خشان خشان
12-22-2008, 10:27 PM
بعض المواد في بعض المنتديات مفيد وهذا الحوار أنقله لفائدته نظرا لما ذكرته الأستاذة زينب علي من عدم التمكن من الوصول إليه:
http://rashf-alm3any.com/rashf/viewtopic.php?t=5890&start=0&postdays=0&postorder=asc&highlight=%C7%E1%D3%C7%DF%E4%ED%E4
1- الأستاذ محمد ب.
كان الأستاذ خشان قد طلب مني صياغة رأي قلته سابقاً عن الحركات والمد في الشعر وفهمت منه أنه يريد إدراج هذا الرأي في كتابه ليستشهد به مصاغاً(وهذا ما أذكر أنه قاله بالفعل) وفوجئت لاحقاً أنه يريد نشره في منتدى.
ولا بأس في ذلك على أنني لست مستعداً مع الأسف الشديد للدخول في جدال مع الشباب لفقدان الوقت والمزاج المناسبين.فأنا أذكر القاعدة هنا وهي عندي من البديهيات التي لا أحب أن أناقش فيها بصراحة فهي مثل الألف باء وأطلب من القارئ أن يقرأ قصائد الشعراء الكبار ويرى مصداق هذا الرأي الذي هو والله بديهي وما حسبت قط أن أحداً سيناقش فيه!
وفي هذه القاعدة كما في غيرها لا أستند إلى قراءات نظرية مجردة في كتب العروض أو في كتب اللغة بل أستند إلى ممارسة لقراءة الشعر والنثر العربيين مضى عليها ثلاثون عاماً ولم أقرأ هذا الرأي في كتاب. وقد كان يطلب مني أحياناً أن أذكر القاعدة التي أخطئ فيها وأصحح فكنت أتأمل قليلاً وفي هذه المرة أيضاً تأملت في السبب الذي جعل الشعراء لا يشبعون حركة في غير هاء الضميرما لم تكن الحركة هي حركة الحرف الأخير في البيت فلم أجد سبباً إلا أن هذه ببساطة هي قاعدة اللفظ الفصيح للغة العربية.ومن المعروف أن مبادئ التجويد في القرآن لا تهدف لأكثر من قراءة القرآن بالشكل الفصيح الكامل الذي تتطلبه اللغة العربية والمتكلم العربي الفصيح يقف على ساكن كما هو معلوم ومن هنا ففي قولك "رأيت المشتغلين في المصنع" لا تضع الكسرة على العين الأخيرة إن وقفت ولا تحول الكسرة إلى ياء (أي تشبعها) بل تضع عليها سكوناً.فالآن ساروا في الشعر على إمكانية أن تأتي هذه الكسرة في آخر البيت وعندها لزم إشباعها سيراً على مبدأ الوقوف على ساكناً (إن لم يرد الشاعر لضرورات وزن أو قافية تسكينها) وهذا استثناء من قاعدة الكلام العادي الذي يلزمه الوقوف على ساكن وعدم إشباع الحركة:
فتى كان عذب الروح لا من غضاضةٍ...ولكن كبراً أن يقال به كبرُ!
هنا لفظنا آخر كلمة هكذا "كبرو"
ولو جاءت كلمة آخرها حركة في نهاية الشطر الأول أو في نهاية أي كلمة في البيت لكان المد في غير موضعه ما لم تكن الكلمة في نهاية الشطر الأول مقفاة بالقافية نفسها لنهاية الشطر الثاني
ولم يمر بي قط بيت في الشعر العربي منذ أبي تمام قد انتهى شطره الأول بحركة دون أن يكون مصرعاً بل ينتهي الشطر الأول إما بحرف ساكن مبرر سكونه كأن يكون نهاية كلمة مبنية على السكون أو فعل مجزوم أو بتنوين أو حرف مد (ألف أو ياء أو واو) أو هاء ضمير.(وفي حالات شاذة تذكرها كتب العروض التي أنا بصراحة أراها تشوش على الشباب ولا أنصح بقراءتها بل أنصح بمعرفة عموميات الأوزان ثم أنصح الشاب أن يكتشف بنفسه ما استعمل وما يجوز وما لا يجوز من تغييرات فيها وهذا هو أصلاً الطريق الذي اتبعه العبد الفقير، هناك أمثلة لأبيات عدت فيها الحركات بالذات كقافية ولو اختلف الروي فالشاعر غير المجيد طبعاً اكتفى في هذه الأمثلة مثلاً بأن الحركة في نهاية الشطرين واحدة مع اختلاف حرف الروي وهذه حالات لم تستقر عليها الذائقة العربية كما هو معلوم لمن يعرف الشعر العربي)
ميم الجمع في اعتقادي هي حرف مبني على السكون وفيه لغة أنه تضاف إليه الواو ولم تمر علي ميم الجمع مضمومة مما لا يجعل الواو حرف إشباع لضمة إذ الميم هي دوماً إما ساكنة أو متلوة بواو (انظر قوله تعالى"أنلزمكموها" ولو كانت مضمومة لكانت "أنلزمكمُها" والفرق في اللفظ واضح لمن يعرف الفصحى هو الفرق بين الضمة والواو!)
وهذا ما لم يكن البيت من بحرين يتألفان من تفعيلات متشابهة كما هو معلوم هما المتقارب والهزج لأن فعولن يجوز أن تأتي فعول في أي مكان من المتقارب فيجوز بالتالي أن تأتي هكذا في التفعيلة الرابعة من الشطر الأول أي نهايته ولأن مفاعيلن في الهزج يجوز أن تأتي مفاعيل في أي مكان وبالتالي قد تأتي مفاعيل في التفعيلة الثانية من الشطر الأول.
وإليكم هذين المثالين:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر!
وقد صاح بنا المجد إلى أين إلى أينا!
وهاء الضمير تمد مداً طبيعياً في اللغة العربية وشاهده قواعد التجويد المستخلصة كلها من قواعد اللفظ الفصيح المثالي كما قلت.
