خشان خشان
05-24-2010, 06:31 PM
http://www.wodooh.com/wodooh/news.php?action=show&id=240
- بعد أن صرَحت بأنها لن تتخلى عن الشعر الفصيح طالما قلبها ينبض، الشاعرة القطرية عنود الليالي:
- أفتش بشغب عن الشعر الفصيح...
- في قطر نفتقر لمن يساهم في احتواء مواهبنا كشاعرات...
- لم يبقى من رائحة الطرب الأصيل سوى محمد عبده و راشد الماجد...
حاورتها: هــدى العمادي...
عنود الليالي، شاعرة و كاتبة صحافية قطرية، بدأت تجربتها الشعرية بالفصيح، ثم خاضت تجربة النبطي ونجحت به كما نجحت بالفصيح، وأحبها جمهورها للونين، تتعامل مع الشعر على أنه رسالة بل و أنها تحمل مسؤولية تعليم أصولها للجيل الحالي، تحمل من اللغة ما يجعل الحديث معها ممتعاً، و لدرجة تجعلك تتوق للفصيح المليء بصوره و حروفه الجمالية، إجاباتها تثير لديك أسئلة أخرى، اقرؤوا هنا الثقافة و الوعي و الإدراك الحقيقي لمعنى الأدب.
•الشاعرة عنود الليالي ، لماذا هذا الاسم تحديدا دون غيره؟
عنود هو اسمي الحقيقي والليالي كنية خاصة بي ولم أتخذها وعشقي لليل والسهر وكتابة الشعر غلبني لذا لم أستعر شيئا كما يظن البعض وعنود هو اسمي.
•تعنين من كلامك بأنك لا تختبئين خلف اسم مستعار؟
ربما أخبىء بعضي كأنثى بمجتمع له عاداته وتقاليده ولكني حقيقة أظهر اسمي الصريح واختبىء بليلي الخاص للشعر فقط.
•و ما علاقة الليل بالشعر ؟
أحب أجواءالليل وهدوءه وأكتب الشعر عادة بالليل وبساعات الفجر الأولى، وأرى أن لليل علاقة مباشرة بشعري فهو الوقت الذي تهدأ فيه روحي ويستقر قلبي ويحلق في فضاء الشعر.
•و متى كتبت أجمل قصائدك؟
حين غازلت حبيبتي قطر حين لمست بشعري جروح ومعاناة البشر حين شعرت أن شيئاً ما بضلوعي انكسر! ، أتعرفين، سؤالك هذا ابكاني!.
•ما سبب الدموع التي تذرفينها، هل ثمة ذكرى تؤلمك ؟
لأن أجمل القصائد لا تأتي إلا من الألم! ويظنها الناس بوحاً من القلم! والحقيقة هي ناتجة من معاناة نعيشها أو نتعايشها مع الغير، سؤالك ربما يكون عادياً لكني حين قرأته سقطت عيني على كلمة أجمل فهل ثمة جمال يكتبه الألم!!.
•هل تشكرين الألم أحياناً حينما يكون سبباً للإبداع؟
أشكر الله لأنه أعطاني القدرة على امتصاص الألم وتفريغه شعراً أو نثراً أو رسماً، أتعرفين هناك من يقولون لي بأني محظوظة!! لأني أكتب ما أشعر به في حين أنهم لايستطيعون فعل ذلك! فأضحك لأنهم لو علموا كم يحترق فؤادي وأنا أكتب لما فكروا بطرق أبواب الكتابة ساعة!.
•ذكرتي بأنك ترسمين ، فهل ربطتي يوماً بين قصيدة و لوحة؟
بالنسبة لي ما أرسمه أعتبره هواية سطحية أو عشقاً مات بداخلي ولا أرغب بأن يعود من جديد، لكني حالياً أربط القصيدة واللوحة مع أختي الفنانة التشكيلية السعودية خديجة الزين شامي حيث اتفقنا على أن نتحد ونشكل ثنائية جميلة هي بمثابة عناق مابين الفرشاة والقلم حيث قدمنا عملاً مشتركاً تحت عنوان جوع الأرض ضمن سلسلة ألوان الحروف وسيتبع هذا العمل عدة أعمال أخرى، حيث نناقش قضايا اجتماعية إنسانية بعيدة عن الحدود والقيود الترابية برسالة نأمل أن تصل للعالم أجمع.
•ذكرتي الوطن و ذكرتي المجتمع و همومه ، ليست لديك تجارب بالقصيدة العاطفية ؟
نعم كتبت القصيدة العاطفية وأغلب قصائدي عاطفية وتبقى قطر هي أول العاطفة وآخرها ولكن لكي أوضح لك الصورة بشكل دقيق كتابتي للقصيدة العاطفية والقضايا المختلفة تحمل في جوفها هموم المرأة ويسعدني أن أكون لساناً وصوتاً للمرأة حيث أنقل عاطفتها كيفما كانت وأنثرها شعراً، تحدثت عن المرأة المقيدة عن المرأة العاشقة عن المرأة المظلومة وعن قضايا مختلفة وليس بالضرورة أن أكون قد عشت هذه القضايا لكني لامستها عن قرب ولعل أول كتاباتي كانت عاطفية جداً وأنا بالمرحلة الإبتدائية!.
•و عنود من أي صنف من هؤلاء النساء؟
أراني بعيون كل النساء! وأرى أني أعيش معاناتهن وأشربها فمن الصعب علي أن أمر على المعاناة وأنا واقفة بصمت إن لم ينطق لساني وحرف بياني نطق فؤادي! عنود الليالي إنسانة عادية جداً تحمل في قلبها الحب للجميع.
•ألا ترين بأنك تتلذذين الحزن في جميع إجاباتك؟ و كأنك تودين معاقبة نفسك بذلك؟
لا أرى حزناً بحديثي بل أتحدث معك من باطن قلبي ولماذا أعاقب نفسي؟ من لا يشعر بمعاناة الناس فهو لا يمتلك الإحساس، لا أعرف ماسبب الحزن؟ ولماذا يرى البعض أني حزينة.
•حدثينا عن قراءاتك، هل أنتِ متابعة جيدة لساحة الأدب؟
نعم أقرأ وأحب القراءة كثيراً وأتابع قدر الإمكان لكني أفتش بشغف عن الشعر الفصيح والساحة الأدبية القطرية يغلبها الشعر النبطي وهذا الشيء يؤلمني جداً إذ أني عاشقة ومتيمة بالشعر الفصيح وأحب أن أرى الإنتاجات الأدبية الفصيحة بقطر.
•عنود الليالي عرفتها الساحة القطرية، ماذا عن حضوركِ الخارجي؟
أرى أنني متواجدة خليجياً خارج قطر عبر التجمعات الأدبية الإلكترونية وبعض الصحف الخارجية وهناك من يتابعني ويقرأ لي، وسبق أن شاركت بالصحافة الكويتية والعمانية والإماراتية والأردنية والفلسطينية وغيرها من الصحف وسرني جداً أن أكون وجهاً مضيئاً لقطر أينما أكون، أرى أني خارج قطر أحظى باهتمام كبير وفرص أكبر، بينما في قطر نفتقر لمن يساهم في احتواء مواهبنا كشاعرات أو أديبات ولدي شريحة بسيطة داخل قطر أعتز بها من الناس المتابعين لي ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ويحتاج لصبر ومثابرة ولست مندفعة بشدة لأقدم عملاً لتعبئة الفراغ أو حباً للظهور بل أسير بخطوات متأنية وحسب الفرص المتاحة لي ولازال بجعبتي العديد من الأشياء التي لم أقدمها بعد ولأنك ذكرت المحلية بسؤالك فلابد أن أوجه كلمات الشكر والعرفان لجريدة الشرق القطرية فهي الصحيفة الوحيدة بقطر التي آمنت بما لدي من امكانيات وشجعتني . عنود الليالي شاعرة قطرية تدعم نفسها بنفسها وتحزن كثيراً من واقع الساحة الأدبية المحلية.
•حدثيني عن مشاركتك في مسابقة عد القصيد التي أقيمت احتفالاً باليوم الوطني لدولة قطر؟ ماذا كانت نوعية المشاركة؟ و ماذا أضافت لك تلك المشاركة؟
بالنسبة لمشاركتي في فعاليات عد القصيد فقد تم توجيه الدعوة لي كشاعرة قطرية لأشارك كضيفة شرف باليوم الأول بطلب من الأستاذة الغالية انكسارات النخيل وتم التواصل مع الأخت العزيزة عائشة الكواري والدكتورة حنان الفياض، وكان لي شرف المشاركة باليوم الأول حيث أقيمت الفعاليات بمسرح قطر الوطني وقدمتني الأستاذة الصحفية هند السويدي للجمهور الحاضر وناقشتني حول أعمالي الوطنية الغنائية الأخيرة. ، وغنيت لحبيبتي قطر قصيدة تباهي بعيدك بجانب قصيدة فصحى تحت عنوان ضميني ياقطر والتي نالت اعجاب الحاضرات وأعتز بمشاركتي وبظهوري الأول أمام الجمهور وتواصلي الحي والحميم معهم، وقد أضافت لي هذه المشاركة دافعاً أكبر للتواجد وفخراً أكبر لتمثيل بلدي .
•مارستي العمل الصحفي من خلال إدارتك للعديد من الحوارات مع شخصيات مختلفة، ما سبب توجهك لهذا الاتجاه؟
لم أتوقع يوماً ما أن أنجرف للصحافة كصحفية وكانت أول مشاركة لي عبر ملحق القطري الفصيح التابع لجريدة الشرق القطرية عام 2005 بحوارصحفي مع مديرة مدرسة مستقلة فقد كان الحوار قوياً جداً بالنسبة لقلم يكتب لأول مرة بالصحافة ثم وجدت نفسي لا شعورياً انجرف مع الصحافة عبر تحقيقات وحوارت صحفية لصالح القطري الفصيح وجريدة الشرق والمواقع الإلكترونية الأدبية، كانت موهبة مدفونة وظهرت في وقتها وسرقتني من الشعر بكل أسف! ويبقى الشكر محفوفاً بالورد للأخت الغالية لطيفة الكبيسي والأخ القدير غريب صالح والأستاذ القدير جابر الحرمي لما لهم من فضل صحفي كبير علي.
•لاحظنا عدم اقتصار حواراتك مع الشخصيات الأدبية بل أنها تجاوزت الفنية أيضاً، ماذا يعني لك الفن؟
أجريت العديد من الحوارات الصحفية على المستوى الأدبي والفني والإجتماعي والإعلامي، و للفن لغة رقيقة وجميلة ويلتقي الفن مع الأدب من خلال الأغنية " القصيدة"، كما يهمني من جهة أخرى أن القي الضوء على واقع الفن القطري ومشاكله فنحن في قطر نمتلك المواهب ونفتقر للدعم، وعموماً أحب الفنون بكافة أشكالها إن كان رسماً أو فناً موسيقياً هادفاً وأرى أن الفن قد يخدم المجتمع إن تم توجيهه بالمسار الصحيح دون إسفاف أو ابتذال وما نراه الآن حالة مخزية للأسف فلم يتبق من رائحة الطرب الأصيل سوى محمد عبده وراشد الماجد! وذهبيات أم كلثوم الخالدة.
•لك تجارب في القصائد المغناة، حدثينا عن ذلك ، مع من تعاونتي؟و ما الفرق الذي شعرتي به بين تجربة الأغنية الوطنية و العاطفية؟
قدمت قصيدة من الدوحة إلى الدوحة وقد تجاوزت أبياتها الـ 58 بيتاً عبر فكرة جديدة لم تطرح من قبل، والتي كانت عبارة عن موكب يسير من الدوحة ويعود للدوحة متضمناً بطريقه كل المدن والمناطق المذكورة بالخريطة بتعاون مع استوديو المميز والرقمية بجدة وسكاكا، ولحن العمل وغناه المبدع السعودي أحمد بادوري وقمت بإعداد مونتاجه، والعمل صدر حصرياً بمنتديات هاي فريندز بعيد الفطر وقدمت نسخاً من العمل لبعض الوزارات، كما صدرت خلال أيام العيد الوطني أغنية أرض الحب والتي أبدع فيها الفنان السعودي يوسف العلي لحناً وغناءً وتم تسجيل العمل باستوديوهات هاي لوك الإعلامية بالرياض وصدر كذلك بنفس المنتدى إذ أعتبره الموقع الرسمي لأعمالي الغنائية وسيبث قريباً عبر الإذاعة، أما حول العمل العاطفي فكان بعنوان الضلوع المحابيس وسيصدر قريباً بالأسواق وهو من ألحان وغناء المطرب السعودي المبدع يوسف العلي. الفرق هو إحساسي الداخلي والجارف تجاه قطر فللأغنية الوطنية رونقها وحضورها بالنفس وحين تغنى الكلمات ترتدي ثوباً أجمل خصوصاً إذا تم تقديم العمل بالمستوى الجيد .
•لك تجارب في القصيدة الفصحى، أيهما بدأ معك أولاً النبطي أم الفصيح؟
بداية رحلتي مع القلم كانت بلسان عربي مبين، فللغة العربية الفصحى مكانة كبيرة لدي أعجز عن وصفها فهي العشق الذي أتنفسه منذ 17 عاماً حيث بدأت الكتابة وأنا طفلة صغيرة بالمرحلة الابتدائية أما النبطي فقد بدأ معي عام 2005 ومشواري معه قصير لكني كتبت العديد من القصائد النبطية بفترة زمنية قصيرة ونالت رضا كل من قرأها ونشرت بعضها بالصحافة واثني عليها كبار الشعراء بقطر.
