مريم الزهراء
11-07-2009, 07:03 PM
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=105056
سنان أحمد حقّي
الحوار المتمدن ـ العدد: 1999 ـ 2007 / 8 / 6
المحور: الادب و الفن
منذ أن أضاف الأخفش تلميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي البحر السادس عشر والذي سمّيَ بالمتدارك أو الخبب وإلى الوقت الحاضر, والعروضيون مازالوا يحاولون البحث عن بحور جديدة ..ورغم الإبتكارات التي جاءت بها الموشحات وغيرها من قوالب العروض المستحدثة الأخرى ألاّ أن أحدا لم يستطع أن يضيف بحرا حقيقيا جديدا على عروض الخليل وتلميذه الأخفش.
والقصّة وما فيها أن القصائد التي كتبت قبل عروض الخليل هي التي حكمت التذوق الموسيقي للأوزان في الشعر العربي .
وقد وجد شعراء العصر الحديث بعد أن اطّلعوا على شعر وأوزان أمم أخرى أن العروض الخليلي قد ضرب قيدا على الإبداع فانطلقت محاولات جديدة لتخطّي عروض الخليل دون المساس بموسيقى التفعيلة ولكن بناء التفعيلات على نحو جديد لم يأتي ببحور جديدة بل كان من شانه خفض عدد البحور التي كانت معروفة عند الخليل بسبب عدم إمكانيّة الإعتماد على التفعيلة الواحدة؛ لوجود أكثر من تفعيلة ,وهذا سبّب عدم وجود امكانيّة تكرارها ,لقد كتب بعض الشعراء مقاطع طويلة تعتمد على تكرار تفعيلتين ولكن هذا الأمر لم يُغرِ المساحة العريضة من الشعراء بالإستجابة لأن إطالة البحر أو ما سنسمّيه بالمكون العروضي يعرّض غنائيّة القصائد إلى الإضمحلال على أن أغلب الشعر العربي القديم والحديث منه على السواء مطبوع على الغنائيّة وقلما نجد شعرا ملحميّا أو مسرح شعري عند العرب
ولهذا فقد تأملت شأني شان كثير من المهتمين بالشعر العربي وعروض الخليل الوضع الهندسي إن صح التعبير للتفعيلات وتركيب البحور ووجدت إن التفعيلة ليست هي وحدة البحور العربيّة كما صممها الخليل لأن التفعيلة الواحدة هي بدورها مكوّنة من أجزاء أصغر .
إن علم العروض يتعامل كما هو معروف مع الحروف المتحرّكة والحروف الساكنة وتتابعها سواء في الكلمة أو المقطع الشعري
إن تتابع ظهور الحروف المتحركة والساكنة هو الذي يبني المقطع العروضي في كل أنواع الشعر القائم على أساس العروض الخليلي أو العروض الجديد الذي يتعامل مع التفعيلة وليس البحر .
وعلى أساس هذه الحقائق أقوم ببناء وتركيب عروض جديد يقوم على أساس تتابع الحركة والسكون أو الحرف المتحرك والساكن وليس على أساس التفعيلة وتتابعاتها ولا على أساس المقطع أو الشطر العروضي للبحر الواحد .سنجد حينذاك أن هذا البناء العروضي الجديد سيوفّر لنا عددا لا يُحصى من البحور ويطرح خيارات تفوق التصوّر لقوالب عروضيّة سأسمّيها بالمكوّنات العروضيّة والتي سيكون الإلتزام بترتيبها الهندسي وتكراره ليس إلاّ بحرا جديدا من بحور الشعر العربي .
من هنا سنصطلح على الحرف المتحرّك بالرقم (1)أمّا الحرف المتحرّك الذي يتبعه حرفٌ ساكن فسنسخدم له الرمز (0).
