مشاهدة النسخة كاملة : يا إلهي
(أمل سليمان إبراهيم)
11-01-2012, 09:12 AM
عيد مبارك
و
يا إلهي
يا إلهي لكمْ صنيعٌ بدى
منْكَ في الْخلقِ يوْردُ العجبَا
باحثُ الحرفِ يعْجَزُ الشّعر حتْ
تَى و إنْ سجعهُ مضى كُتُبَا
وبِلا تعْليمٍ شدا شاعرٌ
يشعلُ الغيمَ يبرِقُ الشُّهبَا
طيرُ حُبٍّ يطيرُ جذلا بما
زفّهُ غُصنًا يبهج الطّيبَا
يبحثُ الهرُّ عابثّا و الرّجا
قد يلاقي تقبلا لعبَا
وبغير اصطناع فرْح اللقا
نجلبُ الآخر الذي ذهبَا
كيف نستوعب الثّواني جثتْ
سُلْحفًا جرَّ خلفهُ خشبَا
كيف نستوعب الثواني تفرْ
رُ كريحٍ و حمْلها سُلبَا
أبدًا نحنُ ندركُ القلب في
ما هوى نشوةً شذىً طربَا
شعر : أمل سليمان إبراهيم
قصيدة : من ديوان ( ترنيمات )
سليمان أبو ستة
12-16-2012, 10:40 PM
الشائع في بحر الخفيف ثلاث أعاريض وخمسة أضرب، فأبياته خمسة. وهي كلها مستعملة إلا الثالث منها، ووزنه:
فاعلاتن مستفعلن فاعلن * فاعلاتن مستفعلن فاعلن
2 3 2 2 2 3 2 3 * 2 3 2 2 2 3 2 3
وشاهده عند الخليل:
إن قدرنا يوما على عامر * نمتثل منه أو ندعهُ لكم
وهو شاهد نادر تبدو عليه الصنعة، ولم يستعمل من بعد الخليل إلا في عصرنا هذا حيث وجد الدكتور عمر خلوف عليه هذه الأبيات للشاعر عبد الرحمن صدقي، قال:
ربة الحسن أنت وحي الأدبْ * فابعثي الشعر ضارما كاللهبْ
لك عينان كالدراري سنى * ولحاظ لها وميض الشهبْ
كل دنياي كلها ها هنا * بين جفنيك وهي دنيا عجبْ
كما وجد على هذه العروض ضربا واحدا حديثا (فاعلاتن)، نادرا هو الآخر، وهو قول ظافر الحداد :
جاءنا بعد أكلنا فقاع * قد أجادت إحكامه الصناع
فكأن الكيزان سود البنا * ن، ولكن عيدانها الأقماع
وهأنذا اليوم ، وبعد مضي عام تقرييا على عرض قصيدة الأخت أمل سليمان إبراهيم المزمع نشرها ضمن ديوانها الثاني (ترنيمات)، أضيف إلى قوالب هذا البحر المستحدثة هذا القالب الجميل، وهو على الوزن التالي:
فاعلاتن مستفعلن فاعلن * فاعلاتن مستفعلن فعلن
2 3 2 2 2 3 2 3 * 2 3 2 2 2 3 1 3
فهنيئا لها ابتكارها الذي نرجوها أن تحدثنا عن كيفية وصولها إليه.
موضوع الأخ عمر خلوف على الرابط ك
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=50139
خشان خشان
12-18-2012, 04:50 PM
تحية لك اخي وأستاذي سليمان أبوستة وتحية لأستاذتي أمل .
واشاركها شكرك على الاهتمام بالقصيدة ووزنها.
( المشتقات ) موضوع جميل في الرقمي لم اطرحه بعد، وسيكون في الكتاب بإذن الله.
والمقصود بها اشتقاق خواص عامة تطرد في غير بحر واستقصاء مدى صلاحيتها للتعميم.
ومن ذلك المشتقة الثانية :
]2[ سبب خفيف لا يزاحف
إذا انتهى صدر في واقع الشعر – ومن البدهي أن يكون كذلك على الدائرة - بالمتناوبة 3 2 3 فإن للعجز صورتين إحداهما تنتهي ب 3 ]2[ 3 والأخرى تنتهي ب 3 ]2[ 2 ولا وجود لصورة تكون نهاية العجز فيها 3 1 3 ،
بل أرجو رأيك في التعميم الأوسع القائل: إنه لا يوجد بيت حسب عروض الخليل من اي بحر كان تجتمع النهايتان التاليتان لشطريه 3 2 3 و 3 1 3 بغض النظر أيهما نهاية الصدر وايهما نهاية العجز.
ومن هذا التعميم وسابقته مرجعهما صور الأعاريض والأضرب الواردة عن الخليل.
وما نتج عن هذه المشتقة ( الثانية ) مما لم يذكره الخليل من هذا كان مما تقبله الأذن، ونعتبر ذلك من سلس الموزون لا من الشعر، ولنسم هذا الذي اشتققناه بـ (المشتقة الثانية ). أنّى هذا وقد قلنا إن الوتد لا يتغير ؟ إن هذا نابع من (مشتقة ثالثة) سنجد مصداقيتها لاحقا وهي أن ما انتهى صدره بالتركيب 3 2 3 لا يمكن أن تستقر نهاية عجزه بعد زحاف السبب الأوسط فيه على 3 1 3 التي تعتبر في نهاية العجز = 3 1 3 = 3 (2) 2، بل تنزلق هذه إلى المكافئ الخببي 3 ]2[ ]2[ وهذه بداية فصل من أشمل وأجمل فصول الرقمي يدعى التّخاب ويبحث في ضوابط تداخل الإيقاعين البحري والخببي.