•أما زلتي تصرين بالكتابة بالفصيح بالرغم من يقيننا بأن النبطي يتقبله المتلقي أكثر؟
لن أتخلى عن الشعر الفصيح مادام قلبي نابضاً، والنبطي يأتي بالدرجة الثانية وأحب الكتابة عليه جداً لكن إن خيروني فلن أختار إلا الفصيح فالفصحى لسان العرب وللشعر الفصيح رواده أما النبطي لسان المحلية ولن يفقهه إلا أهله ولعل لسان المحلية أقرب وأسرع وصولاً لكن الشعر الفصيح يصل إلى أبعد الحدود ويلغي كل القيود والموضوع ليس إصراراً بل عشقاً نمى معي بطفولتي وتشربته وأتمنى في يوم ما أن أنقل هذا العشق لكل أقطار العالم العربي وأصبح صوتاً فصيحا لقطر، يكفيني فخراً أن ماقدمته من شعر فصيح كان له وقعه بالنفس ولم يمر مرور الكرام.
•لك مشاركات هائلة و نشاط مكثف في المواقع الالكترونية، ألم تصلي للتشبع من هذا الجانب كما حدث مع الكثيريين؟
بل تشبعت جداً وجداً وجداً! وأنا منقطعة منذ فترة طويلة وحضوري قليل وسأعود لبعض المنتديات الهادفة بعد أن لاحظت افتقادهم لي وسؤالهم الحميم دائماً عني، الانترنت عالم مكتظ بالمواقع التي لا حصر لها وقلة هم الذين يدعمون الأدب والشعر لغرض الفائدة والتعلم والرقي.
•أطلق عليك الأستاذ خشان خشان لقب مليكة الخبب، حدثينا عن ذلك؟
كتبت العديد من القصائد المغردة على إيقاع الخبب ووجدت نفسي كثيراً عبر هذا الإيقاع الرشيق الجميل وهو ما دعا الأستاذ الكبير خشان خشان لإطلاق هذا اللقب علي بعد أن قرأ ولاحظ إعجاب القراء بالقصائد التي قدمتها بالخبب ووجد أني ربما أكون قد أحييت نوعاً مهجوراً منذ زمن وبرعت به ويسعدني هذا اللقب وأعتز به كثيراً لأنه صدر من أستاذ له مكانته وخبرته وقدرته اللغوية العظيمة ويبقى له الفضل علي ما حييت.
•أطلقت تجربة أدبية ثنائية مع الأديب الروائي غريب عسقلاني، مزجت مابين الشعر والبوح السردي، كما أطلقت تجربة أدبية ثلاثية مع الروائي الفلسطيني غريب عسقلاني والشاعر المصري حسن سباق بفكرة مختلفة ومغايرة، ما نوعية تلك التجارب؟ و كيف أتتكم الفكرة؟
بدأت الفكرة حين طلبت من الأديب غريب عسقلاني أن نقدم عملاً ثنئاياً مشتركاً وأوحيت له بالفكرة لتكون مزيجاً مابين الشعر والنثر السردي وقدمنا أول عمل تحت عنوان ناي و وتر ونشر العمل بمجلة أوتار الإلكترونية وبشهادة من النقاد والأدباء حيث اثنوا على الفكرة لأنها طرحت لأول مرة وتم نقلها وتداولها بالانترنت، أما العمل الثلاثي فقد أُعجب الأستاذ الشاعر المصري حسن سباق بإحدى كتاباتي وهي خاطرة: قل لي أحبك وكتب بوحا بمثابة رد عليها ففكرت أن نمزج الخاطرة الأصلية والرد مع قطعة نثرية بنص ثلاثي فظهرت فكرة السندباد حيث اقترح الأستاذ غريب عسقلاني فكرة السندباد والفتى والأميرة، وقمنا بنشر العمل وتقديمه ولقي استحسان القراء وكذلك تم نقل العمل وتداوله، والمشكلة بالانترنت عندما تنشر الأفكار تتعرض للسرقة والسطو من قراصنة العقل! وتبقى هذه التجارب برصيدي وأعتز بها.
•أنتِ حالياً تعتبرين الأستاذة الأولى التي تقدم العروض التقديمي للراغبين في التعلم، حدثينا عن تجربتك هذه؟
بدأت بالعروض الرقمي منذ خمس سنوات تقريباً وتعلمت على يد أستاذي القدير الغالي: خشان خشان والذي كان ولازال وسيبقى منارة لنا؛ وأعجز عن شكره فمن خلال العروض الرقمي تغيرت كثيراً فقد كنا نتعلم كمجموعة لهدف العلم دون مقابل وما علمني إياه أستاذي نقلته للعالم الخارجي وقمت بتعليمه بعد أن صرت مدرسة وكانت الدورة الإلكترونية الرسمية الأولى منذ عام تقريباً حيث تم الإعلان عنها عبر الصحافة وكانت الدراسة من خلال الانترنت وموثقة والحمد لله هناك من تقدموا للدورة واجتازوها وهناك من تأخروا لكنها بداية طيبة لنقل هذا العلم للخارج وكم أتمنى أن يعنى بالاهتمام ويتم تدريسه بالوطن العربي.