وبالعودة للعروض الخليلي فإن فاعلن مثلا سيكون لها استخدام التتابع الرقمي التالي
(010 )وهكذا يكون التعبير الإصطلاحي لمكونات العروض الخليلي المعروفةكما يلي:
فاعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــ010
مستفعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 0100
فعولن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 001
فاعلاتن ـــــــــــــــــــــــــــــ 0010
مفاعيلن ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 0001
متفاعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــ 01011
مفاعلتن ــــــــــــــــــــــــــ 01101
مفعولاتن ــــــــــــــــــــــــــــــــ0000
فعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ011
وهذه هي التفعيلات التي جاء بها الخليل بالرموز والتعابير التي سنستخدمها من الآن فصاعدا في بحثنا هذا .
وعلى هذا النحو سنبدأ بالتعبير وبالأعداد الثنائيّة المتكونة من الصفر والواحد فقط عن مركبات المكوّن العروضي على اختلاف مراحله من حيث هو خليلي أو خاص بالتفعيلة الواحدة أو غيره .
ونكرربهدف التوضيح أن الحرف المتحرك سيكون التعبير عنه (1) أمّا الحرف المتحرّك المتبوع بحرف ساكن فسيكون التعبير عنه (0).
بالتعابير الجديدة سيكون شكل البحر الطويل كما يلي:
0001 001 0001 001 مكررا.
ويكون البحر البسيط بالتعابير التالية:
010 0100 010 0100 مكررا كذلك
وهكذا جميع البحور الخليلية الأخرى
ولو نظرنا إلى التعابير الجديدة بعد المقارنة مع الأعداد الثنائية نجد أن كل مكوّن لتفعيلة أو مقطع أو شطر لبيت من بحر، ما هو إلاّ عبارة عن عدد من الأعداد الطبيعيّة معبّر عنه بالأعداد الثنائيّة أو بصيغة الأعداد الثنائيّة التي تقوم على أساسها الرياضيات الرقميّة وبالتالي أجهزة الحاسوب أو الكومبيوتر المعروفة لدينا الآن
من هنا نسأل هل أننا لو بنينا على هذه القاعدة أي رقم بالأعداد الثنائيّة وأرجعناه إلى ما يقابله من التعابير العروضيّة التي شرحناها ،فهل نعبّر بذلك عن تعبير أو جزء من تعبير عن مكون أو شطر أو تفعيلة ؟يكون الجواب بكل تأكيد.
هذا يعني أن التعبير التمثيلي التالي يعني ما يقابله من التراكيب العروضيّة
00 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فعلن
01 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فعن
10 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فاعِ
100 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفعولُ
101 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فعالُ
وهكذا نجد أن الأعداد الثنائيّة بإمكانها التعبير عن مختلف التفعيلات والتعابير والمكونات العروضيّة ,وأن أي عدد بعد التعبير عنه بالصيغة الثنائيّة إنما يعبّر عن مكون عروضي معيّن سواءً كان صغيرا أو كبيرا ولتوضيح الأمر سنقوم بقلب التعابير الثنائية على اختلافها إلى ما يقابلها من مكونات عروضيّة .
مثال
001011010 عندما نعيد الرقم الثنائي أعلاه وباستخدام نظرية الأعداد الرياضيّة نجد أنه=
0*20 +1*21 +0*22 +1*23 +1*24+0*25+1*26 +0*27 +0*28
=62
وأننا لو سطّرنا أي عدد على الصورة الثنائيّة لوجدنا أنه يعني طبعا عددا يقابله بالأعداد العشريّة وبالتالي أو بالعكس نجد أن أي عدد عشري مما نعرفه ونتعامل به يوميا إنما يعني بالصيغة الثنائيّة عند تحويله وجود ما يقابله أيضا من المكونات العروضيّة التي اصطلحنا عليها بذلك آنفاً.
