خشان خشان
09-14-2009, 12:24 PM
لابن عبد ربه:
فاسمع فهـذي صِفـة الدوائـرِ
وَصْفَ عليم بالعَـروض خابـرٍ
دوائرٌ تعيا على ذِهْـن الحَـذِق
خمس عليهن الخُطوط والحَلَـقْ
فما لها مـن الخُطـوط البائنـهْ
دلائل على الحُـروف الساكنـهْ
والحَـلـقـات المُتَـجـوِّفـاتِ
عـلامــة للمـتـحـرَكـات
والنُّقط التـي علـى الخُطـوطِ
عـلامـة تُـعـدّ للـسُّـقـوط
والحَلـق التـي عليهـا يُنْقـطُ
تسكـن أحيانـاً وحِينـاً تَسقَـطُ
والنُّقط التـي بأجـواف الحَلْـق
لمبتدأ السطـور منهـا يُختـرقْ
فانظُر تجد من تحتها أسماءهـا
مكتوبة قـد وُضعـت إزاءَهـا
والنُّقطتـان موضـعَ التعاقـب
ومثـل ذاك موضـعَ التراقـب
وهـذه صُـورةُ كُـل واحـدة
مِنها ومَعنى فَسْرها علـى حِـدَه
(ب - المختلف)
أولـهـا دائــرة الـطـويـل
وهي ثمـانٍ لـذوي التفضيـل
مُقسَّـم الشطـر علـى أربـاع
بيـن خُماسـيّ إلـى سُباعِـي
حُروفه عشـرون بعـد أربَعـه
قد بَيّنوا لكُل حـرف موضعَـه
تنفـك منهـا خَمسـة شُطـورُ
يَفصلهـا التفعيـل والتَّقـديـرُ
منهـا الطويـلُ والمَديـد بعـدهُ
ثـم البَسيـط يُحكمـون سَـرْدَهُ
ثلاثـةٌ قالـت عليهـا العـربُ
واثنان صـدّوا عنهمـا ونَكَبُـوا
وهـذه صُورتهـا كمـا تَـرَى
وذكـرهـا مبيـنـاً مفـسَّـرَا
(هـ - المؤتلف)
وهـذه الثانيـة المخصـوصـة
بْالسبـب الثُقيـل والمَنقوصـة
أحـزاؤهـا ثـلاثـة مسبـعـة
قد كَرهوا أن يَجعلوهـا أَربعـة
لأنهـا تَخـرج عـن مِقدارهـم
في جُملة المَوزون من أشعارهم
فهي على عِشرين بعـد واحـدِ
من الحُروف ما بها مـن زائـدِ
تنفـك منهـا وافـرٌ وكـامـلُ
وثالثٌ قد حـار فيـه الجاهـل
(جـ - المجتلب)
والـدارة الثالثـة التـي حكـتْ
في قَدرها الثانيةَ التـي مَضَـتْ
في عِـدة الأجـزاء والحُـروف
وليس فـي الثَّقيـل والخفيـفِ
ينفـكّ منهـا مِثـلُ مـا ينفـك
من تلك حقَاً ليـس فيـه شـكُّ
ترفل من ديباجهـا فـي حُلـل
من هَـزج أو رَجـز أو رَمـل
وهــذه صورتُـهـا مبيـنـة
بحَلْيـهـا ووَشْيـهـا مُزَيَّـنـه
(د - المشتبه)
ورابـع الدوائـر المـسـرودة
أَجزاؤهـا ثـلاثـة مَـعْـدودة
عَجيبة قد حار فيهـا الوَصْـفُ
عِشرون حرفاً عَدُّهـا وحَـرْف
مثل التي تقدّمـت مـن قَبلهـا
وشَكْلهـا مُخـالـف لشَكْلـهـا
بَدِيعـة أحْكـم فـي تَدْبيـرهـا
بالوَتِد المَفْروق فـي شُطورهـا
ينفـكّ منهـا سـتّـة مَقُـولـة
مِـن بينهـا ثلاثـةٌ مَجهـولـة
وكل هـذه الستّـة المَشْطـورة
مَعْروفـة لأهلـهـا مَخْـبـوِرة
أوّلهـا السَّريـع ثـم المُنسـرحْ
ثم الخَفيـف بعـده ثَـم وَضـحْ
وبعـده مَضـارع ومقتـضـب
شَطران مَجزوآن في قول العَرب
وبعدها المُجتـث أحلـى شَطْـر
يُوجد مَجْـزوءاً لأهـل الشِّعـرِ
