المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفكير منهج حياة



((زينب هداية))
01-28-2012, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



حين يقرأ المسلم آية {{ وللذّكر مثل حظّ الأنثيين }} و يقف مستغربا : لم ترث البنت نصف ما يرث الابن ، فإنه حتما غافل عن منهج ربّ العباد الذي هو أعلم بشؤون خلقه منهم أنفسهم .

حيـن يتنازع خصمان ويطول النزاع حول قضية فرعية و ينسيان القضية الأساسية التي كانت سببا في النزاع ، فإنهما لن يصلا إلى الحلّ أبدا.

حين يحفظ أحدنا صفحات وصفحات قبيل الامتحان ويأخذ علامة امتياز لأنه أجاب وفق ما يريد الأستاذ ، فإنّ كلا من الطالب وأستاذه لم يدرك من العلم سوى النزر اليسير.

و حين يدرك دارس العروض الفرق بين الخبن و الطيّ ، و الفرق بين العصب والإضمار ؛ فإنّه ، للأسف ، ما يزال بعيدا جدّا عن جوهر العروض.

و حين يحفظ أحدنا مفاتيح كل البحور ، بزحافاتها و عللها – و هذا ضروري طبعا – ثم لا يشعر بوجود خيط رفيع يربط كل تلك الأوزان ليكسبها جمالها المميّز ، الخاص ، و الذي لا يتجزأ ؛ فإنّ منهج التدريس يحتاج إلى إعادة نظر .

إنّ منهجا يكرّسُ الحفظ على حساب الفهم لهو منهج قاصر حقا.


ما هذه المقدمة الطويلة إلا تمهيد لما سيأتي :
ساعة قررت استئناف الدراسة في منتدى العروض رقميا ، لم أكن أتطلع لأكثر من فهم جزئيات العروض ، ذلك العلم الذي أحيط دوما بهالة من الغموض و الإبهام و التعتيم .
وإذا بي ، و بعد مرور ما يقارب الأربعة أعوام ، أجدني أغير قناعاتي بخصوص أمور كثيرة ، أدناها كيفية استذكار الدروس بعد فهم محتواها فهما صحيحا ، وأعلاها اعتبار منهج الرقمي منهج حياة ، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان .

ليس الغرض من كل ما سردته أعلاه رفع لافتة إشهارية لجذب أكبر عدد من الدارسين ، كلا ، فما هذا بأسلوبي مطلقا .
وإنّ معلّما كمعلّمنا الأول ، الأستاذ خشان ، حفظه الله ، لهو أكرم من أن تملأ الصفحات الطوال في شكره ، ثم لا تحمل تلك الصفحات أكثر من عبارة شكرا .
إن معلما يعمل سنوات طوالا بلا كلل ولا تذمر ، ويسعى جاهدا للفت أنظار أبناءه إلى نعمة العقل ، وأنعم بها نعمة ، لهو أغنى الأغنياء عن نصب لافتات إشهار ، في زمن تساوت فيه أثمان السلع ، كل السلع ، جيدها ورديئها .

إن هدف الرقمي ، يمكن أن يصاغ في عبارة واحدة :
إن العقل هبة الله ، منحها لعباده لكي يستخلفهم في الأرض ، و إنه من العار على خليفة الله في أرضه أن يسمح بتعطيل هذه المنة أو تهميشها في زمن انفتاح العالم ، حيث لا بقاء إلا للأقوى .

كلمة شكر لأستاذنا لابد منها :

شكرا على النظارات


http://grenc.com/media/glasssss21100Elan.jpg

خشان خشان
01-29-2012, 07:21 AM
أحق مني بالمدح في أمر الرقمي - كمثال على اعتماد الفهم والتفكير - ثلة تتقدمهم أستاذتي زينب هداية. ممن بدؤوا بدراسته وفيه من القصور والأخطاء الكثير، فلم يصرفهم ذلك عنه بل عملوا على التفاعل والتصويب والارتقاء به حتى غدا على درجة نزعم أنها الأقرب عبر العصور – إن لم تكن الفريدة في ذلك – للتواصل مع شمولية وتجريد فكر الخليل بن أحمد لا مجرد فهم جزئيات تجسيد نتاجه.
وما كان لهؤلاء أن يثابروا لولا إدراكهم لوجود مبدإ الشمولية فيه والتفكير وسيلة لاستكشافها حتى دون معرفة أبعاد ذلك بشكل كاف. ورغم صعوبة الاستكشاف والتعثر بل والخطأ في تلمسه أحيانا.

إن إدراك وجود كل ينتظم الأجزاء في كل نواحي المعرفة والحياة هو الضامن لتفعيل التفكير وارتقائه من خلال الخطإ والصواب في مسيرة البحث عن ذلك الكل. إن وجود دافع لاكتشاف الحقيقة يمثل إيمانا بوجود تلك الحقيقة حتى قبل معرفتها معرفة كافية.

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿76﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿77﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿78﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗوَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿80﴾

هذا الصعيد من التفكير الذي لا يرى في أية جزئية إلا سبيلا للوصول إلى الكلي، هو النهج الذي سار عليه الخليلان إبراهيم عليه السلام في إيمانه وابن أحمد يرحمه الله في علمه، وهو سبيل النهضة الصحيحة. وحين يلم بذلك عقل واع يلازمه التفكير كعقل أستاذتنا زينب يصبح مفهوما عنوان مقالها :" الرقمي منهج حياة " .

وبدون معرفة ما تقدم فلا يمكن فهم قولها على حقيقته.

لأستاذتي شكري الجزيل وإني بها لفخور.

(سحر نعمة الله)
03-18-2013, 05:01 AM
بوركتِ أستاذةزينب على هذا الطرح الراقي الماتع
شكرًا لكِ

وكما يردد دومًا أستاذي خشان العروض الرقمي يخاطب الفكر فهو منهج الشمولية والتفكير.

(أحمد الحكيم)
03-18-2013, 11:38 AM
أستغرب حينما يتبادل إثنان التواضع على نحو غريب

فأستاذتي زينب التي لولاها لما أتممت دورات الرقمي فهي من زللت الصعاب لي
أستاذي خشان هو من أدرك طبيعتي النفسيه وأستطاع أن يفجر في الرغبة على الأكمال

لكلاكما ورود