأصابــعْ بالكفـوف = 2 3 2 2 3 2 2 3 ه
ثابتا مثل الأصابــعِ في الكفوف = 2 3 2 2 3 (2) 2 3ه
وهكذا خرج في الفصيح من الشعر إلى الموزون لورود السبب الخببي الناتج من تحريك عين (الأصابعِ)، وموزون الرمل ليس نابيا في السمع، فقد سبق للدكتور مانع سعيد العتيبة أن قال:
دربنا صعبٌ ولكن ..... لنْ أحيدَ ولن أتوهْ
2 3 2 2 3 2 .........2 3 (2) 2 3 ه

على أن ثمة منجاة في القول ( على تفوق القول السابق دلالة):

حبكم في القلب أضحى مستقلا ........ ثابتا مثل أصابيع الكفوف
بل ولعله لا بأس من القول:

والغلا في القلب أضحى مستقلا ........ ثابتا مثل أصابيع الكفوف

فالغلاء ضد الرخص وحذف الهمزة ربما لا يكون نشازا.

وكان في نفسي شيء من (أصابيع) فرجعت للموسوعة الشعرية فوجدت فيها لمحمد بن الطلبة اليعقوبي ( ت 1856م ) :

حتّى أضاءَت مَهاً صُفراً ترائِبُها ..... بيضاً محاجِرُها حُمَرَ الأصابيعِ

هل كل ما جاء جمعا على إحدى الصيغتين مفاعل ومفاعيل يأتي على كليهما مثل :
مفاتح ومفاتيح، أعارب وأعاريب، مصابح ومصابيح ؟

ولها البيت نظير في الفصيح من بحر الطويل:

لقد نبتت في القلبِ منكم محبّة ... كما نبتت في الراحتين الأصابِعُ
وقد ورد في الأبيات التالية من الموسوعة الشعرية وفيها أخطاء [ تصحيحها] ما بين القوسين،

لأبي مدين التلمساني:
أحب لقا الأحباب في كل ساعةٍ .... لأن لقا الأحباب فيه المنافعُ
أيا قرّة العيون [العينين] تاللَه إنَّني ..... على عهدكُم باقي [باقٍ] وفي الوصلِ طامعُ
((لقد نبتت في القلبِ منكم محبّة .... كما نبتت في الراحتين الأصابِعُ))
حرامٌ على قلبي محبّةُ غيركُم .... كما حرمَت عن موسى تلك المراضعُ
موسى تلفظ موسَ ليستقيم الوزن

ووجدت الأبيات التالية للشاعر علي بن حسن المصراتي على الرابط:
http://www.libyajeel.com/poem/binhasan07.htm

نهارى نهار الناس حتى اذا بدا......لي الليل هزتـنى اليك المضاجع
اقضّى نهارى بالحديث وبالمنى........ويجمعنى والهمَّ بالليل جــامع
(( لقد نبتت في القلب منك مـودة.......كما نبتت فى الراحتين الأصـابع))

08-17-2005, 04:02 PM
السلام عليكم

بارك الله لك ذائقتك وموهبتك أستاذي العزيز

أشارك بأبيات للأخت المتفائلة تقول فيها :
تشقّ العتــْم نظرات الحقيقه
.............تصحّي غافلٍ عنْها غشيم

ولـَكن من يراعي في بريقه
...........مدام الكل بغاياته يهيم

إذاً أردنا تحويلها للفصيح يمكن أن تصير :

تشقُّ العتمَ نظراتُ الحقيقة ...........تنبّهُ غافلاً عنها غشيما
ولكن من يراعى من بريقِه..........فكلٌّ صار عنها قد أهيما

08-17-2005, 08:49 PM
لا يموت الشوق لوقـل الوصِـلْ
وما يهز الحب زالزال الظـروف
وانت داري في معزتكـم أصـل
ولو يطول الصمت لا يلحقك خوف
والغـلا بالقلـب والله متـصـل
ثابت مثـل الأصابـع بالكفـوف

لا يخفى على الأستاذ خشان أن الشاعر لا يحرك العين في "الأصابع" إذ هو من الشعر العامي الذي يلتزم تسكين أواخر الكلمات على الغالب إلا إن وجدت ضرورة وزنية فتحرك الكلمة بالكسرة مهما كان موقعها الإعرابي كما حرك الشاعر هنا "الشوق".

