د. عبد العزيز غانم
10-02-2010, 08:48 PM
السلام عليكم أساتذتي
أولا - هناك أمور أهم من موضوع أي حوار وهو نفسية المتحاورين.
عن نفسي فإنني أتحاور بلا تعصب ولا غضب ولا رغبة في الانتصار لنفسي ولا رغبة أبدا في إلحاق هزيمة بالآخر ولا - لا سمح الله - رغبة في توجيه أية إساءة مباشرة أو غير مباشرة لشخص محاوري أو لفكره أو توجهاته.
وأنا لا أغضب إذا خطأني أحد دون إساءة أو تهكم أو سخرية .. وإن وجدت أن ما يقوله صحيحا واتضح لي خطأ ما ذهبت إليه ؛ فلا بد أن أقر بذلك الخطأ وأعتذر عنه ؛ أما إذا وجدت أنه فهم شيئا آخر غير الذي فهمته أو قصدته ؛ فلا بد أن أوضح ذلك لأزيل اللبس.
هذه طريقتي أنا وأرجو ألا يكون فيها ما يغضب أحدا.
ثانيا - لاحظت أن الأستاذ خشان غاضب ظنا منه أنني ضد الرقمي الشمولي ؛ بينما أن تطورات المناقشة جرتنا إلى استعراض رأي الخليل في مسألة العلل الجارية مجرى الزحاف ؛ وهذه قضية عامة تقليدية قياسية شمولية ؛ لا تخص الشمولي وحده بل تخص التقليدي أيضا ؛ وتخص كذلك منهجي القياسي الذي يهمني أن يحتوي على كل صحيح موثق بقدر الإمكان.
إنني حينما أتحدث عن الشمولي أفرد له موضوعا خاصا ؛ ولكن هذه المناقشات جاءت في موضوع كان تمهيدا لإظهار وجهة نظر الرقمي القياسي في التفعيلات والتنغيم وتجزئة البيت ؛ وهذا كما ترون لا يمس الشمولي ولا يسيء إليه في شيء.
ولا أظن أنني في كل مشاركاتي بهذه الصفحة مسست الرقمي الشمولي بأي انتقاد فضلا عن إساءة.
بل إنني لا يرضيني أن تنطفئ شعلة الشمولي أبدا وأتمنى أن تدوم إلى الأبد فإن لها من يعشقها ويستفيد بمزاياها ؛ وفيها أيضا من الجوانب المشرقة ما يستفيد منه العروض بصفة عامة.
وإن العروض فيه مسائل خلافية كثيرة تحتاج إلى الرأي والرجوع إلى تفتيش الكتب ؛ واستخلاص ما يفض به الخلاف من ثناياها وهوامشها أحيانا ؛ فهل يمكن أن يغنينا الشمولي أو القياسي عن الرجوع إلى المراجع والكتب وهل يستطيع أحدهما تقديم حلول جاهزة؟؟
بالطبع لا
إن المسائل الخلافية لا يمكن لأحد أن يخترع قانونا أومعادلة لحلها ؛ ولا بد من البحث والاستقصاء وهذا ما نحاول أن نفعله.
أما إذا كان هناك فئة منا ترغب أن تكتفي بمنهج واحد فهذا شأنها ونحترم توجهها ولكن نتمنى عليهم ألا يحجروا علينا الفكر وإبداء الرأي ؛ فقد لاحظت أنه إذا قال أحد رأيا في العروض عموما -بصرف النظر عن درجة صحته - وتصادف مخالفته للرقمي الشمولي مثلا ؛ فإنك ترى من يقول لك إنك تقول هذا لأنك لا تعرف الرقمي الشمولي أو لم تدرسه أو إن دراستك له غير كافية أو إن حدود التفعيلات حجبت رؤيتك ؛ ولكن هذا القائل لم يقل لنفسه ولماذا أبدي رأيا وأنا لم أدرس التقليدي أو الرقمي القياسي أو أن دراستي لهما غير كافية ؟؟
وما أقوله الآن ليس توبيخا لا سمح الله وإنما هو نصح لنفسي أولا قبل الآخرين ؛ وحبذا تأييد النصح بكلام الله الحكيم :
" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "
وفي المسيحية قول المسيح عليه السلام :
" لماذا ترى القذى في عين أخيك والخشبة التي في عينك لا تبصرها "
ولكني لا أنكر في الحقيقة أن حماس الأستاذ خشان وثقته بأن طريقته الشمولية تغنينا عن مشكلات كثيرة ؛ هذا يجعلني أشعر أن عنده شيئا هو بالفعل جدير بالاهتمام ؛ وإنني بالفعل قد وجدت جوانب مشرقة تبشر بآفاق رحبة في شموليته ؛ ولكني أشعر أن كنوزا ما زالت مخبوءة أستشعرها من ثقة الأستاذ خشان وصرخته العميقة المكبوتة بداخله التي يريد أن يسمعها الناس جميعا ؛ وأرجو أن يصدق حدسي.