ولما كانت الأعداد الطبيعيّة لا نهائيّة أو لا نهاية لها لذلك فإنه من الناحية النظريّة البحتة ان بإمكاننا أن نعدّ ما لا نهاية له من المكونات العروضيّة ولكن طبعا هذا يعتمد على حذف المكونات غير المعرّفة في اللغة العربيّة مثل المكونات التي تكرر عددا من المرّات حروف متحرّكة بلا نهاية أو بنهاية لعدد غير مالوف وغير موجود في اللغة العربية أي أننا لا نستطيع مثلا أن نجد كلمة عربية تتكون من عدد من الحروف المتحركة فقط دون أن يتبع الحرف المتحرك حرفٌ ساكن وربما غير ذلك مما يظهر عند فتح العدد الثنائي وهذا أمر مؤكّد
وإذا اعتبرنا الآن أن التفعيلة لم تعد هي حجر الزاوية في بناء المكون العروضي فإن المكون المذكور سيعتمد على عدد مراتب العدد الثنائي ,فإذا كان لدينا مكون ثنائي من رقمين فإن فتح أو فكّ العدد لا يتيح سوى أربعة مكونات ولكن لو اعتمدنا عددا من... قل مثلا أربعة عشر رقما أي بما يوفر أربعة عشر مرتبة فإنه يوفّر لنا بالمراتب كلها أن تم فتحه ,
أي سنستطيع أن نجمع )16383) مكونا عروضيا, من النواحي النظريّة , وهذا بطبيعة الحال عدد كبير جدا من المكونات العروضيّة ,كما أننا لو زدنا عدد مراتب العدد الثنائي أي لو زدنا العدد العشري فسنحصل على مراتب أكثر وبالتالي مكونات أكثر وهكذا أي أنه من حيث الجانب النظري فإننا يمكن أن نحصل على عدد كبير جدا وغير متناهي أو قل كذلك...فيما إذا لو أهملنا ما لا تعرفه قواعد اللغة العربيّة .
ويستطيع الشاعر بهذه الطريقة أن يختارلنفسه أي شكل عروضي يراه مناسبا لما يكتب به وأن يبتكر, وأن يجد له أوزانا غير مطروقة في أحيان كثيرة .
كما أنه سيكون ممكنا اختزال الزحافات التي يستخدمها الخليل لأن المكون سيكون دقيقا ويتضمن موسيقاه الخاصّة بالتكرار لكل سطر أو بيت أما بالنسبة لعروض التفعيلة فإن التكرار سيكون ممكنا لكل مكون أو جزء من مكون , على أن يلتزم مكونه الأساسي لأكثر من سطر لكل مرة أي أنه يستطيع أن ينتقل من بحر إلى آخر خلال القصيدة الواحدة بعد الصعود بالمكون رقما أو أكثر من حيث التعبير الثنائي أو كما سيطرحه التحليل ,كما أنني متأكد أن من سيجرّب هذه المكونات بطريقتنا المعروضة أعلاه, سيجد آفاقا كثيرة جديدة يمكن أن تفتح أبوابا فرعيّة متعددة
وهذا سيوفر لأول مرة بعد الخليل بن أحمد الفراهيدي زيادة بحوره إلى حد لا مثيل سابق له ويمكّن الشعراء من التحرر من البحور الستة عشر إلى عدد كبير جدا وربما نقول بعد حين إلى عدد غير محدد
وهكذا يتبين لنا أن أي مكون عروضي أو ماكنا نسمّيه بحرا في العروض الخليلي إنما هو عدد بالصيغة الثنائية للأعداد وبالتالي له ما يقابله من الأعداد الطبيعيّة العشريّة وعلى النحو التالي:
لو أخذنا البحر الطويل مثلا فإنه كما بينّا سابقا :
فعولن مفاعين فعولن مفاعيلن ــــــــــ مكررا
وبالتعبير عنه بالإصطلاحات التي أوضحناها يكون:
0001 001 0001 001 ــــــــــــــــ وهذا له ما يقابله بالأعداد الثنائية كما هو معروف العدد (1161 )
وكذلك بالنسبة لنفس البحر عند استخدام الضرب مفاعلن بدلا من مفاعيلن يصبح
(13449 )
أما البحر البسيط فيقابله العدد العشري ( 4644 ) وعند استخدام الضرب فعلن بدلا من فاعلن فإنه يقابل العدد العشري ( 14884 )
وهذا على سبيل المثال فقط, أي أننا يمكن أن نكتب المكون العروضي باسم قراءة العدد العشري الذي يقابل وضعه عند المقارنة مع الصيغة الثنائية للأعداد.
