المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغة توراة النبي موسى كانت العربية الفصحى لغة القرآن



07-10-2005, 11:53 AM
السلام عليكم

مع أن الموضوع كبير , لكنني أعتقد أنه يستحق الإهتمام



لغة توراة النبي موسى كانت العربية الفصحى لغة القرآن
بقلم:د. علاء أبو عامر

نعم هذا العنوان أعلاه هو حقيقة قد توصلت إليها بعد أثنا عشر عاما من البحث والتقصي والتحليل لعشرات الكتب والمراجع العلمية والتاريخية وبعد تمحيص وتدقيق للكتاب المقدس اليهودي هذا البحث المعروض أمام القارئ
الكريم ليس إلا جزءاً من فصل من كتابي الجديد " حكاية شعب التوراة الحقائق – الأوهام والتزييف .
وهو في مجمله يعتبر محاولة لإعادة كتابة تاريخ الشرق القديم من خلال تحليل التاريخ والوقائع التاريخية بالاستناد إلى الكتب المقدسة الثلاث التوراة والإنجيل والقرآن وما أسفرت عنه الحفريات وعلم الآثار .
الكتاب من منشورات مؤسسة أبن خلدون للطباعة والنشر والتوزيع في مدينة – غزة و يقع الكتاب في 393صفحة من القطع المتوسط ويتألف من 15 فصل ويحتوي على الكثير من الحقائق التاريخية التي تعرض لأول مرة ومجملها اكتشافات تسجل للمؤلف .

شعب التوراة كانوا من العرب الثموديين

اللغات السامية كما هو معترف بها اليوم هي مجموعة لغوية خاصة تضم اللغة الآشورية البابلية (الأكادية ) والكنعانية ( الفينيقية ) والآرامية والعبرية والعربية والحبشية . وتبدو للغات هذه المجموعة نواح من التشابه
تستلفت النظر وتختلف عن المجموعات اللغوية الأخرى وأقربها إليها المجموعة الحامية . وأهم نواحي التشابه ضمن هذه المجموعة اللغوية هي : وجود فعل ثلاثي كمصدر أساسي ووجود زمنيين للفعل هما الماضي والمضارع ، وتصريف الفعل يتبع نفس الأسلوب وفي جميع لغات المجموعة السامية نجد تشابهاً بين الكلمات الأساسية كالضمائر الشخصية ، والأسماء التي تدل على القرابة ، والأعداد وأعضاء الجسم الرئيسية .
هذه القرابة اللغوية بين الشعوب التي تتكلم اللغات السامية هي أهم رابطة تبرر ضمهم تحت أسم واحد ولكنها ليست الرابطة الوحيدة . فإذا ما قارنا مؤسساتهم الاجتماعية وعقائدهم الدينية وصفاتهم النفسية و أوصافهم الطبيعية اتضحت لنا نواح هامة للتشابه. وعندئذ لا بد من الاستنتاج بأن بعض أسلاف الذين تكلموا البابلية والآشورية والأمورية والكنعانية والعربية والآرامية والعبرية والحبشية كانوا غالباً يشكلون جماعة واحدة قبل أن تحصل
بينهم هذه الاختلافات وأن هذه الجماعة كانت تتكلم اللغة نفسها وتعيش في المكان نفسه .
وإذا ما تساءلنا عن الموطن الأصلي لهذه الجماعة فإن النظرية المحتملة أكثر من غيرها تجعل ذلك الموطن هو الجزيرة العربية . والحجة الجغرافية بالنسبة للجزيرة العربية تقوم على أن البلاد صحراوية يحيط بها البحر من
ثلاث جهات ولذلك فإنه عندما يزيد عدد السكان عن قدرة الأرض المأهولة الضيقة لأعاشتهم فإنهم يميلون إلى البحث عن مجال حيوي متيسر فقط في الأراضي الشمالية الخصيبة التي تجاورهم . ويؤدي ذلك إلى الحجة الاقتصادية التي تقول أن أهل الجزيرة الرحل كانوا دوماً يعيشون على ما يقرب من الجوع وأن الهلال الخصيب كان أقرب مكان يزودهم بما يحتاجون إليه .
ويضيف العديد من المؤرخين إلى ذلك ، أن هذا الشعب السامي الأصل أي الشعب الأب لكل الشعوب السامية من بعده ، كانت لغته السامية الأم أقرب ما تكون إليها اللغة العربية الفصحى المعروفة ( أي لغة القرآن ) ويؤكد هذه
القربى اللغوية الشديدة علماء النحو المقارن للغات السامية ، ومنهم : بروكلمان ، و وليم رايت ، وادوار دورم .
ويجزم بعض الباحثين العرب في أن هؤلاء الساميين هم جميعاً طبقات متتابعة من العرب وأن اختلفت أسماؤهم ، وأن بلادهم ، جزيرة العرب ، ظلت منذ العصور المتناهية في القدم خاصة بهم ، وما دراستنا لتاريخهم إلا دراسة لتاريخ بعض الأقوام العربية البائدة . ويرى عدد من ثقاة المؤرخين والباحثين الأوروبيين أن العرب والساميين شيء واحد وقال سبرنغر أن جميع الساميين عرب وذهب ساباتينو موسكاتي عالم الساميات المعروف في كتابه الصادر عام 1957 والمسمى " الحضارات السامية " إلى القول:
" ثمة حقيقة تبدو ثابتة إلى حد كاف ، وهي أن التاريخ يدلنا على أن الصحراء العربية كانت نقطة الانطلاق للهجرات السامية .. وإننا في ضوء معلوماتنا الحالية ، يجب أن نقبل ، ولو على سبيل الافتراض العملي ، أن
المنطقة التي أنتشر فيها الساميون كانت الصحراء العربية . ويبدو أن اللغات السامية الثلاث ( الكنعانية والآرامية والعربية ) كانت لغات قائمة جنباً إلى جنب ، سواء في الشام أو في غرب الجزيرة العربية ، في آن واحد … ولا عجب في أن اللغة العربية كانت معاصرة للكنعانية والآرامية في الأزمنة التوراتية. فالعربية ، سواء من ناحية تصويتها ( أي فونولوجيتها ) أو من ناحية صرفها ونحوها ( أي مورفولوجيتها ) ، تعتبر أقدم اللغات الثلاث من قبل أهل الاختصاص وربما كانت في الأصل لغة الأعراب من أهل البادية ، في حين كانت الكنعانية والآرامية من لغات النبط ( أو النبيط وهم سكان الحواضر ) في مناطق التحضر المحيطة بالبادية ، سواء في الشام أو العراق أو في الجزيرة العربية . إن دراسة العربية الفصحى يمكن أن يؤدي إلى اعتبارها أقدم صورة حية لما كانت عليه اللغة الأم ( لغة نوح وبنيه ) التي تفرعت عنها مجموعة اللغات السامية ( بعد أن تبلبلت الألسن ) حسب القصة التوراتية ، مثلما تفرعت اللهجات العربية في أرجاء الوطن العربي الكبير منذ العصور الإسلامية الأولى ، وكما تفرعت اللغات اللاتينية الحديثة ( الفرنسية والأسبانية والإيطالية ) من اللغة اللاتينية القديمة .
الأستاذ د. "جواد علي " كان واحد من أكثر المتحمسين لاستبدال لفظ سامي بعربي ، وقد قال في عام 1954 ما نصه : " إني سأطلق لفظ ( عرب ) على جميع سكان الجزيرة ، بغض النظر عن الزمان الذي عاشوا فيه والمكان الذي وجدوا فيه سواء أكانوا سكنوا في الأقسام الشمالية أم في الأقسام الوسطى من جزيرة العرب أم في الأقسام الجنوبية منها . فكل هؤلاء بنظري ( عرب ) ….. وعرب علم لقومية خاصة ، ومصطلح ظهر متأخراً في النصف الأخير من الألف الأول قبل الميلاد ، وتركز وتثبت بعد الميلاد خاصة ، و قبيل ظهور الإسلام على الأخص . وعلى هذا فالذين عاشوا قبل الميلاد بقرون عديدة وبألوف السنين ، هم ( عرب ) وبالطبع وأن لم يدعوا (عرباً) ….. ويضيف الأستاذ د. جواد علي ائلاً : " ولعلني لا أكون مخطئاً أو مبالغاً إذا قلت أن الوقت قد حان
لاستبدال مصطلح ( سامي ) و ( سامية ) ﺒ ( عربي) و ( عربية ) ، فقد رأينا أن تلك التسمية تسمية مصطنعة تقوم على أساس التقارب في اللهجات وعلى أساس فكرة الأنساب الواردة في التوراة …. أما مصطلحنا ( العرب ) الذي يقابل السامية فهو أقرب – في نظري – إلى العلم …وليس ببعيد ولا بقريب عن
العلم والمنطق أن تعد السامية عربية لكونها ظهرت في جزيرة العرب ، ونحن نعلم أن كثيراً من العلماء يرون أن جزيرة العرب هي مهد الساميين .
ولا يبتعد الباحث اللبناني أنيس فريحة عن توصيف الأستاذ جواد علي حول عروبة الساميين بقوله : " الساميون شعوب عديدة ، بعضها انقرض ، أو اندمج في غيره من الشعوب ، كالبابليين والآشوريين والفينيقيين والآراميين ،
وبعضها لا يزال باقياً إلى يومنا هذا كالعرب واليهود والأحباش السمر وقلة من بقايا الشعوب الآرامية . وأول من أطلق عليها هذه التسمية " سامي " عالم ألماني اسمه شلوتسر بناء على أقدم محاولة لتقسيم البشر إلى عائلات ، وهي تلك التي وردت في سفر التكوين وفي الإصحاح العاشر . ورغم أن التقسيم هناك غير علمي ، بل يعكس لنا وجهة نظر العبران السياسية والتاريخية في ذلك العهد ، فقد أبقى عليه علماء التاريخ والاجتماع لعدم وجود مصطلح أفضل منه للدلالة على مجموعة من الشعوب تربطها معاً وحدة اللغة والجنس والذهنية . وهذه الشعوب عربية ، بمعنى أن مهدها الأول كان الجزيرة العربية ، ومنها خرجوا في هجرات متتالية إلى بلدان الهلال الخصيب حيث شيدوا مدنيات هجينة ، كان نصيبها من التعمير موازياً لما في تلك المدنيات من قيم روحية خليقة بالبقاء .


أصل العبرانيين

جاء في سفر التكوين: إن إبراهيم u يعود في أصوله إلى بني عابر وهي قبيلة سامية ، ولكن كثير من الباحثين يشككون في أن مصدر التسمية مشتق من أسم قبيلة أو شخص بل يعتقدون أن لها مصادر أخرى غير ذلك و يختلفون في مصدر هذه التسمية لذلك طرحوا مجموعة من الاستنتاجات والآراء التي سنستعرضها واحدة تلو الأخرى .

الرأي الأول - نظرية أحبار اليهود القدماء :
تقول هذه النظرية : " أن كلمة عبراني تعني عبور النهر أي الانتقال من شط إلى شط أخر ، أو من مكان إلى مكان. " لذلك يرى بعض الباحثين أن إبراهيم سمي عبريا أو عبرانيا لأنه عبر النهر ويحتمل أن يكون النهر المقصود هو نهر الفرات كما يحتمل أن يكون نهر الأردن " .

والرأي الثاني :- يقول انه لقب القبيلة التي ينتمي إليها إبراهيم إذ جاء في التوراة أن جد إبراهيم هو عابر بن سام بن نوح .