وهذا نفسه موجود في زجل بلاد الشام:

فالقصيدة هي على بحر الرمل لا موزون فيها:(
وأعوذ بالله من الموزون، وهدى الله من يزنه:(

وبالمناسبة إن الشاعر اقتدى في وزنه هنا بالذوق الشعري المستقر ولم يتبع أصل الرمل في الدوائر كما فعل أبو الطيب الذي عابوا عليه قوله:

إنما بدر بن عمار سحاب..

فالقصيدة كلها لا تلتزم بالمبدأ الثابت المستقر الذي هو حذف آخر سبب خفيف في الشطر الأول إن لم يكن البيت مصرعاً- 2 3 بدلاً من 2 3 2
أو فاعلن بدلاً من فاعلاتن.
ولكنه أجاز لنفسه أن يجعلها فاعلان وهذا وارد ما دامت الأبيات مزدوجة القافية، وعندها يأخذ الصدر حكم العجز كما هو معروف لأنه يغدو كأنه جواب للصدر الذي قبله!
وهذا نراه في شعر الموشحات وفي الشعر العربي المعاصر الذي كتبه شعراء المهجر وغيرهم:

لم نكن قبل حزيران كأفراخ الحمام..ولذا لم يتفتت حبنا بين السلاسل
نحن يا أختاه من عشرين عام..نحن لا نكتب أشعاراً ولكنا نقاتل

لم يخطر على بالي الآن مثال أدق فيأتيكم لاحقاً إن شاء الله!

مع خالص التقدير للأستاذين خشان ورغداء الذين يمتعاننا دوماً بالمفيد.

08-17-2005, 10:44 PM
الراقيين محمد ب، رغداء

منكما أستفيد ومن أدبكما وذوقكما أقبس

أخي الكريم:


فالقصيدة هي على بحر الرمل لا موزون فيها
وأعوذ بالله من الموزون، وهدى الله من يزنه

النبطي= ثابت مثل الأصابــعْ بالكفـوف = 2 3 2 2 3 2 2 3 ه
الفصيح = ثابتا مثل الأصابــع ِ في الكفوف = 2 3 2 2 3 (2) 2 3ه
وهكذا خرج في الفصيح من الشعر إلى الموزون

08-18-2005, 05:54 AM
أستاذي خشان:
هو لم يخرج إلى الموزون كما رأيت.
بل "أُخرج" بضم الهمزة:)
أخرجه أحد أصحابنا:)
والوهم أن هذا التغيير "موزون" عائد في اعتقادي ببساطة إلى أنه في شكله الجديد المزعوم موزوناً صار هكذا:
ثابتاً مثل الأصا- هذا تقبله الأذن على أنه ما هو إلا آخر تفعيلتين في الرمل العادي كما في قول الشاعر
يا عروسال...(مجد تيهي واسحبي).
وبعدها تأتي (بع بالحرو) وهذه تقبلها الأذن على أنها تفعيلة كامل، والأذن لا تمانع في إضافة الفاء الساكنة لأنها ظاهرة مألوفة في نهاية البيت في مجزوء الكامل.
أما دمجهما فهو من الالتباس.
وتسميته بالموزون كما "نقيت" سابقاً مراراً واحتججت خطأ في تقديري وفتح لأبواب نحن في غنى عنها وسدها هو من باب سد الذرائع.
مع خالص التحية.

08-18-2005, 11:38 AM
أخي محمد

هناك
1- الشعر
2 - السجع والموزون وسائر النثر.

من الظلم الحكم على الصنف الثاني بقوانين الأول. إلا إذا أصررت بأن الموزون شعر، وما هو بشعر.

في وزن الشعر سلس وثقيل، وفي السجع كما في الموزون سلس وثقيل.

وبعض سلس الموزون تقبله الأذن أكثر من الثقيل المقبول كشعر:

وزعموا أنهم لقيهم رجلٌ ..... فأخذوا ماله وضربوا عنقهْ

والله يرعاك.