(أ - المتفق)
بعـدهـا خامـسـة الـدَّوائـر
للمُتقـارب الـذي فـي الآخـرِ
ينـفـكّ مـنـهـا شَـطْــرَه
لم يأتِ في الأشعار منه الذّكـرُ
مِن أَقصر الأجـزاء والشُطـورِ
حُروفه عِشـرْون فـي التَّقديـرِ
مؤلَّف الشطـر علـى فواصـل
مخمـسـات أَرْبــع مَـوائـل
***
***
هـذا الـذي جَرّبـه المُجـرِّبُ
من كُل ما قالت عليـه العـربُ
فكُـل شـيء لـم تَقُـل عليـه
فإننـا لــم نلتـفـت إلـيـه
ولا نقول غيرَ مـا قـد قالـوا
لأنّـه مـن قَولـنـا مُـحـالُ
وإنه لـو جـاز فـي الأبيـاتِ
خلافهـا لجـاز فـي اللغـاتِ
***
وقـد أَجـاز ذلــك الخَلـيـلُ
ولا أقـول فيـه مـا يَـقـولُ
لأنـه ناقَـض فــي مَعـنـاه
والسيفُ قـد يَنبـو وفيـه مـاه
إذ جَعل القـول القديـم أصلَـه
ثـم أجـاز ذا وليـس مثـلَـه
وقـد يَـزِلّ العاِلـم النّحـريـرُ
والحَبـر قـد يَخُونـه التَّحبيـرُ
***
وليـس للخَليـل مِـن نَظـيـر
في كُل ما يأتـي مـن الأمـور
لكنّـه فيـه نَسـيـجُ وحــدِهَ
مـا مثلـه مِـن قبلـه وبَعـدِه
فالحمـدُ للّـه علـى نعمـائـه
حمـداً كثيـراً وعلـى آلائــه
يـا مَلكـاً ذلّـت لـه المُلـوكُ
ليس لـه فـي مُلكـه شَريـكُ
ثبِّـت لعبـد الله حُسـن نيَّـتـه
واعطفه بالفَضل علـى رعيّتـه
__________________
يجمل أن تستحضر ساعة فيصل عند قراءة هذه الأبيات.
http://arood.com/vb/showthread.php?t=2021
فاسمع فهـذي صِفـة الدوائـرِ
وَصْفَ عليم بالعَـروض خابـرٍ
دوائرٌ تعيا على ذِهْـن الحَـذِق
خمس عليهن الخُطوط والحَلَـقْ
فما لها مـن الخُطـوط البائنـهْ
دلائل على الحُـروف الساكنـهْ
والحَـلـقـات المُتَـجـوِّفـاتِ
عـلامــة للمـتـحـرَكـات
والنُّقط التـي علـى الخُطـوطِ
عـلامـة تُـعـدّ للـسُّـقـوط
والحَلـق التـي عليهـا يُنْقـطُ
تسكـن أحيانـاً وحِينـاً تَسقَـطُ
والنُّقط التـي بأجـواف الحَلْـق
لمبتدأ السطـور منهـا يُختـرقْ
فانظُر تجد من تحتها أسماءهـا
مكتوبة قـد وُضعـت إزاءَهـا
والنُّقطتـان موضـعَ التعاقـب
ومثـل ذاك موضـعَ التراقـب
وهـذه صُـورةُ كُـل واحـدة
مِنها ومَعنى فَسْرها علـى حِـدَه
(ب - المختلف)
أولـهـا دائــرة الـطـويـل
وهي ثمـانٍ لـذوي التفضيـل
مُقسَّـم الشطـر علـى أربـاع
بيـن خُماسـيّ إلـى سُباعِـي
حُروفه عشـرون بعـد أربَعـه
قد بَيّنوا لكُل حـرف موضعَـه
تنفـك منهـا خَمسـة شُطـورُ
يَفصلهـا التفعيـل والتَّقـديـرُ
منهـا الطويـلُ والمَديـد بعـدهُ
ثـم البَسيـط يُحكمـون سَـرْدَهُ
ثلاثـةٌ قالـت عليهـا العـربُ
واثنان صـدّوا عنهمـا ونَكَبُـوا
وهـذه صُورتهـا كمـا تَـرَى
وذكـرهـا مبيـنـاً مفـسَّـرَا
(هـ - المؤتلف)
وهـذه الثانيـة المخصـوصـة
بْالسبـب الثُقيـل والمَنقوصـة