والرأي الثالث :- يعبر عنه الدكتور إسرائيل ولفنسون حيث يشير إلى أن كلمة عبري في الواقع لا تعني شخص بعينه أو حادثة معينة ، و إنما هي ترجع إلى الموطن الأصلي لبني إسرائيل ، وذلك أن بني إسرائيل كانوا في الأصل من الأمم البدوية الصحراوية التي لا تستقر في مكان بل ترحل من بقعة إلى أخرى بإبلها وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى ، فكلمة عبري تدل في مجمل معانيها على التحول والتنقل الذي هو أخص ما يتصف به سكان الصحراء وأهل البادية ، وهي مثل كلمة بدوي ، أي ساكن الصحراء والبادية . ويقول " رجاء جارودي " في كتابه " فلسطين ارض الرسالات السماوية " : " إن الجذر السامي ( habr ) يمكن بشيء من التحوير أن يعطي صوامت عربية وعبرية ، كلاهما لا يعني جنسا ، ولا عنصرا ، و إنما هو طريقة حياة : هي حياة البدو . " وتؤكد الحفريات الأثرية أن كلمة عابر وعابيرو لم تكن تعني شعب أو أمة بحد ذاتها " وتزودنا نصوص " مملكة ماري " بشكل خاص بمعلومات وفيرة عن هؤلاء العابيرو الذين كانوا يتواجدون بكثرة في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها وفي المناطق المحيطة بها . وتشير هذه النصوص إلى جماعتين رئيسيتين من العابيرو ، هما ( بنو يامينا) ، و( بنو شمأل ) ونعرف منها أن بعض هؤلاء كان يعمل في الزراعة ويقيم في قرى أو معسكرات خاصة ، وبعضهم كان يمارس الرعي المأجور للآخرين ، أو يحصد ويدرس مواسم القمح لهم . ومن النصوص الحثية نعرف أن جماعات العابيرو كانت تستأجر العمال للنقل والخدمة في الجيش .. ومن نصوص أوغاريت والآلاخ ، نعرف أن جماعات منهم كانت منتشرة في تلك المناطق ، وكانت تقدم خدماتها للملوك المحليين لقاء أجور عينية أو نقدية ، أو على شكل أراض زراعية في بعض الأحيان كما كانت مناطق
تواجدهم تشكل موئلا ً للهاربين من يد العدالة ".
و هذا يعني أن هناك إجماع على أن الكلمة عبري أو عابر مصدرها العبور ، أما عبور ماذا فالحقيقة تصب في مصلحة الدكتور " ولفنسون " لسبب بسيط هو أن العهد القديم يشير إلى أن أول من أطلق لفظ عبراني على النبي إبراهيم كان الكنعانيون سكان فلسطين القدماء عند هجرته إليها ، وقد وصفوه بذلك كونه كان يختلف عنهم في نمط معيشته ففي حين كانوا هم من سكان المدن والقرى كان هو بدوي يعيش في بيوت الشعر (الخيام ) والى هذا اليوم نجد سكان بلاد الشام من أهل المدن يبقون على البدوي هذا اللقب فيقولون عن صديق لهم عند السؤال عن أحواله أين البدوي إلى أين ذهب البدوي الخ .....
ويشير أحد المتخصصين العرب في علم الاجتماع أن العصر الأبوي في التاريخ العبراني هو " عصر يسود فيه نظام القبيلة . فلقد ظهر العبرانيون في بداية الألف الثاني في شكل مجموعات من القبائل الرحل ، التي تعيش في
الخيام ، وحياتها قائمة على تربية قطعان الإبل والأغنام ، وتتفرق القبائل حينما يزداد عدد رجالها ، وتكثر القطعان ، بحيث لا تكفي رقعة الأرض القائمين عليها لمعيشتهم ، ويتجولون في غرب آسيا في كل اتجاه . ولم يكن العبرانيين أبداً ( بدويين كبار ) . وكانوا في حاجة مستمرة إلى كمية من الماء أكبر مما في حوزتهم . وعاشوا على حدود الصحراء ، في مناطق شبه صحراوية ."
وكاتب سفر التكوين يوضح هذه المسألة بشكل مباشر بأن العبري صفة لنمط المعيشة وليست قومية أو أمة قائمة بذاتها حيث جاء في الإصحاح (43 :31) : " فقدموا طعاماً له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الآكلين عنده وحدهم ، لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعاماً مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين" .
وهو ما يعني أن أهل المدن ( المصر ) لا يأكلون مع البدو ( كونهم يقرفون ويأنفون من مشاركتهم الطعام ) وهذا ما يعود الكاتب لشرحه في معنى كلمة عبراني في الإصحاح ( 46: 31) " فقال يوسف لأخوته ولبيت أبيه أصعد وأخبر فرعون وأقول له أخوتي وبيت أبي الذين في أرض كنعان جاءوا إلي ، والرجال رعاة غنم ، فإنهم كانوا أهل مواش وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل مالهم ، فيكون إذا دعاكم فرعون وقال ما صنعتكم أن تقولوا عبيدك (عبرانيين ) أهل مواش منذ صبانا إلى الآن نحن وآباؤنا جميعاً ، لكي تسكنوا في أرض جاسان لأن كل راعي غنم رجس للمصريين .

العابر في اللغة العربية
وإذا طبقنا ذلك على اللغة العربية فإن الكلمة ستعطينا نفس المعنى فعابر السبيل هو الراحل أو المتنقل كثير الأسفار والتجوال ويطلق العرب تسمية الرحل على هذا النوع من الجماعات البشرية أي العابرين بكلام آخر .
فكلمة عبري مشتقة من الفعل الثلاثي عبر بمعنى قطع مسافة من الطريق أو الوادي أو النهر من عبرة إلى عبرة ، أو عبر السبيل : شقها ، وكل هذه المعاني موجودة في هذا الفعل سواء في العربية أو (العبرية الحديثة) ، وهي في مجملها تدل على التحول والتنقل الذي هو أخص ما يتصف به سكان الصحراء أو البادية ، فكلمة عبري مثل كلمة بدوي أي ساكن الصحراء أو البادية . وقد كان الكنعانيون و(الفلسطينيون ) يسمون ( بني إسرائيل )
بالعبريين لعلاقتهم بالصحراء و لترحالهم ، وليميزوهم عن أهل العمران . وفي بعض اللهجات العربية كلمة عبري هي عكس كلمة مصري فالعبري من العبور والعابر هو البدوي المتنقل الرحال بينما المصري من المصر والمصر في العربية تعني قطر والقطر في الماضي هو المدينة الكبيرة المسورة وعليه فإن العبري تعني البدوي بينما المصري تعني ابن المدينة أو المدني ، دون أن يعني ذلك مصري الجنسية كما تفهم حالياً كابن لمصر وادي النيل ، ولما استوطن بنو إسرائيل أرض كنعان وعرفوا المدنية والاستقرار صاروا ينفرون من كلمة عبري التي كانت تذكرهم بحياتهم الأولى حياة البداوة والخشونة ، وأصبحوا يؤثرون أن يعرفوا ﺒ " بني إسرائيل " فقط . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن كلمة عرب أو عربي تعطي نفس المعنى فالعربي هو البدوي ومازلنا نقول عن جماعات البدو عرب أبو فلان أو عرب كذا . ومن الواضح أن مصدر كلمة عبر أو عبري هي العربية الفصحى بينما مصدر كلمة عرب أو عربي هي اللهجات العربية الجنوبية ومنها البابلية والآشورية والسبئية والحميرية والمعينية والحبشية ؟ وكلمة عرب تعادل كلمة عبر في اللغة الكنعانية لغة سكان بلاد الشام إذ تشير كتب التاريخ القديم والحفريات التي أجريت في المنطقة أن سكان فلسطين وسوريا ولبنان وشرقي الأردن كانوا من الكنعانيين ومازال جزء كبير من أحفادهم يقطنون هذه الأرض ،فماذا تعني كلمة عرب لقد ترجم أحد علماء الآثار إحدى العبارات الواردة في نص كنعاني من اوغاريت كما يلي" يعرب بخدره ويبكي" تعني بالعربية " يعبر إلى مخدعه ويبكي " وإذا كان الأمر كذلك فعربي وعبري ليست ألا عبارتين ترمزان إلى شئ واحد وهو العبور أي الترحال والتنقل وعيشة البداوة ، وعلى المستوى اللساني بالقلب اللغوي (الميتاتيز ) إن عبري مقلوبها عربي. ويظهر معنى بالدليل القاطع أن التسمية التي أطلقها الكنعانيين على إبراهيم كانت العربي وليست العبري كون كلمة عبري ليست كنعانية ( فالكنعانيين حميريين يمنيين في الأساس) بل عربية فصحى ومن الواضح أن التسمية تم ( تغييرها بإعادتها إلى اللغة العبرية القديمة ) ألا وهي العربية الفصحى .

