المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرحان حزنان لأبي البسام التميمي



نمر إسلام
06-27-2012, 11:39 AM
فرحان حزنان
لأبي البسام التميمي (يزن أبو رميلة)
على ضوء انتخابات مصر:
فرحانُ حزنانُ فلا أدري ... ماذا جرى لأُخَيَّتي مصرِ
خيرٌ لها؟ فلأهله فضلٌ! ... أم عزةٌ لأئمة الكفرِ؟
فكأنَّني في حيرتي ضَبٌّ ... ومصير مصرٍ موقع الجحرِ
عجبا لها إذ طلقت رجلاً ... ورمت به في مَهْمَهٍ قَفْرِ!
فتقدَّم العرسانُ عندئذ ... والكل يعرض قيمة المهرِ
لكنَّهم من سخفهم بخلوا ... وتعلَّلوا بالضعف والفقرِ
فكأنَّها شمس النهارِ وهُمْ ... نامو قبيل ولادةِ الفجرِ
ولأنَّها لم تَخْبَرِ الدنيا ... رضيت بشيخ من ذوي الخُضْرِ
يا ويحها ركبتْ زُوَيْرِقَهُ ... ومضى بها في لُجَّة البحرِ
يا ويحها لم تُشفَ علَّتُها ... يا ويحها قد غادرت "بدري"
ما مصرُ إلا جنة كُسِيَتْ ... ورداً بفضل سحائبٍ غُرِّ
لكنّها قد أقْفَرتْ وغدتْ ... صحراءَ تلبسُ بُرْدةَ الحرِّ
قالوا: التدرجُ قلت: كلا ما ... في الحكم من قُلٍّ ومن كُثْرِ
لا ما به قطع بسكِّينٍ ... فالحكم ليس بكيكة الفطرِ
لا ما به ترك الورى هملاً ... وتعَلُّقٌ بستائر الكفرِ
قالوا: كلام نشتري ثقةً ... فاليوم لا نقوى على السيرِ
قلتُ: اسمحوا لي قولكم خبلٌ ... إنا بعزَّتِنا صفا الصخرِ
قالوا: وكيف الحكمُ يا عيني ... قلتُ: استزيدوا من خطا الفكرِ
ولتسلكوا في بحره سُبُلاً ... حتى تلاقوا يابس القُعرِ
ثم انثروا عبق الزهور هنا ... وهناكمُ، أجمل بذا النَّثْرِ!
حتى إذا شَمَّ الورى قاموا ... والكلُّ يَنْدهُ ثُلَّةَ النصرِ
وإذا هي انتصرت لهم ملأت ... أرضَ الكنانة بالقنا السُمرِ
وستقرأ الدنيا صفائحها ... مخطوطةً بالضرب والشَّزْرِ
والدين كلٌّ فالربا جرمٌ ... والرقص مدفونٌ مع الخَمْرِ
فبذاك نبني صرح دولتنا ... وبذاك تنمو نبتة الخيرِ
رابط الفيس بوك :
http://www.facebook.com/photo.php?fb...1106386&type=1

رمزي الحكمي
07-16-2012, 07:40 AM
يا رااائع،
أحسنت..
قصيدة من الطراز الممتاز، بارك الله هذه الشاعرية العذبة.

- تقبل هذه الملاحظة بصدر رحب/
البيت الأول دائماً ما يكون محل اهتمام المستمِعين قبل أن يكون مجال انتقاد النُّقَّاد. فالمَطَالع من أهم ما يساعد على الدخول إلى جو القصيدة والغوص في معانيها بكل تركيز.
والشعراء كثيراً ما يهتمون بمطالعهم منذ قديم الزمان، حتى أن الكثير منهم تميَّز بجودة المَطالع وصارت مطالعه مثلاً سائراً أو حِكمة مشاعة..

والبيت الأول من هذه المَصونة جميل إلا أن لي فيه نظرتان:
النظرة الأولى عَروضية ومحلُّها الصَّدر (الشطر الأول)،
فأنت بلجوئك إلى زَحَاف الخَزْل (مجموع الإضمار والطَي) تمسُّ شيئاً من جوهر الموسيقى وعذوبةِ الكامِل الأحذ العَروض والضرب.
وكان البيت أجمل والوزن أسلَم لو قُلت: حيرانُ في أمري فلا أدري... (مجرّد اقتراح من أحد تلاميذك :) ).

أما النظرة الثانية فنحْوية ومحلُّها العجز (الشطر الثاني)،
فالضرورات الشعرية يا ابن أخي لم تعُد مستساغة كما كانت، وباتت ممجوجة إلا ما قلَّ منها. والضرورة التي لجأت إليها مزعجة نوعاً ما (صرفُ الممنوع من الصرف) في: مصرَ. وسبب ذلك الإزعاج هوَ بُعدُ العامِل الجارّ عن المجرور. فبين حرف الجر (لـ) والاسم المجرور (مصر) كلمة وااسعة (أخيَّتي).

أكرر قولي.. القصيدة أجمل مما أتصوَّر. دمتَ كما تحب.