الآن سآتي إلى القاعدة ثم سأذكر تطبيقات اختيرت عشوائياً وأتمنى من القارئ أن يدرس نظام المد في الأبيات:
العربية تميز تمييزاً صارماً بين الحركات وأحرف المد فالألف غير الفتحة كما أن الواو غير الضمة والياء غير الكسرة.
واللفظ الفصيح يقتضي بالتالي أن نميز بينها فلا نحول حرف المد إلى حركة ولا نحول الحركة إلى حرف مد. وقد شاع عند شباب الشعراء في الإنترنيت هذا الخطأ.
ولا أجد على هذه القاعدة دليلاً أحسن من حافظ لغتنا المحفوظ بالأمر الإلهي: القرآن إذ يعطى المد حقه كما أن الحركة لا تشبع فتحول إلى مد. علماً أن الشعر العربي حافظ على هذه القاعدة أيضاً.
وشأن الحركات والمد مهم في الإعراب إذ تحول حرف المد (حرف العلة) آخر الكلمة هو علامة إعرابية فإن حولت المد إلى حركة أو بالعكس (أي إن أعدت حرف المد المحذوف)عنى ذلك في الفعل المضارع التحول من الرفع إلى الجزم وبالعكس!
والشعر الفصيح يتبع في لفظه طبعاً قاعدة اللغة نفسها فلضرورة الوزن مثلاً لا يجوز لنا أن نحول الحركة إلى مد أو المد إلى حركة (ما لم تكن هناك ضرورة لحذف حرف المد لالتقاء الساكنين، وهناك حالات حذف فيها المد هي مما تحفظ ولا يقاس عليها واختلف في سببها كقوله تعالى "هذا ما كنا نبغ" وقيل"حذفت اعتباطاً للتسهيل" وقد ينظر علماء العروض في هذا المثال وبالذات الأستاذ خشان إذ أجد هنا توالياً للحركة والسكون "هذا ما كنا نبغ فارتدا" ولو لم تحذف الغين فتفصل هذه السلسلة لكان لدينا وفق تعبير عروض أخينا خشان الرقمي2222222222أي عشرة من هذا التوالي)
ولما كانت اللغة العربية من خصائصها الوقوف على ساكن فقد جاز في الشعر في نهاية البيت أن نشبع الحركة لتتحول إلى مد وجاز هذا الإشباع في نهاية الشطر الأول من البيت فقط إن كان البيت مصرعاً(أي في حالة اتحاد القافية بين الشطرين)
وبطلب كريم من أخي ...............خشان خشان شرفني به أذكر هنا هذه القاعدة:
1- في أي موضع كان من البيت لا يجوز تحويل حرف المد إلى حركة.
2- لا يجوز إشباع الحركة في أي كلمة من البيت أياً كان موضع هذه الكلمة وسواء أكان ذلك في حرف داخل الكلمة أو آخرها إلا في هاء الضمير التي تجيء آخر الكلمة أينما جاءت هذه الكلمة أو في الحرف الذي تنتهي به الكلمة الأخيرة في البيت أو في نهاية الكلمة في الشطر الأول في بيت مصرع (متحد القافية بين الشطرين) وكل مثال معاكس يكون شذوذاً يحفظ ولا يجوز بحال القياس عليه وعده قاعدة بل يكون حالة منفردة فقط يجب البحث عن تفسيرها بهذه الصفة.
3- لا ينتهي الشطر الأول من البيت بحركة أبداً إلا إذا كان البيت مصرعا ً (وفي هذه الحالة تشبع الحركة وجوباً) أو كان الحرف الأخير فيه هاء ضمير أو كان البيت من المتقارب أو الهزج!(لأنه في المتقارب يجوز أن تجيء "فعولُ" مكان "فعولن" و "مفاعيلُ" مكان "مفاعيلن" في أي مكان من البيت! )
. وفي بيت امرئ القيس مثلاً:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ
ألجأت الضرورة الشعرية الشاعر إلى تنوين كلمة ممنوعة من الصرف ولم يستطع إشباع الفتحة التي كانت هي الحركة المناسبة في نهاية البيت (لأن البيت غير مصرع)
والآن إلى التطبيقات:
أتمنى من القارئ المهتم أن يرى النظام السابق الذي ذكرته في الأبيات التالية:
أولاً قصيدة لابن هانئ الأندلسي في توديع جوهر الصقلي المتوجه لفتح مصر:
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع..وقد راعني يوم من الحشر أروع
غداة كأن الأفق سد بمثله..فعاد غروب الشمس من حيث تطلع
فلم أدر إذ ودعت كيف أودع..ولم أدر إذ شيعت كيف أشيع
ألا إن هذا حشد من لم يذق له..غرار الكرى جفن ولا بات يهجع
إذا حل في أرض بناها مدائنا..وإن سار من أرض غدت وهي بلقع
تحل بيوت المال حيث محله..وجم العطايا والرواق المرفع
وكبرت الفرسان لله إذ بدا..وظل السلاح المنتضى يتقعقع
وعب عباب الموكب الفخم حوله..ورق كما رق الصبح الملمع
دحلت إلى الفسطاط أول رحلة..بأيمن فأل بالذي أنت تجمع
فإن يك في مصر ظماء لمورد..فقد جاءهم نيل سوى النيل يهرع
أبو الطيب المتنبي:
فهمت الكتاب أبر الكتب..فسمعاً لأمر أمير العرب
وطوعاً له وابتهاجاً به..وإن قصر الفعل عما وجب
وما عاقني غير خوف الوشاة..وأن الوشايات طرق الكذب
أحمد شوقي
سلام من صبا بردى أرق..ودمع لا يكفكف يا دمشق
وللحرية الحمراء باب..بكل يد مضرجة يدق
دم الثوار تعرفه فرنسا..وتعرف أنه نور وحق
2- خشان خشان
أخي وأستاذي الكريم
أدامك الله وحفظك وأجزل لك الأجر .
............... ومدحك تلميذَك لا يجوز :)
ثانيا لتكون القاعدة أشمل ثمة نقطة أود لو تعرج عليها
بيت المتنبي
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع..وقد راعني يوم من الحشر أروع
هنا كل من ياء الضمير في عيني وراعني تلفظ ممدودة مشبعة
ولو قال
رأيت بعيني الناس قالوا فأسمعوا ... وقد راعني الداعي غداة تجمعوا
لا شك هي أل التعريف ولكن أحببت أن تشمل قاعدتك هذه الناحية.التي قد تخفى على البعض.
ثم هناك بيت شعر أحفظه يبين أثر التصريع في لفظ المد في آخر كلمة في الشطر
بالله ثم باللّهْ .........يا صاحب الشملّهْ
والله يرعاك
3- محمد ب
اقتباس من الكاتب محمد ب
فلضرورة الوزن مثلاً لا يجوز لنا أن نحول الحركة إلى مد أو المد إلى حركة (ما لم تكن هناك ضرورة لحذف حرف المد لالتقاء الساكنين، وهناك حالات حذف فيها المد هي مما تحفظ ولا يقاس عليها واختلف في سببها كقوله تعالى "هذا ما كنا نبغ" وقيل"حذفت اعتباطاً للتسهيل
................
أخي فيما يتعلق بالبيت
:رأيت بعيني الناس قالوا فأسمعوا ... وقد راعني الداعي غداة تجمعوا
لا يخفى عليك أن الياء حذفت لفظاً في عيني لالتقاء الساكنين.
وقد ذكرت ذلك فوق
وأما قوله "بالله" وحذفت الألف قبل الهاء في لفظ الجلالة فلا أجد له تفسيراً إلا أنها حالة خاصة بهذا اللفظ وهذه الحالة موجودة بكثرة في الدوبيت وهو مثل غيره من الأمثلة التي يحذف فيها حرف المد مما يحفظ في رأيي ولا يقاس عليه ولا يجوز أن يحذو الشاعر حذوه.
ولعلي أجد للتدليل على صواب ما ذهبت إليه أنك لن تقبل السير على هذا المنوال لو قال الشاعر مثلاً بدلاً من "بالجاه" بالجه!
لأن لحرف المد شأناً كبيراً في بناء اللغة بالذات وتحويله إلى حركة يغير البناء والمعنى وتأمل رعاك الله في الفرق بين الفعل الماضي "سلم" واسم الفاعل "سالم" وبين الفعل الماضي المبني للمجهول "كوتب" وفعل آخر ماض مبني للمجهول أيضاً ينتج عن تحويل الواو إلى ضمة "كُتِب" وتخيل الفوضى التي تنتج عن الخلط والحذف والإضافة كما يتفق للقائل.
وهذا لا يكون في أي لغة كانت!
وعلى الشباب أن يشدوا الهمة في تعلم الفصحى ولا يحاولوا أن يجدوا لكسلهم تعلات وفتاوى!
يا جماعة!
افرضوا أن هذه الفصحى لغة أجنبية!
أكان الشاعر لو كتب بالإنجليزية سيسمح له الإنجليز أن يغير في بنى الكلمات؟
وأعني التغيير الذي لا يتم بناء على قصد معنوي وللتلاعب الفني بالألفاظ بل التغيير الذي يتم بسبب الجهل باللغة أو بسبب الرغبة في الحفاظ على قافية أو وزن!
مع خالص التحية
4- خشان خشان:
أخي وأستاذي محمد
معك أنا قلبا وقالبا.
والتوسع حتى في الضرورات المقبولة ذو ذلالة سلبية
5- محمد ب
أحب أن أسجل في هذا السياق ملاحظة لا أعرف إن كانت بحثت في مكان ما وأغلب ظني أنها لا بد بحثت بالفعل ولكن لم يمر البحث بي.
تلك هي "تعصب" الشعر العربي لمبدأ عدم التقاء ساكنين أثناء الكلام!
فالكلام العربي كالشعر العربي يقبل أن ينتهي بمد ثم حرف ساكن وهو ما نعبر عنه في العروض مثلاً بقولنا (لان) كما في (فاعلان)
لا توحش النفس بخوف الظنون..واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى في الثرى راحل..غداً وماض من ألوف السنين
ولكن الشعر العربي في أثناء الكلام لم أره يقبل خرق هذا المبدأ أبداً فلم يلتق به ساكنان.
ومن أمثلة التقاء الساكنين في القرآن الكريم أثناء الكلام آية تستحق التأمل (هي من أقصر الآيات في الكتاب العزيز!) ألا وهي قوله تعالى "مدهامتان" بتشديد الميم بعد الألف.
وهي في تلك السورة ذات السحر النغمي الخالد العجيب الفريد "سورة الرحمن"
6- خشان خشان
أخي وأستاذي الكريم
كما في (قول على قول) الحديث ذو شجون،
ومن الشجون التي أخذني إليها حديثك الشيق فيما يخص التقاء الساكنين أن بعض العرب إذا أراد أن ينطق street نطقها سِتْريتْ بكسر السين، وبعضهم الآخر ينطق twenty تِوَنتي بكسر التاء، وهنا نرى كيف تؤثر طبيعة اللغة على وظائف وربما تركيب أجهزة النطق. لعل الأطباء الكرام يفيدوننا بشيء حول هذا.
ثمة بيتان من الشعر يحوي كلّ منهما كلمة على غرار (مدهامّتان) أولهما مشهور من المتقارب
عجزه : وكان التقاصُّ حقا وفرضا على المؤمنينا
والبيت الثاني من الطويل على ما أذكر أوردته الدكتور نون وأكده من مصدر آخر الصمصام. نسيت في أي مشاركة كان وبحثت عنه فلم أجده، فالمرجو من أي منهما هما إن وجده ذكره مع مصدره.
ثم هنا نقطة أخرى وهي أني في العروض الرقمي مع اعتباري حروف المد والسكون ذات الشيء في الوزن إلا أني ميزت بينهما في مواضيع أخرى مثل ع/م، والقافية
فمثلا معْ = 2*، ما = 2
أقول هذا وفي بالي الأبيات التالية:
أحيا معاناتي بقهرٍ لاذ بالصمْـتْ
.............أخفي وراء الصمت أنّة صوتيَ المجروحْ
إجمع شتاتي يا زماني لو تحطمتْ
..................الهم يغريني ببوح لا أريد أبوحْ
إني أكابر في اصطبار ما تألمتْ
...........كم ذا ضحكت أسىً وقلبي داخلي مذبوح
وهي صياغة قمت بها بالفصحى للأبيات التالية وراعيت فيها بقاء القافية كما هي
( لعاشقة الصمت ، خزامى الصحارى – جريدة الرياض بتاريخ 5/5/1418 )
أحيا معاناتي وانا الوذ بالصمتْ
...........أخفي ورا صمتي ألم صوت مجروحْ
إجمع شتاتي يا زمن لو تحطمتْ
............والهم يجبرني على البوح ما بوحْ
أصبر واكابر وانكوي ما تألمتْ
.........واضحك وانا في داخلي صوت مذبوح
فهنا قافيتان كلاهما من المترادف أي التي يلتقي فيها (في الأولى ساكن وساكن) وفي الثانية (ممدود وساكن)
حرصت على أن أقول ممدود لا حرف علة لاختلاف الأحكام بين حرف العلة الساكن كالياء في قولنا عَيْن والمتحرك من جهة وحرف العلة الممدود نحو العين في فيل من جهة أخرى.
والقافيتان من المترادف هما
الأولى تحويها الكلمات:
الصمْتْ، تحطمْتْ، تألّمْتْ...................والقافية هنا = 2* ه
والثانية تحويها الكلمات:
مجروحْ ، بوحْ ، مذبوحْ، ....................والقافية فيها = 2 ه
لا أدري هل في الشعر العربي الفصيح قصيدة ذات قافية كالأولى.
المرجو ممن لديه شيء عن الموضوع عامة أن يتفضل به مشكورا لإثراء هذه المشاركة
7- محمد ب
شكراً للبيت
ونجا فيه الشاعر من مأزق التقاء الساكنين وصعوبة إدخاله إن كان ضمن التفعيلة في تفعيلة خليلية بأن وضعه في نهاية الشطر في المتقارب فصارت السكون الأولى هي واو فعول والثانية لام فعو ل مسكنة مما جعل الوزن يبدو مألوفا على توهم الوقوف على نهاية الشطر (وكان التقاص)
وهو نادر جدا فيما أعتقد لا أذكره في القصائد التي قرأتها لكبار الشعراء ولا أعرف إن كان علم العروض بالذات هو السبب!
فلو كان الشاعر يريد اقتباس "مدهامتان" من القرآن العزيز فكيف كان سيدرجها مثلاً (وهي قريبة من "مستفعلن")
ولغويونا رحمهم الله لم يكادوا يتركوا ميداناً من ميادين العربية لم يتركوه غير أن الصوتيات على ما يبدو لي لم تزل ميداناً لا بد من طرقه وأقرب العلوم له هو علم التجويد
8- در. نون
الأخ الكريم أستاذ خشان..
لا أتابع النقاش جيّداً لانشغالي هذه الأيّام أعتذر..
تمّ تنبيهي لطلبك البيت الذي ذكرت..
هل تعني هذا :..
و إنكَ إذ تُبقي لجامي موائلاً
برأيكَ شابّاً مرّةً لمُغفّلُ
التقاء الساكنين في شابّاً
أتمنى أن ألا أكون أخطأت
لك أخلص الشكر
9- در. نون
الأخ الكريم أستاذ محمد..
سمعتُ عن علمِ الصوتيات من صديقاتٍ يدرسن اللغة العربية دراسةً أكاديمية..قلنَ كما تفضلّت أنه أقرب للتجويد..أحبُّ هذا العلم كثيراً..
و أتمنّى أن أعرف نبذةً عن ذاك العلم الذي يشبهه (الصوتيات)..
هل لنا بنبذةٍ موجزةٍ عنه أستاذنا الفاضل؟
أخلص الشكر
10- الصمصام:
لم تخطئي
هو ما قصده أخي خشان
وهذا هو الرابط
http://rashf-alm3any.com/rashf/viewtopic.php?t=5762
وبمناسبة حديث أخي محمد عن الحركة والسكون
وحديثنا بشكل عام عن العروض
قرأت أبياتا لإبن الحداد الأندلسي أعجبتني وراقني وجه التشبيه فيها
فأحببت أن أوردها
يا سائلي عمّا زكْنت من الورى ...والسرّ قد يفضي عن الإعلانِ
إيها سقطت على الخبير بحالهم ...عند العروض حقائق الأوزانِ
هم كالقريض وكسره من وزنهِ ...يبدو من التحريك والإسكانِ
ومتى تحل حالاهما عن كنهها...أنكرت منه واضح العرفان
11- د. شاكر
يا أخي محمد ب
تقول :
اقتباس:
وهناك حالات حذف فيها المد هي مما تحفظ ولا يقاس عليها واختلف في سببها كقوله تعالى "هذا ما كنا نبغ" وقيل"حذفت اعتباطاً للتسهيل" وقد ينظر علماء العروض في هذا المثال وبالذات الأستاذ خشان إذ أجد هنا توالياً للحركة والسكون "هذا ما كنا نبغ فارتدا" ولو لم تحذف الغين فتفصل هذه السلسلة لكان لدينا وفق تعبير عروض أخينا خشان الرقمي2222222222أي عشرة من هذا التوالي)
يا أخي إذا أردت أن تحفظ للأمة لغتها وذائقتها فلا تحرف القرآن ولا تحول اسم إشارة (ذلك ) باسم إشارة آخر (هذا ) ...
تورد أية خطأً وتعتبرها حالة نادرة ... وهي من القرآن؟؟
فماذا تقول عن مايلي :
{يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} و {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} و {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}
والآية المعنية هي رقم 64 من سورة الكهف :
{قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً}
إذا حذف المد في القرآن في خمس آيات فهو شذوذ لا يقاس عليه !! لكي لا يتعارض مع خلاصتك ... إذن لا بد أن نجد شعراً من أشعار حقبة أبي تمام حتى شوقي ( أصحاب العصمة) يجيز لنا ذلك وإلا فنمشي على قاعدتك العصماء !!
هداني الله وإياك ..
إنتهى النقل
حول الآيات الخمسة التي أوردها أستاذي الدكتور شاكر
فإن موضع الاستشهاد لا ينطبق إلا على الآيتين الأولى والأخيرة . أما الآيات الكريمة الأخرى فلا مجال للفظها بالمد.
http://rashf-alm3any.com/rashf/viewtopic.php?t=5890&start=0&postdays=0&postorder=asc&highlight=%C7%E1%D3%C7%DF%E4%ED%E4
1- الأستاذ محمد ب.
كان الأستاذ خشان قد طلب مني صياغة رأي قلته سابقاً عن الحركات والمد في الشعر وفهمت منه أنه يريد إدراج هذا الرأي في كتابه ليستشهد به مصاغاً(وهذا ما أذكر أنه قاله بالفعل) وفوجئت لاحقاً أنه يريد نشره في منتدى.
ولا بأس في ذلك على أنني لست مستعداً مع الأسف الشديد للدخول في جدال مع الشباب لفقدان الوقت والمزاج المناسبين.فأنا أذكر القاعدة هنا وهي عندي من البديهيات التي لا أحب أن أناقش فيها بصراحة فهي مثل الألف باء وأطلب من القارئ أن يقرأ قصائد الشعراء الكبار ويرى مصداق هذا الرأي الذي هو والله بديهي وما حسبت قط أن أحداً سيناقش فيه!
وفي هذه القاعدة كما في غيرها لا أستند إلى قراءات نظرية مجردة في كتب العروض أو في كتب اللغة بل أستند إلى ممارسة لقراءة الشعر والنثر العربيين مضى عليها ثلاثون عاماً ولم أقرأ هذا الرأي في كتاب. وقد كان يطلب مني أحياناً أن أذكر القاعدة التي أخطئ فيها وأصحح فكنت أتأمل قليلاً وفي هذه المرة أيضاً تأملت في السبب الذي جعل الشعراء لا يشبعون حركة في غير هاء الضميرما لم تكن الحركة هي حركة الحرف الأخير في البيت فلم أجد سبباً إلا أن هذه ببساطة هي قاعدة اللفظ الفصيح للغة العربية.ومن المعروف أن مبادئ التجويد في القرآن لا تهدف لأكثر من قراءة القرآن بالشكل الفصيح الكامل الذي تتطلبه اللغة العربية والمتكلم العربي الفصيح يقف على ساكن كما هو معلوم ومن هنا ففي قولك "رأيت المشتغلين في المصنع" لا تضع الكسرة على العين الأخيرة إن وقفت ولا تحول الكسرة إلى ياء (أي تشبعها) بل تضع عليها سكوناً.فالآن ساروا في الشعر على إمكانية أن تأتي هذه الكسرة في آخر البيت وعندها لزم إشباعها سيراً على مبدأ الوقوف على ساكناً (إن لم يرد الشاعر لضرورات وزن أو قافية تسكينها) وهذا استثناء من قاعدة الكلام العادي الذي يلزمه الوقوف على ساكن وعدم إشباع الحركة:
فتى كان عذب الروح لا من غضاضةٍ...ولكن كبراً أن يقال به كبرُ!
هنا لفظنا آخر كلمة هكذا "كبرو"
ولو جاءت كلمة آخرها حركة في نهاية الشطر الأول أو في نهاية أي كلمة في البيت لكان المد في غير موضعه ما لم تكن الكلمة في نهاية الشطر الأول مقفاة بالقافية نفسها لنهاية الشطر الثاني
ولم يمر بي قط بيت في الشعر العربي منذ أبي تمام قد انتهى شطره الأول بحركة دون أن يكون مصرعاً بل ينتهي الشطر الأول إما بحرف ساكن مبرر سكونه كأن يكون نهاية كلمة مبنية على السكون أو فعل مجزوم أو بتنوين أو حرف مد (ألف أو ياء أو واو) أو هاء ضمير.(وفي حالات شاذة تذكرها كتب العروض التي أنا بصراحة أراها تشوش على الشباب ولا أنصح بقراءتها بل أنصح بمعرفة عموميات الأوزان ثم أنصح الشاب أن يكتشف بنفسه ما استعمل وما يجوز وما لا يجوز من تغييرات فيها وهذا هو أصلاً الطريق الذي اتبعه العبد الفقير، هناك أمثلة لأبيات عدت فيها الحركات بالذات كقافية ولو اختلف الروي فالشاعر غير المجيد طبعاً اكتفى في هذه الأمثلة مثلاً بأن الحركة في نهاية الشطرين واحدة مع اختلاف حرف الروي وهذه حالات لم تستقر عليها الذائقة العربية كما هو معلوم لمن يعرف الشعر العربي)
ميم الجمع في اعتقادي هي حرف مبني على السكون وفيه لغة أنه تضاف إليه الواو ولم تمر علي ميم الجمع مضمومة مما لا يجعل الواو حرف إشباع لضمة إذ الميم هي دوماً إما ساكنة أو متلوة بواو (انظر قوله تعالى"أنلزمكموها" ولو كانت مضمومة لكانت "أنلزمكمُها" والفرق في اللفظ واضح لمن يعرف الفصحى هو الفرق بين الضمة والواو!)
وهذا ما لم يكن البيت من بحرين يتألفان من تفعيلات متشابهة كما هو معلوم هما المتقارب والهزج لأن فعولن يجوز أن تأتي فعول في أي مكان من المتقارب فيجوز بالتالي أن تأتي هكذا في التفعيلة الرابعة من الشطر الأول أي نهايته ولأن مفاعيلن في الهزج يجوز أن تأتي مفاعيل في أي مكان وبالتالي قد تأتي مفاعيل في التفعيلة الثانية من الشطر الأول.
وإليكم هذين المثالين:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر!
وقد صاح بنا المجد إلى أين إلى أينا!
وهاء الضمير تمد مداً طبيعياً في اللغة العربية وشاهده قواعد التجويد المستخلصة كلها من قواعد اللفظ الفصيح المثالي كما قلت.
الآن سآتي إلى القاعدة ثم سأذكر تطبيقات اختيرت عشوائياً وأتمنى من القارئ أن يدرس نظام المد في الأبيات:
العربية تميز تمييزاً صارماً بين الحركات وأحرف المد فالألف غير الفتحة كما أن الواو غير الضمة والياء غير الكسرة.
واللفظ الفصيح يقتضي بالتالي أن نميز بينها فلا نحول حرف المد إلى حركة ولا نحول الحركة إلى حرف مد. وقد شاع عند شباب الشعراء في الإنترنيت هذا الخطأ.
ولا أجد على هذه القاعدة دليلاً أحسن من حافظ لغتنا المحفوظ بالأمر الإلهي: القرآن إذ يعطى المد حقه كما أن الحركة لا تشبع فتحول إلى مد. علماً أن الشعر العربي حافظ على هذه القاعدة أيضاً.
وشأن الحركات والمد مهم في الإعراب إذ تحول حرف المد (حرف العلة) آخر الكلمة هو علامة إعرابية فإن حولت المد إلى حركة أو بالعكس (أي إن أعدت حرف المد المحذوف)عنى ذلك في الفعل المضارع التحول من الرفع إلى الجزم وبالعكس!
والشعر الفصيح يتبع في لفظه طبعاً قاعدة اللغة نفسها فلضرورة الوزن مثلاً لا يجوز لنا أن نحول الحركة إلى مد أو المد إلى حركة (ما لم تكن هناك ضرورة لحذف حرف المد لالتقاء الساكنين، وهناك حالات حذف فيها المد هي مما تحفظ ولا يقاس عليها واختلف في سببها كقوله تعالى "هذا ما كنا نبغ" وقيل"حذفت اعتباطاً للتسهيل" وقد ينظر علماء العروض في هذا المثال وبالذات الأستاذ خشان إذ أجد هنا توالياً للحركة والسكون "هذا ما كنا نبغ فارتدا" ولو لم تحذف الغين فتفصل هذه السلسلة لكان لدينا وفق تعبير عروض أخينا خشان الرقمي2222222222أي عشرة من هذا التوالي)
ولما كانت اللغة العربية من خصائصها الوقوف على ساكن فقد جاز في الشعر في نهاية البيت أن نشبع الحركة لتتحول إلى مد وجاز هذا الإشباع في نهاية الشطر الأول من البيت فقط إن كان البيت مصرعاً(أي في حالة اتحاد القافية بين الشطرين)
وبطلب كريم من أخي ...............خشان خشان شرفني به أذكر هنا هذه القاعدة:
1- في أي موضع كان من البيت لا يجوز تحويل حرف المد إلى حركة.
2- لا يجوز إشباع الحركة في أي كلمة من البيت أياً كان موضع هذه الكلمة وسواء أكان ذلك في حرف داخل الكلمة أو آخرها إلا في هاء الضمير التي تجيء آخر الكلمة أينما جاءت هذه الكلمة أو في الحرف الذي تنتهي به الكلمة الأخيرة في البيت أو في نهاية الكلمة في الشطر الأول في بيت مصرع (متحد القافية بين الشطرين) وكل مثال معاكس يكون شذوذاً يحفظ ولا يجوز بحال القياس عليه وعده قاعدة بل يكون حالة منفردة فقط يجب البحث عن تفسيرها بهذه الصفة.
3- لا ينتهي الشطر الأول من البيت بحركة أبداً إلا إذا كان البيت مصرعا ً (وفي هذه الحالة تشبع الحركة وجوباً) أو كان الحرف الأخير فيه هاء ضمير أو كان البيت من المتقارب أو الهزج!(لأنه في المتقارب يجوز أن تجيء "فعولُ" مكان "فعولن" و "مفاعيلُ" مكان "مفاعيلن" في أي مكان من البيت! )
. وفي بيت امرئ القيس مثلاً:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ
ألجأت الضرورة الشعرية الشاعر إلى تنوين كلمة ممنوعة من الصرف ولم يستطع إشباع الفتحة التي كانت هي الحركة المناسبة في نهاية البيت (لأن البيت غير مصرع)
والآن إلى التطبيقات:
أتمنى من القارئ المهتم أن يرى النظام السابق الذي ذكرته في الأبيات التالية:
أولاً قصيدة لابن هانئ الأندلسي في توديع جوهر الصقلي المتوجه لفتح مصر:
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع..وقد راعني يوم من الحشر أروع
غداة كأن الأفق سد بمثله..فعاد غروب الشمس من حيث تطلع
فلم أدر إذ ودعت كيف أودع..ولم أدر إذ شيعت كيف أشيع
ألا إن هذا حشد من لم يذق له..غرار الكرى جفن ولا بات يهجع
إذا حل في أرض بناها مدائنا..وإن سار من أرض غدت وهي بلقع
تحل بيوت المال حيث محله..وجم العطايا والرواق المرفع
وكبرت الفرسان لله إذ بدا..وظل السلاح المنتضى يتقعقع
وعب عباب الموكب الفخم حوله..ورق كما رق الصبح الملمع
دحلت إلى الفسطاط أول رحلة..بأيمن فأل بالذي أنت تجمع
فإن يك في مصر ظماء لمورد..فقد جاءهم نيل سوى النيل يهرع
أبو الطيب المتنبي:
فهمت الكتاب أبر الكتب..فسمعاً لأمر أمير العرب
وطوعاً له وابتهاجاً به..وإن قصر الفعل عما وجب
وما عاقني غير خوف الوشاة..وأن الوشايات طرق الكذب
أحمد شوقي
سلام من صبا بردى أرق..ودمع لا يكفكف يا دمشق
وللحرية الحمراء باب..بكل يد مضرجة يدق
دم الثوار تعرفه فرنسا..وتعرف أنه نور وحق
2- خشان خشان
أخي وأستاذي الكريم
أدامك الله وحفظك وأجزل لك الأجر .
............... ومدحك تلميذَك لا يجوز :)
ثانيا لتكون القاعدة أشمل ثمة نقطة أود لو تعرج عليها
بيت المتنبي
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع..وقد راعني يوم من الحشر أروع
هنا كل من ياء الضمير في عيني وراعني تلفظ ممدودة مشبعة
ولو قال
رأيت بعيني الناس قالوا فأسمعوا ... وقد راعني الداعي غداة تجمعوا
لا شك هي أل التعريف ولكن أحببت أن تشمل قاعدتك هذه الناحية.التي قد تخفى على البعض.