أحـزاؤهـا ثـلاثـة مسبـعـة
قد كَرهوا أن يَجعلوهـا أَربعـة
لأنهـا تَخـرج عـن مِقدارهـم
في جُملة المَوزون من أشعارهم
فهي على عِشرين بعـد واحـدِ
من الحُروف ما بها مـن زائـدِ
تنفـك منهـا وافـرٌ وكـامـلُ
وثالثٌ قد حـار فيـه الجاهـل
(جـ - المجتلب)
والـدارة الثالثـة التـي حكـتْ
في قَدرها الثانيةَ التـي مَضَـتْ
في عِـدة الأجـزاء والحُـروف
وليس فـي الثَّقيـل والخفيـفِ
ينفـكّ منهـا مِثـلُ مـا ينفـك
من تلك حقَاً ليـس فيـه شـكُّ
ترفل من ديباجهـا فـي حُلـل
من هَـزج أو رَجـز أو رَمـل
وهــذه صورتُـهـا مبيـنـة
بحَلْيـهـا ووَشْيـهـا مُزَيَّـنـه
(د - المشتبه)
ورابـع الدوائـر المـسـرودة
أَجزاؤهـا ثـلاثـة مَـعْـدودة
عَجيبة قد حار فيهـا الوَصْـفُ
عِشرون حرفاً عَدُّهـا وحَـرْف
مثل التي تقدّمـت مـن قَبلهـا
وشَكْلهـا مُخـالـف لشَكْلـهـا
بَدِيعـة أحْكـم فـي تَدْبيـرهـا
بالوَتِد المَفْروق فـي شُطورهـا
ينفـكّ منهـا سـتّـة مَقُـولـة
مِـن بينهـا ثلاثـةٌ مَجهـولـة
وكل هـذه الستّـة المَشْطـورة
مَعْروفـة لأهلـهـا مَخْـبـوِرة
أوّلهـا السَّريـع ثـم المُنسـرحْ
ثم الخَفيـف بعـده ثَـم وَضـحْ
وبعـده مَضـارع ومقتـضـب
شَطران مَجزوآن في قول العَرب
وبعدها المُجتـث أحلـى شَطْـر
يُوجد مَجْـزوءاً لأهـل الشِّعـرِ
(أ - المتفق)
بعـدهـا خامـسـة الـدَّوائـر
للمُتقـارب الـذي فـي الآخـرِ
ينـفـكّ مـنـهـا شَـطْــرَه
لم يأتِ في الأشعار منه الذّكـرُ
مِن أَقصر الأجـزاء والشُطـورِ
حُروفه عِشـرْون فـي التَّقديـرِ
مؤلَّف الشطـر علـى فواصـل
مخمـسـات أَرْبــع مَـوائـل
***
***
هـذا الـذي جَرّبـه المُجـرِّبُ
من كُل ما قالت عليـه العـربُ
فكُـل شـيء لـم تَقُـل عليـه
فإننـا لــم نلتـفـت إلـيـه
ولا نقول غيرَ مـا قـد قالـوا
لأنّـه مـن قَولـنـا مُـحـالُ
وإنه لـو جـاز فـي الأبيـاتِ
خلافهـا لجـاز فـي اللغـاتِ
***
وقـد أَجـاز ذلــك الخَلـيـلُ
ولا أقـول فيـه مـا يَـقـولُ
لأنـه ناقَـض فــي مَعـنـاه
والسيفُ قـد يَنبـو وفيـه مـاه
إذ جَعل القـول القديـم أصلَـه
ثـم أجـاز ذا وليـس مثـلَـه
وقـد يَـزِلّ العاِلـم النّحـريـرُ
والحَبـر قـد يَخُونـه التَّحبيـرُ
***
وليـس للخَليـل مِـن نَظـيـر
في كُل ما يأتـي مـن الأمـور
لكنّـه فيـه نَسـيـجُ وحــدِهَ
مـا مثلـه مِـن قبلـه وبَعـدِه
فالحمـدُ للّـه علـى نعمـائـه
حمـداً كثيـراً وعلـى آلائــه
يـا مَلكـاً ذلّـت لـه المُلـوكُ
ليس لـه فـي مُلكـه شَريـكُ
ثبِّـت لعبـد الله حُسـن نيَّـتـه
واعطفه بالفَضل علـى رعيّتـه
__________________
يجمل أن تستحضر ساعة فيصل عند قراءة هذه الأبيات.
http://arood.com/vb/showthread.php?t=2021