المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلنفكّر



خشان خشان
10-16-2007, 11:43 PM
لما كان الرقمي في اتصاله بفكر الخليل وصدوره عنه ذا رسالة فكرية في المقام الأول هدفها تناول علم العروض في إطار شامل يضم الجزئيات ويفسرها من خلال النظرة الكلية في هذا المجال، تشجيعا وتعويدا على تطبيق النهج ذاته في المجالات الأخرى بسمته الفكرية التي تعني شموليتها اتساع النظرة وعمقها في النظر إلى الأمور.

ولما كان هذا النهج الذي يقوم فكر الخليل علما من أعلامه مستقى من نور الله في كتابه الكريم، فقد رأيت من النفع وطلب الأجر وتكريم الخليل أن اخصص هذا الباب للقطات ذات علاقة بالعملية الفكرية في نواح شتى.

على أنه لما كان الموضوع ذا شجون قد تؤدي إلى أمور تخرج عن مجال المتاح لهذا المنتدى فالرجاء محاولة قصر المشاركات على الناحية الفكرية وفي حال ربط ذلك بالواقع فالرجاء عدم الإساءة لأي جهة . ولكل أن يطلق العنان لفكره بينه وبين نفسه في تداعيات هذه المختارات. وسيتم حذف كل مشاركة يفهم منها الإساءة إلى أية جهة.
كما أرجو عدم إضافة أي مجاملة أو شكر.

وخير بدء لهذا الموضوع هو الآيات الكريمة التالية:

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }يونس5

{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42

{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13

وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79} وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ{80} - الأنعام

خشان خشان
10-16-2007, 11:57 PM
من أعمق ما جاء عن التفكير وأبعده أثرا ما قرأته قبل سنين في مجلة ( أهلا وسهلا) الصادرة عن الخطوط الجوية السعودية لأستاذ نسيت اسمه واحتفظت بالعدد ولكنني للأسف لم أعثر عليه. فالرجاء ممن يجده أن يشير إليه.
في ذلك العدد قال الكاتب إن التفكير هو الفريضة الأولى في الإسلام وأحصى مئات الآيات الدالة على ذلك.

خشان خشان
10-17-2007, 12:09 AM
أورد الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه (إسلام بلا مذاهب )من منشورات الدار المصرية اللبنانية ( ص- 49) ما يلي :

ففي الحديث الصحيح :" ما اكتسب رجل مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى، ويردّه عن ردى، وما تمّ إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله"

وفي الحديث الصحيح :" لكل شيء دعامه، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته، أما سمعتم قول الفجار في النار : لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير "

وفي الحديث أيضا: " أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل، فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له عزّ وجل: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعزّ أكرم عليّ منك، بك آخذ، وبك أعطي، وببك أثيب، وبك أعاقب"

إنتهى النقل - ولم يخرّج المؤلف الأحاديث.

خشان خشان
10-19-2007, 01:21 AM
التجريد والتجسيد

من طبيعة العملية الفكرية استخلاص التجريد من التجسيد

ومن هنا قصة إسلام نبي الله إبراهيم عليه السلام.

وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79} وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ{80} - الأنعام

ومن هنا كذلك قول أبي العتاهية:


وَلِلَّهِ في كُلِّ تَحريكَةٍ = عَلَينا وَتَسكينَةٍ شاهِدُ
وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ = تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ

هذا الاتجاه هو سمة العقلية الراقية المتميزة والتميز بحكم تعريفه ندرة. وحمل النفوس والعقول على هذا النهج يحتاج إلى مثابرة وجهد. يبلغان ذروتهما في رسالات الأنبياء.

وعكس التجريد هو التجسيد، وهو سهل على النفس وإن تركت النفس بلا بصيرة سارت في هذا المسار، وهو معاكس لمسار التجريد، فإبراهيم عليه السلام ابتدأ من النظر في النجوم وتقديسها لينتهي بعبادة الواحد الأحد، وكثير من الخلق بعد تعرفهم على التوحيد من رسالات الرسل انتكسوا ليعبدوا الكواكب والأصنام ،

وهذا مظهر من مظاهر انحراف ما يمكننا أن نسميه نهج التجسيد الذي ما لبث أن أدى إلى تحريف رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء جميعا وتسلل إلى نصوص كتبهم المرسلة بعد فترة من رسالة كل رسول، بل وظهرت بوادره أحيانا بين أتباع بعض الرسل في حياتهم.

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }الأعراف138. حتى كانت رسالة محمد عليه السلام فحفظها الله من التحريف بقوله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9.

ولئن صان الله القرآن الكريم من التحريف، وحرص الرسول عليه السلام وصحابته الكرام على محاربة هذا الميل في النفس البشرية ، كما جاء في الحديث

حدث أبو واقد _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله ، هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ) أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح


فإن المسلمين في عصور انحطاطهم الفكري قد اعتراهم شيء من هذا ممارسةً وتأثيرا رغم سلامة العقيدة نصا وقولا.

وتجلى ذلك في صور بدائية كتقديس بعض المسلمين بعض الخلق أو خلع صفات تفوق قدرة البشر عليهم أو تقديس مخلوقات أخرى من شجر أو جحر فيما لم يأذن به الله.

كما تجلى في صور أكثر خطورة كتقديم أقوال الرجال على الوحي من قرآن وحديث. ولعل كثيرا من مصادر الخلاف بين أهل القبلة راجع إلى أدلة ظنية تشجع هذا الاتجاه التجسيدي التفريقي سواء لجهة رفع مبالغ فيه لقدر بشر أو مذهب معين على حساب الاتجاه التجريدي التوحيدي للمحكم من آي الذكر الحكيم.
أجل من أخطر مظاهر التجسيد ما جاء في تفسير الشوكاني (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ) في معرض تفسيره للآية 140 من سورة النساء

{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }

حيث يقول:

"وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص، والاستهزاء للأدلة الشرعية، كما يقع كثيراً من أسراء التقليد الذين استبدلوا آراء الرجال بالكتاب والسنة، ولم يبق في أيديهم سوى قال إمام مذهبنا كذا، وقال فلان من أتباعه بكذا، وإذا سمعوا من يستدلّ على تلك المسألة بآية قرآنية، أو بحديث نبوي سخروا منه، ولم يرفعوا إلى ما قاله رأساً، ولا بالوا به بالة، وظنوا أنه قد جاء بأمر فظيع، وخطب شنيع، وخالف مذهب إمامهم الذي نزلوه منزلة معلم الشرائع، بل بالغوا في ذلك حتى جعلوا رأيه العايل، واجتهاده الذي هو عن منهج الحق مائل، مقدّماً على الله، وعلى كتابه، وعلى رسوله، فإنا لله، وإنا إليه راجعون، ما صنعت هذه المذاهب بأهلها، والأئمة الذين انتسب هؤلاء المقلدة إليهم برآء من فعلهم، فإنهم قد صرّحوا في مؤلفاتهم بالنهي عن تقليدهم."

كأني بقارئ يسأل إن كان ثمة ربط بين هذا الموضوع والعروض كأن يكون الرقمي تجريدا ، والتفعيلي تجسيدا؟

لعل لتساؤل القارئ أصلا .فمن أوتي قوة البصيرة في التجريد نظر بها للأمور كلها، ومن كلت بصيرته عن التجريد وأخذ بالتجسيد غلب ذلك على سائر أمره.