م1 - هذه الصيغة من الخفيف نادرة اصلا، وطبقا لهذه المشتقة لنا أن نتصور في مجال الموزون السطرين:
إن قدرنا يوما على سعْدِ .... ننتصف منه بعض ما يبدي
ويحه لم يزل على خطّةٍ ... ليس فيها خيرٌ ولا تُجدي
م2-
إن قدرنا بيومٍ على سعدِ ... ننتصف منه بعض الذي يُبدي
ويحه لم يزل عند آرائه ..... ليس فيها صوابٌ ولا تُجدي
م 3ـ-
إن قدرنا على سعدِ ... ننتقد بعض ما يُبدي
ويحه لم يزل ذا رؤىً ... ذات نقصٍ ولا تُجدي
م4- ( ص -62)
لست آلوكا.....أو محبّوكا
عُدْ ولا تبتئسْ....لست أسلوكا
دائمًا حاضرٌ....لستَ متروكا
سليمان أبو ستة
12-19-2012, 07:19 AM
مع أني تعرضت لهذه الظاهرة من قبل، ووضعت لها قانونا عن حركة السبب حين يكون بين وتدين في عروض البيت وضربه يلزم فيه هذا السبب بالقبض، إلا أن الظاهرة موجودة في العروض الخليلي وبالأخص في البيت الأول من المنسرح، نحو شاهد الخليل:
إن ابن زيد لا زال مستعملا * بالخير يفشي في مصره العرفا
لكن ذلك لا يبدو إلا إذا تخليت عن تقطيع الخليل بإثبات الوتد المفروق، وهو:
مستفعلن مفعولات مستفعلن * مستفعلن مفعولات مستعلن
واتبعت تقطيع حازم القرطاجني له، وهو:
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
حيث يقول: والخبن في فاعلن في العروض أحسن، ولو قال: الخبن في فاعلن لازم لكان أصح من وجهة ندرة خبن هذا السبب.
والمفارقة هنا أن أبيات الشاعرة أمل سليمان إبراهيم ترد على هذا النسق الباعث على الجدل، فلا يعود أمامنا إلا أن نحكم ذائقة المستمعين الإيقاعية، فإذا استحسنته كان هذا العروض كسرا لقاعدة عدم حدوث 3 2 3 وضربها 3 1 3 :
يا إلهي لكم صنيع بدا * منك في الخلق يورد العجبا
2 3 2 2 2 3 2 3 * 2 3 2 2 2 3 1 3
وبإمكاننا عندئذ اعتباره شاهدا آخر على كسر هذه القاعدة مثله مثل شاهد الخليل الذي ذكرناه بأعلاه.
خشان خشان
12-19-2012, 10:19 AM
أخي واستاذي الكريم سليمان أبو ستة
الله ينور عليك
نعم قرأت ما في كتابك حول أبيات عبده بدوي غي الخفيف المحذوف وأكثرت من الاستشهاد به حيث يلزم. مع ملاحظة استئثار آخر الصدر في المتقارب والمتدارك ب (3 2 3) . ما رأيك هل يأتي آخر صدر المتقارب ( 313 ) ؟
لا ينكر مجيء 3 2 3 في منطقة عروض المنسرح. والمنسرح يثير الملاحظات التالية
1- مجيء 3 2 3 في منطقة العروض نادر. وهنا سأضيف إلى النص " إلا ما كان من النادر في المنسرح " وهو ما يمكننا اعتباره من استئثار المنسرح أو الشاذ النادر الذي لا يقاس عليه أو المستثقل على اقل تقدير.
بين يدي قصيدة البحتري :
ما جو خبت وإن نأت ظعنه .......تاركنا أو تشوقنا دمنه
وهي من 44 وبيتا كل صدورها تنتهي ب 3 1 3
قصيدة المتنبي :
أهلا بدار سباك أغيدها ..... أبعد ما بان عنك خرّدها
وهي من 42 بيتا كل صدورها تنتهي ب 3 1 3
2- لعل في تفرد المنسرح وندرة ذلك التفرد ما يدعم المشتقة، وكما تنهج في كتابك فإن شمولية علم العروض لا تستوي بدون تضحية الاستثناء أو حصر النادر أو الاستئثار
3- فيما يخص تقطيع حازم مستفعلاتن مستفعلن فاعلن = 2 2 3 2 - 2 2 3 - 2 3
ينجم عنه جواز زحاف السبب الملون منتجا( مستعلن ) يتفق في ذلك مع نتيجة نهج د. مستجير.
وهو يما خالف الواقع الشعري ويتيح وجود ما يعادل مفعولَتُ في عروض الخليل.
**
4- القول بجواز ورود (3 2 3) في آخر صدر المنسرح مع ندرة ذلك وخرقه لشمولية العروض
يشبه القول بجواز المكانفة في مفعولاتُ فيه مع ندرة ذلك وخرقه لشمولية العروض منتجا :
2 2 3 – 1 1 2 1 - 2 1 3 = 4 3 1 3 3 1 3 وهو ما يعادل أحذ الكامل
يرعاك ربي.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir