المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة الغربة



((إباء العرب))
05-03-2009, 07:48 AM
أسئلة الغربة

شعر: إباء اسماعيل


مغْتربهْ‏
أم مغْتربونْ؟!...‏
مَنْ يفْتحُ هذا الجرحَ العربيَّ‏
السائدْ؟!..‏
مَنْ يكْسرُ قيدَ العربيِّ الصامدْ؟!...‏
الغربةُ... جوعُ الأرضِ‏
وتوقٌ للحرّيّهْ...‏
الغربةُ قهْرٌ واحدْ‏
ودمٌ يمْشي فوقَ العشْبِ،‏
دمٌ يهْطلُ،‏
منْ جرحِ الأقْصى‏
ويعانقُ أطْفالَ الضوءْ،‏
أطفالَ الحجرِ المنسيّينَ‏
على جرفِ النّارْ!...‏
كمْ آنَ لهذا الحجرِ الباهي‏
أنْ يسْطعَ‏
مثل نهارْ!...‏
آنَ تصيرُ الأحجارُ،‏
قصائدَ عشْقٍ‏
وغريداً للحرّيّهْ...‏
آنَ لهذا القمرِ القدسيِّ،‏
الطالعِ‏
أنْ يرسمَ أحلامَ الطفْلِ‏
العائدْ!!...‏
*** ‏
مغْتربهْ‏
مغْتربونْ!!...‏
والغربةُ في زمنِ السيفِ‏
المتردّي‏
تقْتلُ في الروحِ‏
زهوراً وسَماءْ!...‏
كمْ آنَ لغربتنا،‏
أنْ تنْسجَ أعوامَ الورْدِ‏
وتغْمرَ ساحاتِ طفولتها‏
أوطاناً‏
منْ نخْلٍ‏
ونقاءْ؟!...‏
كمْ آنَ لغربتنا،‏
أنْ تبدعَ فجراً فينيقيَّاً‏
آخرَ‏
منْ شمْسِ الشّهداءْ؟ ‏

خشان خشان
05-04-2009, 07:40 PM
أما المضمون فشعر يعبر عن أواصر لا تنبتّ مع الدار والأهل

قصيدة خببية بامتياز. ولما كان الخبب شعر مقطع لا شعر تفعيلة ( فلا تفعيلة بلا وتد ) فإني أدعو مثل هذه القصيدة قصيدة المقطع أو قصيدة السبب تحديدا.
ولكن هذا يقتضي أن تُشكّل كلمة ( غَرِيدا ) وهو ما تقصده الشاعرة أي ( نشيدا )، حتى لا تقرأ على أنها غِرّيدا، ولم تمر علي هذه الكلمة من قبل ولا أدري هل هي موجودة في اللغة أم ان الشاعرة اشتقتها قياسا..


1- الغربةُ قهْرٌ واحدْ‏ ودمٌ يمْشي فوقَ العشْبِ،‏ دمٌ يهْطلُ،‏ منْ جرحِ الأقْصى‏
2* 1 3* 2* 2 2*، 1 3* 2* 2 2* 2* 1 3* 2* 1 3* 2* 2* 2* 2
م/ع = 14/3= 4.7

2- كمْ آنَ لغربتنا،‏ أنْ تنْسجَ أعوامَ الورْدِ‏ وتغْمرَ ساحاتِ طفولتها‏
2* 2 1 3* 1 3 2* 2* 1 3* 2 2* 2* 1 3* 1 3 2 1 3 1 3
م/ع = 8/7 = 1.1

1- في المقطع الأول غربة مستقر وقهر ودم وجرح ، كلها تقبض النفس فيرتفع المؤشر 4.7
2- غربة آن لها أن تتغير وفي غمرة شوقها للأمل كأنما الشاعرة تعيشه من خلال ( الورد والطفولة ) فيروح عن نفسها فينخفض المؤشر.

مؤشر المقطع الأول أربعة أضعاف مؤشر المقطع الثاني


لفهم أبجدية م/ع :

http://alarood.googlepages.com/1125-meemain.htm

((زينب هداية))
05-04-2009, 09:59 PM
مبدعة ، أختي ، ما شاء الله

((إباء العرب))
05-05-2009, 12:10 AM
أستاذنا المبدع شعراً ونقداً خشان

فوجئتُ بتناولك القصيدة بهذه الطريقة الرقمية الحديثة لتكون أكثر توهجاً مع الموازين النقدية المتعلقة بها. هذا تناول نقدي جديد وغير مسبوق لأية قصيدة من قصائدي أن تناولها ناقد على هذا النحو
أمّا كلمة غريداً فأصلها طبعاً من (غرِدَ) الطائرُ والانسان- غرداً: رفع صوتهُ بالغناء وطرب به، فهو غرِد، وغريداً أتت هنا على صيغة ( المبالغة) وطبعاً هي مشتقة من أصل الكلمة ومخففة بدون شدّة:smi49:

خطر في ذهني كيفية تطبيق هذا المبدأ من المقياس الرقمي ليس على القصيدة فحسب ككلمات بل على صوت شاعرها مثلاً. هذا يكون أدقّ أليس كذلك؟ مثلاً هناك من الشعراء مالايستطيعون أن ينقلوا أحاسيسهم من قراءتهم لقصائدهم ومنهم مَن يعطونها زخماً أكبر

إذن يبدو لي أن مهامك على المدى البعيد كناقد في هذا التوجّه ستزداد صعوبةً وتحدياً بل ستتناسب مع إيقاع العصر أكثر. تُرى هل هذا بعض من ثورات نقد مابعد الحداثة؟:smi49:

((إباء العرب))
05-05-2009, 12:14 AM
مبدعة ، أختي ، ما شاء الله

شكراً للفراشة المبدعة الأستاذة زينب هداية

حين تتركين بصماتك الصغيرة على أحرفي الشعرية وهناك في صفحتي، أشعر بأن فضاءاتي الإبائية باتت أرحب وأكثر نقاءً:)

علي العُمَري
05-05-2009, 01:26 AM
مهما تطل يا إباء العرْب غربتنا ** لا بد أن تظفر الأوطان بالزمنِ
لا بد من ثورة تحيا الشعوب بها ** وتلتقي جّلقٌ وهرانَ في عدنِ
بيتان أجراهما للتو على لساني هذا النص المتوهج بالحياة رغم ما يسكنه من قلق وألم وتساؤلات يطرحها جيل من الغرباء على زمن هو زمن الغربة بكل أبعادها وآثارها وتجلياتها...

نص ما إن تشرع في قراءته حتى تجده يترجل عن صهوة المألوف؛ ليسلك بك دهاليز شتائية تكسوها الظلمة لكنك تفاجأ به وقد وضعك أمام هالة من النور في نهاية المطاف!!!
إنه الأمل الذي يجب أن نحيا به وله, بل ونورثه لأبنائنا حتى يأتي من يعيد الضوء إلى قرص الشمس , والشمس إلى رابعة النهار, وذلك يوم لا بد أن يأتي.

ودمتِ مبدعة متفردة.

((قيس))
05-05-2009, 05:51 AM
أسجِّلُ حضوري هنا ، و قد تقاذفتني أصقاع هذه الشبكة بما يكفي و لم أقف منذو حنين الغربة الأول على بوح تمخّض عن مأساة و جعلني أحسها ، كما أحسستها هنا..فشكراً لكِ أيتها المبدعة.


لله أنت يا أستاذي خشان ، فقد مررتُ على "غريداً" و لم ألاحظ ضرورة تشكيلها حتى وصلتُ إلى مشاركتكَ..

طبعاً أنّ لكل قاعدةٍ شواذ ، لكن الراجح أن تُعادَ الصيّغُ الصرفيةُ إلى أصلها ثم يُقاسُ عليهِ..

و الأصلُ : غرّدَ _ يُغرِّدُ _ تغريداً(مصدر الفعل).. فهوَ فعلٌ لازمٌ _ على ما أعتقد_ و تلزم منهُ صفة مشبهة لا صيغة مبالغة(التي تلزم من الفعل المتعد)..و هي "غِرِّيد" مثلَ "سِكّير" و َ "ضِلِّيل" ، و الراء مضعفة لأنها من أصل الفعلِ ..

و حينَ بحثتُ ،و قفتُ على أبياتٍ للشريف الرضى من البسيط ، و جاءت فيها لفظتُ "غرِّيداً" ، و لا يمكن أن تقرأ إلا مضعفة(مشددة) كي لا يُكسر وزن البسيط :

يا طائر البان غرّيداً على فنن ***ما هاج نوحك لي يا طائر البان
هل أنت مبلغ من هام الفؤاد به ***إنّ الطيلق يؤدي حاجة العاني
ضَمَانَة ٌ مَا جَنَاهَا، غَيرُ مُقلَتِهِ =يَوْمَ الوَداعِ فيَا شَوْقي إلى الجَاني
و الله تعالى أعلم.

((إباء العرب))
03-24-2010, 01:00 AM
مهما تطل يا إباء العرْب غربتنا ** لا بد أن تظفر الأوطان بالزمنِ
لا بد من ثورة تحيا الشعوب بها ** وتلتقي جّلقٌ وهرانَ في عدنِ
بيتان أجراهما للتو على لساني هذا النص المتوهج بالحياة رغم ما يسكنه من قلق وألم وتساؤلات يطرحها جيل من الغرباء على زمن هو زمن الغربة بكل أبعادها وآثارها وتجلياتها...

نص ما إن تشرع في قراءته حتى تجده يترجل عن صهوة المألوف؛ ليسلك بك دهاليز شتائية تكسوها الظلمة لكنك تفاجأ به وقد وضعك أمام هالة من النور في نهاية المطاف!!!
إنه الأمل الذي يجب أن نحيا به وله, بل ونورثه لأبنائنا حتى يأتي من يعيد الضوء إلى قرص الشمس , والشمس إلى رابعة النهار, وذلك يوم لا بد أن يأتي.

ودمتِ مبدعة متفردة.

لأن الغربة تسرق الزمن منا وليس المكان فحسب، فقد تاهت مني تلك الردود الرائعة الواردة هنا ومنها ردك أستاذ على العمري . وشكراً على البيتين المتوهجين بالحس العربي الذي لايعترف بحدود واهية تشبه حدود التفاعيل الواهية في العروض - كما علّمنا أستاذنا خشان:). تعلمنا من هنا الكثير ليس فقط العروض. وننتظر عودتك إلى بيتك الذي أحببته - العروض الرقمي -

خالص تحياتي الإبائية:icon83:

((إباء العرب))
03-24-2010, 01:06 AM
أسجِّلُ حضوري هنا ، و قد تقاذفتني أصقاع هذه الشبكة بما يكفي و لم أقف منذو حنين الغربة الأول على بوح تمخّض عن مأساة و جعلني أحسها ، كما أحسستها هنا..فشكراً لكِ أيتها المبدعة.


لله أنت يا أستاذي خشان ، فقد مررتُ على "غريداً" و لم ألاحظ ضرورة تشكيلها حتى وصلتُ إلى مشاركتكَ..

طبعاً أنّ لكل قاعدةٍ شواذ ، لكن الراجح أن تُعادَ الصيّغُ الصرفيةُ إلى أصلها ثم يُقاسُ عليهِ..

و الأصلُ : غرّدَ _ يُغرِّدُ _ تغريداً(مصدر الفعل).. فهوَ فعلٌ لازمٌ _ على ما أعتقد_ و تلزم منهُ صفة مشبهة لا صيغة مبالغة(التي تلزم من الفعل المتعد)..و هي "غِرِّيد" مثلَ "سِكّير" و َ "ضِلِّيل" ، و الراء مضعفة لأنها من أصل الفعلِ ..

و حينَ بحثتُ ،و قفتُ على أبياتٍ للشريف الرضى من البسيط ، و جاءت فيها لفظتُ "غرِّيداً" ، و لا يمكن أن تقرأ إلا مضعفة(مشددة) كي لا يُكسر وزن البسيط :

يا طائر البان غرّيداً على فنن ***ما هاج نوحك لي يا طائر البان
هل أنت مبلغ من هام الفؤاد به ***إنّ الطيلق يؤدي حاجة العاني
ضَمَانَة ٌ مَا جَنَاهَا، غَيرُ مُقلَتِهِ =يَوْمَ الوَداعِ فيَا شَوْقي إلى الجَاني
و الله تعالى أعلم.

شكراً لك أستاذ قيس على هذه الإضاءة اللغوية هنا . بانتظار المزيد من الأضواء الشعرية والعروضية واللغوية التي ستأتي بها إلينا قريباً لعل المنتدى يضيء أكثر بوجودك :)
خالص تحياتي