سليمان أبو ستة
05-18-2004, 01:59 PM
حدد الخليل القافية بقوله : هي من آخر البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الساكن ، وفي قول آخر له : مع الحركة التي تسبق ذلك الساكن . وعلق ابن السراج على هذا التعريف بقوله : " وهذا فيه نظر ؛ لأنه إن أجاز ( ينطلق) مع ( يحترق ) أجاز اختلاف القافية ، وإن منعه خالف الإجماع " .
وقد عبر عن القول الأول بعض اللغويين المحدثين مستخدما مصطلح المقطع فرأى أنها تقع في البيت على المقطع المديد في آخره كما تقع على آخر مقطعين طويلين وما بينهما من المقاطع القصيرة ، وعلى هذا الفهم الصوتي الحديث يعتمد أخونا الأستاذ خشان في تحليله الرقمي للقافية .
غير أن ما يعيب تحديد الخليل ، أنه ذكر في القافية ما لزم وما لم يلزم ذكره من الأصوات ، وفي المثال الذي جاء به ابن السراج لا يتفق في القافيتين من الحروف والحركات التي ذكرها الخليل إلا القاف وواو الصلة . فلماذا ـ إذن ـ التوسع فيما لا لزوم لذكره .
وقال الفراء : " القافية حرف الروي لأنه الحرف الذي تنسب إليه القصيدة ، فيقال قصيدة نونية وعينية " . وعلق ابن السراج بقوله : " وهذا أيضا فيه نظر ؛ لأن تسمية الروي قافية توهم أنه لا يلزم أن يعاد سواه " .
وقال أبو موسى الحامض: " القافية ما يلزم الشاعر تكريره في كل بيت من الحروف والحركات" وعلق عليه التنوخي بقوله : " وهذا قول جيد " ولا بد أنه نقل كلامه هذا عن ابن رشيق الذي وصف كلام أبي موسى بأنه " كلام مختصر مليح الظاهر ؛ إلا أنه إذا تأملته كلام الخليل بعينه لا زيادة فيه ولا نقصان " . وابن رشيق هنا لا شك ينظر إلى ما سماه الخليل من حروف القافية وحركاتها ، إلا أن ما يعنيه أبو موسى الحامض بقوله "ما يلزم تكريره في كل بيت" ليس إلا جزء محدودا من الحروف والحركات التي أشار أليها الخليل .
ويحدد الفارابي بشكل أكثر دقة ما يلزم تكراره في كل بيت وذلك "إما أن تكون حروفا واحدة بأعيانها أو حروفا ينطق بها في أزمان متساوية" . ولا شك أنه يقصد بالحروف التي ينطق بها في أزمان متساوية ما عبرت عنه في تعريفي الذي وضعته للقافية بنوع الصوت الذي يسبق الروي ، وقد ذكر الخليل من هذا النوع الردف ( وهو حركة طويلة أو نصف حركة ) والتوجيه (وهو حركة قصيرة ) ومثله الإشباع وهو كالتوجيه إلا أن الأول في القوافي المطلقة والثاني في القوافي المقيدة ، ولكنه لم يشر إلى الصامت حين يسبق الروي ويكون كالردف له نحو الميم والجيم في القافيتين ( عمري ) و (يجري ).
وقد أمكن لهذا التعريف أن ينفي الغرابة عن اجتماع أنواع القوافي الثلاث وهي المتكاوس والمتراكب والمتدارك في أبيات الرجز كما في المثال الذي جئنا به من قصيدة أبي العتاهية ، ولربما لو أدرك المعري وحدة القافية في مثل هذه الأبيات لما سماها بالمثفاة ولانتقى بدلا منه اسما يطلق على المرأة التي تحتفظ بزوجها فلا تنكح غيره !
وقد عبر عن القول الأول بعض اللغويين المحدثين مستخدما مصطلح المقطع فرأى أنها تقع في البيت على المقطع المديد في آخره كما تقع على آخر مقطعين طويلين وما بينهما من المقاطع القصيرة ، وعلى هذا الفهم الصوتي الحديث يعتمد أخونا الأستاذ خشان في تحليله الرقمي للقافية .
غير أن ما يعيب تحديد الخليل ، أنه ذكر في القافية ما لزم وما لم يلزم ذكره من الأصوات ، وفي المثال الذي جاء به ابن السراج لا يتفق في القافيتين من الحروف والحركات التي ذكرها الخليل إلا القاف وواو الصلة . فلماذا ـ إذن ـ التوسع فيما لا لزوم لذكره .
وقال الفراء : " القافية حرف الروي لأنه الحرف الذي تنسب إليه القصيدة ، فيقال قصيدة نونية وعينية " . وعلق ابن السراج بقوله : " وهذا أيضا فيه نظر ؛ لأن تسمية الروي قافية توهم أنه لا يلزم أن يعاد سواه " .
وقال أبو موسى الحامض: " القافية ما يلزم الشاعر تكريره في كل بيت من الحروف والحركات" وعلق عليه التنوخي بقوله : " وهذا قول جيد " ولا بد أنه نقل كلامه هذا عن ابن رشيق الذي وصف كلام أبي موسى بأنه " كلام مختصر مليح الظاهر ؛ إلا أنه إذا تأملته كلام الخليل بعينه لا زيادة فيه ولا نقصان " . وابن رشيق هنا لا شك ينظر إلى ما سماه الخليل من حروف القافية وحركاتها ، إلا أن ما يعنيه أبو موسى الحامض بقوله "ما يلزم تكريره في كل بيت" ليس إلا جزء محدودا من الحروف والحركات التي أشار أليها الخليل .
ويحدد الفارابي بشكل أكثر دقة ما يلزم تكراره في كل بيت وذلك "إما أن تكون حروفا واحدة بأعيانها أو حروفا ينطق بها في أزمان متساوية" . ولا شك أنه يقصد بالحروف التي ينطق بها في أزمان متساوية ما عبرت عنه في تعريفي الذي وضعته للقافية بنوع الصوت الذي يسبق الروي ، وقد ذكر الخليل من هذا النوع الردف ( وهو حركة طويلة أو نصف حركة ) والتوجيه (وهو حركة قصيرة ) ومثله الإشباع وهو كالتوجيه إلا أن الأول في القوافي المطلقة والثاني في القوافي المقيدة ، ولكنه لم يشر إلى الصامت حين يسبق الروي ويكون كالردف له نحو الميم والجيم في القافيتين ( عمري ) و (يجري ).
وقد أمكن لهذا التعريف أن ينفي الغرابة عن اجتماع أنواع القوافي الثلاث وهي المتكاوس والمتراكب والمتدارك في أبيات الرجز كما في المثال الذي جئنا به من قصيدة أبي العتاهية ، ولربما لو أدرك المعري وحدة القافية في مثل هذه الأبيات لما سماها بالمثفاة ولانتقى بدلا منه اسما يطلق على المرأة التي تحتفظ بزوجها فلا تنكح غيره !