مكان الميلاد
تخبرنا التوراة :" أن إبراهيم هو بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر.بن شالح"
" هذا من حيث القبيلة أما مكان مولده فهو أور الكلدان ، وله أخوان هما ناحور وهران وقد مات هران قبل تارح أبوه وولد له لوط واتخذ ابرام وناحور لأنفسهما امرأتين اسم امرأة ناحور ملكه . وكانت ساراي عاقر ليس لها ولد ،
وأخذ تارح ابرام ابنه ولوطا بن هران ابن ابنه وساراي كنته امرأة ابرام ابنه فخرجوا معا من أور الكلدان ليذهبوا إلى كنعان فأتوا حران و أقاموا هناك " .
وحسب هذا النص فإن ابرام أرفكشادي القبيلة سامي الانتماء و كلداني المولد والحياة ، وهذا الأمر مستحيل حيث أنه لو كان ابرام أرفكشادي وسامي فمن غير المنطقي أن يكون كلداني المولد والعشيرة ، كون الكلدان حاميين كما
يقول التكوين (10: 11-12) فالمنطق يقول أن للشخص انتماء عرقي واحد فإما أن يكون إبراهيم سامي و إما أن يكون حامي أما الاثنين معاً فلا يجوز وهنا لابد أن يكون هذا الغموض مقصودا .هذا أولا .
ثانيا : يرفض كتبة سفر التثنية من نفس التوراة ذلك إذ يقولون في الإصحاح السادس والعشرون العدد (5) "آراميا تائها كان أبى فانحدر إلى مصر وتغرب هناك في نفر قليل فصار هناك أمة كبيرة وعظيمة وكثيرة " .
ومع أن المقصود هنا هو يعقوب لا إبراهيم لكن الأمر سيان لأن انتماء الحفيد يكون للجد ، فابرام حسب هذا السفر آرامي الانتماء والآراميين حسب التكوين الإصحاح العاشر ينتمون إلى سام بن نوح أي أنهم ساميين .
وهذا يوسع دائرة بحثنا عن انتماء ابرام فهو بهذا الشكل ينتمي إلى ثلاثة شعوب اثنان منها ساميان حسب التوراة هما الارفكشاديين والآراميين وشعب حامي هم الكلدان .
وهذه ليست نهاية الحكاية . فالمشكلة تثار أيضا حول مكان الميلاد ومكان إقامة العشيرة فإذا كان كتبة الإصحاحين 11 و12 من التكوين يدعون أن المكان هو أور الكلدان فأن كتبة الإصحاح الرابع والعشرون ينفون ذلك
ويقولون أن الموطن (أي مسكن العشيرة) هو آرام النهرين . وبهذا يكون لدينا مكانين للميلاد 1- أور الكلدان 2- آرام النهرين .
وفي التكوين الإصحاح 24 يتحدث كتبة هذا الإصحاح عن مكان آخر كموطن لإبراهيم وهو مدينة ناحور وفي أماكن أخرى من التوراة تذكر فرضيات أخرى لموطن القبيلة الإبراهيمية.
ويعلق الباحث " د. سيد القمني " على تعدد أماكن موطن عشيرة إبراهيم بالقول :
" نجد أنفسنا مع التوراة في متاهة من الدروب ، كل منها يؤدي إلى موطن محتمل للقبيلة الإبراهيمية : ( أور الكلدان ) و ( حاران ) و ( أرام النهرين) و ( فدان أرام ).
والغريب في الأمر ، إنها بعد أن ذكرت ( أور الكلدان ) كمنطلق للهجرة ، نسيتها تماماً ، بينما استمرت تضرب على تأكيد الأصل الحاراني مرة ، والآرامي مرة أخرى ، أما الجملة التي لم تمل تأكيدها فهي : أن إبراهيم كان "آرامياً تائهاً " (التثنية : 26-5.) . وهكذا تزداد مسألة الانتماء تعقيدا بعد تعقيد وتناقض توراتي إثر آخر
وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الكتبة يعتمدون التخمين أو أن الغموض مقصود وذلك لغاية في نفوسهم وكذلك نستنتج أن كتبة الأسفار كانوا من الكثرة بحيث وضع كل واحد منهم قناعاته الشخصية ليس إلا ، وربما كان كل كاتب من كتاب هذه النصوص ينتمي إلى شعب يختلف عن الآخر ولهذا حاول كل واحد منهم أن ينسب هذا الرجل العظيم إبراهيم إليه.
وكبداية نود التأكيد على حقيقة تاريخية وهي أن أور كانت مدينة سومرية وهؤلاء ينتمون إلى السلالة الآسيوية ويقع أول مكان سكنوه في أقصى جنوب بابل ويبدوا أنهم طردوا بواسطة الغزاة إلى المستنقعات التي تحيط بالخليج
العربي ، وقد أقيمت المدن السومرية و أهمها أور في الجزء الجنوبي من ميزو بوتوميا في إقليم سومر .
" ولم يكن في تلك الأيام التي تتحدث عنها التوراة أي زمن إبراهيم مصطلح اسمه ( كلدية ) حيث أن أسم (كلدية ) لم يظهر للمرة الأولى إلا في زمن أشور بن بعل ( 884-859) ق. م وعلى ذلك فإن مؤلف هذا النص من سفر التكوين لم يستطع أن يكتبه إلا بعد الحادث المفترض بأكثر من ألف عام . " ولهذا السبب أيضا لا يمكن أن يكون إبراهيم قد ولد وعاش مع قبيلته في أور المدينة السومرية كون سامية إبراهيم مسألة مسلم بها وهي ليست محل جدل أو نقاش فقد اقر بذلك معظم علماء التاريخ وكذلك يمكننا الجزم في أن موطن إبراهيم لم يكن ( أور الكلدان) حيث أن ظهور هؤلاء أي الكلدان تم بعد ألف عام من عصر إبراهيم عليه السلام ، ومصطلح سامي هذا هو مصطلح رمزي يقصد به كل الشعوب المنتمية إلى النبي نوح عليه السلام ليس كما فصلها كتبة التوراة بل كما فصلها علماء اللغة والآثار . وعليه فسنسقط من حسابنا ولادة إبراهيم ومعيشته مع قبيلته في أور وسنبقي على الاحتمال الثاني وهو آرام النهرين وهذه المدينة بحسب الخريطة الملحقة بالعهد القديم تقع في منطقة الجزيرة السورية وهي المنطقة الواقعة على شكل مثلث على الحدود السورية العراقية التركية ، وهذا الاحتمال يبدو بعيد ، حيث أن التواجد الآرامي بدأ ي هذه المنطقة حسب الاكتشافات الأثرية مع بدايات القرن الثاني عشر قبل الميلاد بقليل فقط فمن غير الممكن أن يكون هذا هو موطن عشيرة إبراهيم كما يريد له كتبة التوراة أن يكون.
ومن هنا لابد لنا من حل لهذه الأحجية وقد عثرنا عليه في سفر هوشع (12:12) إذ يحدد موطن هوشع عشيرة إبراهيم في الصحراء العربية .حيث يقول:" وهرب يعقوب إلى صحراء آرام وخدم إسرائيل لأجل امرأة ولأجل امرأة رعى " ومن هنا يتضح أن إبراهيم لم يكن من سكان المدن ( وهذا واضح كما أسلفنا سابقا) فهو لم يكن من أور الكلدان ولا من آرام النهرين ( التي يسميها المصريين نهارين أي ميتاني عاصمة الدولة الحورية ) بل كما يجزم معظم المؤرخين من الصحراء العربية وهنا نحن نتحدث عن إبراهيم وليس عن ابرام والفرق شاسع بين الاثنين كما سنرى.
وإذا تركنا العهد القديم جانبا وانتقلنا إلى القرآن الكريم فأنه من السهل علينا معرفة أصل إبراهيم حيث أن لإبراهيم موقع مميز في سور القرآن ويقص بعض التفاصيل الهامة عن مسيرة حياته فنقرأ في سورة يوسف (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال : يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ، وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي أن ربي لطيف لما يشاء انه
هو العليم الحكيم ) إن الله تعالى يخبرنا هنا وعلى لسان يوسف الصديق أن بني يعقوب كانوا بدواً وعبارة (وجاء بكم من البدو ) الواردة في الآية الكريمة أعلاه تعني وجاء بكم من البادية أي من الصحراء حيث كانوا يسكنون.
وهذه الآية الكريمة لها ما يؤيدها في العهد القديم فالدلائل على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :
ما جاء في الإصحاح الثالث عشر من سفر التكوين أن ابرام صعد من مصر هو وامرأته وكل ما كان له ولوط معه إلى الجنوب وكان إبراهيم غنيا جدا بالمواشي والفضة والذهب وسار في رحلاته من الجنوب إلى بيت آيل إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداية بين بيت آيل وعاي .. ولوط السائر مع ابرام كان له أيضا غنم وبقر وخيام.
وهذا الوصف التوراتي دليل على بدوية إبراهيم إذ إنهما كانا يعيشان في الخيام أي كما يسميها البدو بيوت الشعر ووسيلة رزقهما كانت رعي المواشي .
1- وإذا ذهبنا إلى مواطن عشيرة إبراهيم كما تصفها لنا إحدى روايات التوراة فإن العمل الأساسي لمجتمع العشيرة كان رعي الغنم وكانت راحيل أم يوسف و بنيامين زوجة يعقوب راعية غنم كما يخبرنا بذلك الإصحاح 29 من التكوين انه عندما وصل يعقوب إلى مضارب عشيرة جده وأبيه حدث ما يلي :
2- " وإذ هو بعد يتكلم معهم أتت راحيل مع غنم أبيها لأنها كانت ترعى هناك ، فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله " وعمل يعقوب عند خاله راعياً للغنم كما يخبرنا بذلك التكوين ، وعمل الأسباط أبناء يعقوب الأثنا عشر رعاة أيضا إذ يقول التكوين الإصحاح 37 (ومضى أخوته يرعوا غنم أبيهم عند شكيم ،فقال إسرائيل- يعقوب ليوسف أليس إخوتك يرعون عند شكيم ، تعال فأرسلك إليهم ،فقال له هاأنذا ،فقال أذهب انظر سلامتهم وسلامة الغنم ورد لي خبرا ).
3- وبقي بني إسرائيل يعيشون حياة البداوة حتى داود وسليمان ، ولم يكن لتابوت العهد بيت مبني بل ظل متنقلا في الخيمة ، فالخيمة هي بيت الله ، يقول ناتان (النبي) الكاهن لداود : " هكذا قال الرب أأنت تبني لي بيت لسكناي لأني لم اسكن في بيت منذ أصعدت بني إسرائيل من مصر إلى هذا اليوم بل كنت أسير في خيمة ".(صموايل الثاني 7 : 5 -6 .)· ومن خلال هذا التحليل البسيط المعتمد على براهين من القرآن الكريم والعهد القديم فإن بدوية إبراهيم أمر ليس محل شك بل إن كل الدلائل تؤكد ذلك ، والسؤال الذي يبقى مطروحا هو من أي الصحاري قدم إبراهيم إلى كنعان؟؟ وهذا الأمر ليس بالعسير معرفته فالصحراء القريبة من فلسطين هي الصحراء العربية وصحراء بادية الشام وصحراء سيناء . وربما تكون الأقرب إلى الذهن هي صحراء الجزيرة العربية وذلك لعدة أسباب من أهمها:
· كانت أول منطقة نزل فيها إبراهيم هي مدينة شكيم (نابلس حاليا ) وهي منطقة تقع في الضفة الغربية لنهر الأردن واقرب الصحاري لها هي صحراء شرق الأردن والتي تعتبر امتداد طبيعيا لصحراء الجزيرة العربية كما تشير لذلك الخريطة الملحقة بالعهد القديم.
· في هذه المنطقة والى الشمال منها تقع منطقة اسمها حوران وهي إقليم غني بالمياه والخضرة وكانت تسكنه في قديم الزمان قبائل حمورية (امورية) وربما تكون الكلمة حوران تحريف لغوي للكلمة حاران .
· يقول كتبة التكوين أن إبراهيم وأبوه اتجهوا من أور الكلدان شمالا إلى حران ، وهذا غريب لان أور تقع في جنوب بلاد الرافدين وفلسطين (كنعان) تقع إلى الغرب منها فكان من الأجدر بهم الاتجاه غرباً ولكن ربما يكون الخطأ غير مقصود وينم عن جهل كاتب السفر بالجغرافية ولكن لو كانت حاران هي حوران فالاتجاه شمالا يصبح منطقيا حيث الوصول إلى كنعان صعودا من الحجاز على سبيل المثال يتطلب الاتجاه شمالا .
وبعد استعراض هذه الافتراضات حول الموطن الحقيقي وأصل النبي إبراهيم العرقي والقومي نتجه خطوة - خطوة إلى الحقيقة التاريخية والتي لا لبس فيها و لا غموض والموجودة بين طيات التوراة منذ القدم ولم يرغب أو لم يجرؤ أي من علماء التوراة إعلانها على الملأ كون هذا الأمر يتجاوز الدين إلى السياسة ويدمر كل الأطروحات والمغالطات التاريخية التي سوقتها الصهيونية والغرب الصليبي المنحاز لها لاستعمار فلسطين.

تقول الحقيقة التوراتية : " أن يعقوب عندما كبر أراد أبواه تزويجه وقد أوصاه اسحق ورفقة أمه بأن يتزوج من بنات لابان خاله، وأن لا يتزوج من بنات الكنعانيين بل أن يذهب إلى عشيرته وعشيرة أبيه وأمه .
وتروي التوراة ذلك بالقول : (فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب إلى حاران ) من هنا يبدو أن طرحنا كان منطقيا من جهة أن حران المذكورة ليست إلا منطقة قريبة من فلسطين وليست تلك المنطقة الواقعة كما تصفها الخريطة الملحقة بالعهد القديم في شمال شرق سوريا .
ولنتابع الرواية (وصادف يعقوب مكانا وبات هناك لان الشمس كانت قد غابت ، وأخذ حجر من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذاك المكان ، ورأى حلما وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء ،وهو ذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها ، وهو ذا الرب واقف عليها فقال أنا الرب اله إبراهيم أبيك واله اسحق ، الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ، ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض ، وهاأنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض ، لأني لا أتركك حتى افعل ما كلمتك به .فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقا أن الرب في هذا المكان وأنا أعلم ، وخاف وقال ما أرهب هذا المكان ، ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء وبكر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودا وصب زيتا على رأسه ودعا اسم المكان بيت آيل ولكن اسم المدينة أولا كان لوز "
ويضيف العهد القديم : " ثم رفع يعقوب رجليه وذهب إلى ارض بني المشرق " والسؤال هنا من هم هؤلاء المدعوين بني المشرق ؟؟؟ يقول آراميا في إحدى تنبؤاته : " عن قيدار وعن ممالك حاصور التي ضربها نبو خذا نصر ملك بابل ، هكذا قال الرب قوموا إلى قيدار أخربوا بني المشرق ، يأخذون خيامهم وغنمهم ويأخذون لأنفسهم شققهم وكل آنيتهم وجمالهم وينادون إليهم الخوف من كل جانب " .(آراميا 49 : 28 -39)
وفي سفر حزقيال نعرف الشعب الذي ينتمي إليه بني قيدار . يقول حزقيال في وصفه لصور (27: 21 ) :
" العرب وكل رؤساء قيدار، هم تجار يدك بالخرفان والكباش والاعتدة ، في هذا كانوا تجارك "

ويقول اشعياء في الإصحاح الحادي والعشرون : " وحي من بلاد العرب في الوعر تبيتين يا قوافل الدادانيين هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان تيماء وافوا الهارب بخبره فإنهم من أمام السيوف قد هربوا من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب فانه هكذا قال لي السيد في سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار
وبقية قصي أبطال بني قيدار تقل لان الرب اله إسرائيل قد تكلم " يقول فيليب حتي في كتابه " تاريخ العرب " : " إن كلمة المشرق وبنو المشرق في الترجمة العربية للتوراة يقابلها شرق وشرقيين في لغة الضاد وهما ترمزان بالأخص إلى الأرض الواقعة إلى شرق فلسطين والى بدوها وبشكل عام إلى بلاد العرب والعرب ، واليوم إذا سمعت بدويا يقول انه مشرق فهمت منه انه ضارب في البادية مهما كان اتجاهه فيها وكان أيوب الذي يعد سفره من بدائع الحكمة أعظم بني المشرق جميعا (أيوب 1:3) وبنو المشرق لم يفقهم حكمة إلا سليمان (ملوك الأول 4:30). وفي عودة إلى التكوين ومتابعة لرحلة يعقوب عليه السلام إلى الأرض التي تسكنها عشيرة أبيه وموطن أجداده نقرأ : " ثم رفع يعقوب رجليه وذهب إلى ارض بني المشرق ،ونظر وإذا في الحقل بئر وهناك ثلاثة قطعان غنم رابضة عندها . لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان والحجر على فم البئر ويسقون الغنم ،ثم يردون الحجر على فم البئر إلى مكانه ، فقال يعقوب يا أخوتي من أين انتم ، فقالوا من حاران ،فقال لهم هل تعرفون لابان ابن ناحور فقالوا نعرفه ، فقال لهم هل له سلامة فقالوا له سلامة وهو ذا راحيل ابنته آتية مع الغنم " .
من هنا يصبح واضحاً أن حران هي إحدى مناطق شمال الجزيرة العربية وليست تلك المنطقة التي حاول كتبة بعض الإصحاحات في العهد القديم إيهامنا بها وهي المنطقة الواقعة كما أسلفنا في جنوب شرق تركيا الحالية .
أما بني المشرق فتسميهم التوراة بني قيدار وإذا كان الأنباط هم الثموديين وان بني قيدار هم الأنباط كما يرى معظم المؤرخين فإن هؤلاء ينتمون إلى قبائل ثمود الثانية حيث أن قبائل ثمود الأولى قد أبيدت ولم يبقى منها غير النبي صالح وبعض من أهله وأتباعه وقد استوطن هؤلاء منطقة الحجر و وادي القرى ومدائن صالحة ومعظم أراضي جنوب فلسطين بما في ذلك الرملة في وسط فلسطين حيث قبره المقدس وإذا كان إبراهيم عربي ثمودي فيجب أن يذكر النبي صالح كواحد من أجداده وهو ما نجده في الجد السادس لإبراهيم بحسب سفر التكوين ( 11: 13-14-15) فهو شالح " وعاش شالح بعدما ولد عابر أربع مائة وثلاث سنين و ولد له بنين وبنات " وشالح هي صالح كما أن اشمعيل هي اسمعيل وكما هي شموئيل هي صموئيل فإعادة الكلمة إلى مصدرها تعطينا صالح أي النبي صالح صاحب الناقة الشهير أخي ثمود الوارد ذكره في القرآن . وبذلك يكون إبراهيم و أبنائه وأحفاده من اسماعيليين واسحاقيين وأحفادهم من ايدوميين وإسرائيليين ونبطيين وقيداريين وأيتوريين ومديانيين .. .. الخ ممن ورد ذكرهم في القرآن من أبناء وأحفاد إبراهيم هم جميعاً ثموديين عرب ولذلك يجب أن تكون لغتهم هي العربية الفصحى لغة القرآن فهل هي كذلك ؟؟ .