ويتضح جليا الآن أن عدد البحور أو لنقل المكونات العروضية إنما هو بعدد الأعداد الطبيعيّة والتي هي من المفروغ منه لا نهائيّة أو غير معرّفة العدد كما في التعابيرالرياضيّة,وبالتالي يمكن أن نقول العكس أيضا أن لكل عدد عشري متعارف عليه بالأعداد الطبيعيّة يقابل التعبير عنه بالصيغ الثنائية مكون عروضي .
وهكذا أيضا نستطيع القول أنه يوجد من المكونات العروضيّة عدد غير معرّف(لا نهائي)وهذا يحطّم العروض الذي قدّمه العلاّمة الخالد الخليل بن أحمد الفراهيدي وكذلك عروض التفعيلة و يتخطّاهما إلى عروض جديد يقوم على أساس عدد غير محدد (لا نهائي)من البحور أو لنقل المكونات العروضيّة.
بطبيعة الحال لن تكون كل المكونات قابلة للنظم الشعري بسبب امتناع اللغة وتراكيبها لعدد لا يستهان به من المكونات غير ممكنة الظهور كما ذكرنا آنفاً .
وللحديث صلة .
والسلام عليكم.
ملاحظة/
لم أستطع إبراز الأرقام بالشكل الذي يُستخدم باللغة الإنكليزية وهو ربما يكون أكثر توضيحا
سنان أحمد حقــّي
منشغل بالثقافة والأدب ومهندس
سنان أحمد حقّي
الحوار المتمدن ـ العدد: 1999 ـ 2007 / 8 / 6
المحور: الادب و الفن
منذ أن أضاف الأخفش تلميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي البحر السادس عشر والذي سمّيَ بالمتدارك أو الخبب وإلى الوقت الحاضر, والعروضيون مازالوا يحاولون البحث عن بحور جديدة ..ورغم الإبتكارات التي جاءت بها الموشحات وغيرها من قوالب العروض المستحدثة الأخرى ألاّ أن أحدا لم يستطع أن يضيف بحرا حقيقيا جديدا على عروض الخليل وتلميذه الأخفش.
والقصّة وما فيها أن القصائد التي كتبت قبل عروض الخليل هي التي حكمت التذوق الموسيقي للأوزان في الشعر العربي .
وقد وجد شعراء العصر الحديث بعد أن اطّلعوا على شعر وأوزان أمم أخرى أن العروض الخليلي قد ضرب قيدا على الإبداع فانطلقت محاولات جديدة لتخطّي عروض الخليل دون المساس بموسيقى التفعيلة ولكن بناء التفعيلات على نحو جديد لم يأتي ببحور جديدة بل كان من شانه خفض عدد البحور التي كانت معروفة عند الخليل بسبب عدم إمكانيّة الإعتماد على التفعيلة الواحدة؛ لوجود أكثر من تفعيلة ,وهذا سبّب عدم وجود امكانيّة تكرارها ,لقد كتب بعض الشعراء مقاطع طويلة تعتمد على تكرار تفعيلتين ولكن هذا الأمر لم يُغرِ المساحة العريضة من الشعراء بالإستجابة لأن إطالة البحر أو ما سنسمّيه بالمكون العروضي يعرّض غنائيّة القصائد إلى الإضمحلال على أن أغلب الشعر العربي القديم والحديث منه على السواء مطبوع على الغنائيّة وقلما نجد شعرا ملحميّا أو مسرح شعري عند العرب
ولهذا فقد تأملت شأني شان كثير من المهتمين بالشعر العربي وعروض الخليل الوضع الهندسي إن صح التعبير للتفعيلات وتركيب البحور ووجدت إن التفعيلة ليست هي وحدة البحور العربيّة كما صممها الخليل لأن التفعيلة الواحدة هي بدورها مكوّنة من أجزاء أصغر .