خشان خشان
11-17-2007, 07:34 PM
http://www.saaid.net/aldawah/234.htm
الإبداع والابتكارالابتكار
( نظرات في خصائص المبدعين )
محمد عادل فارس
مقدمة :
الإبداع والابتكار والتجديد … عناصر أساسيّة لتطوير الحياة .
من الناس قاعدون كسالى يعيشون على جهود غيرهم .
ومنهم عاملون ، على درجات متفاوتة في الجد والدأب والمثابرة ، لكنهم نمطيّون تقليديّون ، لا يملكون القدرة على تحسين الواقع وتقديم الجديد ، فهم يكرّرون أنفسهم ، ويؤدّون إلى زيادة في الإنتاج.
وإذا كان وجود القاعدين الكسالى ضارّاً بالمجتمع ، فإن وجود العاملين ، لا سيّما أصحاب الجدّ والدأب … ضروري لا تقوم الحياة بدونه .
لكن ثمّة فريقاً ثالثاً ، عليه مدار التجديد والتحسين . إنه فريق المبدعين ، الفريق الذي لا يكتفي بالتعامل مع ما هو موجود ، ولا بتكراره والسير على الأنماط المألوفة ، بل يملك النزوع نحو التغيير والقدرةَ عليه ، فإذا كان تغييراً نحو الأحسن فهو الإبداع ، وأصحابُه صنف نادر في الحياة ، وعليه المعوّل في تحويل تيّار المجتمع نحو الأفضل .
وإذا كان وجود المبدعين مهمّاً في كل ظرف ، فإنه في ظروف الضعف والركود والإحباط … يكون وجودهم في غاية الأهمية ، إذ لا مخرج من الأزمات إلا بوجود أصحاب المواهب والكفاءات المتميّزة .
حين نقرأ عن أبي الأَسْوَد الدُّؤَلي الذي بدأ بوضع قواعد النحو ، والخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استنبط بحور الشعر العربي ، والإمام الشافعي الذي وضع أول كتاب في أصول الفقه ، وابن خلدون الذي أرسى قواعد علم الاجتماع ، وابن الهيثم ونظرياته في علم الضوء ، وابن النفيس في اكتشافه للدورة الدموية الصغرى … وحين نقرأ عن نيوتن وغاوس وآينشتاين الذين أبدعوا في الرياضيات والفيزياء … فإننا نتحدّث عن أنماط فريدة ، لم يكن إنتاجها مجرّد تكرار أو تجميع ، بل هو تحويل للتيار ، كلٌّ في ميدان عمله وإنتاجه .
وليس المراد أن يأتي المبدع بشيء جديد منقطع عما قبله ، بل أن يبني على ما سبقه ويأتي بالمزيد ، ويكون إبداعه بمقدار حجم هذا المزيد ونوعه وقيمته .
ومع هذا يمكن التمييز بين إبداع كلّي وإبداع جزئي . فالإمام الشافعي مثلاً وجد أمامه نتاج فقهاء مجتهدين اتّبعوا قواعد معينة في اجتهادهم فكان له فضل السبق في استنباط هذه القواعد وضبطها … ثم جاء مِنْ بعده أصوليّون تقدّموا خطوات أخرى في علم الأصول فكان لهم إبداعات بقَدَر ، وكان له فضلٌ في إبداعٍ أعمق وأشمل .
ومثل هذا يقال في الإبداع في أي مجال من مجالات اللغة والأدب والإدارة والسياسة والفيزياء والتكنولوجيا والطب والصيدلة …

هل الإبداع والابتكار كلمتان مترادفتان ؟
قد يعدّ الابتكار إنتاج أي شيء جديد ، من حل مشكلة ، أو تعبير فني . والجدّة هنا أمر نسبي ، فما يُعَد جديداً بالنسبة لفرد قد يكون معروفاً لدى آخرين . والطفل في كثير من ألعابه مبتكر أصيل ، وكذا من يخترع جهازاً أو يضع نظاماً اجتماعياً أو اقتصادياً جديداً .
وأما الإبداع فهو حالة خاصة من الابتكار وذلك حين يكون الشيء الجديد جديداً على الفرد وغيره.
وكثير من الباحثين يجعل الإبداع والابتكار مترادفين ، إذ العبرة بوجود السمات العقلية والنفسية التي تؤهل صاحبها للإتيان بالجديد .
ونحن سنعتمد في هذا البحث ترادف الكلمتين . فنقول : الإبداع أو الابتكار هو النشاط الذي يقود إلى إنتاج يتّصف بالجدّة والأصالة والقيمة بالنسبة للمجتمع .

مستويات الإبداع :
وبديهي أن الإبداع على مستويات شتى ، منها البسيط الذي يقدر عليه كثير من الناس ، ومنها المتوسط الذي تقدر عليه قلة من البشر ، ومنها العالي الذي ينتجه العباقرة .
قد تقرأ قصيدة لشاعر عادي فتجد في أحد أبياتها صورة شعرية جديدة ، وقد تجد شاعراً محلّقاً يهز مشاعرك ويأخذ بأحاسيسك وأنت تحلّق معه في صور ومعانٍ وتعبيرات فائقة .

عناصر الإبداع :
وفي تقويم أي عمل إبداعي أو شخصية مبدعة ينظر إلى توافر عناصر الإبداع الأساسية وهي : المرونة والطلاقة والأصالة
فأما المرونة فتعني سيولة المعلومات المختزنة ، وسهولة استدعائها وتنظيمها وإعادة بنائها والنظر إلى المسائل من زوايا عدّة .
وأما الطلاقة فهي غزارة الإنتاج ، وسرعة توليد وحدات من المعلومات ، كإعطاء كلمات تتفق مع معنى ما ، أو تضاده ، أو تربط جزءاً بكل . والطلاقة تقارب مفهوم التفكير المتشعب .
وأما الأصالة فتعني التفرد بالفكرة . ولا يقصد بذلك أن تكون الفكرة منقطعة عما قبلها ولكن صاحبها زاد فيها شيئاً ، أو عرضها بطريقة جديدة ، أو وصل إلى نظرية تنتظم أفكاراً متفرقة قال بها آخرون ، فالخليل بن أحمد مبدع حين استنبط قواعد الشعر التي كان يمارسها الشعراء ، والإمام الشافعي أبدع في استنباط قواعد أصول الفقه التي كانت مختزنة في عقول الفقهاء ، وماندلييف أبدع في نظم جدول التصنيف الدوري للعناصر التي كانت معظم خواصها معروفة من قبله ، وفتحي الدريني أبدع حين وضع نظرية التعسف في استعمال الحق ، مع أن الفقهاء منذ القديم كانوا يحكّمون هذه النظرية في كثير من الأحكام ...
وتعني الأصالةُ في النهاية أن تكون الفكرة المبدعة جزءاً من شخصية المبدع .
والمفكرون الذين يتميزون بالأصالة هم أكثر تفتحاً ، عقلياً وانفعالياً .
وبعض علماء النفس يزيد على عناصر الإبداع الثلاثة المذكورة ، عناصر أخرى مثل الفائدة ( بأن يكون الشيء الجديد مفيداً للمجتمع ) ، والقبول الاجتماعي بأن يكون موافقاً لقيم المجتمع .
لكن مثل هذين العنصرين يبقيان محل جدل ، فقد لا تدرك فائدة الجديد إلا بعد حين ، وقد يكون هذا الشيء مفيداً في مجال وضاراً في مجال ، وقد يكون مرفوضاً من المجتمع اليوم ، مقبولاً غداً ، أو مرفوضاً في مجتمع مقبولاً في مجتمع آخر ...

مجالات الابتكار :
ومن خلال ما ذكرنا يكمن الوصول إلى أن للابتكار والإبداع مجالات شتى كالأدب وفنونه ، والفقه وأصوله ، والاقتصاد ، والكيمياء ، والعسكرية ، وعلوم اللغة ، والرسم والموسيقا ...
ولكل مجال مقاييسه وخصوصياته ، وإن كانت المقاييس في الفنون والآداب أقل تحديداً ، وأصعب ضبطاً .

أهمية الابتكار :
حظي الابتكار بدراسات كثيرة في النصف الثاني من القرن العشرين ، فهَو ، في أرفع مستوياته ، من أهم الصفات الإنسانية التي تغير التاريخ ، فالمجتمع لا يمكن تغييره تغييراً نوعياً عبر التخطيط ، بل عبر أعمال المبدعين .
يشير كونانت conant ـ ( 1964 ) إلى أهمية المبدعين فيقول : " إن عالماً واحداً من المرتبة الأولى ( أي من المبدعين ) لا يعوضه عشرة رجال من الدرجة الثانية في العلوم . إنه لعديم الجدوى أن يسند إلى رجل من الفئة الثانية مهمة حل مشكلة من المستوى الأول " .

هل الموهوبون هم المبدعون ؟
الموهوبون نوعان : نوع يتميز أفراده بقدرات إبداعية ، ويغلب عليهم أسلوب التفكير التشعبي ، أي القدرة على توجيه تفكيرهم في اتجاهات عدّة ، وقد تتصادم نتائج تفكيرهم مع أعراف المجتمع وقيمه وأنظمته ... وقد لا يكونون من المتفوقين في مقاييس الذكاء العام أو مقاييس التحصيل الدراسي، وقد يصعب التعامل معهم في المؤسسات المألوفة .
ونوع يتميز بذكاء مرتفع ، ويغلب عليه أسلوب التفكير اللامّ ، أي التفكير المركّز حول مناهج دراسية ، وأساليب إدارية مقررة ، وقواعد أخلاقية واجتماعية سائدة .
وكلا النوعين ، إذا اقترن بالدأب والجدّ والمثابرة ، أو توافر فيه الدافع والمزاج ، فإنه يؤدي إلى نتائج إيجابية رفيعة ، إما في مجال الإبداع ، وهو النوع الأول ، أو مجال التفوق الدراسي وما يتبعه من النجاح في معظم المؤسسات الرسمية والخاصة ... وهو النوع الثاني .
إن الارتباط بين الذكاء العام وبين الإبداع ارتباط ضعيف . لذلك يجب البحث عن الصفات الشخصية الأخرى للمبدعين .
وإن مقاييس الذكاء ، والتفوق الدراسي ، والشهادات الأكاديمية ... لا تصلح لكشف القدرات الإبداعية .