لغة قبيلة إبراهيم

ومن اجل أن تكتمل الحكاية فإنه لابد من تأكيد آخر وهو أهم من الأول وبدونه لا يصبح هذا الاكتشاف على درجة كبيرة من الأهمية وهذا المهم الآخر هو اللغة التي تحدثت بها قبيلة إبراهيم إذ بعد أن تبين معنا ومن خلال ما سقناه من براهين أن إبراهيم ينتمي إلى قبائل الصحراء العربية الثمودية أصبح من المؤكد أن لغته كانت العربية أيضاً ومن المفروض أن تكون لغة التوراة الموسوية ( توراة النبي موسى الحقيقية ) كانت العربية ، كذلك أي بمعنى أدق أن اللغة التي كان يتكلمها بنو إسرائيل قبل دخول كنعان واستيطانهم فيها كانت لغة مختلفة عن ما سمي بالعبرية لأن العبرية وبحسب ما جاء في التوراة ليست إلا شفة كنعان أي اللغة الكنعانية وهي العربية الجنوبية لغة
حمير وقد تعلمها قوم موسى عندما اختلطوا بسكانها وعاشوا بين ظهرانيهم وإذا كان البعض يدعي أن التوراة كتبت بالمصرية الفرعونية الهيرغلوفية فليس لدى كل من قالوا بذلك أي دليل أو برهان لأنه وحتى الآن لم يثبت بعد في أي من المصرين جرت أحداث التوراة في مصر وادي النيل أم في مصر المعينية التي كانت تقع في جنوب فلسطين و شبه جزيرة سيناء و شمال جزيرة العرب ، وكونه من المفروض أن يكون لدى بني إسرائيل لغة أصلية (أي اللغة الأم ) كانوا يتكلمون بها قبل دخول مصر وقبل دخول كنعان فالمفروض أن يكون هناك ما يشير إليها بين طيات العهد القديم أو ما يقودنا إليها ولو من الإشارات الواردة فيها أو من المقارنة مع أم اللغات السامية (العربية) و ما يشير إلى مثل هذه اللغة وجدناه وهذا البرهان موجود في العهد القديم ذاته وليس في كتاب آخر .
والوصول إلى هذه الحقيقة لم يكن صعبا فكون بني إسرائيل عرب يعني أن لغتهم كانت العربية مثلما نقول أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب .
يقول الرسول الكريم محمد بن عبد الله e في كتاب الحديث ( بني إسرائيل أبناء عمومتي) والملاحظ انه لم يقل اليهود لأن أولئك ليسوا أمة بل مجموعات عقائدية ، والخلط الحاصل الآن جاء مع الصهيونية و انطلى على العرب
والعالم وهو أن بني إسرائيل هم اليهود واليهود هم بني إسرائيل وقد استخدمت هذه الفبركة تبريرا لاستعمار الأرض المقدسة ( فلسطين ) من قبل مجموعات متعصبة عقائديا غايتها الأساسية تحقيق خرافات وأساطير دينية ليس إلا .
وعليه وان ثبت أن بني إسرائيل كانوا عربا فإن العرب هم شعب الله المختار، حيث أن كتبة التوراة قد جعلوا بني إسرائيل هم الشعب الذي أختاره الله وجعل منه الأنبياء والرسل فإن هذا الشعب هو العرب عرقاً ولغة وديناً . واللغة
العربية عندما نتحدث عنها لا بد لنا هنا من التمييز بينها وبين ما هو شائع لدى البعض خصوصا من غير أهل الاختصاص وهو أن العربية هي اللغة الفصحى لغة القرآن وهذا الخطأ شائع وعلى نطاق واسع ولكن الحقيقة هي أن
الفصحى ليست سوى لهجة واحدة من اللهجات التي تشملها العباءة العربية وقد ميزت وأخذت هذه الشهرة بفضل القرآن الكريم وكون النبي محمد e كان يتكلمها كونها لهجة قبيلته قريش ، وقد ميزها العرب في الوصف عندما
أطلقوا عليها تسمية الفصحى وبذلك ميزوا بينها وبين اللهجات العربية الأخرى وهي ما يسمى بلغات القبائل العربية الأخرى وضمت جميعها تحت مسمى اللغة العامية وهي مجموعة من اللغات ( اللهجات ) التي مازالت تتحدث بها قبائل العرب وشعوبهم من المغرب العربي وحتى العراق والجزيرة العربية وتختلف في نطقها وفي الكثير من مفرداتها من مكان إلى أخر وحتى في داخل البلد الواحد .
و يشير فيليب حتي في كتابه " تاريخ العرب " أن :" عرب الشمال في الغالب من البدو يعيشون في بيوت من الشعر في نجد والحجاز أما عرب الجنوب فأكثرهم من الحضر يقطنون اليمن وحضرموت وما جاورهما من السواحل . ولغة الشمال هي لغة القرآن أي اللغة العربية المعروفة ( الفصحى ) ، أما أهل الجنوب فلقد كانت لهم لغة سامية قديمة – لغة سبأ وحمير – وهي تمت إلى اللغة الحبشية بصلة وكذلك تمت بصلة أيضا إلى اللغة الأكادية .
يرى أمين البرت الريحاني في كتابه ( لغات عربية ) :" أن العرب القدماء اصطلحوا على تسمية اللهجات المختلفة بينهم بلغات منسوبة وغير منسوبة . أما المنسوبة فإلى قبائلهم ومدارسهم اللغوية . وربما يعود السبب في هذا الاصطلاح إلى أن القبائل العربية قبل الإسلام وبعده ، وحتى ظهور مدرستي البصرة والكوفة اللغويتين ، لم تكن لتفصل فصلا واضحا صريحا بين عبارتي لغة ولهجة ، كما نفصل بينهما اليوم . فكان من السهل أن تحل كلمة لغة مكان كلمة لهجة دون إي إحراج أو إشكال في الموضوع . وأضيف إلى هذا السبب سببا سيكولوجيا نفسيا أرى أنه لعب دورا هاما في اعتماد هذا المصطلح بسهولة تامة ، ذلك أن عرب الجاهلية ، وعرب صدر الإسلام والأعصر الأموية والعباسية ، لم تكن لغتهم العربية ، بمختلف لهجاتها ، مهددة بالتقاعس والانهيار والتلاشي أمام انتشار اللهجات واعتمادها كتابة و أدبا وجعلها طرفا للنزاع مع اللغة الفصحى كما هي الحال اليوم . فلم يكن ثمة خوف أو تردد أو إحراج في تسمية اللهجة لغة إذ لم يكن الصراع قائما بين لغة فصحى ولهجة عامية بمفهومنا المعاصر ، بل كان الصراع على مدى الفصاحة بالذات وصواب المناحي اللغوية والنحوية المعتمدة . هذا بعد الإسلام وفي زمن البصريين والكوفيين أما في الجاهلية فلم تكن اللغة لتشكل موضوع نزاع فكري أو جدلي بالرغم من اللهجات أو اللغات الكثيرة المتشعبة بتشعب القبائل والجغرافية العربية في شبه الجزيرة وبلاد اليمن آنذاك .ويضيف أمين ألبرت الريحاني إلى ذلك قوله : " يمكن تتبع الخريطة اللغوية ، من الجاهلية المبكرة حتى العصور العباسية المتأخرة ، عبر المراحل التالية :

أولاً : اللغات الجنوبية الحميرية المنقرضة . وهذه اللغات ظهرت في اليمن ، وتأثرت بلغات أعجمية : كالحبشية والفارسية وغيرها ، إلى حد أثر في شكل الحروف العربية في بعض الأحيان ، عدا عن الألفاظ والعبارات الغريبة المتعددة وقد تلاشت هذه اللغة بتلاشي القبائل العدنانية القحطانية التي اعتمدتها ، ولم يبق من أثرها اليوم سوى بعض النقوش التي تشير إلى عدد من ميزاتها وخصائصها .
ثانيا : اللغات الشمالية ، وهي لغات بني غسان المتأثرة أيضا بلغات أعجمية وعلى رأسها لغة الروم والسريانية والآرامية وغيرها . غير أن هذا التأثر لم يكن ليفعل فعله في جوهر اللغات العربية الشمالية . فقد حافظت هذه على أصالتها واستمرت بالتالي تعيش وتتطور وتعم بلاد العرب قاطبة قبل الإسلام وبعده .
ثالثا : لغة القرآن ، لغة قريش قبيلة الرسول محمد ، وهي واحدة من اللغات الشمالية . ويقال إنها كانت اللغة الأدبية في الجاهلية . فجاء الكتاب المنزل ليضفي عليها هالة قدسية ويكرسها لغة للمسلمين وبالتالي للعرب ، لذا عمت لغة القرآن بين شتى القبائل العربية . فبعد أن أصبحت اللغة الدينية المقدسة ، تدرجت في دورها الحضاري إلى أن أصبحت اللغة القومية للعرب في شبه الجزيرة العربية وفي بلاد الفتوحات . وكان مركز انطلاق هذه اللغة مكة والمدينة أو منطقة الحجاز بشكل عام.
رابعا : لغة البصرة والكوفة التي هي لغة القرآن تتمنطق بمنطق النحو والقواعد اللغوية . وتنشأ مدرستان نحويتان متضاربتان : مدرسة أهل البصرة وفيها العلماء المحافظون المتزمتون المجمدون القواعد اللغوية في قوقعة
التفسير والتأويل والتعليل ، المتأثرة بالنزعة الفقهية الدينية في الحديث . فكانت اللغة على أيديهم تنحت تمثالا من رخام لا مجال فيه لأي تعديل أو تبديل إلا بعد الوقوع بالتشويه واللغط اللغوي . ومدرسة أهل الكوفة التي كانت أكثر انفتاحا على التراث اللغوي إلى درجة قبول كل ما ورد عند السلف من بينات وشواهد مهما كان أصلها . فكانت اللغة عند هؤلاء كالبئر التي لا قاع لها ومهما رميت فيها من حجارة فهي تبقى متسعة للمزيد."
ويعدد ألبرت الريحاني لغات العرب فيجدها أربعة وعشرين لغة من بينها لغة قريش تختلف في كثير فيما بينها ابتداء من النطق وانتهاء بالمفردات ويورد مجموعة من الأمثلة للتدليل على الاختلاف بين هذه اللهجات – اللغات العربية فيما بينها :
ففي لغة هذيل تقلب الألف المقصورة ياء وتدغمها في ياء المتكلم وتفتح ياء المتكلم فتقول عصي وتنفرد لغة هذيل في اعتبارها ( متى ) حرف جر تجربه ما يتبعه فتقول مثلا متى لجج خضر… . وفي ( حتى ) يبدل حرف الحاء عينا فتقول عتى ويذكر ابن عقيل أنه إذا جاء جمع المؤنث على خلاف القاعدة كما جاءت في الألفية عد ذلك نادرا أو ضرورة أو لغة . وجاء بمثل على ذلك قول هذيل في جوزة جوزات ، بفتح الفاء والعين ، والمشهور في لسان العرب تسكين العين إذا كانت غير صحيحة . أما في باب الموصول فيقال للمذكر العاقل في الرفع ( الذين ) ، وبعض العرب ( الذون ) في الرفع و هذه هي لغة هذيل .وكثيرا ما يبدل حرف الياء بحرف الواو في لغة هذيل فتقول مثلا في رجل اسيان ، رجل أسوان ، من الأسى ، أي الحزين و أتوان من قولهم أتوته أتوة بمعنى أتيته أتية . ولم تنفرد هذيل بتبديل الحروف فقط بل بتبديل الحركات أيضا . فهي تكسر حرف المضارعة مثلا ليعلم أن ثاني الفعل الماضي مكسور ، كما ذهب إليه سيبويه في هذا النحو وقال هي لغة هذيل في هذا الضرب من النحو. "
وباعتقادنا أن لغة قريش ربما كانت تستبدل الحاء هاء في السابق ونقصد في السابق زمن الجد الأعلى إسماعيل وأمه هاجر إذ أن ما تبين معنا هو أن لغة إبراهيم وإسماعيل والأسباط الإثنا عشر ولغة داود وسليمان كانت اللغة
العربية الفصحى لغة القرآن وهذا الدليل يقطع الشك باليقين في عروبة قبيلة بني إسرائيل .
هذا من ناحية من ناحية أخرى يقول د. " كمال الصليبي " في كتابه " حروب داود " ويؤيده في ذلك " ايمانويل فلايكوفسكي " في كتابه " عصور في فوضى " " أنه :
" عندما بدأت عملية أحياء اللغة العبرية لتكون لغة محكية من جديد ، بحافز من الحركة الصهيونية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا ، تم أحياء هذه اللغة بناء على التصويت المسوري للغة التوراة . فجاءت العبرية الحديثة اصطناعا على اصطناع . أضف إلى ذلك أن اليهود الأوروبيين الذين أو جدوا العبرية الحديثة لم تكن لديهم قدرة على لفظ ثلاثة من الأحرف الأساسية في اللغات السامية – وهي الحاء والعين والقاف – فجعلوا العين في كلامهم همزة ، والحاء خاء ، والقاف كاف . وكان المسورون من قبلهم ، قد أخذوا عن لفظ الآرامية – أو عن لهجة منها – قلب الباء إلى فاء ( الحرف V ) والكاف إلى خاء ، إذا جاء أي من هذين الحرفين مسبوقا بصوت . والناطقون بالألمانية بين اليهود – وهم الذين لهم اليد الطولى في خلق العبرية الحديثة كانوا يقلبون الواو العبرية في لفظهم إلى فاء ( وهو اللفظ الألماني للحرف W الموازي للواو السامية ) وهكذا أختلط الأمر أيضاً ، في نطق العبرية الحديثة ، بين الكاف المسبوقة بالصوت والحاء ، وبين الباء المسبوقة بالصوت والواو . ونتيجة لذلك جاءت العبرية الحديثة لغة عجيبة ، تكاد أن لا تمت بصلة في نطقها إلى أصلها السامي العريق.والواقع هو أن معرفة اللغة العبرية الحديثة لا تساعد على فهم لغة التوراة . بل كثيرا ما تضيف لبسا على لبس في فهم العبرية التوراتية . خاصة أن العبرية الحديثة قد استحدثت معاني جديدة لألفاظ مأخوذة من التوراة لم تكن لها هذه المعاني في الأصل . ومن ناحية أخرى ، فإن معرفة اللغة العربية هي أفضل مدخل لكشف الغامض من لغة التوراة ، وهي من اللغات
السامية الشقيقة للعربية .
وهناك أمر لا بد من الإشارة إليه بالنسبة إلى اللغة العبرية ، وهو أن ما جاء عنها مختصرا في هذه المقدمة هو من المسلمات بين أهل الاختصاص . إذ كلهم يعرف تمام المعرفة أن اللغة العبرية زالت من الوجود زوالا تاما ، كلغة محكية ، بدءا من القرن الثالث قبل الميلاد إن لم يكن قبل ذلك . والجميع يعرف أن التصويت المسوري للعبرية التوراتية تصويت مصطنع ، وأن ما من أحد يعرف كيف كانت تنطق هذه اللغة في الأصل . ولا شك عندي أن النطق الأصلي للعبرية كان أقرب بكثير من نطق العربية منه إلى نطق العبرية الحديثة . وكون هذه العبرية الحديثة اصطناعا على اصطناع هو أمر معروف لدى الخاصة ولدى الكثيرين من العامة . وجل ما في الأمر أن هناك غض نظر مقصودا حول هذه الحقائق ، بل تزويرا لها حتى في الكتابات العلمية الحديثة . ومن هذا التزوير ما يبلغ أحيانا حد الوقاحة . فمن هذه القواميس العبرية التوراتية ، مثلا ، ما يستشهد بالعبرية الحديثة في تحديده لمعنى بعض الكلمات . وفي مثل هذا الاستشهاد ما يضفي على العبرية الحديثة شرعية تاريخية لا تستحقها بأي شكل من الأشكال . وواضعو هذه القواميس يعرفون تمام المعرفة . وهم على ذلك يفعلون ما يفعلون بقصد التظليل .
هذا فيما يخص العبرية الحديثة وعدم مصداقيتها كلغة تاريخية تمت بصلة إلى اللغة الأم العبرية القديمة أما لغة توراة -عزرا التي كتبت فيها التوراة الحالية العهد القديم فهي أيضا لم تكن اللغة الأصلية للتوراة حيث أن اللغة العبرية كانت تسمى كما ورد في ارميا شفة كنعان أي اللغة الكنعانية وهو ما يؤكده أيمانويل فلايكوفسكي عندما يتحدث عن لغة أوغاريت الكنعانية فهو يقول صراحة هذه اللغة هي ما يعرف اليوم باللغة العبرية . أما لغة توراة عزرا فكانت اللغة الآرامية وهي اللغة التي كانت مستخدمة في الكتابة في ذاك الزمان .
وقد جاء في بحث ( تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى الفتح الإسلامي ):" تقسم اللهجات الآرامية إلى شرقية وغربية ، أما الشعبة الشرقية فتضم لهجة أهل الرها الآرامية ، وكان موطنها ما بين النهرين وسميت بعد ظهور
المسيحية بالسريانية.ولهجة آرامية يهودية بابلية هي ( لهجة التلمود البابلي ) وكان موطنها شمالي العراق ولهجة الصابئين الآرامية وهي اللهجة ( المندائية ) وموطنها جنوبي العراق ويسمى أصحابها ( المندائيين ) الصابئة وهم من القبائل الآرامية التي كانت تسكن منطقة الأردن ثم هاجرت منها إلى العراق .إن عدم وجود الأصوات الحلقية في المندائية والخلط المستمر بين السين والصاد و الزاي وبين الكاف والقاف توازي إلى حد ما ما هو موجود في اللغة البابلية ، ولكن حقيقة كون الهاء وحدها جعلت لتؤدي وظيفتي الهاء والحاء الساميتين ، يشير إلى أن اللسان كان في وقت ما غريبا على القوم الذين تحدثوا به ، أو أن فيه قدر معتبرا من العناصر الآرية أو غير السامية ".

