المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درر أنس حجّار



خشان خشان
11-27-2011, 06:35 PM
أسطورة العشق



تُخبئُ العشقَ إنْ أبديتُ أشواقي ......... فهل تُوارى دموعٌ خلفَ أحداقِ

تُبيحُ في شرعِها وَأْدَ الهوى و أنا ......... أُبيحُ وَأْدَ قصيدي بينَ أوراقي

تُعتِّقُ الحُبَّ خمراً خلفَ فتنتِها ......... فيَرْتَعُ الهجرُ بينَ الكأسِ و الساقي

و تُشعِلُ الوجدَ ناراً ثمّ تُطفِئُها ......... و تستلذُّ بأسري بعدَ إعتاقي

تُجدّدُ الهجرَ كي تُعطي الهوى ألقاً ......... تُغني بوصْلٍ إذا ما اشْتدَّ إملاقي

تُبعثِرُ السّحرَ في روحي وتَزرعُني ......... صفصافَةً أثمرتْ حبّاتِ دُرّاقِ

على ضفافِ هواها خانَني شغفي ......... و في جحيمِ النّوى جدّدتُ ميثاقي

أهدى لها الدّهرُ ( نهرَ الحُسنِ ) مَكْرُمَةً ......... و كم يروقُ لنهرِ الحُسنِ إغراقي

خشان خشان
11-27-2011, 06:39 PM
زمن الحديد



ماذا تريدْ
يا أيها الباكي
على الأطلالِ
في عصرِ الجليدْ
ماذا تريدْ
يا أيها الشِّعرِ المكللُ
بالعناءِ و بالمنى
يا من نُحملُهُ خطايانا
ونقسمُ أنْ نتوبَ لأجلهِ
ونعودُ نُخطئ مِنْ جديدْ
أتريدني
أنْ أحتسي مُرَّ الحقيقةِ
فوقَ طاولةِ الزمانِ
وأُجلِسُ الآهاتِ قربي
تحتَ همٍّ أخرسٍ
ليلوكَنا نورٌ تأتّى
مِنْ سِراجٍ أعورٍ
وتُديرُنا
كأسٌ من اليأسِ المُعشّشِ
خلفَ حاضِرنا التّليدْ
ملّتْ حروفي كلَّ أشكالِ القصيدْ
سئمتْ منَ التصريعِ
والوزنِ البليدْ
فجميعُنا
(مُسْتَغْرِبونَ) وشرقُنا
يَجْترُّ ماضيهِ اللذيذَ
بفرحةٍ
لا ذنبَ لي
إن صارَعَتْ فِكَري
صِراطاً أعوجاً
رَسَمَتْهُ أيدٍ مارأيناها
وقال قُصورُنا
هذا صِراط مستقيمْ
يا شِعرُ ماذنبي أنا
حَمّلتني نَعْشَ القصيدْ
ذنبي بأني زهرةٌ
نبتتْ بحقلِ الشوكِ
تحتَ ظلالِهِ
ذُبِحتْ على أطلالِهِ
ومِنَ الوريدِ إلى الوريدْ
لا ذنبَ لي
إلا لأني
عِشتُ في زمنٍ مشاعِرُهُ صَديدْ

***

تَغتالُنا شَهواتُنا
ونَهيمُ في نَزواتِنا
وندينُ بالدينِ الذي
نَرتاحُهُ
فلربما
ضمنَ النهارِ نعانِقُ
الدينَ اليهوديَ الفريدْ
نمحو ملامِحَ قُبحِنا
ونبعثِرُ التاريخَ تحت نِعالِنا
ونَخُطّ توراةً جديدْ
ونُحِلُّ في ساعاتِنا
قتلَ الدقائقِ
في خناجرِ لهوِنا
وإذا دَعَتْنا كأسُ خمرٍ من بعيدْ
نحتاجُ دينَ مسيحِنا
و نَعودُ للإسلامِ في وقتِ السحَرْ
فاللهُ حَلّلَ أربعاً
نرمي بِهِنَّ على سريرٍ أعرجٍ
وتقولُ أنفسنا لهُنَّ بشهوة:
زوجتُكُنَّ رذيلتي.
باللهِ قلْ ياشِعرُ
ما داءُ البشرْ
ماكنتُ أنوي أنْ أبثَّ مواجِعي
مازلتَ تطلبُ أنْ أقولَ لكَ المزيدْ!
إسمعْ إذاً ....

***

أخلاقُنا اهترأتْ
فبدّلنا عباءةَ نَهجِنا
بحريرِ بنطالٍ رغيدْ
ما عادَ يُتعِبُنا المسيرُ لأخذِ علمٍ
صارَ أستاذُ العلومِ بأسرها
في بيتِنا
تلفازُنا
نَمتاحُ منه ثقافةً وعلومَ دينٍ وهْو
مَصدرُنا الوحيدْ
وتَغَيّرتْ نِصفُ المعاني
في التحَدّثِ
لم نعدْ
نحتاجُ أغلبَ مفرداتِ كلامِنا
حتى تجمّدتِ الحروفُ وقد بدا
صدأٌ على لغةِ العربْ
حتى بشأنِكَ
قد رأينا أنّهُ
جفّتْ بحورُكَ
فابتدعنا قالباً للشعرِ
أسميناه "شِعرُ النثرِ"
أو نَثرُ القصيدْ
ماذا تريدْ
أسمعتَ ما يكفي لتملأ
جعبةَ الأحزانِ من هذا الصعيدْ
وأنا أريدُ بأنْ أموتَ على يديكَ
فضمّني عَلّي بموتيَ أستفيدْ
وتريدُ أنتَ إراقةَ الدمعِ المخضّبِ
بالمشاعرِ والمنى
واللهُ يفعلُ ما يريدْ