العصف الذهني : Brain strome
والمراد به إتاحة الفرصة للإنسان كي يفكر بعيداً عن أي ضغط أو مؤثر سلبي ، ليُخرج كل ما عنده بطلاقة تامة ... بل قد لا يكتفى بإتاحة الفرصة ، فيزاد على ذلك إيجاد نوع من الإثارة التي تحفّز التفكير الطليق التشعبي التباعدي .
والهدف من العملية هو كشف الإبداع الكامن ، وإظهار الحل المبدع للمشكلة .
في المثال التالي بيان لمعنى عناصر الإبداع : المرونة والطلاقة والأصالة ومعنى العصف الذهني الذي قد يأتي بنتائج باهرة لكنها غير متوقعة ، وغير منسجمة مع الأساليب المألوفة . وهو مثال من عالَم الفيزياء :
الباروميتر وناطحة السحاب .. والعصف الذهني
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدانمارك ، جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر ( جهاز قياس الضغط الجوي ) ، كانت الإجابة الصحيحة : هي بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وسطح ناطحة السحاب .
إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء ، وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة بقية إجاباته على الأسئلة الأخرى .
كانت الإجابة المستفِزّة هي : نقوم بربط الباروميتر بحبل طويل ، وندلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض . غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو الفيزياء .
تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة ، فقد عُين خبير للبت في القضية .
أفاد تقرير الخبير أن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء ، وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية ، فتمّ إحضار الطالب أمام الخبير ، الذي أعاد طرح السؤال نفسه شفهياً ، فكّر الطالب قليلاً ، وقال : " لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها أختار " . فقال الحكَم : " هات كل ما عندك " . فأجاب الطالب :
يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض ، ويُقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض ، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة ، باستخدام قانون الجاذبية الأرضية ، وعندما تكون الشمس مشرقة ، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب ، فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين ، أو إذا أردنا حلاً سريعاً يريح عقولنا ، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : " سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة " ؟ . أما إذا أردنا تعقيد الأمور ، فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر .
كان الحَكَم ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء ، بينما كان الطالب يعتقد أن هذه الإجابة هي أسوأ الإجابات لأنها الأصعب ، والأكثر تعقيداً .
بقي أن نقول : إنّ اسم هذا الطالب هو " نيلز بور " ، وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء ، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي نال جائزة نوبل في الفيزياء .

الصفات الشخصية للمبدعين
تقوم الدراسة الإحصائية لشخصيات المبدعين على دراسة كل صفة عقلية أو نفسية من الصفات المتوقع تأثيرها ، مقارَنَةً مع مجموعة ضابطة ، بشرط أن يكون أفراد المجموعة الضابطة من المستوى العلمي أو التخصصي نفسه ، كأن تقاس تلك الصفات لدى كيميائي مبدع وآخر عادي ، وكلاهما يحمل الشهادات الدراسية نفسها ، والدرجة العلمية ذاتها ، وكذا تقاس لدى كاتب للقصص الخيالي مع قصاص آخر ... وهما يحملان الشهادة الدراسية ذاتها .
ونتيجة الدراسة الإحصائية تلك تبين أن هناك زمرتين من الصفات الشخصية للمبدعين : الصفات العقلية ، والصفات النفسية والمزاجية .
1. الصفات العقلية :
أساس الإبداع هو التفكير التباعدي أو التشعبي ، وعناصره الأساسية ثلاثة هي : المرونة والأصالة والطلاقة . وهنا نستعرض عوامل وجوده .
فأهم عوامل وجوده العقلية هي :
1) الذكاء :
قد يبدو أن الذكاء الحاد والإبداع متلازمان ! والحقيقة إن الارتباط بينهما ليس كما نتصور ، والعلاقة بينهما تحتاج إلى توضيح وتفصيل .
إذا اعتبرنا الذكاء قدرة عقلية عامة فهو يختلف عن الإبداع ، وإن كان يرتبط به ، لأن الإبداع عملية أكثر تحديداً وأكثر خصوصية من الذكاء ، كما أن الإبداع ليس جزءاً من الذكاء وإن كان مرتبطاً به .
فقد تبين بالاستقراء والملاحظة والبحث العلمي أن الأذكياء جداً ليسوا مبدعين دائماً ، وأن المبدعين ليسوا دائماً من الأذكياء جداً ، فمن يحصل على علامات مرتفعة جداً في روائز الذكاء ليس دائماً من المبدعين ، وكذلك لم يحصل المبدعون على الدرجات العالية جداً في روائز الذكاء .
مع هذا كله ، وُجدت علاقة بين الذكاء والابتكار في المستويات العليا جداً ، وعندئذ يجتمع الاتزان النفسي ، والاستقامة السلوكية والنتائج العبقرية ، وهو ما كان عند أئمة وقادة عظام كأبي بكر وعمر ، وخالد والمثنى ، وأبي حنيفة والشافعي ، وأبي الأسود الدؤلي والخليل ، والشاطبي وابن خلدون ، وحسن البنا وسيد قطب ...
ويبدو أنه عندما لا يكون للذكاء أهمية ظاهرة في عملية الابتكار فإن خصائص الشخصية الأخرى، النفسية والمزاجية ، تتدخل بشكل حاسم .
الذكاء شرط للإبداع ، فلا بد من حد أدنى مقبول لحدوث الإبداع ، فإذا تحقق هذا الشرط فإن الإبداع يتوقف على عوامل أخرى عقلية ونفسية .
ولابد من ملاحظة اختلاف هذا الحد الأدنى للذكاء بين ميدان وآخر من ميادين الإبداع .
مثلاً : لوحظ أن درجة الذكاء المطلوبة في الإبداع التقني ، كاختراع الأجهزة ، درجة قليلة نسبياً بالقياس إلى الدرجة المطلوبة في العلوم الفيزيائية والرياضية .
وكذلك فدرجة الذكاء المطلوبة في الإبداع الأدبي درجة عالية نسبياً أمام الدرجات المطلوبة في ميادين الإبداع التعبيري الأخرى كالرسم والتمثيل ، وأمام الدرجات المطلوبة في الإبداع العلمي والتقني.

2) الحساسية للمشكلات :
والمراد منها حساسية الفرد لوجود مشكلة تثير التفكير تتطلب حلاً . وفي الإبداع العلمي خاصة يتوقف نجاح الفرد إلى حد كبير على قدرته في طرح الأسئلة ، وعلى نوع هذه الأسئلة.
وكثير من هذه المواقف لا يجد فيه الإنسان العادي مشكلة ، بينما يرى فيه آخرون مشكلة، وذلك لاختلاف معايير كل إنسان وموازينه وطريقة تفكيره ومستوى هذا التفكير ، واهتماماته ودوافعه .

3) درجة التعقيد التي يمكن للفرد أن يتعامل معها :
وهي قدرة الفرد على توجيه فكره في أكثر من اتجاه في الوقت نفسه ( أي قدرته على التفكير التشعبي أو التباعدي ) ، وهو أمر تزداد صعوبته كلما ازداد عدد العناصر التي يتعامل معها العقل أثناء التفكير .

4) قدرة الفرد على التقويم المناسب للأفكار :
يجب أن تكون الأفكار صالحة ومقبولة حتى تكون مفيدة ، وإذا غاب التقويم كانت الأفكار محتوية على جزء كبير غير مناسب ، وصَرْف الجهد العقلي في معالجة هذا الجزء تضييع للوقت ، وتعويق للإبداع .
لكن درجة الضبط يجب ألا تكون كبيرة بحيث تؤثّر على عناصر الإبداع الأساسية ( المرونة والطلاقة والأصالة ) وإلا كانت جموداً وعُقْمَ تفكير ، وقد تمنع الفرد من التفاعل مع العناصر بشكل أصيل . وإن مشكلةَ أن يكون التقويم سبباً في تعويق الدماغ ، كانت عاملاً في ظهور طريقة خاصة في تدريب الإبداع سمّيت ( العصف الذهني ) .

2. الصفات النفسية والمزاجية :
من أبرز الصفات النفسية عند المبدعين صفة الاعتماد على النفس والثقة الزائدة بها، والتحفظ والعزلة ورقة القلب والحساسية والتفكير المستقل ، والبصيرة النفسية ، وضعف الأنا الأعلى ( أي الانتساب إلى المجتمع ) .
الابتكار – بعكس الكفاءة في الأعمال التقليدية – ليس بالضرورة مرغوباً به في كثير من المهن والأعمال ، لأن صاحبه واثق من نفسه جداً ، ويتصرف بأسلوب مفاجئ ، وقد لا يلتزم بالمعايير الخُلُقية والاجتماعية ( وخاصة إذا كان الابتكار في ميادين الفنون والآداب ) .
ويتّسم المبدعون من الأدباء إلى سمة يمكن تسميتها بالبصيرة النفسية أو التقمص الوجداني. وهي تعني قدرة الأديب أو الفنان على فهم شخصيات الآخرين ، والشعور بمشاعرهم ، والتوحد مع الموضوع ، وهذه القدرة تختلف عن المشاركة الوجدانية التي تعني التعاطف .
الفنان المبدع إذاً يحس بمشاعر الآخرين ، وينظر إلى الأحداث من خلال عيونهم ، ويدرك دوافع سلوكهم ... وقد يدين في أثناء ذلك ، أو في نتيجته ، تلك الدوافع .
كما ينشأ عن البصيرة النفسية لدى المبدعين من الأدباء والفنانين : الاتجاه الجمالي الذي يعني الالتقاط الحساس لأي تناسق أو عنصر جمالي يقع في مركز الانتباه ، واستقراء معانٍ لا يدركها الإنسان العادي ، لكن الإنسان العادي عندما يطلع عليها في أعمال الفنان أو الأديب يعجب بها ، أو يستهجنها . ومثال ذلك رؤى الصوفيين .
ونتيجة لشعور المبدع بتميزه ، واستقلال تفكيره ، ومخالفته لرؤى أبناء مجتمعه في مجال رؤاه الخاصة ... ينمو عنده الاعتداد بالنفس والاعتماد عليها ، بمقابل ضعف شعوره بالانتماء إلى المجتمع الذي لا يقدِّم إليه – وفق اعتقاده – إلا القليل .

المدرسة والإبداع :
مما سبق نجد أن ارتباط الذكاء بالتفوق الدراسي ارتباط قوي ، أما ارتباطه بالإبداع فليس كذلك . ومن المناسب ذكر بعض التكملات والتوضيحات لعلاقة المدرسة بالإبداع والذكاء .
التعليم المدرسي بالضرورة يعتمد على المنهاج ، مهما كان في هذا الاعتماد من مرونة ، ويقوّم الطلاب – بالضرورة – وفق التحصيل الدراسي واستيعاب المنهج مهما اعتمدت الاختبارات على الاستنباط والربط ...
ونتيجة لذلك سيكون التعليم المدرسي كاشفاً للذكاء ، مثمّناً له ، مهملاً للابتكار ، وربما قامعاً له ! وكثيراً ما اتُّهم المبدعون العباقرة بأنهم أغبياء متخلفون ... حينما كانوا على مقاعد الدراسة .
يجد المبدع أن التزامه بالمنهج المدرسي وضوابط الاختبارات التي تفرض عليه التقيد بمعطيات المنهج ... تشكل تهديداً خطيراً لقدراته الإبداعية ، يقول آينشتين عن ذلك :
" لقد كان هذا القيد مفزعاً للغاية ، لدرجة أنني بعدما اجتزت الامتحان النهائي وجدت نفسي غير قادر على التفكير في أي مشكلة علمية لمدة عام تقريباً " .
وفي سن السادسة عشرة رسب آينشتين في امتحان القبول في معهد الفنون التطبيقية بزيورخ ، ولكنه نجح في العام التالي بدرجة مُرْضية .
وأعلَن آينشتين مرة " إنني لا أكدّس الحقائق في ذاكرتي ، حيث إنني أستطيع الحصول على تلك الحقائق بسهولة في إحدى الموسوعات " .
ومثال آخر : التحق الطفل بمدرسة البلدة ، التي لم تكن تلقن التلاميذ في ذلك الوقت ، أكثر من القراءة والكتابة والحساب أي استخدام الأعداد . وكانت المدرسة تستخدم العصا لحث الأولاد الكسالى والمبطئين أو البلهاء – كما كانوا يسمونهم . وكان المعلمون عاجزين تماماً عن قراءة ما يدور في عقل تلميذهم الجديد ، فكان يجلس ثم يرسم صوراً ، ويلتفت حوله ، وقد يصغي إلى ما يقوله كل واحد منهم، وكان يوجه أسئلة " مستحيلة " لكنه يأبى أن يجيب على إحداها ، حتى لو هدده المدرس بالعقاب. وكان الأطفال يلقبونه " الأبله " ، وبوجه عام كان في مؤخرة صفه . وذات يوم ، زار أحد المفتشين الصف فتوجه إليه المعلم بالشكوى من سلوك التلميذ الجديد قائلاً : " إن عقل هذا الصبي مختل وهو غير أهل لإبقائه في المدرسة أكثر من ذلك . " ولكن بمرور الوقت أصبح هذا الصبي عالماً ذائع الصيت ، فلم يكن إلا " توماس أديسون " Edison المخترع الأمريكي ( 1847-1931 ) ، وكلنا يعلم ما قدمه للبشرية من مخترعات يسّرت لها أسباب الحياة والرفاهية ، ومنها : الحاكي ( الفونوغراف) ، الخيالة ( آلة السينما ) ، المحرك الكهربائي ( الموتور ) ، البطارية الكهربائية ، الهاتف ، والمصباح الكهربائي المتألق ... الخ .
ومثال آخر : أحد مهندسي المعمار الأمريكيين الذين درسهم ماكينون Mackinnon ـ ( 1962 ) ، كان واحداً من أكثر التلاميذ تمرداً ، ولكن بمضي الوقت أصبح من أكثر مهندسي عصره إبداعاً . وكان عميد معهد الفنون الذي يدرس به ، قد نصحه بأن يترك دراسة الفن ويتجه إلى أي عمل آخر ، حيث إنه لا يملك أية موهبة ، بدلاً من تضييع وقته سدى .
فإذا سألنا بعدئذ : لماذا تفشل المدرسة عادة في كشف المبدعين ؟ كان الجواب : لأن المدارس تعتمد معايير نمطية لا بديل عنها ، وهي تصلح للشريحة العظمى من الطلاب ، وتركّز – في الدرجة الأولى – على القدرات المعرفية ( التعرف ، التحقق ، اليقظة ... ) ثم على القدرات التقاربية ( أي الانسجام مع معايير السلوك المقبولة اجتماعياً ورسمياً ، والقرب من الاتجاه الصحيح والحل الصحيح ) ثم على الذاكرة ، ثم على القدرات التقويمية كالتفكير النقدي والمقارن ، وأخيراً على القدرات المتعلقة بالابتكار ( كالتفكير المستقل والمستفسر ) وهي التي تسمى بالعمليات العقلية التشعبية أو المتباعدة ، والتي يمكن أن تتوصل إلى نتائج مفاجئة غير مألوفة ، وهي تقابل طرائق التفكير اللامّ أو القدرات التقاربية ، التي تنتهي إلى نتيجة محددة سلفاً .
لذلك فإن كثيراً من المبتكرين لم يتوصلوا إلى مكانتهم المرموقة في الجو المدرسي وحتى نهاية المرحلة الثانوية ، وأحياناً حتى نهاية المرحلة الجامعية .

ولكن هل يمكن التعامل مع التلاميذ في خطين متباينين : الخط النمطي الذي يشمل عامة التلاميذ ، والخط المستقل الذي يصلح للتعامل مع مبدع في الرياضة أو الكمبيوتر أو الشعر ... ؟! الأمر ليس سهلاً ، لكن ما يُقَرِّبُه هو نشر ثقافة تربوية بين المربِّين يعرفون من خلالها خصائص الشخصية المبدعة ، ووجود مشرفين تربويين يتمكنون من كشف تلك الخصائص وتوجيهها ورعايتها .
وهذا يوصلنا إلى حقيقة أخرى وهي أن الإبداع الكامن في النفس لا قيمة له حتى يتحقق في واقع ملموس ، لأن هذا التحقق يجعله محدداً واضحاً ، فكما يقال : إن أفضل ما يحدد الناس المبدعين موضوعياً هو أعمالهم . ويقول آينشتين في هذا : لكي يكون لمفهوم الابتكار معنى حقيقي ، يجب أن يقدّم مقياساً لنفسه .

خشان خشان
06-02-2008, 02:43 PM
وصلني هذا النص بالإيميل:

Only great minds can read this

This is weird, but interesting!

fi yuo cna raed tihs, yuo hvae a sgtrane mnid too

Cna yuo raed tihs? Olny 55 plepoe out of 100 can.

i cdnuolt blveiee taht I cluod aulaclty uesdnatnrd waht I was rdanieg. The phaonmneal pweor of the hmuan mnid, aoccdrnig to a rscheearch at Cmabrigde Uinervtisy, it dseno\'t mtaetr in waht oerdr the ltteres in a wrod are, the olny iproamtnt tihng is taht the frsit and lsat ltteer be in the rghit pclae. The rset can be a taotl mses and you can sitll raed it whotuit a pboerlm. Tihs is bcuseae the huamn mnid deos not raed ervey lteter by istlef, but the wrod as a wlohe. Azanmig huh? yaeh and I awlyas tghuhot slpeling was ipmorantt! if you can raed tihs forwrad it

FORWARD ONLY IF YOU CAN READ IT.

خشان خشان
07-11-2008, 06:23 AM
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?p=196628#post196628





العروض الرقمي رسالة فكرية بما يمثله من النظر إلى التفاصيل في إطار كلي. وهذه رسالته الأسمى قبل أن تكون ضبطا لوزن الشعر. بل العروض أصلا كذلك، فكذلك أبدعه فكر الخليل بن أحمد الذي يعتبر مثالا للفكر الذي أطلقه الإسلام من كل قيد.