ثم هناك بيت شعر أحفظه يبين أثر التصريع في لفظ المد في آخر كلمة في الشطر
بالله ثم باللّهْ .........يا صاحب الشملّهْ
والله يرعاك
3- محمد ب
اقتباس من الكاتب محمد ب
فلضرورة الوزن مثلاً لا يجوز لنا أن نحول الحركة إلى مد أو المد إلى حركة (ما لم تكن هناك ضرورة لحذف حرف المد لالتقاء الساكنين، وهناك حالات حذف فيها المد هي مما تحفظ ولا يقاس عليها واختلف في سببها كقوله تعالى "هذا ما كنا نبغ" وقيل"حذفت اعتباطاً للتسهيل
................
أخي فيما يتعلق بالبيت
:رأيت بعيني الناس قالوا فأسمعوا ... وقد راعني الداعي غداة تجمعوا
لا يخفى عليك أن الياء حذفت لفظاً في عيني لالتقاء الساكنين.
وقد ذكرت ذلك فوق
وأما قوله "بالله" وحذفت الألف قبل الهاء في لفظ الجلالة فلا أجد له تفسيراً إلا أنها حالة خاصة بهذا اللفظ وهذه الحالة موجودة بكثرة في الدوبيت وهو مثل غيره من الأمثلة التي يحذف فيها حرف المد مما يحفظ في رأيي ولا يقاس عليه ولا يجوز أن يحذو الشاعر حذوه.
ولعلي أجد للتدليل على صواب ما ذهبت إليه أنك لن تقبل السير على هذا المنوال لو قال الشاعر مثلاً بدلاً من "بالجاه" بالجه!
لأن لحرف المد شأناً كبيراً في بناء اللغة بالذات وتحويله إلى حركة يغير البناء والمعنى وتأمل رعاك الله في الفرق بين الفعل الماضي "سلم" واسم الفاعل "سالم" وبين الفعل الماضي المبني للمجهول "كوتب" وفعل آخر ماض مبني للمجهول أيضاً ينتج عن تحويل الواو إلى ضمة "كُتِب" وتخيل الفوضى التي تنتج عن الخلط والحذف والإضافة كما يتفق للقائل.
وهذا لا يكون في أي لغة كانت!
وعلى الشباب أن يشدوا الهمة في تعلم الفصحى ولا يحاولوا أن يجدوا لكسلهم تعلات وفتاوى!
يا جماعة!
افرضوا أن هذه الفصحى لغة أجنبية!
أكان الشاعر لو كتب بالإنجليزية سيسمح له الإنجليز أن يغير في بنى الكلمات؟
وأعني التغيير الذي لا يتم بناء على قصد معنوي وللتلاعب الفني بالألفاظ بل التغيير الذي يتم بسبب الجهل باللغة أو بسبب الرغبة في الحفاظ على قافية أو وزن!
مع خالص التحية
4- خشان خشان:
أخي وأستاذي محمد
معك أنا قلبا وقالبا.
والتوسع حتى في الضرورات المقبولة ذو ذلالة سلبية
5- محمد ب
أحب أن أسجل في هذا السياق ملاحظة لا أعرف إن كانت بحثت في مكان ما وأغلب ظني أنها لا بد بحثت بالفعل ولكن لم يمر البحث بي.
تلك هي "تعصب" الشعر العربي لمبدأ عدم التقاء ساكنين أثناء الكلام!
فالكلام العربي كالشعر العربي يقبل أن ينتهي بمد ثم حرف ساكن وهو ما نعبر عنه في العروض مثلاً بقولنا (لان) كما في (فاعلان)
لا توحش النفس بخوف الظنون..واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى في الثرى راحل..غداً وماض من ألوف السنين
ولكن الشعر العربي في أثناء الكلام لم أره يقبل خرق هذا المبدأ أبداً فلم يلتق به ساكنان.
ومن أمثلة التقاء الساكنين في القرآن الكريم أثناء الكلام آية تستحق التأمل (هي من أقصر الآيات في الكتاب العزيز!) ألا وهي قوله تعالى "مدهامتان" بتشديد الميم بعد الألف.
وهي في تلك السورة ذات السحر النغمي الخالد العجيب الفريد "سورة الرحمن"
6- خشان خشان
أخي وأستاذي الكريم
كما في (قول على قول) الحديث ذو شجون،
ومن الشجون التي أخذني إليها حديثك الشيق فيما يخص التقاء الساكنين أن بعض العرب إذا أراد أن ينطق street نطقها سِتْريتْ بكسر السين، وبعضهم الآخر ينطق twenty تِوَنتي بكسر التاء، وهنا نرى كيف تؤثر طبيعة اللغة على وظائف وربما تركيب أجهزة النطق. لعل الأطباء الكرام يفيدوننا بشيء حول هذا.
ثمة بيتان من الشعر يحوي كلّ منهما كلمة على غرار (مدهامّتان) أولهما مشهور من المتقارب
عجزه : وكان التقاصُّ حقا وفرضا على المؤمنينا
والبيت الثاني من الطويل على ما أذكر أوردته الدكتور نون وأكده من مصدر آخر الصمصام. نسيت في أي مشاركة كان وبحثت عنه فلم أجده، فالمرجو من أي منهما هما إن وجده ذكره مع مصدره.
