خشان خشان
07-22-2011, 07:28 PM
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=80784
الشعب يريد إصلاح اللغة!
بقلم / صبحي فحماوي
باختصار؛نحن القراء والكتاب والمتكلمين بالعربية نريد إصلاح الحالة المتردية للُّغة.. يقول لي زميلي الناقد الذي يسمعني وأنا أصرخ: "قل تصحيح، وليس إصلاح"، وأنا أصر على كلمة "إصلاح" في هذا المقال فقط، ذلك لأن اللغة التي نستخدمها صارت مثل الكراسي المخلّعة، أو الخزائن التي وقعت فصالاتها، وهي بحاجة إلى إصلاح!
وليس المقصود هنا إيجاد مجمع لغة عربية جديد، بدل ذاك الذي انتهت صلاحيته، بل إن لغتنا العربية قد تم اغتيالها واستبدالها بلغة مكسّرة، ومن أغرب ما شاهدت أمس عندما دخلت أحدى الدوائر الحكومية الرسمية، والتي يندر أن يدخلها أجانب، فاللافتات الرقمية المتحركة التي توجه المراجعين الأردنيين العرب، والتي من المفروض أن تقول: (صاحب الرقم كذا، يتجه إلى الشباك رقم كذا...)، وجدتها كلها تتحرك من اليسار إلى اليمين، باللغة الإنجليزية فقط،
حتى دون ترجمة إلى العربية.
والسؤال الذي يستدعي نفسه هنا هو : لماذا تقدم لنا دولتنا صاحبة الثورة العربية الكبرى لغة إنجليزية حتى دون
ترجمة إلى العربية، في دائرة ، كل مراجعيها تقريباً من الأردنيين؟ وحتى لو كان واحد في الألف منهم أجنبي،
فلماذا لا يكلف خاطره ويعرف شيئاً عن لغتنا الرسمية،
التي نشرت الحضارة في الشرق والغرب؟
وفي الشوارع ، صارت معظم اللافتات في مكتوبة بلغة إنجليزية لا يعرف العربي معناها، ناهيك عن لافتات تجارية
تكسر اللغة العربية مثل (مطعم الترويئة) وما هو على شاكلتها كثير، لدرجة تجدها تغطي الأسواق!
وحتى المدارس التي من المفروض أن تعلمنا لغتنا، نجدها تحت أسماء مكتوبة بالإنجليزية( إس بي إس، إس جي إس، وإس دي إس) وحروف لا تعرف منها شيئاً ، وفي داخل كثير من هذه المدارس ، - الخاصة منها- تجد كثيراً من الكتب تُدرّس باللغة الإنجليزية. نحن نريد أن تكون هناك مادة لغة إنجليزية ضمن المواد المقررة، ولكن أن تتحول كتبنا في العلوم الرياضيات والفنون والآداب إلى لغة أخرى، فهذا تجهيل لشعبنا العربي بلغته ، وإضعاف لكيانه القومي..
ونظراً لحرية العولمة التي تنثر غبار التلوث البيئي في كل مكان، لا نستطيع إجبار أصحاب اللافتات على تغيير لغتها، ولكن وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، مطالبة بضبط حازم لهذه المسألة داخل صفوفها المدرسية ومدرجاتها الجامعية، والبلديات مثلاً تستطيع التدخل في السوق التجاري، وذلك مثلاً بمضاعفة رسوم اللافتات
المكتوبة باللغة الأجنبية، فتحصل بذلك على رسوم إضافية، لا تدفعها للخبراء الموظفين بعقود من فئات الآلاف،
بل توظفها لخدمة الثقافة العربية الأردنية، وخاصة ثقافة الأطفال.
وأما جواز السفر الأردني الذي نعتز به، فنفتحه، فإذا به يبدأ من الشمال إلى اليمين، بينما نحن نقرأ في كتبنا:
(..فمن أوتي كتابه بيمينه..ومن أوتي كتابه بشماله..!) فنستغرب سبب هذا التوجه الشمالي في جواز السفر،
ونتساءل هل يعلم مجلس النواب عن هذا التوجه الشمالي؟ ثم نقول : "اللهم اجعلنا من أهل اليمين"!