يُرجى ذكر المصدر عند النقل .
- بعد أن صرَحت بأنها لن تتخلى عن الشعر الفصيح طالما قلبها ينبض، الشاعرة القطرية عنود الليالي:
- أفتش بشغب عن الشعر الفصيح...
- في قطر نفتقر لمن يساهم في احتواء مواهبنا كشاعرات...
- لم يبقى من رائحة الطرب الأصيل سوى محمد عبده و راشد الماجد...
حاورتها: هــدى العمادي...
عنود الليالي، شاعرة و كاتبة صحافية قطرية، بدأت تجربتها الشعرية بالفصيح، ثم خاضت تجربة النبطي ونجحت به كما نجحت بالفصيح، وأحبها جمهورها للونين، تتعامل مع الشعر على أنه رسالة بل و أنها تحمل مسؤولية تعليم أصولها للجيل الحالي، تحمل من اللغة ما يجعل الحديث معها ممتعاً، و لدرجة تجعلك تتوق للفصيح المليء بصوره و حروفه الجمالية، إجاباتها تثير لديك أسئلة أخرى، اقرؤوا هنا الثقافة و الوعي و الإدراك الحقيقي لمعنى الأدب.
•الشاعرة عنود الليالي ، لماذا هذا الاسم تحديدا دون غيره؟
عنود هو اسمي الحقيقي والليالي كنية خاصة بي ولم أتخذها وعشقي لليل والسهر وكتابة الشعر غلبني لذا لم أستعر شيئا كما يظن البعض وعنود هو اسمي.
•تعنين من كلامك بأنك لا تختبئين خلف اسم مستعار؟
ربما أخبىء بعضي كأنثى بمجتمع له عاداته وتقاليده ولكني حقيقة أظهر اسمي الصريح واختبىء بليلي الخاص للشعر فقط.
•و ما علاقة الليل بالشعر ؟
أحب أجواءالليل وهدوءه وأكتب الشعر عادة بالليل وبساعات الفجر الأولى، وأرى أن لليل علاقة مباشرة بشعري فهو الوقت الذي تهدأ فيه روحي ويستقر قلبي ويحلق في فضاء الشعر.
•و متى كتبت أجمل قصائدك؟
حين غازلت حبيبتي قطر حين لمست بشعري جروح ومعاناة البشر حين شعرت أن شيئاً ما بضلوعي انكسر! ، أتعرفين، سؤالك هذا ابكاني!.
•ما سبب الدموع التي تذرفينها، هل ثمة ذكرى تؤلمك ؟
لأن أجمل القصائد لا تأتي إلا من الألم! ويظنها الناس بوحاً من القلم! والحقيقة هي ناتجة من معاناة نعيشها أو نتعايشها مع الغير، سؤالك ربما يكون عادياً لكني حين قرأته سقطت عيني على كلمة أجمل فهل ثمة جمال يكتبه الألم!!.
•هل تشكرين الألم أحياناً حينما يكون سبباً للإبداع؟
أشكر الله لأنه أعطاني القدرة على امتصاص الألم وتفريغه شعراً أو نثراً أو رسماً، أتعرفين هناك من يقولون لي بأني محظوظة!! لأني أكتب ما أشعر به في حين أنهم لايستطيعون فعل ذلك! فأضحك لأنهم لو علموا كم يحترق فؤادي وأنا أكتب لما فكروا بطرق أبواب الكتابة ساعة!.
•ذكرتي بأنك ترسمين ، فهل ربطتي يوماً بين قصيدة و لوحة؟
بالنسبة لي ما أرسمه أعتبره هواية سطحية أو عشقاً مات بداخلي ولا أرغب بأن يعود من جديد، لكني حالياً أربط القصيدة واللوحة مع أختي الفنانة التشكيلية السعودية خديجة الزين شامي حيث اتفقنا على أن نتحد ونشكل ثنائية جميلة هي بمثابة عناق مابين الفرشاة والقلم حيث قدمنا عملاً مشتركاً تحت عنوان جوع الأرض ضمن سلسلة ألوان الحروف وسيتبع هذا العمل عدة أعمال أخرى، حيث نناقش قضايا اجتماعية إنسانية بعيدة عن الحدود والقيود الترابية برسالة نأمل أن تصل للعالم أجمع.
•ذكرتي الوطن و ذكرتي المجتمع و همومه ، ليست لديك تجارب بالقصيدة العاطفية ؟
نعم كتبت القصيدة العاطفية وأغلب قصائدي عاطفية وتبقى قطر هي أول العاطفة وآخرها ولكن لكي أوضح لك الصورة بشكل دقيق كتابتي للقصيدة العاطفية والقضايا المختلفة تحمل في جوفها هموم المرأة ويسعدني أن أكون لساناً وصوتاً للمرأة حيث أنقل عاطفتها كيفما كانت وأنثرها شعراً، تحدثت عن المرأة المقيدة عن المرأة العاشقة عن المرأة المظلومة وعن قضايا مختلفة وليس بالضرورة أن أكون قد عشت هذه القضايا لكني لامستها عن قرب ولعل أول كتاباتي كانت عاطفية جداً وأنا بالمرحلة الإبتدائية!.