07-10-2005, 12:04 PM
السلام عليكم

نتابع الموضوع


العرب شعب الله المختار
أولا- مصدر أسم إبراهيم :

يخبرنا سفر التكوين انه وبعد مدة من وصول إبرام إلى كنعان " ظهر الرب لإبرام وقال له أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملا .فأجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيرا جدا ، فسقط ابرام على وجهه ، وتكلم قائلا : أما أنا فهو ذا عهدي معك ، وتكون أباً لجمهور من الأمم فلا يدعى أسمك بعد اليوم ابرام بل يكون أسمك إبراهيم لأني أجعلك أباً لجمهور من الأمم ".
من هنا بدأت الحكاية مع لغة التوراة فقد طرحت على نفسي سؤالا وهو لماذا غير الله اسم ابرام إلى إبراهيم ؟؟ هل ذلك مرتبط بحدث معين ؟ وإذا كان كذلك فما هو معنى الاسمين ؟ هل للاسم الثاني قداسة أكثر من الأول ؟ وعلى كل الأحوال رحت اقلب قواميس اللغة العربية بحثا عن ضالتي المنشودة فلم أجد جواب ولجئت إلى بعض علماء اللغات القديمة ولكن لا جواب ! وراحت الأسئلة وعلامات التعجب ترمي بثقلها على ذاكرتي وفي يوم ما وأنا في جامع مدينة
موسكو وقف إلى جانبي في الصلاة رجل إيراني وقرأ الفاتحة وعندما نطق البسملة نطقها هكذا : " بسم الله رهمان رهيم " وهذه الكلمة الأخيرة أي " رهيم " هي التي شدتني فصار عقلي يقول لعقلي كما قال ارخميدس وجدتها وجدتها .. ونحن نجزم أن كتبة التوراة كانوا من الآريين – الحوريين أي ينتمون إلى نفس العرق الذي ينتمي له الإيرانيين وهو ما فصلناه في الفصل
المسمى إبراهيم الآري وكذلك ما ذكرناه أعلاه حول لغة التلمود البابلية والتي تحول الحاء هاءً وهو ما حدث عند الترجمة إلى اللغات الأخرى فكل اللغات الأجنبية لا توجد بها حاء إلا اللغات السامية وخصوصا العربية . عدت إلى منزلي وأمسكت بورقة وقلم وقمت بتقطيع أسم إبراهيم إلى جزأين فنتج معي ( أب _رهيم ) أي ( أب _رحيم ) بمعنى ( أباً رحيما ) .ومعناه الأب الرحيم كلمة أب بمعنى والد ورحيم من الرحمة .
و جزئت أسم ابرام كما فعلت بإبراهيم فخرج معي ( أب - رام ) وقد اعتقدت في البداية أن الاسم يعني أبا رامي أب رام ولكن في الحقيقة فإن اسم إبراهيم قبل ذلك لم يكن أب – رام بل إبرهم وسورة البقرة في معظمها ومنها الآية 132 في القرآن الكريم تذكر ذلك و أب – رهم تعني أبا المطر الناعم فالرهم هو المطر الخفيف بالعربية . وأسم أب – رام تعني أبا الإله الهندو –آري " رام " ورام بالعبرية الحديثة كما هو في اللغة الحورية تعني العلي أو العالي أو الأعلى ومنه أتت تسمية طبقة الكهنة الهندية البراهمن أي البراهمة أو البرامن أي الأب رامن .

مبررات تغيير الاسم

من الواضح من خلال نصوص التوراة أن لتغيير أسم إبراهيم ما يبرره فما هو هذا المبرر ؟؟
لقد أراد الله عز وجل تدمير المدينتين الفاسقتين سدوم و عمورة فأرسل ملاكين للقيام بذلك ودار بين الله تعالى و إبراهيم الحوار التالي : "وقال الرب : أن صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا انزل وارى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي ألي وإلا فأعلم .
" فتقدم إبراهيم وقال : أتهلك البار مع الأثيم ، عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة ، أتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل خمسون باراً الذين فيه ، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم ، حاشا لك ، آديان كل الأرض لا يصنع عدلا فقال : الرب أن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فأني سأصفح عن المكان كله من أجلهم.
فقال : إبراهيم أني شرعت اكلم المولى وأنا تراب ورماد ، ربما نقص الخمسون بارا خمسة أتهلك كل المدينة من اجل الخمسة ، فقال : لا أهلك أن وجدت هناك خمس وأربعون ، فعاد يكلمه أيضا وقال : عسى أن يكون هناك أربعون ، فقال لا افعل من أجل الأربعين .
فقال : لا يسخط المولى فأتكلم ، عسى أن يوجد هناك ثلاثون ،فقال لا افعل أن وجدت هناك ثلاثون ، فقال أني شرعت اكلم المولى عسى أن يوجد هناك عشرون ،
فقال : لا اهلك من أجل العشرين ، فقال لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة
فقط ، عسى أن يوجد هناك عشرة .
فقال : لا أهلك من أجل العشرة ، وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم ورجع إبراهيم إلى مكانه " .
لقد كان ابرام يجادل الله في رحمته وعدله وقد وصل في توسل الرحمة لأهل سدوم وعمورة أنه كان سيغضب الله ، ولكنه تعالى الذي يعرف مكنون قلب إبراهيم وحلمه إلى تلك الدرجة التي سمح فيها لإبراهيم خليله وحبيبه أن يجادله في أمر كان قد قدر .
وللعلم لم يكن في المدينتين إلا ثلاثة مؤمنين هم لوط النبي وأبنتاه فقط . ومن هنا فأن ، تغيير الاسم كان له علاقة بالحدث ألا وهو الرحمة التي أبداها أبرهم حيث كان يطلب الصفح كرجل يطلب من ملك الصفح على أبناءه فلذلك سماه تعالى أب - رحيم.

ثانياً – مصدر أسماء زوجات إبراهيم :

وكذلك طلب تعالى من إبراهيم تغيير اسم زوجته من ساراي إلى سارة " وقال الرب ساراي امرأتك لا تدعوا اسمها ساراي بل سارة " فما هو معنى الاسمين بالعربية؟ وما الفرق بينهما؟؟الأول : ساراي وصحيحها هو ساري ومصدرها من الفعل سرى أي خرج مبكرا مع
الفجر ومصدر الفعل هو الإسراء . والاسم الجديد ينطق خطأ والخطأ مقصود فالكلمة يجب أن تنطق هكذا سارة من السرور والسرور هو الفرح وهي سارة لأنها كانت امرأة جميلة حسب ما تروي التوراة وربما هي سارة لله لإيمانها وتقواها وطاعتها لإبراهيم زوجها .
وقد تزوج إبراهيم بامرأتين بالإضافة إلى زوجته الأولى سارة وهما قطورة وهاجر وإذا حللنا اسميهما لوجدنا أنهما عربيين أصيلين : فهاجر مصدرها الهجرة والفعل هو يهاجر ، ماضيه هاجر ، مذكر هاجر مهاجر ،ويبدوا أن العرب كانوا يسمون الاسم حسب الحدث ، فمصدر الاسم ربما يكون مبرره ولادتها أي الفتاة أثناء هجرة القبيلة كما هي سارية أو ساراي ، واسم الزوجة الثانية مصدره القطر وهو أحد أسماء العسل فقطورة معناها العسلية أو العسل وتعني أيضا الحلوة بالعامية العربية لبلاد الشام ومصر والجزيرة العربية .