هذا عن الكتابة، وأما عن الحديث، فلقد صار معظم المتحدثين سواء كانوا من القطاع الخاص، أو موظفي الدولة،
وحتى الأساتذة منهم، يدلون بأحاديثهم وينطقون بتصريحاتهم، ويقدمون استشاراتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة
بلغة عربية مكسورة بالكلام الإنجليزي، رغم أن الكلمة العربية في كثير من الأحيان تكون أسهل وأجمل..
وحتى الكتاب الذين هم رواد الأمة، ومعلموها، صاروا يُدخلون في رواياتهم وأشعارهم ، فتُكرر كاتبة في روايتها عدة مرات، أنها فتحت (فريزر) الثلاجة، فلماذا لا تكتب مُجمِّد بدل (فريزر)؟ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تأتيك روايات عربية بعنوانات بالإنجليزية مثل (بروكلن هايتس) و(مس إيجبت) و(نسيان دوت كوم) ، وروايات مليئة بالرسائل المكتوبة باللغة الإنجليزية.
وأخيراً اطلعت على مجموعة قصص عربية، مكتوبة مقدمتها باللغة الإنجليزية، واستغربت كون عنوان كل قصة مكتوب بلغة عربية، مترجم تحته بلغة إنجليزية..! لمن توجه كتابك أيها العربي؟ لو أنه مترجم كله إلى الإنجليزية، فهذا رائع،
إذ توصله إلى بلاد بعيدة ليقرأوا أدبنا، ولكنك تترجم للعرب، ليقرأوك بالإنجليزية!
لا نفهم ، هل أصيبت اللغة العربية بعجز شل قدرتها على التعبير، أم بتصلب في الشرايين، أم إن التي قال عنها طه حسين (لغتنا الجميلة) هي أقوى وأكثر بلاغة للتعبير من اللغة الإنجليزية؟ والأهم من هذا وذاك يا جماعة، أنها لغتنا، وهي التي تحفظ شخصيتنا العربية من الاندثار!
وأمام هذا التهميش المخيف للّغة العربية، فنحن نناشد السلطات التشريعية والتنفيذية والإعلامية التدخل كلٌّ بوسيلته، لوقف هذا الهجوم الكاسح على لغتنا العربية، وحمايتها من الاندثار!
الشعب يريد إصلاح اللغة!
بقلم / صبحي فحماوي
باختصار؛نحن القراء والكتاب والمتكلمين بالعربية نريد إصلاح الحالة المتردية للُّغة.. يقول لي زميلي الناقد الذي يسمعني وأنا أصرخ: "قل تصحيح، وليس إصلاح"، وأنا أصر على كلمة "إصلاح" في هذا المقال فقط، ذلك لأن اللغة التي نستخدمها صارت مثل الكراسي المخلّعة، أو الخزائن التي وقعت فصالاتها، وهي بحاجة إلى إصلاح!
وليس المقصود هنا إيجاد مجمع لغة عربية جديد، بدل ذاك الذي انتهت صلاحيته، بل إن لغتنا العربية قد تم اغتيالها واستبدالها بلغة مكسّرة، ومن أغرب ما شاهدت أمس عندما دخلت أحدى الدوائر الحكومية الرسمية، والتي يندر أن يدخلها أجانب، فاللافتات الرقمية المتحركة التي توجه المراجعين الأردنيين العرب، والتي من المفروض أن تقول: (صاحب الرقم كذا، يتجه إلى الشباك رقم كذا...)، وجدتها كلها تتحرك من اليسار إلى اليمين، باللغة الإنجليزية فقط،
حتى دون ترجمة إلى العربية.
والسؤال الذي يستدعي نفسه هنا هو : لماذا تقدم لنا دولتنا صاحبة الثورة العربية الكبرى لغة إنجليزية حتى دون
ترجمة إلى العربية، في دائرة ، كل مراجعيها تقريباً من الأردنيين؟ وحتى لو كان واحد في الألف منهم أجنبي،
فلماذا لا يكلف خاطره ويعرف شيئاً عن لغتنا الرسمية،
التي نشرت الحضارة في الشرق والغرب؟
وفي الشوارع ، صارت معظم اللافتات في مكتوبة بلغة إنجليزية لا يعرف العربي معناها، ناهيك عن لافتات تجارية
تكسر اللغة العربية مثل (مطعم الترويئة) وما هو على شاكلتها كثير، لدرجة تجدها تغطي الأسواق!