ليس المقام مقام تفصيل عن صدور العروض عن تفكير كلي لدى الخليل، كانت تفاعيله وبحوره وسائل إيضاح تجسيدية له. فشمل ذلك ما شمل الأمة من قديم وما زال يشملها في سائر شأنها من الاهتمام بالوسائل في تجسيدها وتجزيئيتها وإهمال الفكر في تجريده وكليّته. فوصلت إلى ما وصلت إليه.

يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "


الفكر هو التجسيد الأعلى لتكريم الله للإنسان ونفخه فيه من روحه فمنّه عليه بإسجاد الملائكة له.

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ{29} " – الحجر

الفكر الذي هدى به الله سبحانه سيدنا الخليل إبراهيم عليه السلام في محاولته أطر جزئيات الكون في إطار يشملها فما وسعها إلا إطار التوحيد.

"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79}"- الأنعام


الفكر الذي علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام الأخذ به لرد الأمر كله لله لدرجة التفريق بين الوحي وسواه حتى لو صدر عنه عليه السلام. وفهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا فسمعوا وأطاعوا في الحديبية بلا حوار بعد نزول الوحي. وسمعوا وأطاعوا في بدر لما قرره الرسول بعد أن استأذنوا الرسول عليه السلام في محاورته واستبينوا منه إن كان الأمر وحيا أم غير وحي فحاوروا وأشاروا وقارنوا بعد أن تبينوا و سمح لهم رسول الله بذلك وأخذ بالرأي الذي رأى فيه الخير. فكان حوارهم لرسول الله من تمام إيمانهم.

الفكر الذي يبقى حارسا للتمييز بين الشرع كما نزل به الوحي وانطباع الناس عن الشرع.
هذا التمييز الذي يتمثل في الحوار بين مؤمنين حريصين على شرع الله كما في حوار صلاح الدين الأيوبي والقاضي الفاضل الذي أرسل من مصر يستأذنه وهو في الشام في تشديد العقوبة لانتشار الجريمة فكان توجيه صلاح الدين له أن يلتزم حكم الشرع في العقوبة ولا يتجاوزه بحال. فلا نقص يستكمل في شرع الله.

هنا أمران: الأول شرع الله والثاني تصور الناس لشرع الله. أما شرع الله فلا يجوز لمؤمن فيه غير الإذعان. وأما فهم الناس لهذا الشرع فأمر يجوز بل يجب فيه الحوار.

قادني إلى هذه المقدمة الطويلة هذه الرسالة التي وصلتني ووصلني قبلها تنبيه بذات المحتوى
مما جاء في الرسالة

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتك تؤكد لـ .............. وكذلك .............. عدم إدراج شعر الغزل حتى لو كان عذرياً ."

لا شك عندي في سمو الدافع لدى من أرسل الرسالة وقبلها التنبيه. ولكن هل يجوز لبشر بدافع الحرص على الشرع أن يحرم ما أحل الله ورسوله؟

وأيهما أشد ضررا ، شعر الغزل أم القول بغير قول رسول الله فيه؟

بانَتْ سُعادُ فَقَلبي اليومَ مَتْبولُ = مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ

وما سعادُ غَداةَ البيْنِ إذ رَحَلوا = إلاّ أَغَنُّ غَضيضُ الطَّرْفِ مَكْحولُ

تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ = كأنّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ

شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماء مَحْنِيَةٍ = صافٍ بأَبْطَحَ أَضْحى وهُوَ مَشْمولُ

تَجْلو الرّياحُ القَذى عنهُ وأَفْرَطَهُ = مِن صَوْبِ سارِيَةٍ بيضٌ يَعالِيلُ

هل هذه الأبيات وما يجري مجراها مسموح بنشرها في رواء ؟

لعلي أسأت الفهم فهل لمن يقول بمنع شعر الغزل العذري أن يبين موقفه في ضوء استماع رسول الله لهذه الأبيات وخلعه البردة على قائلها ؟
ربما يقال هذا ليس شعر غزل. حسنا إذن ما هو وما هو الشعر الذي يشابهه ومسموح نشره في المنتدى ؟

هو حوار دافعه المحبة في الله. وإعمال الفكر في الحكم على الأشياء بالشرع لا بسواه. فكم جر عدم التفريق بين الشرع وفهم بعض الناس للشرع من ضرر.

ليس شعر الغزل العذري سواء في نشره أو عدم نشره بالقضية الخطيرة في ذاته.
ولكن القضية الخطيرة هي في القول بغير ما قال به رسول الله عليه السلام فيه وإن كان دافعها الحرص على رسول الله وحبه.

إن الأمر أمر منهج لا أمر شعر غزل عذري وهناك العديد من الأمور التي هي أهم وأخطر من هذا الأمر يتأثر موقفنا تجاهها بفهمنا للصواب في قضية شعر الغزل العذري في المنتدى.

عندما اقتصرت الإدارة دخول المنتدى على المشاركين، خاطبتهم بأنه لا يجوز شرعا حجب العلم فأخذوا مشكورين برأيي.

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31

فليحرص أحدنا على التمييز بين شرع الله وفهمه له، وهل يغضب لشرع الله أم لفهمه له.
كل هذا حوار بين مؤمنين مخلصين لدينهم قد تختلف آراؤهم. فلنحرص في معالجتنا لها على قطع الطريق على غير المخلصين ممن يتعمدون تقديم فهم محرف لرأي الشرع على أنه رأي الشرع. ولا سبيل إلى ذلك إلا بالالتزام بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

والالتزام يقتضي تقديم الدليل الشرعي فيصلا بين الشرع والرأي الشخصي.

لقد ناقشت الأمر من الاعتبار الأهم ولكنه ليس الاعتبار الوحيد. وثمة اعتبار آخر من اعتبارات أخرى وهو أن هذا الدين جاء للحياة بكامل جوانبها، واستثناء جانب من الحياة بما يشبه عدم الاعتراف بوجوده يناسب فهما ما ولكن الفهم الآخر هو أن كل جانب في الحياة له في هذا الدين حكم وحري بنا أن نلتزم به ولا نزاود فيه على شرع الله.

أقول هذا غير مستبعد من حيث المبدأ أن أكون قد أسأت الفهم فوقعت في ما نهيت عنه من عدم التمييز بين الشرع وفهمي له. فجزى الله خيرا من بين لي رأيه فيما ذكرت.

الحسين بن علي
07-11-2008, 01:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اسعد الله اوقاتك دكتورنا الفاضل .

سأبدي لك رأيي ما دمت طلبت ذلك .

كل ما ذكرته في حديثك صحيح ، ولكن ظهر لي أن الكاتب أراد أمر آخر ، خصوصا أنه لم يتعرض

للموضوع من ناحية الحل والحرمة ، ولو كان فعل ذلك فلن يجد له مسلكا .

ظهر لي أن الكاتب قصد أن استخدام شعر الغزل في المقام التعليمي أمر غير محبذ .

خصوصا وأن المنتدى مفتوح لجميع المراحل السنية ، هذا من ناحية .

ومن ناحية أخرى استخدام الغزل في المقام التعليمي أمر لم نتعود عليه كمسلمين .

أضف إلى ذلك أن الأمر له سلبياته فربما يكون نواةً لإخراج شعراء غزل ، والأمة ليست بحاجة لذلك .

فكما تعلم أن الإنسان في مرحلة التعليم يكون خصبا ، فربما انغرس مع المعلومة أمر آخر .

والأهم من ذلك كله ، أنه بالإمكان العدول عنه إلى ما هو خير منه ، مما يزيد المتعلم أدبا وخلقا.

كاستخدام أغراض الزهد والورع ، أو الحكم ، أو النصائح ، وغير ذلك مما له نفع كبير .

هذا من ظهر لي من كاتب الرسالة ، وإن كان كذلك فما ذهب إليه فيه وجهة نظر .

أما إن كان الحديث عن الحل والحرمة فالأمر واسع ، والحديث عنه يطول .

وتحدث أهل العلم عنه بما يكفي ، وهو أمر له تقسيمات وفروع .

وحديثك عن المنهج وتجسيدك للموضوع هو أمر جميل جدا يدل على اهتمامك للوصول للحق .

فجزاك الله كل خير . واعذرني على الاطالة .

ودمتم في حفظ الله .