إن علم العروض يتعامل كما هو معروف مع الحروف المتحرّكة والحروف الساكنة وتتابعها سواء في الكلمة أو المقطع الشعري
إن تتابع ظهور الحروف المتحركة والساكنة هو الذي يبني المقطع العروضي في كل أنواع الشعر القائم على أساس العروض الخليلي أو العروض الجديد الذي يتعامل مع التفعيلة وليس البحر .
وعلى أساس هذه الحقائق أقوم ببناء وتركيب عروض جديد يقوم على أساس تتابع الحركة والسكون أو الحرف المتحرك والساكن وليس على أساس التفعيلة وتتابعاتها ولا على أساس المقطع أو الشطر العروضي للبحر الواحد .سنجد حينذاك أن هذا البناء العروضي الجديد سيوفّر لنا عددا لا يُحصى من البحور ويطرح خيارات تفوق التصوّر لقوالب عروضيّة سأسمّيها بالمكوّنات العروضيّة والتي سيكون الإلتزام بترتيبها الهندسي وتكراره ليس إلاّ بحرا جديدا من بحور الشعر العربي .
من هنا سنصطلح على الحرف المتحرّك بالرقم (1)أمّا الحرف المتحرّك الذي يتبعه حرفٌ ساكن فسنسخدم له الرمز (0).
وبالعودة للعروض الخليلي فإن فاعلن مثلا سيكون لها استخدام التتابع الرقمي التالي
(010 )وهكذا يكون التعبير الإصطلاحي لمكونات العروض الخليلي المعروفةكما يلي:
فاعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــ010
مستفعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 0100
فعولن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 001
فاعلاتن ـــــــــــــــــــــــــــــ 0010
مفاعيلن ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 0001
متفاعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــ 01011
مفاعلتن ــــــــــــــــــــــــــ 01101
مفعولاتن ــــــــــــــــــــــــــــــــ0000
فعلن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ011
وهذه هي التفعيلات التي جاء بها الخليل بالرموز والتعابير التي سنستخدمها من الآن فصاعدا في بحثنا هذا .
وعلى هذا النحو سنبدأ بالتعبير وبالأعداد الثنائيّة المتكونة من الصفر والواحد فقط عن مركبات المكوّن العروضي على اختلاف مراحله من حيث هو خليلي أو خاص بالتفعيلة الواحدة أو غيره .
ونكرربهدف التوضيح أن الحرف المتحرك سيكون التعبير عنه (1) أمّا الحرف المتحرّك المتبوع بحرف ساكن فسيكون التعبير عنه (0).
بالتعابير الجديدة سيكون شكل البحر الطويل كما يلي:
0001 001 0001 001 مكررا.
ويكون البحر البسيط بالتعابير التالية:
010 0100 010 0100 مكررا كذلك
وهكذا جميع البحور الخليلية الأخرى
ولو نظرنا إلى التعابير الجديدة بعد المقارنة مع الأعداد الثنائية نجد أن كل مكوّن لتفعيلة أو مقطع أو شطر لبيت من بحر، ما هو إلاّ عبارة عن عدد من الأعداد الطبيعيّة معبّر عنه بالأعداد الثنائيّة أو بصيغة الأعداد الثنائيّة التي تقوم على أساسها الرياضيات الرقميّة وبالتالي أجهزة الحاسوب أو الكومبيوتر المعروفة لدينا الآن
من هنا نسأل هل أننا لو بنينا على هذه القاعدة أي رقم بالأعداد الثنائيّة وأرجعناه إلى ما يقابله من التعابير العروضيّة التي شرحناها ،فهل نعبّر بذلك عن تعبير أو جزء من تعبير عن مكون أو شطر أو تفعيلة ؟يكون الجواب بكل تأكيد.