وحتى المدارس التي من المفروض أن تعلمنا لغتنا، نجدها تحت أسماء مكتوبة بالإنجليزية( إس بي إس، إس جي إس، وإس دي إس) وحروف لا تعرف منها شيئاً ، وفي داخل كثير من هذه المدارس ، - الخاصة منها- تجد كثيراً من الكتب تُدرّس باللغة الإنجليزية. نحن نريد أن تكون هناك مادة لغة إنجليزية ضمن المواد المقررة، ولكن أن تتحول كتبنا في العلوم الرياضيات والفنون والآداب إلى لغة أخرى، فهذا تجهيل لشعبنا العربي بلغته ، وإضعاف لكيانه القومي..
ونظراً لحرية العولمة التي تنثر غبار التلوث البيئي في كل مكان، لا نستطيع إجبار أصحاب اللافتات على تغيير لغتها، ولكن وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، مطالبة بضبط حازم لهذه المسألة داخل صفوفها المدرسية ومدرجاتها الجامعية، والبلديات مثلاً تستطيع التدخل في السوق التجاري، وذلك مثلاً بمضاعفة رسوم اللافتات
المكتوبة باللغة الأجنبية، فتحصل بذلك على رسوم إضافية، لا تدفعها للخبراء الموظفين بعقود من فئات الآلاف،
بل توظفها لخدمة الثقافة العربية الأردنية، وخاصة ثقافة الأطفال.
وأما جواز السفر الأردني الذي نعتز به، فنفتحه، فإذا به يبدأ من الشمال إلى اليمين، بينما نحن نقرأ في كتبنا:
(..فمن أوتي كتابه بيمينه..ومن أوتي كتابه بشماله..!) فنستغرب سبب هذا التوجه الشمالي في جواز السفر،
ونتساءل هل يعلم مجلس النواب عن هذا التوجه الشمالي؟ ثم نقول : "اللهم اجعلنا من أهل اليمين"!
هذا عن الكتابة، وأما عن الحديث، فلقد صار معظم المتحدثين سواء كانوا من القطاع الخاص، أو موظفي الدولة،
وحتى الأساتذة منهم، يدلون بأحاديثهم وينطقون بتصريحاتهم، ويقدمون استشاراتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة
بلغة عربية مكسورة بالكلام الإنجليزي، رغم أن الكلمة العربية في كثير من الأحيان تكون أسهل وأجمل..
وحتى الكتاب الذين هم رواد الأمة، ومعلموها، صاروا يُدخلون في رواياتهم وأشعارهم ، فتُكرر كاتبة في روايتها عدة مرات، أنها فتحت (فريزر) الثلاجة، فلماذا لا تكتب مُجمِّد بدل (فريزر)؟ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تأتيك روايات عربية بعنوانات بالإنجليزية مثل (بروكلن هايتس) و(مس إيجبت) و(نسيان دوت كوم) ، وروايات مليئة بالرسائل المكتوبة باللغة الإنجليزية.
وأخيراً اطلعت على مجموعة قصص عربية، مكتوبة مقدمتها باللغة الإنجليزية، واستغربت كون عنوان كل قصة مكتوب بلغة عربية، مترجم تحته بلغة إنجليزية..! لمن توجه كتابك أيها العربي؟ لو أنه مترجم كله إلى الإنجليزية، فهذا رائع،
إذ توصله إلى بلاد بعيدة ليقرأوا أدبنا، ولكنك تترجم للعرب، ليقرأوك بالإنجليزية!
لا نفهم ، هل أصيبت اللغة العربية بعجز شل قدرتها على التعبير، أم بتصلب في الشرايين، أم إن التي قال عنها طه حسين (لغتنا الجميلة) هي أقوى وأكثر بلاغة للتعبير من اللغة الإنجليزية؟ والأهم من هذا وذاك يا جماعة، أنها لغتنا، وهي التي تحفظ شخصيتنا العربية من الاندثار!
وأمام هذا التهميش المخيف للّغة العربية، فنحن نناشد السلطات التشريعية والتنفيذية والإعلامية التدخل كلٌّ بوسيلته، لوقف هذا الهجوم الكاسح على لغتنا العربية، وحمايتها من الاندثار!