•و عنود من أي صنف من هؤلاء النساء؟
أراني بعيون كل النساء! وأرى أني أعيش معاناتهن وأشربها فمن الصعب علي أن أمر على المعاناة وأنا واقفة بصمت إن لم ينطق لساني وحرف بياني نطق فؤادي! عنود الليالي إنسانة عادية جداً تحمل في قلبها الحب للجميع.
•ألا ترين بأنك تتلذذين الحزن في جميع إجاباتك؟ و كأنك تودين معاقبة نفسك بذلك؟
لا أرى حزناً بحديثي بل أتحدث معك من باطن قلبي ولماذا أعاقب نفسي؟ من لا يشعر بمعاناة الناس فهو لا يمتلك الإحساس، لا أعرف ماسبب الحزن؟ ولماذا يرى البعض أني حزينة.
•حدثينا عن قراءاتك، هل أنتِ متابعة جيدة لساحة الأدب؟
نعم أقرأ وأحب القراءة كثيراً وأتابع قدر الإمكان لكني أفتش بشغف عن الشعر الفصيح والساحة الأدبية القطرية يغلبها الشعر النبطي وهذا الشيء يؤلمني جداً إذ أني عاشقة ومتيمة بالشعر الفصيح وأحب أن أرى الإنتاجات الأدبية الفصيحة بقطر.
•عنود الليالي عرفتها الساحة القطرية، ماذا عن حضوركِ الخارجي؟
أرى أنني متواجدة خليجياً خارج قطر عبر التجمعات الأدبية الإلكترونية وبعض الصحف الخارجية وهناك من يتابعني ويقرأ لي، وسبق أن شاركت بالصحافة الكويتية والعمانية والإماراتية والأردنية والفلسطينية وغيرها من الصحف وسرني جداً أن أكون وجهاً مضيئاً لقطر أينما أكون، أرى أني خارج قطر أحظى باهتمام كبير وفرص أكبر، بينما في قطر نفتقر لمن يساهم في احتواء مواهبنا كشاعرات أو أديبات ولدي شريحة بسيطة داخل قطر أعتز بها من الناس المتابعين لي ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ويحتاج لصبر ومثابرة ولست مندفعة بشدة لأقدم عملاً لتعبئة الفراغ أو حباً للظهور بل أسير بخطوات متأنية وحسب الفرص المتاحة لي ولازال بجعبتي العديد من الأشياء التي لم أقدمها بعد ولأنك ذكرت المحلية بسؤالك فلابد أن أوجه كلمات الشكر والعرفان لجريدة الشرق القطرية فهي الصحيفة الوحيدة بقطر التي آمنت بما لدي من امكانيات وشجعتني . عنود الليالي شاعرة قطرية تدعم نفسها بنفسها وتحزن كثيراً من واقع الساحة الأدبية المحلية.
•حدثيني عن مشاركتك في مسابقة عد القصيد التي أقيمت احتفالاً باليوم الوطني لدولة قطر؟ ماذا كانت نوعية المشاركة؟ و ماذا أضافت لك تلك المشاركة؟
بالنسبة لمشاركتي في فعاليات عد القصيد فقد تم توجيه الدعوة لي كشاعرة قطرية لأشارك كضيفة شرف باليوم الأول بطلب من الأستاذة الغالية انكسارات النخيل وتم التواصل مع الأخت العزيزة عائشة الكواري والدكتورة حنان الفياض، وكان لي شرف المشاركة باليوم الأول حيث أقيمت الفعاليات بمسرح قطر الوطني وقدمتني الأستاذة الصحفية هند السويدي للجمهور الحاضر وناقشتني حول أعمالي الوطنية الغنائية الأخيرة. ، وغنيت لحبيبتي قطر قصيدة تباهي بعيدك بجانب قصيدة فصحى تحت عنوان ضميني ياقطر والتي نالت اعجاب الحاضرات وأعتز بمشاركتي وبظهوري الأول أمام الجمهور وتواصلي الحي والحميم معهم، وقد أضافت لي هذه المشاركة دافعاً أكبر للتواجد وفخراً أكبر لتمثيل بلدي .