ثالثاً - مصدر أسماء أبناء إبراهيم :
و أسماء أبناء إبراهيم كانت أيضا عربية دقيقة في معانيها ،فإسمعيل هي اسمع – ايل وتعني اسمع الله أي نفذ ما أمرك به الله وتشير التوراة أن الله هو الذي أطلق الاسم على إسمعيل حيث جاء في الإصحاح 16 من التكوين :
" فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية على العين التي في طريق شور وقال يا هاجر من أين أتيت والى أين تذهبين فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي فقال لها ملاك الرب ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها وقال ملاك الرب تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة وقال لها ملاك الرب ها أنت حبلى فتلدين أبنا وتدعين اسمه اسمعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك " .وكان الاسم الذي أطلق على الولد الثاني لإبراهيم أيضا عربيا صريح في عربيته وهو اسحق ، ولكن وقبل أن نفسر معنى الاسم لابد من ذكر حكايته وهي تبدأ مع البشارة بمولده . إذ يقول العهد القديم انه عندما قرر الله تدمير سدوم وعمورة أرسل ملاكين على هيئة بشر إلى إبراهيم : " وقالوا له أين سارة امرأتك ،فقال هاهي في الخيمة ، فقال أني ارجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه ، وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام ، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء ، فضحكت سارة في باطنها قائلة ابعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ ، فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلة أف بالحقيقة ألد وأنا قد شخت هل يستحيل على الرب شئ ، في الميعاد ارجع إليك نحو زمان الحياة ، ويكون لسارة ابن ،فأنكرت سارة قائلة لم اضحك ،لأنها خافت ، فقال لا بل ضحكت " ( تك 18 : 9-15.)
وجاء في الإصحاح 21 :
" وقالت سارة قد صنع إلي الله ضحكا ،كل من يسمع يضحك لي وقالت من قال لإبراهيم سارة ترضع بنين ، حتى ولدت له أبنا في شيخوخته " من استعراضنا للنص ومن تكرار حادثة الضحك والتأكيد عليها في سور القران تبين أن الاسم له علاقة بالحدث أي حادثة الضحك فالاسم معناه "الضحاك " وهو أسم مازال يطلقه العرب على أبنائهم إلى يومنا هذا وكان بعض من الصحابة في عهد الرسول محمد r يحملون هذا الاسم ( الضحاك بن عمر ) .وإذا قلنا لآري ألماني كان أو إنكليزي أو أيراني أن يلفظ لنا هذا الاسم فسينطقه هكذا " ازك " وهكذا ينطقه اليهود اليوم فهم يقولون ازاك رابين ويترجمه اليهود إلى اللغات الأخرى بمعنى الضحاك من الضحك ، وما زال حتى يومنا هذا العديد من سكان القرى في بلاد الشام ينطقون حرف الضاد كالزا فبدل أن يقولوا غضبان يقولوا غزبان .أو غظبان بتضخيم الزا أو الظا.وكان اسم زوجة الضحاك عربي صريح أيضا رفقة والرفقة تعني الصحبة فيقال رفيقي ورفيق طريقي والرفقة تعني الطيبة والعطف يقال أرفق بحاله أي اعطف عليه وهذا هو معنى الاسم الرأفة .

رابعاً – مصدر أسم إسرائيل :

وولدت رفقة للضحاك ذكرين توأم هما يعقوب وعيشو وقد جاءت التسمية على الشكل التالي كما ترويها التوراة :
" فحبلت رفقة امرأته وتزاحم الولدان في بطنها فقالت إن كان هكذا فلماذا أنا فمضت لتسأل الرب فقال لها في بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعب وكبير يستعبد الصغير ، فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان،فخرج الأول احمر كله كفروة شعر فدعوا اسمه عيشو وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيشو فدعي اسمه يعقوب "
وكما نرى فإن الاسم جاء بمعنى الحدث فهم توأم فقال الضحاك عيشو أي لتكتب لكم الحياة ، فذهبت الكلمة اسما للكبير أما الثاني فسمي يعقوب كونه ولد بعد أخيه أي كان التالي وعقب أخيه في الولادة .وسمي هذا الأخير من ملاك صارعه يعقوب حتى الفجر وانتصر يعقوب عليه اسر أيل أي أسر- أ يل وهي كلمة مركبة تعني افرح الله ،حيث أن مصدرها السرور واسر هي فعل الأمر من يسر .( 32:22-29 ) وهي على نفس وزن اسم عمه اسمع _آيل.

خامساً – مصدر اسم زوجات يعقوب :

1-راحيل : وهي تعني كما هو واضح دون تفسير الرحيل من الفعل رحل وهذا الاسم هو مصدر الفعل ويبدو أن ولادة الفتاة كانت في إحدى تنقلات القبيلة .أو رحيلها من مكان إلى آخر فجاء الاسم من الحدث، وهي عادة مازال بعض العرب حتى هذا اليوم يتبعونها فإذا ولد لهم ولد يوم العيد يسمونه عيد أو يوم الجمعة يسمونه جمعة أو يوم خميس يسمونه خميس الخ.
2-ليئة : وهي من آلئي وآلئي هو اللف والدوران فمثلا يقولون وقال بعد لئي ..كذا أي قال بعد اخذ ورد وطول سيرة وهي في حالة ليئة على ما أعتقد أن ولادتها قد تأخرت عن موعدها وولدت بعد لئي أي بعد مخاض عسير وطويل فسميت ليئة نسبةً إلى الحدث ومذكرها لؤي وهو اسم مازال منتشراً بين العرب في كافة أقطارهم إلى اليوم.
3-زلفة : والزلف هي الفترة المتأخرة من الليل والتي تسبق الفجر فسميت زلفة نسبت إلى الحدث ، وأبو الزلف بالعامية الشامية يعني ساهر الليل أو سامره وكذلك ربما تكون من ألتزلف والتزلف هو التقرب يقول تعالى كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام تقربا زلفى إلى الله أي تقربا من الله حيث انهم كانوا ينظرون إليها كواسطة تقربهم من المولى عز وجل .
4-بلها : والمصدر هو البله أي الغباء الشديد وبلها تعني البلهاء ولا داعي اعتقد لطول الشرح.


سادساً – مصدر أسماء الأسباط :

1- يقول التكوين : " ورأى الرب أن ليئة مكروهة ففتح رحمها ، و أما راحيل فكانت عاقرا ، فحبلت ليئة وولدت أبنا ودعت اسمه روبن لأنها قالت أن الرب قد نظر إلى مذلتي انه الآن يحبني رجلي " لننظر ماذا قالت ليئة: سمته روبن لأن الله نظر لمذلتها ، ومن يقرأ التوراة يعرف أن زواج ليئة من يعقوب جاء عبر عملية خداع مارسها لبان خال يعقوب عليه ، ولذلك لم يكن يعقوب يحبها بل كانت محبته لأختها راحيل زوجته الثانية وحيث أن الأولى كانت عاقر أرادت ليئة أن تسجل نقطة لصالحها في مقابل أختها راحيل فحملت الصبي وخرجت إلى يعقوب ونسائه مفتخرة بما رزقت قائلة وبفرح : " رو- بن " أي " انظروا أبن " رو هو فعل الأمر من " رأى " مضارعه يرى وفعل الأمر للمفرد را ، وللجمع رو، وبن تعني أبن أي ولد أو ذكر . وقد ذهب الحدث اسما للصبي .
2- " وحبلت ليئة أيضاً وولدت أبنا وقالت أن الرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضا ، فدعت اسمه شمعون " ومن الواضح أن الاسم قد حرف لأنها قالت الرب قد سمع كلامي والرب مفرد وليس جمع أي آلهة فالأصح أن تقول سمعان لان اله إبراهيم كان إله واحد وهو أيل فكيف تقول شمعون أي سامعون . ونجد هذا الاسم قد توارثته الأجيال بعد عصر يعقوب عليه السلام وأبنائه فهاهو في عصر المسيح عليه السلام يحمله اكبر تلاميذ ه أي " سمعان الصفا " وهذا دليل على أن بني اسر أيل ظلوا محافظين على نقاء الاسم قبل التحريف الذي تعرضت له التوراة على يد الكتبة والأحبار وبعده فالأسماء تتناقلها الأجيال وتحافظ في العادة على نقائها كونها تصبح تراث قومي أو عائلي وما زال العرب وحتى اليوم يسمون أبنائهم بهذا الاسم خصوصاً في بلاد الشام .
3- " وحبلت ليئة أيضاً وولدت أبنا وقالت هذه المرة يقترن بي رجلي ، لأني ولدت له ثلاثة بنين ، لذلك دعي اسمه لاوي " لندقق فيما قالته ليئة أنها تتحدث وفي قلبها حزن وحسرة فرغم ولادتها لذكرين فأن قلب يعقوب ظل على حبه لراحيل شقيقتها الصغرى وكانت تعتقد في كل مرة تلد فيها أبناً أن قلب يعقوب سيميل إليها كما تعتقد في زماننا هذا معظم النساء العربيات من أن كثرة الخلفة قادرة على جعل الزوج يميل إليها كونها ترضي نفسيته ، ولكن يعقوب بقي يتجاهلها فولد ذلك لديها الحسرة والألم ومن هنا جاءت تسمية الصبي " لوعي " أي شوق وحسرة من اللوعة يقول العرب : " قلبي مشتاق وبه لوعة " ولو طلبنا من أحد الآريين لفظ كلمة لوعي للفظها هكذا لاوي إذ أن هناك ثلاثة أحرف لا يتقن نطقها سوى العرب وهي الحاء والعين والضاد.
4- " وحبلت ليئة أيضاً وولدت أبناً وقالت هذه المرة أحمد الرب لذلك دعت اسمه يهوذا ، ثم توقفت عن الولادة ) وهذا تحريف للاسم الحقيقي ،حيث لم يعرف يعقوب ولا أفراد أسرته ولا جده أو عمه أو أبيه . الله بهذا الاسم أي يهوه بل كانوا يعرفونه باسم أيل والذي ارتبطت به معظم أسمائهم ، و أول مرة في التاريخ ذكر اسم الله باسم يهوه كان بعد يعقوب والأسباط بأربع مائة سنة بحسب كاتب سفر الخروج الذي هو عزرا ، إذ يذكر كاتب سفر الخروج (6: 2-
3 ) ما يلي :
" ثم كلم الله موسى وقال له أنا الرب وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شئ وأما باسمي يهوه فلم اعرف عندهم . "
5- وهذا يعني أنه من المستحيل أن يتسمى الولد باسم إله لم يكن معروفا في ذاك الوقت ، ويعني أيضا أن الولد سمي باسم أخر يدل على كلام قالته ليئة …..فماذا قالت ليئة ؟
قالت: هذه المرة أحمد الرب وإذا راجعنا معظم الأسماء أعلاه سنعرف أن معظمها كان بناء على كلمات قالتها ليئة وعليه فأن الاسم هو هادي أو يهد وهذا الاسم مازال شائعاً لدى العرب حتى هذه الأيام .
وربما مهدي أو هود تيمناً بنبي عاد الذي يذكر العرب أنه هو عابر ذاته
الوارد في التوراة أي جد كل قبائل العرب قاطبة بحسب التكوين وبحسب الإخباريين العرب أيضاً . واعتقادنا هذا مبني على أن الكتبة في العادة يلوون لسانهم بالاسم أي يغيرون نطقه لا كل حروفه.
6- " فلما رأت راحيل أنها لم تلد ليعقوب غارت راحيل من أختها وقالت ليعقوب هب لي بنيين ، وإلا فأنا أموت ، فحمي غضب يعقوب على راحيل وقال الله العلي الذي منع عنك ثمرة البطن فقالت هو ذا جاريتي بلها ، ادخل عليها فتلد على ركبتي وأرزق أنا أيضا منها بنيين ، فأعطته بلها جاريتها زوجة ، فدخل عليها يعقوب ، فحبلت بلها وولدت ليعقوب أبنا ، فقالت راحيل قد قضى لي الله وسمع أيضا لصوتي وأعطاني أبنا ، لذلك دعت اسمه دان " .وهنا أيضا اسم يدل على الحدث فقد قالت قد قضى الله لي وسمع أيضا لصوتي ، فسمته دان" والسؤال من الذي دان أي قضى ، الذي دان هو الله الديان أي القاضي يقال في الكتاب المقدس المسيحي لأن الله سيدين هذا العالم في آخر الزمان وهو ما يعني أن الله سيقضي بينهم وهو تذكير بيوم الحساب فيوم الدينونة أو يوم الدين هو يوم القضاء العام . ودان هي الماضي من الفعل يدين والأمر منه دن ومصدره الإدانة ، والإدانة هي القضاء في أمر ما ، خصوصا في المحكمة والله هو الديان يوم القيامة وفي الحياة الدنيا .
7- " وحبلت أيضا بلها جارية راحيل وولدت أبنا ثانيا ليعقوب فقالت راحيل مصارعات الله قد صارعت أختي وغلبت فدعت اسمه نفتالي " انظروا إلى هذه الفرحة التي تملأ قلب راحيل بعد أن كانت تعاني من عدم الإنجاب هاهي جاريتها بلهة تشفي غليلها وتلد ذكراً آخر وتصيح راحيل صارعت أختي وغلبتها . فماذا يقول العربي عندما تغلق أبواب الرزق في وجهه وفجأة تفرج انه يقول : وبالحرف الواحد " الله فتحها علي " وهذا ما قلته راحيل قالت ( إن فتح لي ) و الآن لنطلب من آري أن يلفظ هذه الجملة بالعربية إنه بالتأكيد سيلفظها هكذا كما كتبها الكهنة ( إن فتا لي ) أو ( نفتالي ) .
8- " ولما رأت ليئة أنها توقفت عن الولادة أخذت زلفة جاريتها وأعطتها ليعقوب زوجة ، فولدت زلفة جارية ليئة ليعقوب أبناً فقالت ليئة بسعد ، فدعت اسمه جاد " والسؤال من الذي ( جاد) ؟ أنه الله تعالى الذي جاد على ليئة بذكر جديد من جاريتها زلفة بعد أن كانت قد توقفت عن الولادة . وجاد هي صيغة الماضي من الفعل يجود والأمر جود والجود هو الكرم والسخاء والعطاء. وفي هذا الاسم دليل على وحدانية الخالق الذي كان يعبده يعقوب و أسرته إذ قالت جاد ولم تقل جادوا بالجمع بل بالمفرد لأن الله واحد لا شريك له.