هذا يعني أن التعبير التمثيلي التالي يعني ما يقابله من التراكيب العروضيّة
00 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فعلن
01 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فعن
10 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فاعِ
100 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفعولُ
101 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فعالُ
وهكذا نجد أن الأعداد الثنائيّة بإمكانها التعبير عن مختلف التفعيلات والتعابير والمكونات العروضيّة ,وأن أي عدد بعد التعبير عنه بالصيغة الثنائيّة إنما يعبّر عن مكون عروضي معيّن سواءً كان صغيرا أو كبيرا ولتوضيح الأمر سنقوم بقلب التعابير الثنائية على اختلافها إلى ما يقابلها من مكونات عروضيّة .
مثال
001011010 عندما نعيد الرقم الثنائي أعلاه وباستخدام نظرية الأعداد الرياضيّة نجد أنه=
0*20 +1*21 +0*22 +1*23 +1*24+0*25+1*26 +0*27 +0*28
=62
وأننا لو سطّرنا أي عدد على الصورة الثنائيّة لوجدنا أنه يعني طبعا عددا يقابله بالأعداد العشريّة وبالتالي أو بالعكس نجد أن أي عدد عشري مما نعرفه ونتعامل به يوميا إنما يعني بالصيغة الثنائيّة عند تحويله وجود ما يقابله أيضا من المكونات العروضيّة التي اصطلحنا عليها بذلك آنفاً.
ولما كانت الأعداد الطبيعيّة لا نهائيّة أو لا نهاية لها لذلك فإنه من الناحية النظريّة البحتة ان بإمكاننا أن نعدّ ما لا نهاية له من المكونات العروضيّة ولكن طبعا هذا يعتمد على حذف المكونات غير المعرّفة في اللغة العربيّة مثل المكونات التي تكرر عددا من المرّات حروف متحرّكة بلا نهاية أو بنهاية لعدد غير مالوف وغير موجود في اللغة العربية أي أننا لا نستطيع مثلا أن نجد كلمة عربية تتكون من عدد من الحروف المتحركة فقط دون أن يتبع الحرف المتحرك حرفٌ ساكن وربما غير ذلك مما يظهر عند فتح العدد الثنائي وهذا أمر مؤكّد
وإذا اعتبرنا الآن أن التفعيلة لم تعد هي حجر الزاوية في بناء المكون العروضي فإن المكون المذكور سيعتمد على عدد مراتب العدد الثنائي ,فإذا كان لدينا مكون ثنائي من رقمين فإن فتح أو فكّ العدد لا يتيح سوى أربعة مكونات ولكن لو اعتمدنا عددا من... قل مثلا أربعة عشر رقما أي بما يوفر أربعة عشر مرتبة فإنه يوفّر لنا بالمراتب كلها أن تم فتحه ,
أي سنستطيع أن نجمع )16383) مكونا عروضيا, من النواحي النظريّة , وهذا بطبيعة الحال عدد كبير جدا من المكونات العروضيّة ,كما أننا لو زدنا عدد مراتب العدد الثنائي أي لو زدنا العدد العشري فسنحصل على مراتب أكثر وبالتالي مكونات أكثر وهكذا أي أنه من حيث الجانب النظري فإننا يمكن أن نحصل على عدد كبير جدا وغير متناهي أو قل كذلك...فيما إذا لو أهملنا ما لا تعرفه قواعد اللغة العربيّة .
ويستطيع الشاعر بهذه الطريقة أن يختارلنفسه أي شكل عروضي يراه مناسبا لما يكتب به وأن يبتكر, وأن يجد له أوزانا غير مطروقة في أحيان كثيرة .