•مارستي العمل الصحفي من خلال إدارتك للعديد من الحوارات مع شخصيات مختلفة، ما سبب توجهك لهذا الاتجاه؟
لم أتوقع يوماً ما أن أنجرف للصحافة كصحفية وكانت أول مشاركة لي عبر ملحق القطري الفصيح التابع لجريدة الشرق القطرية عام 2005 بحوارصحفي مع مديرة مدرسة مستقلة فقد كان الحوار قوياً جداً بالنسبة لقلم يكتب لأول مرة بالصحافة ثم وجدت نفسي لا شعورياً انجرف مع الصحافة عبر تحقيقات وحوارت صحفية لصالح القطري الفصيح وجريدة الشرق والمواقع الإلكترونية الأدبية، كانت موهبة مدفونة وظهرت في وقتها وسرقتني من الشعر بكل أسف! ويبقى الشكر محفوفاً بالورد للأخت الغالية لطيفة الكبيسي والأخ القدير غريب صالح والأستاذ القدير جابر الحرمي لما لهم من فضل صحفي كبير علي.
•لاحظنا عدم اقتصار حواراتك مع الشخصيات الأدبية بل أنها تجاوزت الفنية أيضاً، ماذا يعني لك الفن؟
أجريت العديد من الحوارات الصحفية على المستوى الأدبي والفني والإجتماعي والإعلامي، و للفن لغة رقيقة وجميلة ويلتقي الفن مع الأدب من خلال الأغنية " القصيدة"، كما يهمني من جهة أخرى أن القي الضوء على واقع الفن القطري ومشاكله فنحن في قطر نمتلك المواهب ونفتقر للدعم، وعموماً أحب الفنون بكافة أشكالها إن كان رسماً أو فناً موسيقياً هادفاً وأرى أن الفن قد يخدم المجتمع إن تم توجيهه بالمسار الصحيح دون إسفاف أو ابتذال وما نراه الآن حالة مخزية للأسف فلم يتبق من رائحة الطرب الأصيل سوى محمد عبده وراشد الماجد! وذهبيات أم كلثوم الخالدة.
•لك تجارب في القصائد المغناة، حدثينا عن ذلك ، مع من تعاونتي؟و ما الفرق الذي شعرتي به بين تجربة الأغنية الوطنية و العاطفية؟
قدمت قصيدة من الدوحة إلى الدوحة وقد تجاوزت أبياتها الـ 58 بيتاً عبر فكرة جديدة لم تطرح من قبل، والتي كانت عبارة عن موكب يسير من الدوحة ويعود للدوحة متضمناً بطريقه كل المدن والمناطق المذكورة بالخريطة بتعاون مع استوديو المميز والرقمية بجدة وسكاكا، ولحن العمل وغناه المبدع السعودي أحمد بادوري وقمت بإعداد مونتاجه، والعمل صدر حصرياً بمنتديات هاي فريندز بعيد الفطر وقدمت نسخاً من العمل لبعض الوزارات، كما صدرت خلال أيام العيد الوطني أغنية أرض الحب والتي أبدع فيها الفنان السعودي يوسف العلي لحناً وغناءً وتم تسجيل العمل باستوديوهات هاي لوك الإعلامية بالرياض وصدر كذلك بنفس المنتدى إذ أعتبره الموقع الرسمي لأعمالي الغنائية وسيبث قريباً عبر الإذاعة، أما حول العمل العاطفي فكان بعنوان الضلوع المحابيس وسيصدر قريباً بالأسواق وهو من ألحان وغناء المطرب السعودي المبدع يوسف العلي. الفرق هو إحساسي الداخلي والجارف تجاه قطر فللأغنية الوطنية رونقها وحضورها بالنفس وحين تغنى الكلمات ترتدي ثوباً أجمل خصوصاً إذا تم تقديم العمل بالمستوى الجيد .
•لك تجارب في القصيدة الفصحى، أيهما بدأ معك أولاً النبطي أم الفصيح؟
بداية رحلتي مع القلم كانت بلسان عربي مبين، فللغة العربية الفصحى مكانة كبيرة لدي أعجز عن وصفها فهي العشق الذي أتنفسه منذ 17 عاماً حيث بدأت الكتابة وأنا طفلة صغيرة بالمرحلة الابتدائية أما النبطي فقد بدأ معي عام 2005 ومشواري معه قصير لكني كتبت العديد من القصائد النبطية بفترة زمنية قصيرة ونالت رضا كل من قرأها ونشرت بعضها بالصحافة واثني عليها كبار الشعراء بقطر.