ومن هنا أوجه دعوتي إلى الإخوة العروضيين ببذل بعض الجهد نحو التعرف إلى الشمولي ومحاولة سبر أغوار هذه الطريقة وسبر أغوار فكر صاحبها.
ويكون ذلك بالجهد وتنحية أية انطباعات سابقة ومحاولة البحث عما يمكن اكتشافه من إيجابيات واستجلائها وبيانها في محاولة جادة للإنصاف وعدم الجور.
ودعوتي موجهة بصفة خاصة إلى أستاذي الحبيب غالب ؛ وأرجو أن يصطحب إلينا في ذلك الأستاذ مرعي والأستاذ خلوف إن أمكن .. كما أن دعوتي لكل من يجد في نفسه مقدرة على الخوض في أغوار الرقمي الشمولي.
كانت هذه مقدمة لأرد على المشاركتين الأخيرتين لأخويّ الفاضلين الأستاذ خشان والأستاذ غالب في صفحة تنغيم البحور ؛ لكنها لما طالت رأيت أن أفرد لها صفحة جديدة ، ولي عودة إلى صفحة تنغيم البحور بعد استراحة لن تطول إن شاء الله.
فإلى اللقاء بإذن الله
دمتم بخير
أولا - هناك أمور أهم من موضوع أي حوار وهو نفسية المتحاورين.
عن نفسي فإنني أتحاور بلا تعصب ولا غضب ولا رغبة في الانتصار لنفسي ولا رغبة أبدا في إلحاق هزيمة بالآخر ولا - لا سمح الله - رغبة في توجيه أية إساءة مباشرة أو غير مباشرة لشخص محاوري أو لفكره أو توجهاته.
وأنا لا أغضب إذا خطأني أحد دون إساءة أو تهكم أو سخرية .. وإن وجدت أن ما يقوله صحيحا واتضح لي خطأ ما ذهبت إليه ؛ فلا بد أن أقر بذلك الخطأ وأعتذر عنه ؛ أما إذا وجدت أنه فهم شيئا آخر غير الذي فهمته أو قصدته ؛ فلا بد أن أوضح ذلك لأزيل اللبس.
هذه طريقتي أنا وأرجو ألا يكون فيها ما يغضب أحدا.
ثانيا - لاحظت أن الأستاذ خشان غاضب ظنا منه أنني ضد الرقمي الشمولي ؛ بينما أن تطورات المناقشة جرتنا إلى استعراض رأي الخليل في مسألة العلل الجارية مجرى الزحاف ؛ وهذه قضية عامة تقليدية قياسية شمولية ؛ لا تخص الشمولي وحده بل تخص التقليدي أيضا ؛ وتخص كذلك منهجي القياسي الذي يهمني أن يحتوي على كل صحيح موثق بقدر الإمكان.
إنني حينما أتحدث عن الشمولي أفرد له موضوعا خاصا ؛ ولكن هذه المناقشات جاءت في موضوع كان تمهيدا لإظهار وجهة نظر الرقمي القياسي في التفعيلات والتنغيم وتجزئة البيت ؛ وهذا كما ترون لا يمس الشمولي ولا يسيء إليه في شيء.
ولا أظن أنني في كل مشاركاتي بهذه الصفحة مسست الرقمي الشمولي بأي انتقاد فضلا عن إساءة.