9- " وولدت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب ، فقالت ليئة بغبطتي لأنه تغبطني بنات ؛ فدعت اسمه اشير " والحقيقة أن هذا الاسم قد عجزت عن تفسيره وحاولت جاهدا البحث عن مصدر له و لكن دون جدوى فكلام ليئة لا يدل على شئ وبعدما يئست ألهمني الله أن افتح القرأن على سورة يوسف وقرأت السورة مرات ومرات فعثرت على أسمي علم فقط لأبناء يعقوب هما يوسف وبنيامين أغلقت القران محتاراً لأنني لم أجد ضالتي ولكن وجدت قوة تدفعني دفعا إلى فتحه ومنذ أول نظرة وقعت عيني على الآية التي تقول :} فلما إن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم اقل لكم أني اعلم من الله مالا تعلمون{
فالبشير هنا هو اسم علم لأحد أبناء يعقوب وقد حمل قميص أخاه يوسف وعندما اشتم يعقوب رائحة يوسف ابنه الفقيد عاد له النظر . فالبشير هنا ليس ملاك بل واحد من أبناء سيدنا يعقوب ؛ هذا من ناحية من ناحية ثانية في المقارنة ما بين الاسم التوراتي والقرآني أشير والبشير نجد أن الكتبة قاموا بحذف حرفان فقط هما الألف والباء . والبشير من البشرى والبشرى التي زفت لليئة كانت ولادة ذكر جديد فأسمته البشير من الحدث.

10 - " فلما أتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت إلي تجئ لأني قد استأ جرتك بلفاح ابني . فأضطجع معها الليلة وسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب أبنا خامسا - فقالت قد أعطاني الله أجرتي لأني أعطيت جاريتي لرجلي فدعت اسمه يا ساكر " وإذا رجعنا إلى حديث ليئة مع يعقوب تلك الليلة فأن تلك الليلة لم تكن من حق ليئة بل من حق إحدى زوجاته الثلاث الأخريات ولكن ليئة احتالت عليه عندما أخبرته أنها أعطت لفاح لإحداهن مقابل التنازل عن تلك الليلة لها فخوفا من حدوث فضيحة أو انكشاف الكذبة بالأحرى طلبت من الله السترة وقد استجاب الله لدعائها أو رجائها هذا وبقي الأمر سراً ، وعندما ولدت الطفل ذكرت الله الذي سترها فقالت يا ساتر وذهب ذلك اسما للغلام ، وقد حرفه الكهنة اليهود لعلة في نفوسهم .
11- " وحبلت أيضاً ليئة وولدت أبناً سادساً ليعقوب فقالت ليئة وهبني الله هبة حسنة الآن يساكنني رجلي لأني ولدت له ستة بنين فدعت اسمه زبولون " لننظر ماذا قالت ليئة قالت الآن يساكنني رجلي ، يساكنني أي يسكن معي أي يبقى طوال الوقت إلى جانبي ، فهل السبب هو اقتناعها هذا و هو أن ولادة الستة بنيين ستعمل على ترك يعقوب لزوجاته الأخريات والسكنى معها أم أن للموضوع سبب آخر جعلها مقتنعة بأن ذلك سيحصل فعلا . ولو جئنا للمنطق فولادة ابن سادس لليئة ما كانت بقادرة على جعل يعقوب يترك الأخريات ويسكن معها فما الفرق بين الخمسة والستة ؟؟ والسبب الوحيد باعتقادنا القادر على جعل يعقوب يترك الدنيا وما فيها هو علة في الطفل ذاته أي أن يكون مريضاً على سبيل المثال أو واهن الجسم ضعيف واحتمال موته كان كبيراً إذا لم يعتني به العناية الكافية لذلك اضطر أبوه أن يجلس طوال الوقت إلى جانب ليئة والدليل على ذلك هو الاسم زبولون أي دبلان من الذبول وهو الشحوب ووهن الجسم يقال نبتة ذابلة أي ضعيفة . ولو طلبنا من آري أن ينطق هذه الكلمة لنطقها هكذا زبلون أو زبلان .
12- " ثم ولدت ليئة ابنة ودعت اسمها دينة " وهذا الاسم واضح مصدره الدين أو الديانة ومعناه متدينة أو متعبدة ومذكرها ديّن .
13- وذكر الله راحيل وسمع لها الله وفتح رحمها ، فحبلت وولدت أبنا ، فقالت قد نزع الله عاري ، ودعت اسمه يوسف قائلة يزيدني الله أبنا آخر "
ماذا قالت راحيل ، قالت يزيدني الله ابناً آخر ، وهذا معناه أن حالة الولد الصحية كان ميئوسا منها أي أن موته كان قاب قوسين أو أدنى فحديثها هو دعوة لله أن يرزقها بطفل آخر ، والسبب في تقديرنا لهذه الحالة أن راحيل ولدت بمعجزة وكانت ولادتها عسيرة ، فهي فرحة أن الله قد مسح عارها كون الأخريات شمتن بها ولكنها وفي نفس الوقت ترجو الله أن يعوضها بآخر إن مات ، ومن هنا جاءت التسمية يوسف أي يؤسف وهي من عبارة و أسفاه ينطقها العربي عندما يفقد عزيزا عليه أو يخيب رجاءه في شئ يقول شخص لأخر أن فلان مريض يقول هذا شئ يؤسف أو مؤسف وقد جاء الاسم بحسب الحدث .
14- " ثم رحلوا من بيت آيل ولما كان مسافة من الأرض بعد حتى يأتوا إلى افراته ولدت راحيل وتعسرت ولادتها وحدث حين تعسرت ولادتها أن القابلة قالت لها لا تخافي لأن هذا أيضاً ابن لكي ، وكان عند خروج نفسها لأنها ماتت أنها دعت اسمه بن اوني وأما أبوه فدعاه بنيامين " وهذا يعيدنا إلى قصة ميلاد يؤسف ، لقد كانت راحيل تحتضر عندما ولدت ابنها الثاني وإذا كان الأول قد سبب لها الألم والمرض أثناء الولادة فأن الثاني كان السبب في موتها ، ولهذا أطلقت عليه اسم بن اوني عندما عرفت انه ذكر من القابلة ، وهذا الاسم ينقصه حرف واحد حتى يصبح صحيحا ، وهو حرف الألف وبعد أضافته سيصبح الاسم هكذا بن أواني أي بن موتي والأوان بالعربية هي المرحلة التي تسبق الرحيل وهي النهاية أيضا . ولكن يعقوب لم يعجبه الاسم فسيظل سببا في تدمير نفسية الغلام فقال بن يامين أي بن يمن واليمين واليمن هما الخير باللغة العربية والمعنى الكامل للاسم هو ابن الخير .
هؤلاء هم بني اسر أيل أبناء يعقوب أو الأسباط أنهم عشيرة عربية ثمودية لغتهم كانت العربية الفصحى لهجة قريش وهي لغة القران ولغة الرسول الكريم محمد بن عبد الله e .