ثم هنا نقطة أخرى وهي أني في العروض الرقمي مع اعتباري حروف المد والسكون ذات الشيء في الوزن إلا أني ميزت بينهما في مواضيع أخرى مثل ع/م، والقافية
فمثلا معْ = 2*، ما = 2
أقول هذا وفي بالي الأبيات التالية:
أحيا معاناتي بقهرٍ لاذ بالصمْـتْ
.............أخفي وراء الصمت أنّة صوتيَ المجروحْ
إجمع شتاتي يا زماني لو تحطمتْ
..................الهم يغريني ببوح لا أريد أبوحْ
إني أكابر في اصطبار ما تألمتْ
...........كم ذا ضحكت أسىً وقلبي داخلي مذبوح
وهي صياغة قمت بها بالفصحى للأبيات التالية وراعيت فيها بقاء القافية كما هي
( لعاشقة الصمت ، خزامى الصحارى – جريدة الرياض بتاريخ 5/5/1418 )
أحيا معاناتي وانا الوذ بالصمتْ
...........أخفي ورا صمتي ألم صوت مجروحْ
إجمع شتاتي يا زمن لو تحطمتْ
............والهم يجبرني على البوح ما بوحْ
أصبر واكابر وانكوي ما تألمتْ
.........واضحك وانا في داخلي صوت مذبوح
فهنا قافيتان كلاهما من المترادف أي التي يلتقي فيها (في الأولى ساكن وساكن) وفي الثانية (ممدود وساكن)
حرصت على أن أقول ممدود لا حرف علة لاختلاف الأحكام بين حرف العلة الساكن كالياء في قولنا عَيْن والمتحرك من جهة وحرف العلة الممدود نحو العين في فيل من جهة أخرى.
والقافيتان من المترادف هما
الأولى تحويها الكلمات:
الصمْتْ، تحطمْتْ، تألّمْتْ...................والقافية هنا = 2* ه
والثانية تحويها الكلمات:
مجروحْ ، بوحْ ، مذبوحْ، ....................والقافية فيها = 2 ه
لا أدري هل في الشعر العربي الفصيح قصيدة ذات قافية كالأولى.
المرجو ممن لديه شيء عن الموضوع عامة أن يتفضل به مشكورا لإثراء هذه المشاركة
7- محمد ب
شكراً للبيت
ونجا فيه الشاعر من مأزق التقاء الساكنين وصعوبة إدخاله إن كان ضمن التفعيلة في تفعيلة خليلية بأن وضعه في نهاية الشطر في المتقارب فصارت السكون الأولى هي واو فعول والثانية لام فعو ل مسكنة مما جعل الوزن يبدو مألوفا على توهم الوقوف على نهاية الشطر (وكان التقاص)
وهو نادر جدا فيما أعتقد لا أذكره في القصائد التي قرأتها لكبار الشعراء ولا أعرف إن كان علم العروض بالذات هو السبب!
فلو كان الشاعر يريد اقتباس "مدهامتان" من القرآن العزيز فكيف كان سيدرجها مثلاً (وهي قريبة من "مستفعلن")
ولغويونا رحمهم الله لم يكادوا يتركوا ميداناً من ميادين العربية لم يتركوه غير أن الصوتيات على ما يبدو لي لم تزل ميداناً لا بد من طرقه وأقرب العلوم له هو علم التجويد
8- در. نون
الأخ الكريم أستاذ خشان..
لا أتابع النقاش جيّداً لانشغالي هذه الأيّام أعتذر..
تمّ تنبيهي لطلبك البيت الذي ذكرت..
هل تعني هذا :..
و إنكَ إذ تُبقي لجامي موائلاً
برأيكَ شابّاً مرّةً لمُغفّلُ
التقاء الساكنين في شابّاً
أتمنى أن ألا أكون أخطأت
لك أخلص الشكر
9- در. نون
الأخ الكريم أستاذ محمد..
سمعتُ عن علمِ الصوتيات من صديقاتٍ يدرسن اللغة العربية دراسةً أكاديمية..قلنَ كما تفضلّت أنه أقرب للتجويد..أحبُّ هذا العلم كثيراً..
و أتمنّى أن أعرف نبذةً عن ذاك العلم الذي يشبهه (الصوتيات)..
هل لنا بنبذةٍ موجزةٍ عنه أستاذنا الفاضل؟
أخلص الشكر
10- الصمصام:
لم تخطئي
هو ما قصده أخي خشان
وهذا هو الرابط
http://rashf-alm3any.com/rashf/viewtopic.php?t=5762
وبمناسبة حديث أخي محمد عن الحركة والسكون
وحديثنا بشكل عام عن العروض
قرأت أبياتا لإبن الحداد الأندلسي أعجبتني وراقني وجه التشبيه فيها
فأحببت أن أوردها
يا سائلي عمّا زكْنت من الورى ...والسرّ قد يفضي عن الإعلانِ
إيها سقطت على الخبير بحالهم ...عند العروض حقائق الأوزانِ
هم كالقريض وكسره من وزنهِ ...يبدو من التحريك والإسكانِ
ومتى تحل حالاهما عن كنهها...أنكرت منه واضح العرفان
11- د. شاكر
يا أخي محمد ب
تقول :
اقتباس:
وهناك حالات حذف فيها المد هي مما تحفظ ولا يقاس عليها واختلف في سببها كقوله تعالى "هذا ما كنا نبغ" وقيل"حذفت اعتباطاً للتسهيل" وقد ينظر علماء العروض في هذا المثال وبالذات الأستاذ خشان إذ أجد هنا توالياً للحركة والسكون "هذا ما كنا نبغ فارتدا" ولو لم تحذف الغين فتفصل هذه السلسلة لكان لدينا وفق تعبير عروض أخينا خشان الرقمي2222222222أي عشرة من هذا التوالي)
يا أخي إذا أردت أن تحفظ للأمة لغتها وذائقتها فلا تحرف القرآن ولا تحول اسم إشارة (ذلك ) باسم إشارة آخر (هذا ) ...
تورد أية خطأً وتعتبرها حالة نادرة ... وهي من القرآن؟؟
فماذا تقول عن مايلي :
{يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} و {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} و {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}
والآية المعنية هي رقم 64 من سورة الكهف :
{قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً}
إذا حذف المد في القرآن في خمس آيات فهو شذوذ لا يقاس عليه !! لكي لا يتعارض مع خلاصتك ... إذن لا بد أن نجد شعراً من أشعار حقبة أبي تمام حتى شوقي ( أصحاب العصمة) يجيز لنا ذلك وإلا فنمشي على قاعدتك العصماء !!
هداني الله وإياك ..
إنتهى النقل
حول الآيات الخمسة التي أوردها أستاذي الدكتور شاكر
فإن موضع الاستشهاد لا ينطبق إلا على الآيتين الأولى والأخيرة . أما الآيات الكريمة الأخرى فلا مجال للفظها بالمد.