بل إنني لا يرضيني أن تنطفئ شعلة الشمولي أبدا وأتمنى أن تدوم إلى الأبد فإن لها من يعشقها ويستفيد بمزاياها ؛ وفيها أيضا من الجوانب المشرقة ما يستفيد منه العروض بصفة عامة.
وإن العروض فيه مسائل خلافية كثيرة تحتاج إلى الرأي والرجوع إلى تفتيش الكتب ؛ واستخلاص ما يفض به الخلاف من ثناياها وهوامشها أحيانا ؛ فهل يمكن أن يغنينا الشمولي أو القياسي عن الرجوع إلى المراجع والكتب وهل يستطيع أحدهما تقديم حلول جاهزة؟؟
بالطبع لا
إن المسائل الخلافية لا يمكن لأحد أن يخترع قانونا أومعادلة لحلها ؛ ولا بد من البحث والاستقصاء وهذا ما نحاول أن نفعله.
أما إذا كان هناك فئة منا ترغب أن تكتفي بمنهج واحد فهذا شأنها ونحترم توجهها ولكن نتمنى عليهم ألا يحجروا علينا الفكر وإبداء الرأي ؛ فقد لاحظت أنه إذا قال أحد رأيا في العروض عموما -بصرف النظر عن درجة صحته - وتصادف مخالفته للرقمي الشمولي مثلا ؛ فإنك ترى من يقول لك إنك تقول هذا لأنك لا تعرف الرقمي الشمولي أو لم تدرسه أو إن دراستك له غير كافية أو إن حدود التفعيلات حجبت رؤيتك ؛ ولكن هذا القائل لم يقل لنفسه ولماذا أبدي رأيا وأنا لم أدرس التقليدي أو الرقمي القياسي أو أن دراستي لهما غير كافية ؟؟
وما أقوله الآن ليس توبيخا لا سمح الله وإنما هو نصح لنفسي أولا قبل الآخرين ؛ وحبذا تأييد النصح بكلام الله الحكيم :
" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "
وفي المسيحية قول المسيح عليه السلام :
" لماذا ترى القذى في عين أخيك والخشبة التي في عينك لا تبصرها "
ولكني لا أنكر في الحقيقة أن حماس الأستاذ خشان وثقته بأن طريقته الشمولية تغنينا عن مشكلات كثيرة ؛ هذا يجعلني أشعر أن عنده شيئا هو بالفعل جدير بالاهتمام ؛ وإنني بالفعل قد وجدت جوانب مشرقة تبشر بآفاق رحبة في شموليته ؛ ولكني أشعر أن كنوزا ما زالت مخبوءة أستشعرها من ثقة الأستاذ خشان وصرخته العميقة المكبوتة بداخله التي يريد أن يسمعها الناس جميعا ؛ وأرجو أن يصدق حدسي.
ومن هنا أوجه دعوتي إلى الإخوة العروضيين ببذل بعض الجهد نحو التعرف إلى الشمولي ومحاولة سبر أغوار هذه الطريقة وسبر أغوار فكر صاحبها.
ويكون ذلك بالجهد وتنحية أية انطباعات سابقة ومحاولة البحث عما يمكن اكتشافه من إيجابيات واستجلائها وبيانها في محاولة جادة للإنصاف وعدم الجور.
ودعوتي موجهة بصفة خاصة إلى أستاذي الحبيب غالب ؛ وأرجو أن يصطحب إلينا في ذلك الأستاذ مرعي والأستاذ خلوف إن أمكن .. كما أن دعوتي لكل من يجد في نفسه مقدرة على الخوض في أغوار الرقمي الشمولي.
كانت هذه مقدمة لأرد على المشاركتين الأخيرتين لأخويّ الفاضلين الأستاذ خشان والأستاذ غالب في صفحة تنغيم البحور ؛ لكنها لما طالت رأيت أن أفرد لها صفحة جديدة ، ولي عودة إلى صفحة تنغيم البحور بعد استراحة لن تطول إن شاء الله.
فإلى اللقاء بإذن الله
دمتم بخير