هل كان العلماء الغربيين والتوراتيين يخفون الحقيقة عمداً ؟؟
الحقيقة أن كثيرا من علماء الفلسفة والتاريخ من الأوروبيين كانوا يعرفون هذه الحقيقة فنجد الفيلسوف فردريك إنجلز يقول في وصفه للتوراة : ليست التوراة إلا تأريخا لإحدى القبائل العربية التي انفصلت في مرحلة مبكرة من التاريخ عن القبيلة الام " .
لا ادري بالضبط ما الذي دعا إنجلز إلى قول ذلك ولكن باعتقادي إنه كان قارئ جيد للكتاب المقدس ، وقد استطاع قراءة تلك الإشارات وكونه أجنبي فإنه من المؤكد لم يلاحظ تلك الفروق في النطق التي يلاحظها العربي أي لي اللسان واستطاع من إستقراء الحوادث أن يحدد موطن تلك القبيلة بأنها بلاد العرب .
وقد أكد الكاتب اليهودي الديانة جوزيفوس والذي عاش قبل ما يقرب من آلفي سنة من الآن أن بني أسرايل كانوا قوماً من العرب في كتابه " ضد ابيون " والذي يورد في رده حول بني اسرايل وعلاقتهم بالهكسوس مايلي : " لما كان " مانيتو " قد زعم أن البعض أعتبر الهكسوس عربا ، وأن البعض الآخر رآهم فينيقيين ، فقد رأى جوزيفوس من جانبه أن خروجهم من مصر إلى يهوذا تحديداً وتأسيسهم أورشليم بالذات ، وصفتهم كعرب وكفينيقيين ، شواهد قاطعة على أنهم كانوا من بني إسرايل وأنهم دخلوا مصر ملوكاً ولم يدخلوها عبيداً أبداً
سابعاً – مصدر أسماء الأعلام من بني إسرائيل :
وإذا عدنا إلى سياق الموضوع وقمنا بتحليل باقي أسماء الأعلام من بني أسر أيل فسنجد أنها عربية صرف :
1-موسى : من الفعل واسى مصدره المواساة وإذا قلنا فلان تمت مواساته فأننا نقول عنه مواسى والصحيح قواعدياً موسى ، أما الحادثة التي أعطته هذا الاسم فهي مذكورة في التوراة والقرآن يقول تعالى :
} فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون (
وقد ووسي الطفل عندما قتل الفرعون كل الذكور وبقي وحيداً بعد أن التقطته زوجة فرعون وربته وقالت زوجة فرعون لزوجها :
}: قرة عين لي و لك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ( ويقول تعالى ) و أوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني أنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين (. من هذه المواساة جاءت التسمية .
2-هارون : في القرآن ، هرون: في التوراة ،صحيحها العربي حّرون وتعني عاند يقال فلان محرن أي لا يريد أن يتزحزح عن موقفه وهي العناد بشدة .
3-صموا يل: صحيحها سمو _ أيل من السمو والعلياء والرفعة وهذا الاسم مركب ويعني سمو الله وقد سمى يهود يثرب أبنائهم به وبهذا الشكل الصحيح وهو أسم الشاعر العربي الشهير السموئل .أي سمو أيل أو السمو – ايل .
4-داود: هكذا جاء في التوراة والقرآن وينطقها العرب خطأ داوود وينطقها اليهود الأشكناز ديفيد وذلك بفعل اليديشية الجرمانية لغة يهود شرق أوروبا " الخزر ولكن إذا أخذناها بحسب الأحرف التوراتية والقرآنية ستعطي معنى الودود والاسم مركب من مقطعين ذ ا _ ود أي صاحب الود أو الودود .
ويلاحظ أن مجموعة من محاربي داود الأشداء كانوا ينتمون إلى القبيلة " بنو هاشم " التي يتطابق اسمها مع عشيرة الرسول محمد e خاتم الأنبياء والرسل . وهذا التشابه يعطينا فكرة أن اسم هاشم العربي كان متداول منذ العصور القديمة وكان بني هاشم هؤلاء من قبائل ثمود الحجازية أيضا ( سفر أخبار الأيام الأول 11 .34).
5- سليمان: أي إسلام أو سلامة أو سالم وهذا الاسم عربي فصيح وهو على وزن ، فرحان ، نعمان ،سلمان ، قحطان ، عدنان ، غسان ، عثمان، …الخ .
6- زكريا : وهو اسم مركب من مقطعين زكى و ريا ، و زكى من الزكاة وهي أحد الفروض الخمس عند المسلمين . والمقطع الثاني الري السقاية يقال هذا ماء يروي الضمان ، ويقال شرب حتى ارتوى ؛ ومعنى الاسم زكى سقاية أي بمعنى قدم فريضة الزكاة برواية أو سقاية الحجاج ربما وهي تشبه اليوم سبيل الماء الذي يضعها البعض في الشوارع كزكاة أو صدقة جارية عن روح أبيه أو عن نفسه
7- اليشع: وصحيحها أيل _ يشع. وهو اسم مركب ،ايل هو الله ويشع بمعنى يضيء أو ينير مصدره الإشعاع . وربما كان الاسم إيل يسع كما هو وارد في القرآن بمعنى الله يسعى بمعنى يسعى في السماوات والأرض .
8- يحيى : مصدره الحياة ويعطي معنى يعيش .
9- دانيال: وهو اسم مركب من داني بمعنى قريب من قول العرب القاصي والداني أي البعيد والقريب وداني - أيل تعني قريب الله أو خليل الله وقد بينا في كتابنا السابق ( النبي دانيال ونهاية العولمة ) أنه النبي إبراهيم عليه السلام .
10- ايلفاز: وهذا أحد أسماء أبناء عيشو ابن يعقوب من بسمة بنت اسمع - أيل والاسم مركب من مقطعين أيل - أو أيلي والفعل العربي فاز من الفوز وهو الربح أو الانتصار والمعنى الله فاز أو الهي فاز أو أنتصر .
11- أومار : وهو ابن أيل - فاز بن عيشو ، و أومار هو عمر قبل التحريف وإذا قلنا لآري قل عمر فسينطقه اومار.
12- ومن أسماء أحفاد عيشو أسماء حافظت على شكلها العربي الأصيل ولم يطلها لي اللسان مثل : حمدان ، وذي - شأن ، وعلوان ، وهمام، وآية.
و في الحقيقة فإن لغة الكتب المقدسة ما قبل التوراة كانت العربية الفصحى، وكانت هذه اللغة هي أول لغة عرفتها البشرية، ومنها تفرعت باقي اللغات العالمية وقد تكلم بها آدم الإنسان الأول وستكون أخر لغة يتكلم فيها البشر أجمعين قبل يوم الحشر أو اليوم الأخر واليك الدلائل على ذلك :
1-آدم : مصدر الاسم الادمه والإدامة هي التراب ، ويقال إنسان أدم أي شخص اسود اللون .
2- حواء : أي حواء من الفعل حوى ، وهي حواء لأنها تحوي الجنين في بطنها .
3-هابيل : وهو اسم مركب من مقطعين هما ، هاب وأيل ، هاب تعني إخشى و أيل هو اسم الله بمعنى أخشى الله أو أتقيه .
4- قاب أيل : قاب تعني قريب ويقال قاب قوسين أو أدنى أي اقرب من قوسين و قاب أيل تعني قريب الله أو المقرب من الله .
5-متو شاء أيل : وصحيحه قبل التحريف متى شاء ايل وهو اسم مركب من ثلاث كلمات هي متى وشاء وأيل والمعنى متى شاء الله .
6-لامك وقد سمي من أبوه هكذا لشبهه الشديد لأمه أي بمعنى طالع لأمك فذهب الحدث اسم للطفل .
7- عادة : زوجة لأمك ، وعادة مفرد عادات والاسم يعود لعادة فيها فسميت عادة وربما كان الاسم قبل التحريف عائدة أو عايدة وهو اسم مازال شائع عند العرب إلى هذا اليوم .
9- صلة : زوجة لأمك الثانية والصلة هي الرباط أو العلاقة يقال صلة الرحم وجمعها صلات .
10- يا بال : أبن لأمك من عادة والاسم مركب من مقطعين وهما يا با - ال ، يابا هي أداة نداء بمعنى يا أبي وال بلهجة سكان المدن العربية تعني قال والمعنى الكامل للكلمة " يابا قال " ويبدو أن هذه كانت أول كلمة قالها الطفل فأسمته أمه بأول كلمة نطقها .
11- يوبال : ابن لامك من عادة وهو كأخيه سمي بأول كلمة نطقها وهي يوبا أي يا أبي ومازالت بعض القبائل العربية البدوية تقول للأب يوبا ، ومعنى الاسم قال يا أبي يوبا – قال
12- توبا لقايين : وهو ابن لأمك من صلة ، هو حفيد قايين حسب التسمية التوراتية وقايين هو قابيل في القران وقد قتل قايين أخيه هاب - أيل مما أثار غضب الله عليه وكانت هذه أول حادثة قتل في التاريخ . و توبة لقايين تعني التوبة لقايين وهي طلب من الابن الرحمة والغفران لأبيه فراح الدعاء اسماً للطفل .
13- نعمة : ابنة لأمك من صلة أخت توبة لقايين ، والاسم عربي صريح نعمة جمعها نعم يقولون نعمة وخير كثير .
14- شيثآ : الابن الثالث لأدم وقد جاء في التكوين ( وعرف أدم امرأته أيضا فولدت أبنا ودعت اسمه شيتآ قائلة لان الله وضع لي نسلا أخر عوضا عن هابيل لأن قايين كان قد قتله . والاسم مركب من مقطعين هما شئ وثان بمعنى شئ ثان أو شئ جديد ، لأنها قالت وضع لي نسلا أخر أي نسلا جديدا .
15- مهلئيل : وهو اسم مركب من مقطعين هما مهلى وأيل وفي الاسم لي للسان والصحيح هو محلى - أيل أي ما أجمل الله ، ومحلى أيل هو الابن الحفيد لشيء ثان .
16- نوح : من النواح وهو البكاء والعويل ويبدو أن ميلاده كان في ظرف عصيب على أسرته أو قبيلته .
17- حام : وهو مفرد حماة ، يقال حامي الحمى ، أي الحارس ، أو الجندي الشجاع.
18- شالح : هو صالح أي النبي المذكور في القرأن والذي أرسل إلى قبيلة ثمود العربية ويعتبر حسب شجرة عائلة إبراهيم التوراتية وكذلك تفيد آيات القرآن أنه أحد أجداده والاسم عربي صريح من الصلاح أي خير الأعمال ذو الأخلاق الرفيعة.
19- تارح : هو والد إبراهيم حسب التوراة و تارح مصدره الترح أي الحزن و تارح تعني الحزين ، وعكسه فارح. والقرآن الكريم وكذلك الرسول الكريم e يذكران أن أسم أبي إبراهيم كان آزر من الآزر أي العون فاسمه كان " عون " أي المساعدة والدعم .
20- سام: من السمو والرفعة ، وهو اسم عربي صحيح بينما الاسم المحرف هو سامي فهو تركي اللفظ ونحويا خاطئ .
21- ملكة : امرأة ناحور أخي إبراهيم والاسم عربي صريح بمعنى الملكة قرينة الملك .
22- مريم : وهو اسم عربي مركب من مقطعين هما مر و يم ومر تعني جرى وللكلمة عدة معاني منها ذهب ومنها زار كقولهم مر علينا أي طل علينا ولكنها في الاسم جاءت بمعنى جرى و يم هي الماء أو النهر ومريم تعني الماء الجاري والماء الجاري هو ماء الشرب والمعنى النهائي للاسم هو ماء الحياة .
23- آبيا : وهو حفيد النبي سليمان والاسم عربي صريح من الإباء ويقال للرجل آبي أي ذو عزة وكرامة ويقال آبي النفس بمعنى عزيزها.
24- آسى: ابن آبي حفيد سليمان والأسى هو الحزن ، ويبدوا انه سمي نسبة إلى حدث.
25- أيل – أزر: وينطقها بعض العرب بشكلها المحرف(ايلعازر) وذلك بحسب الترجمة المغرضة والمشوهة للتوراة التي نقلت عن سوء نية وقصد إلى اللغة العربية بينما حافظت في الترجمات إلى اللغات الأخرى على بعض من نقائها وهذا الاسم مركب من مقطعين أيل _ وأزر وتعني الله آزر أي الله ساعد أو الله عون ومازال هذا الاسم شائع عند العرب في صيغة " عون الله " وآزر هي صيغة الماضي من يؤازر ومصدرها المؤازرة وهي الوقوف وبقوة إلى جانب أحد ، ويقال وقفنا معه في محنته وشددنا من آزره.

تزوير مع سبق الإصرار والترصد .

الآن وبعد كل هذه البراهين يطرح السؤال التالي نفسه لماذا لم تتم عملية تصليح الأسماء في القرآن بنفس الطريقة التي فعلناها ؟؟ والجواب بسيط لقد عرف الناس منذ القرن الثالث قبل الميلاد أسماء هؤلاء الأنبياء من خلال أسفار التوراة المحرفة التي هي اليوم بين أيدينا وانتشرت بينهم أجيال وراء أجيال ومن الصعب تغيير الشائع خصوصاً في أمة تعتمد في ثقافتها على السمع لا على القراءة .
ولو غيرت إلى طبيعتها الأصلية كما ذكرناها، لما عرف الناس عمن يتكلم القرأن فبقيت كما هي لأن الهدف الأساسي لم يكن قومي إذ لم يكن أحد يدعي أن بني اسر أيل ليسوا عربا في ذاك الوقت بل على العكس تماما فالجميع كان يعرف أنهم عرب.
ويسمي المسيح عليه السلام في أحاديثه " بابن الخالة " وهو دليل صلة القربى فالرسول لم يكن يجهل هذا الأمر ، ونجد الطبري في كتابه " تاريخ الرسل والملوك " يؤكد أن : " بني إسرائيل كانوا قبيلة عربية "
.ويقول الهمذاني في كتابه الإكليل : " إن قحطان بن عابر. وعابر هو النبي هود ؛ " .
وكما هو معروف حسب التصنيف الخلدوني " فقوم هود " هم قبيلة عاد و هم من العرب العاربة أي أصل العرق العربي .وللحقيقة فقط فإن جميع هذه المعلومات لم تكن غائبة عن الرسول e ، وقد ذكر الله في القرأن الكريم أن اليهود قد حرفوا الأسماء العربية للأنبياء حتى تفقد معناها الأصلي وتبدو غريبة على أذان أصحابها الأصليين فقد جاء في سورة ال عمران :
} وأن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) ولي اللسان هو نطق الكلمات بشكل تضيع فيه الأحرف الأصلية فبدل أن نقول إذا نقول إزا وبدل رحيم نقول رهيم ….الخ .
وعليه فإن بني اسر أيل كانوا عرباً كما هي قريش عربية وإن اللغة الأصلية للتوراة كانت نفس اللغة التي انزل فيها القرأن أي العربية الفصحى .وقد يبرز هنا سؤال ساذج وهو هل هذا يعني أن يهود اليوم أصلهم عربي ؟؟ والجواب هو ما أوردناه سابقا في مدخل هذا الكتاب أي ما تقوله الموسوعة اليهودية : وهو أن 82 % من يهود العالم الحاليين هم من الخزر ، أي أولئك القوم الذين أعتنقوا اليهودية في القرن الثامن الميلادي وهم ينتمون إلى العرق الآري كما أسلفنا في مدخل هذا الكتاب وقد أقيمت مملكتهم على الشاطئ الغربي من بحر قزوين ،والذي كان يعرف في ذاك الوقت باسمهم أي بحر الخزر والتاريخ الروسي يقص علينا حكاية طريفة تقول : انه عندما أراد فلاديمير أمير كييف اعتناق ديانة تليق بشعبه دعا علماء لثلاث من (الأديان ) هي الإسلام ، اليهودية ، المسيحية . وإذا كان العلماء المسلمين قد استقدموا من بخارى وسمرقند ليشرحوا له دينهم ، فإن رجال الدين اليهود قد استقدموا من مملكة الخزر اليهودية . ولهؤلاء تاريخ طويل . (28) هذا وقد سمى هؤلاء أنفسهم بعد إنشاء دولة إسرائيل بالأشكناز ، واشكناز بحسب الخريطة الملحقة بالعهد القديم هي نفس المنطقة التي قامت عليها دولة الخزر اليهودية في القرون الوسطى وهي مناطق ما يعرف اليوم بالقفقاس . وينتمي الاشكناز حسب ما ورد في الإصحاح العاشر من التكوين إلى يافث بن نوح (بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس . وبنو جومر اشكناز وريفاث وتوجرمة .) وبذلك هم ليسوا من الأمم السامية ولا يحق لهم على الإطلاق وصف أنفسهم بالساميين لأن كتابهم المقدس يكذبهم في ذلك وينكر عليهم هذا الحق .

07-11-2005, 09:40 AM
في نفسي شيء من هذه الاجتهادات.
رغم أن هذا النوع من الكتابات هو بالعادة شيق ولكن مدى التزامها بالمعيار العلمي الصارم فيه نظر.
وأنا بانتظار التفرغ قليلاً للتأمل في هذه الحجج من منظور ما تعلمته إلى الآن في ميدان ما يسمى "اللغات السامية".

07-11-2005, 07:18 PM
السلام عليكم

وأنا معك أستاذ محمد فيما ذهبت إليه فالواقع أن مثل هذه الدراسات فيها نوع من التأويل الذي يكون بعيداً عن الواقع خذ مثلاً قول الكاتب " وولدت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب ، فقالت ليئة بغبطتي لأنه تغبطني بنات ؛ فدعت اسمه اشير " والحقيقة أن هذا الاسم قد عجزت عن تفسيره وحاولت جاهدا البحث عن مصدر له و لكن دون جدوى فكلام ليئة لا يدل على شئ وبعدما يئست ألهمني الله أن افتح القرأن على سورة يوسف وقرأت السورة مرات ومرات فعثرت على أسمي علم فقط لأبناء يعقوب هما يوسف وبنيامين أغلقت القران محتاراً لأنني لم أجد ضالتي ولكن وجدت قوة تدفعني دفعا إلى فتحه ومنذ أول نظرة وقعت عيني على الآية التي تقول: ( فلما إن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم اقل لكم أني اعلم من الله مالا تعلمون) فالبشير هنا هو اسم علم لأحد أبناء يعقوب وقد حمل قميص أخاه يوسف وعندما اشتم يعقوب رائحة يوسف ابنه الفقيد عاد له النظر . فالبشير هنا ليس ملاك بل واحد من أبناء سيدنا يعقوب ؛ هذا من ناحية من ناحية ثانية في المقارنة ما بين الاسم التوراتي والقرآني أشير والبشير نجد أن الكتبة قاموا بحذف حرفان فقط هما الألف والباء . والبشير من البشرى والبشرى التي زفت لليئة كانت ولادة ذكر جديد فأسمته البشير من الحدث.

فهنا أرى أن الكاتب اعتمد على التخمين في تفسير معنى الإسم .
وهناك أمثلة أخرى يكتشفها القارئ أيضاً مثل معنى اسم زكريا أو هارون ومريم وغير ذلك.

أعتقد أن مثل هذه الدراسات تحتاج إلى دقة أكبر وحيادية أكبر حتى نستطيع الوصول إلى الحقيقة أو ما يقاربها.