خشان خشان
07-13-2008, 01:21 AM
شكرا لك أخي الحسين وما تفضلت به يتقاطع مع الحوار الذي تم هناك وأنقله هنا. لعلاقةالحوار بموضوع (فلنفكر )

رد الأستاذ محمد سالم :

هناك تداخل بين العادة و الشرع كثيرا ما يوقعنا في متاهات و تذوب علينا الحدود بينهما فنُدخل ما كان من العادة في الشرع و أحيانا ندخل ما كان من الشرع في العادة فننوي به إخلاصا لها لا إخلاصا له..
يروى أن الرسول صلى الله عليه و سلم رفض أن يقال فيه شعر لا يبدأ بغزل و من المعلوم أن القصيدة كانت تبدأ بالغزل لتتسلسل بعد ذلك إلى وصف الناقة ثم غرض القصيدة النهائي..
يمكن لأي منتدى أن يسن قوانين و يرسم حدودا و يضع قيودا، لا غبار على ذلك و ينبغي علينا كموقعين على قانونه الداخلي أن نحترم ذاك الخيار، لكن نحترمه على أساس أنه حدود بشرية لا حدود إلهية، تلك يتم وضعها في إطار أن صاحب الضيافة له الحق في أن يسن ما بدا له من قوانين يتعامل بها الضيوف دون المطالبة بالدليل، و هذه لابد فيها من دليل حتى يتم اتباعها عن بينة..
كان ذلك مجرد رأي فإن كان صوابا فمن الله، و إن كان غير ذلك فأستغفر الله من الزلل..
******
ردي:

أخي الكريم محمد
أتظن أن اقتصار معظم الصفحات الأدبية في كثير من المنتديات على شعر أو بالأحرى كلام الغزل أمر يروق لإنسان سليم الذوق ناهيك عن إنسان يحب لأمته الخير في إطار القيم التي أرساها دينها.

نعم هناك البشري وهناك الإلهي وهناك حق إدارة المنتدى ووجوب التقيد بما تراه. لا خلاف على ذلك.
وهنا حوار فكري حول ما أحسنت توصيفه من فارق بين حدود التشريع الإلهي والاختيار البشري. والحوار فحواه حول هذا الفارق. لماذا هو ؟ ومدى حكمته ؟

هذا التساؤل مناسبته ما تقدم من قول في المنتدى ومجاله كما ترى أعم من موضوع المنتدى ويأتي في ضوء انطباع عام عن حال المسلمين في التشدد في بعض الأمور بما يضيق عن الحد الإلهي. وما يصاحب هذا من التساهل بأمور أهم كثيرا كثيرا كثيرا - تعرف أنه لا مجال لذكرها - بحدود تنداح أوسع بكثير جدا من الحد الإلهي. وترافق هذين النمطين حتى كأنهما وجها السبب الخببي الخفيف والثقيل هو ما حدا بي إلى الكتابة في الموضوع.

هو كما قلت حوار فكري مناسبته - شعر الغزل العذري - ولكنه كطبيعة شمولية التفكير المتجذرة في الرقمي يتناول مدى أوسع من الشعر العذري والمنتدى.

طبعا كل هذا مع احترام شروط المنتدى.

والله يرعاك.

*****
رد الأستاذ محمد سالم:

عندما تكلمتُ عن شروط المنتدى و قوانينه لم أكن أريد إن اقول أن عليك أنت شخصيا الالتزام بها، معاذ الله، فأنت أول من يلتزم بتلك القوانين حسب علمي بك،
أردت أن أفرق بين درجة قبول البشري و درجة قبول الشرعي، واحد هو الذي يرسم حدود العادة، و عندما يطالبني أحدهم الالتزام به ينبغي أن يطالبني بالالتزام به انطلاقا من تصنيف الأمر على أنه غير إلهي بل خيار قد أوافق أنصاع له مرغما و لكن ليس تعبدا ، أردت أن أشدد على أن من يتوقع مني الاتزام بحد بشري ينبغي أن يبني توقعه على قبولي له في إطاره الصحيح البشري لا أن يبحث لي عن مسوغات غير موجودة لأتعبد به ربي.
الآخر الذي هو شرعي يُقبل إما بنصه أو بمقصده لكن لا بد فيه من دليل قطعي حتى أوافق على مصدره.
هذه الضبابية في الحدود بينما هو شرعي و بشري كما أسلفت تنسحب على مختلف مناحي الحياة، فنحن للأسف لا نعرف كيف نستخرج القوانين الإلهية نتيجة لعدم صبرنا على عملية التفكير التي هي تعبدية،
التعميم عندنا هو المسلمة الأولى و الأخيرة التي نركن إليها فقد نحكم على منظومة سلوك بانهيارها نتيجة انهيار جزئية منها، لأننا نركز على الجزئيات ولا ننظر إلى الشمولية،
قد نحكم على شعب بالفساد لفساد بعض أفراده، على حرمة فن لأن بعض ممارسيه شذوا عن القاعدة العامة، على حرمة شعر غزل لأن فيه غزلا بذيئا..و هكذا..

خشان خشان
07-13-2008, 01:21 AM
شكرا لك أخي الحسين وما تفضلت به يتقاطع مع الحوار الذي تم هناك وأنقله هنا. لعلاقةالحوار بموضوع (فلنفكر )

رد الأستاذ محمد سالم :

هناك تداخل بين العادة و الشرع كثيرا ما يوقعنا في متاهات و تذوب علينا الحدود بينهما فنُدخل ما كان من العادة في الشرع و أحيانا ندخل ما كان من الشرع في العادة فننوي به إخلاصا لها لا إخلاصا له..
يروى أن الرسول صلى الله عليه و سلم رفض أن يقال فيه شعر لا يبدأ بغزل و من المعلوم أن القصيدة كانت تبدأ بالغزل لتتسلسل بعد ذلك إلى وصف الناقة ثم غرض القصيدة النهائي..
يمكن لأي منتدى أن يسن قوانين و يرسم حدودا و يضع قيودا، لا غبار على ذلك و ينبغي علينا كموقعين على قانونه الداخلي أن نحترم ذاك الخيار، لكن نحترمه على أساس أنه حدود بشرية لا حدود إلهية، تلك يتم وضعها في إطار أن صاحب الضيافة له الحق في أن يسن ما بدا له من قوانين يتعامل بها الضيوف دون المطالبة بالدليل، و هذه لابد فيها من دليل حتى يتم اتباعها عن بينة..
كان ذلك مجرد رأي فإن كان صوابا فمن الله، و إن كان غير ذلك فأستغفر الله من الزلل..
******
ردي:

أخي الكريم محمد
أتظن أن اقتصار معظم الصفحات الأدبية في كثير من المنتديات على شعر أو بالأحرى كلام الغزل أمر يروق لإنسان سليم الذوق ناهيك عن إنسان يحب لأمته الخير في إطار القيم التي أرساها دينها.

نعم هناك البشري وهناك الإلهي وهناك حق إدارة المنتدى ووجوب التقيد بما تراه. لا خلاف على ذلك.
وهنا حوار فكري حول ما أحسنت توصيفه من فارق بين حدود التشريع الإلهي والاختيار البشري. والحوار فحواه حول هذا الفارق. لماذا هو ؟ ومدى حكمته ؟

هذا التساؤل مناسبته ما تقدم من قول في المنتدى ومجاله كما ترى أعم من موضوع المنتدى ويأتي في ضوء انطباع عام عن حال المسلمين في التشدد في بعض الأمور بما يضيق عن الحد الإلهي. وما يصاحب هذا من التساهل بأمور أهم كثيرا كثيرا كثيرا - تعرف أنه لا مجال لذكرها - بحدود تنداح أوسع بكثير جدا من الحد الإلهي. وترافق هذين النمطين حتى كأنهما وجها السبب الخببي الخفيف والثقيل هو ما حدا بي إلى الكتابة في الموضوع.

هو كما قلت حوار فكري مناسبته - شعر الغزل العذري - ولكنه كطبيعة شمولية التفكير المتجذرة في الرقمي يتناول مدى أوسع من الشعر العذري والمنتدى.

طبعا كل هذا مع احترام شروط المنتدى.

والله يرعاك.

*****
رد الأستاذ محمد سالم:

عندما تكلمتُ عن شروط المنتدى و قوانينه لم أكن أريد إن اقول أن عليك أنت شخصيا الالتزام بها، معاذ الله، فأنت أول من يلتزم بتلك القوانين حسب علمي بك،
أردت أن أفرق بين درجة قبول البشري و درجة قبول الشرعي، واحد هو الذي يرسم حدود العادة، و عندما يطالبني أحدهم الالتزام به ينبغي أن يطالبني بالالتزام به انطلاقا من تصنيف الأمر على أنه غير إلهي بل خيار قد أوافق أنصاع له مرغما و لكن ليس تعبدا ، أردت أن أشدد على أن من يتوقع مني الاتزام بحد بشري ينبغي أن يبني توقعه على قبولي له في إطاره الصحيح البشري لا أن يبحث لي عن مسوغات غير موجودة لأتعبد به ربي.
الآخر الذي هو شرعي يُقبل إما بنصه أو بمقصده لكن لا بد فيه من دليل قطعي حتى أوافق على مصدره.
هذه الضبابية في الحدود بينما هو شرعي و بشري كما أسلفت تنسحب على مختلف مناحي الحياة، فنحن للأسف لا نعرف كيف نستخرج القوانين الإلهية نتيجة لعدم صبرنا على عملية التفكير التي هي تعبدية،
التعميم عندنا هو المسلمة الأولى و الأخيرة التي نركن إليها فقد نحكم على منظومة سلوك بانهيارها نتيجة انهيار جزئية منها، لأننا نركز على الجزئيات ولا ننظر إلى الشمولية،
قد نحكم على شعب بالفساد لفساد بعض أفراده، على حرمة فن لأن بعض ممارسيه شذوا عن القاعدة العامة، على حرمة شعر غزل لأن فيه غزلا بذيئا..و هكذا..