كما أنه سيكون ممكنا اختزال الزحافات التي يستخدمها الخليل لأن المكون سيكون دقيقا ويتضمن موسيقاه الخاصّة بالتكرار لكل سطر أو بيت أما بالنسبة لعروض التفعيلة فإن التكرار سيكون ممكنا لكل مكون أو جزء من مكون , على أن يلتزم مكونه الأساسي لأكثر من سطر لكل مرة أي أنه يستطيع أن ينتقل من بحر إلى آخر خلال القصيدة الواحدة بعد الصعود بالمكون رقما أو أكثر من حيث التعبير الثنائي أو كما سيطرحه التحليل ,كما أنني متأكد أن من سيجرّب هذه المكونات بطريقتنا المعروضة أعلاه, سيجد آفاقا كثيرة جديدة يمكن أن تفتح أبوابا فرعيّة متعددة
وهذا سيوفر لأول مرة بعد الخليل بن أحمد الفراهيدي زيادة بحوره إلى حد لا مثيل سابق له ويمكّن الشعراء من التحرر من البحور الستة عشر إلى عدد كبير جدا وربما نقول بعد حين إلى عدد غير محدد
وهكذا يتبين لنا أن أي مكون عروضي أو ماكنا نسمّيه بحرا في العروض الخليلي إنما هو عدد بالصيغة الثنائية للأعداد وبالتالي له ما يقابله من الأعداد الطبيعيّة العشريّة وعلى النحو التالي:
لو أخذنا البحر الطويل مثلا فإنه كما بينّا سابقا :
فعولن مفاعين فعولن مفاعيلن ــــــــــ مكررا
وبالتعبير عنه بالإصطلاحات التي أوضحناها يكون:
0001 001 0001 001 ــــــــــــــــ وهذا له ما يقابله بالأعداد الثنائية كما هو معروف العدد (1161 )
وكذلك بالنسبة لنفس البحر عند استخدام الضرب مفاعلن بدلا من مفاعيلن يصبح
(13449 )
أما البحر البسيط فيقابله العدد العشري ( 4644 ) وعند استخدام الضرب فعلن بدلا من فاعلن فإنه يقابل العدد العشري ( 14884 )
وهذا على سبيل المثال فقط, أي أننا يمكن أن نكتب المكون العروضي باسم قراءة العدد العشري الذي يقابل وضعه عند المقارنة مع الصيغة الثنائية للأعداد.
ويتضح جليا الآن أن عدد البحور أو لنقل المكونات العروضية إنما هو بعدد الأعداد الطبيعيّة والتي هي من المفروغ منه لا نهائيّة أو غير معرّفة العدد كما في التعابيرالرياضيّة,وبالتالي يمكن أن نقول العكس أيضا أن لكل عدد عشري متعارف عليه بالأعداد الطبيعيّة يقابل التعبير عنه بالصيغ الثنائية مكون عروضي .
وهكذا أيضا نستطيع القول أنه يوجد من المكونات العروضيّة عدد غير معرّف(لا نهائي)وهذا يحطّم العروض الذي قدّمه العلاّمة الخالد الخليل بن أحمد الفراهيدي وكذلك عروض التفعيلة و يتخطّاهما إلى عروض جديد يقوم على أساس عدد غير محدد (لا نهائي)من البحور أو لنقل المكونات العروضيّة.
بطبيعة الحال لن تكون كل المكونات قابلة للنظم الشعري بسبب امتناع اللغة وتراكيبها لعدد لا يستهان به من المكونات غير ممكنة الظهور كما ذكرنا آنفاً .
وللحديث صلة .
والسلام عليكم.
ملاحظة/
لم أستطع إبراز الأرقام بالشكل الذي يُستخدم باللغة الإنكليزية وهو ربما يكون أكثر توضيحا
سنان أحمد حقــّي
منشغل بالثقافة والأدب ومهندس