•أما زلتي تصرين بالكتابة بالفصيح بالرغم من يقيننا بأن النبطي يتقبله المتلقي أكثر؟
لن أتخلى عن الشعر الفصيح مادام قلبي نابضاً، والنبطي يأتي بالدرجة الثانية وأحب الكتابة عليه جداً لكن إن خيروني فلن أختار إلا الفصيح فالفصحى لسان العرب وللشعر الفصيح رواده أما النبطي لسان المحلية ولن يفقهه إلا أهله ولعل لسان المحلية أقرب وأسرع وصولاً لكن الشعر الفصيح يصل إلى أبعد الحدود ويلغي كل القيود والموضوع ليس إصراراً بل عشقاً نمى معي بطفولتي وتشربته وأتمنى في يوم ما أن أنقل هذا العشق لكل أقطار العالم العربي وأصبح صوتاً فصيحا لقطر، يكفيني فخراً أن ماقدمته من شعر فصيح كان له وقعه بالنفس ولم يمر مرور الكرام.
•لك مشاركات هائلة و نشاط مكثف في المواقع الالكترونية، ألم تصلي للتشبع من هذا الجانب كما حدث مع الكثيريين؟
بل تشبعت جداً وجداً وجداً! وأنا منقطعة منذ فترة طويلة وحضوري قليل وسأعود لبعض المنتديات الهادفة بعد أن لاحظت افتقادهم لي وسؤالهم الحميم دائماً عني، الانترنت عالم مكتظ بالمواقع التي لا حصر لها وقلة هم الذين يدعمون الأدب والشعر لغرض الفائدة والتعلم والرقي.
•أطلق عليك الأستاذ خشان خشان لقب مليكة الخبب، حدثينا عن ذلك؟
كتبت العديد من القصائد المغردة على إيقاع الخبب ووجدت نفسي كثيراً عبر هذا الإيقاع الرشيق الجميل وهو ما دعا الأستاذ الكبير خشان خشان لإطلاق هذا اللقب علي بعد أن قرأ ولاحظ إعجاب القراء بالقصائد التي قدمتها بالخبب ووجد أني ربما أكون قد أحييت نوعاً مهجوراً منذ زمن وبرعت به ويسعدني هذا اللقب وأعتز به كثيراً لأنه صدر من أستاذ له مكانته وخبرته وقدرته اللغوية العظيمة ويبقى له الفضل علي ما حييت.
•أطلقت تجربة أدبية ثنائية مع الأديب الروائي غريب عسقلاني، مزجت مابين الشعر والبوح السردي، كما أطلقت تجربة أدبية ثلاثية مع الروائي الفلسطيني غريب عسقلاني والشاعر المصري حسن سباق بفكرة مختلفة ومغايرة، ما نوعية تلك التجارب؟ و كيف أتتكم الفكرة؟
بدأت الفكرة حين طلبت من الأديب غريب عسقلاني أن نقدم عملاً ثنئاياً مشتركاً وأوحيت له بالفكرة لتكون مزيجاً مابين الشعر والنثر السردي وقدمنا أول عمل تحت عنوان ناي و وتر ونشر العمل بمجلة أوتار الإلكترونية وبشهادة من النقاد والأدباء حيث اثنوا على الفكرة لأنها طرحت لأول مرة وتم نقلها وتداولها بالانترنت، أما العمل الثلاثي فقد أُعجب الأستاذ الشاعر المصري حسن سباق بإحدى كتاباتي وهي خاطرة: قل لي أحبك وكتب بوحا بمثابة رد عليها ففكرت أن نمزج الخاطرة الأصلية والرد مع قطعة نثرية بنص ثلاثي فظهرت فكرة السندباد حيث اقترح الأستاذ غريب عسقلاني فكرة السندباد والفتى والأميرة، وقمنا بنشر العمل وتقديمه ولقي استحسان القراء وكذلك تم نقل العمل وتداوله، والمشكلة بالانترنت عندما تنشر الأفكار تتعرض للسرقة والسطو من قراصنة العقل! وتبقى هذه التجارب برصيدي وأعتز بها.
•أنتِ حالياً تعتبرين الأستاذة الأولى التي تقدم العروض التقديمي للراغبين في التعلم، حدثينا عن تجربتك هذه؟
بدأت بالعروض الرقمي منذ خمس سنوات تقريباً وتعلمت على يد أستاذي القدير الغالي: خشان خشان والذي كان ولازال وسيبقى منارة لنا؛ وأعجز عن شكره فمن خلال العروض الرقمي تغيرت كثيراً فقد كنا نتعلم كمجموعة لهدف العلم دون مقابل وما علمني إياه أستاذي نقلته للعالم الخارجي وقمت بتعليمه بعد أن صرت مدرسة وكانت الدورة الإلكترونية الرسمية الأولى منذ عام تقريباً حيث تم الإعلان عنها عبر الصحافة وكانت الدراسة من خلال الانترنت وموثقة والحمد لله هناك من تقدموا للدورة واجتازوها وهناك من تأخروا لكنها بداية طيبة لنقل هذا العلم للخارج وكم أتمنى أن يعنى بالاهتمام ويتم تدريسه بالوطن العربي.
يُرجى ذكر المصدر عند النقل .