محمدسالم
07-13-2008, 03:17 AM
استغربت عدم تقبل أهل موقع رواء لنقاش فكري علمي،
امة لا تناقش خلافاتها، لا تبحث عن حلول خلف جدر التبلد،
أمة حلول مشكالها معلبة بدون أملاح حفظ للأسف لا تستحق التقدم و هذا هو حالنا..نترك الغير يبحث و يتقدم و نحن نستهلك ما يصلون إليه من اكتشافات و اطعمة و ألبسة و حتى فكرٍ بعدما يرمونه في سلة المهملات،
حتى إذا اكتشفوا أن الأرض بيضوية الشكل قلنا ، نعم وجد عندنا هذا الاكتشاف قبل 14 قرنا، و إن قالوا هناك نجم يلمع بتردد معين قلنا نعم "و السماء و الطارق" نزلت من 14 قرنا..في حين أنه عندما يفتح أحدنا موضوعا للنقاش و لاستثارة العقول يحذف أو يغلق أو ينقل حيث لا يراه أحد..
تعودنا أن يحجر الأب على ابنه و الشرطي على المدني و الرئيس على المرءوس و كل يقفز فوق راس صاحبه الذي هو أقصر أو أضعف منه و كل يعوض عقده النفسية على أخيه..!

الأمر لا يخرج عن إطار العادة و لا دخل له في الحلال و الحرام، و لا حتى ما يمكن أن يُستحى منه، فالمعلقات العشر كانت مادة أساسية في التعليم الأهلي و في الجامعات الشعبية و كلها مليئة بالغزل العذري و حتى غير العذري لأنها كانت مادة لدراسة اللغة العربية التي هي شرط أساسي من شروط الاجتهاد الفقهي و من لا يعرف تلك اللغة الجاهلية فلم يكن أهلا لمواصلة العلم الشرعي.
من أكثر المجتمعات العربية تطبيقا لموضوع الحياء حتى تحول إلى دين ما انزل الله به من سلطان المجتمع الموريتاني إذ لا يمكن للصغير التدخين أمام من هو أكبر منه و لا التلفظ بأي لفظ يشير من قريب أو بعيد إلى الزوج فمابالكم بالحبيب أو الحبيبة، و رغم ذلك طبقوا قاعدة ذهبية هي "العلم ما منُّو سحوة.." أي لا حياء في العلم عن طريقها يُدرّس الأب لابنه معلقة امرئ القيس المليئة بالغزل الفاحش، ليس إلا لاستخراج المفردات اللغوية منها و تطبيق العروض عليها..
كل ما يخدم العلم يجب ألا يُحجر عليه و إلا سددنا بالذريعة كل شريعة..

زينب علي
07-13-2008, 04:21 AM
كنتُ قد قرأتُ موضوع الأستاذ خشان منذ بدايته ، و قد دُهشتُ حقيقةً من شبكةٍ تضم بداخلها كبار شخصياتٍ و رجال فكرٍ و أدبٍ تحظرُ باباً لا يُغفل عنه من أبواب الشعر ..

و كان كل مافي يدور خُلدي قد أوجزه الأستاذ بقوله في الرد على الأستاذ محمد /


أتظن أن اقتصار معظم الصفحات الأدبية في كثير من المنتديات على شعر أو بالأحرى كلام الغزل أمر يروق لإنسان سليم الذوق ناهيك عن إنسان يحب لأمته الخير في إطار القيم التي أرساها دينها.

أن يكون الغزل هو الصفة السائدة أمر غير مقبول ، و أن يتمّ تجاهله و إغفاله ( و حظره) أمر غير مقبولٍ أيضاً ، فـ ( لا إفراط ولا تفريط ) قاعدةٌ قد أقرها الشرع و قبلها العقل و طبقها المنطق!


لم أعقب ، فـ كلام الأستاذ كان كافياً .. و كنتُ أنتظر تعقيب أحد مسؤولي الشبكة لتوضيح وجهة نظرهم ، لكني تفاجأتُ بالتجاهل التام ( إن صح تسميته كذلك ) ..


وما زادني عجباً أن يتم نقل الموضوع للملتقى الإداري مع خلوّه من أي كلمةٍ مخالفة أو مسيئة ، فـ ما كان يدور فيه نقاشٌ منطقي و عقلانيّ بحت ، لا يُخالف الشريعة أو يمس قوانين المنتدى بأيّ شكلٍ من الأشكال !


لا زال لديّ أمل في ردة فعلٍ إدارية توضح ما يجري ..



للجميع التحية !

خشان خشان
07-13-2008, 09:29 AM
الأخت زينب شكرا لك

وهنا تتمة للموضوع
----------
محمد سالم
انتظرت حوالي ساعة لأعرف إن كان الموضوع مخالفا أو إن كنت قلت شيئا يستوجب نقل الموضع إلى المنتدى الإداري..
على كل حال إن كانت حرية الرأي غير مكفولة هنا فسيسعدني أن أبحث عن مكان أتنفس فيه بحرية.
شكرا لكم...
------
وتعليقي:

الإخوة الكرام في الإدارة
السلام عليكم
هبوا أنني أناقش هنا شروط منتدى رواء. وهبوا أن ذلك ليس من حقى. وهبوا أن رأيي خطأ .
أقصى ما في الأمر هو ذلك، ولكني لم أخرق شروط المنتدى.
فهل فيما قلت ما يوجب حجب الموضوع.
لقد اعترض بعض الصحابة في غزوة حنين فأقنعهم رسول الله بموقفه بالحجة .
أليس هو لنا القدوة ؟
هبوني أخطأت الرأي ( لا التصرف ) أليس من حقي عليكم أن تهدوني سواء السبيل بالحجة ؟
أتمنى أن لا نخسر أستاذا كريما كالأخ محمد سالم.
يرعاكم الله.

ندى الصالح
07-27-2008, 12:26 AM
هل من حقي أن أقول رأيي هنا ...؟؟
أرجو ذلك ...
عجبت عندما علمت بحذف الموضوع ولكنني عندما عدت إلى وثيقة رواء التمست لها العذر فهي قد بينت من ضمن الخطوط الواضحة لهذه الوثيقة ما يلي :


2. تمنع الشبكة نشر كل ما يتعلّق بالغزل أو يحتمله تحت أيّ نوعٍ من المسمّيات أو الفنون لوجود الاخوة والأخوات بشكل تفاعلي حي والشبكة هنا لا تصدر حكماً شرعياً فيما يتعلّق بالغزل العفيف ولكنّها ترى أنّ فتح هذا الباب لا يتوافق مع هدفها التّربوي ومقصدها الشرعي الذي أنشأت من أجله .
لكنني وددت لو أنها قامت مشكورة بالاعتذار للأستاذ عن الحذف أو بتوضيح وبيان الأمر له ..
ثم إننا لا يجب أن نعمم الحكم ونقول أن أهل رواء لايتقبلون النقاش الفكري العلمي فهذا التصرف الذي جرى كان خاصا بالإدارة ولاشأن لأهل رواء به ...
يؤسفني حذف الموضوع المشار إليه ويؤسفني عدم قيام أحد من الإدارة بتوضيح وبيان حول الحذف وسببه ...
أعتذر إليكم نيابة عن رواء وأهل رواء
سلمكم الله من كل سوء وسدد خطاكم

خشان خشان
07-27-2008, 12:55 AM
هل من حقي أن أقول رأيي هنا ...؟؟
أرجو ذلك ...
عجبت عندما علمت بحذف الموضوع ولكنني عندما عدت إلى وثيقة رواء التمست لها العذر فهي قد بينت من ضمن الخطوط الواضحة لهذه الوثيقة ما يلي :

لكنني وددت لو أنها قامت مشكورة بالاعتذار للأستاذ عن الحذف أو بتوضيح وبيان الأمر له ..
ثم إننا لا يجب أن نعمم الحكم ونقول أن أهل رواء لايتقبلون النقاش الفكري العلمي فهذا التصرف الذي جرى كان خاصا بالإدارة ولاشأن لأهل رواء به ...
يؤسفني حذف الموضوع المشار إليه ويؤسفني عدم قيام أحد من الإدارة بتوضيح وبيان حول الحذف وسببه ...
أعتذر إليكم نيابة عن رواء وأهل رواء
سلمكم الله من كل سوء وسدد خطاكم

الأخت الأستاذة الفاضلة ندى الصالح

سررت عندما رأيت مشاركتك في هذا الرابط.

شكرا لك.

وسأكون مسرورا لو شاركت أيضا في صلب موضوع التفكير .

يرعاك الله.

ندى الصالح
07-27-2008, 01:09 AM
وسأكون مسرورا لو شاركت أيضا في صلب موضوع التفكير .
سأفعل بإذن الله أستاذي الكريم خشان
دمت بخير

خشان خشان
05-14-2009, 07:06 PM
جاء الإسلام بالعقيدة الصحيحة فوصل الناس بربهم فانعتقوا من ربقة الشرك. وكما تمثل الشرك في الوهن الفكري فإن التوحيد ارتقى بالفكر الذي تأهلت به الأمة لقيادة البشرية وهدايتها للخير. فالفكر هو البرنامج الذي يقود الإنسان. ويترافق الفكر مع مظاهر أحيانا وهي لا تضر طالما كان الفكر يقظا. ولكن إن أصاب هذا الفكر كسل أو انحراف تتقدم هذه المظاهر لتقوم مقام القكر فتسارع في إقصائه لتحل محله وبعد أن كانت مجرد ظواهر لإشعاعه تصبح ستارا يسدل بينه وبين البصائر والأبصار فلا هي تدركه ولا ينفذ شعاعه منها.
خطر لي هذا وأ نا أستمع أمس إلى برنامج قي إحدى القنوات الفضائية عن الذكرى المئوية الرابحة لما سمي بـ ( طرد الموريسكيين ) من الأندلس. والمقصود بالموريسكيين أهل الأندلس المسلمين الذين ينتمون إلى أصول شتى أغلبها إسباني الأصل.

تأملت كثيرا هذا التعبير ( الموريسكيين ) الذي يوحي بهوية متميزة بعيدة عنا أقصى ما تستثيره فينا بعض التعاطف. هوية غامضة لا رموز فيها من أشخاص أو سواهم.

وقفز ذهني إلى ( عقبة بن نافع وموسى بن نصير وطارق بن زياد وعبد الرحمن الداخل ويوسف بن تاشفين وصلاح الدين الأيوبي وقطز ومحمد الفاتح والسلطان عبد الحميد ) وكيف
أننا نشعر بالتوحد معهم فكريا ونفسيا عبر حقب الزمان. لماذا هذا الفارق ؟

في فترات النهضة الفكرية التي تعبر عن ذاتها بالنصر تتوحد الأمة فكرا ووجدانا لا في زمن أو بقعة أرضية معينين بل على امتداد الزمان والمكان. وحدة لا تقوى حجب الزمان والمكان والانحطاط الفكري على حجبها. كيف لا والدليل الأكبر على هذا ما يعيشه كل مسلم تواصلا بالعقيدة والفكر مع الرسول عليه السلام وصحبه الكرام حتى ليعايشهم في حلهم وترحالهم وسرائهم وضرائهم. ومع أن أساس ذلك هو الفكر النير الحر الذي أطلفته العقيدة من الأوهام والأباطيل ووصلته بخالقه إلا أن النفوس تميل إلى أن تجسد إنجازات مسيراتها في أشخاص لعبوا أدوارا في قيادة مسيرات الإنجاز.

ينحط الفكر وتسود مظاهره على حساب جوهرة فيسري الباطل إلى نفوس الأمة وواقعها وما يلبث ذلك يؤول ‘لى انحطاط في واقعها متمثلا في الكوارث والهزائم. وهنا تتلمس الانهزامية الفكرية إنتاج مصطلحات توهم بها ذاتها أنها غير ذات علاقة بهذه الهزائم. فتنتج أو تتقبل ما ينتج لها من اصطلاحات منها ( الموريسكيون ) كأن هؤلاء ( الموريسكيين ) من كوكب آخر، وهم قد طردوا وخسروا قضيتـ(ـهم) وضاعت بلاد(هم) وانتهى الأمر.

أنظر كيف اختلفت المسافتان النفسيتان بيننا وبين طارق بن زياد من جهة وبيننا وبين من لفوهم باسم (لموريسكيين) من جهة أخرى. ويجري تجريد فترات الانحطاط هذه من الرموز حتى من رموز الألم والمعاناة فكأنها تلف في كيس المصطلح ويلقى بها في غياهب النسيان دونما لون أو رائحة.

ويمضي الزمان ويزداد الفكر فالواقع انحطاطا وتزداد الهزائم ويزداد ابتكار المصطلحات تفننا وإتقانا، فيجري لف القضايا بمصطلحات تجزيئية وبعد ذلك بمصطلحات تجريدية هي في منتهى الكفاءة في أداء ما يراد منها. ومن ذلك مثلا القول ( إن عملية كذا وكذا ) يجري الاعتداء عليها. هكذا هي عملية كأن لا علاقة لها ببشر أو أمة. ومن ينفذ من ستار هذا المصطلح يتلقفه مصطلح آخر تفتيتي يقي أغلب الناس الشعور بأنهم هم المعنيون.

يكثر التشخيص والجدل حول ما ينبغي ولكن كل ذلك يتم في أطر المصطلحات التي تمنع شمولية الرؤية الفكرية ذات الأطر التي هي ضمان لتكريس الواقع.

أرأيتم أهمية الفكر ؟ أعرفتم معنى قوله تعالى : " إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "

يرحم الله الخليل بن أحمد لا ينفك فكره يشع عبر القرون في كل مجال لا في العروض وحده.

((إباء العرب))
05-14-2009, 08:26 PM
وصلني هذا النص بالإيميل:

Only great minds can read this

This is weird, but interesting!

fi yuo cna raed tihs, yuo hvae a sgtrane mnid too

Cna yuo raed tihs? Olny 55 plepoe out of 100 can.

i cdnuolt blveiee taht I cluod aulaclty uesdnatnrd waht I was rdanieg. The phaonmneal pweor of the hmuan mnid, aoccdrnig to a rscheearch at Cmabrigde Uinervtisy, it dseno\'t mtaetr in waht oerdr the ltteres in a wrod are, the olny iproamtnt tihng is taht the frsit and lsat ltteer be in the rghit pclae. The rset can be a taotl mses and you can sitll raed it whotuit a pboerlm. Tihs is bcuseae the huamn mnid deos not raed ervey lteter by istlef, but the wrod as a wlohe. Azanmig huh? yaeh and I awlyas tghuhot slpeling was ipmorantt! if you can raed tihs forwrad it

FORWARD ONLY IF YOU CAN READ IT.

If you can read this,you have a strange mind too.:

I could not believe that I could actually understand what I was reading. The phenominal power of the human mind, according to a research at Cambriedge University.it doesn,t matter in what order the letters in words are, the only important thing is that the first and last letter be in the right place. The rest can be a total mess and you can still read it without a problem. This is because the human mind does not read every letter by itself, but the word as a whole. Amazing huh? Yeah and I always tought spelling was important! if you can read this forward it.

خيال إنسان
05-15-2009, 08:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكيد يجب أن نفكر , وهذا من الصفات الممدوحة في الإنسان ولا شك .
عندي ملاحظات يجب توضيحها :

النقطة الأولى :


أورد الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه (إسلام بلا مذاهب )من منشورات الدار المصرية اللبنانية ( ص- 49) ما يلي :

ففي الحديث الصحيح :" ما اكتسب رجل مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى، ويردّه عن ردى، وما تمّ إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله"

وفي الحديث الصحيح :" لكل شيء دعامه، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته، أما سمعتم قول الفجار في النار : لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير "

وفي الحديث أيضا: " أول ما خلق الله العقل، فقال له أقبل، فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له عزّ وجل: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعزّ أكرم عليّ منك، بك آخذ، وبك أعطي، وببك أثيب، وبك أعاقب"

إنتهى النقل - ولم يخرّج المؤلف الأحاديث.

إن كان الدكتور لم يخرج الأحاديث فأتشرف بوضع التخريج .

لما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل ثم قال له أدبر ، فأدبر ، فقال : وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إلي منك ، بك آخذ ، وبك أعطي ، ولك الثواب ، وعليك العقاب
الراوي: أبو أمامة المحدث: الإمام أحمد - المصدر: موضوعات ابن الجوزي - الصفحة أو الرقم: 1/274
خلاصة الدرجة: موضوع ليس له أصل

لكل شيء دعامة ، ودعامة المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادة ربه ، أما سمعتم قول الفاجر عند ندامته : { لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير }
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 3/210
خلاصة الدرجة: موضوع

[ ما اكتسب رجل شيئا ] أفضل من عقل يهدي صاحبه إلى هدى ، ويرده عن ردى ، وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 3/213
خلاصة الدرجة: موضوع


للأسف كل الذي أورده الدكتور من الأحاديث هي موضوعة على رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ولكن هل هذا ينفي أهمية التفكير ؟ بالطبع لا , وهناك الكثير من السنة الصحيحة التي تدل على أهمية التفكير ولو كان الدكتور استدل بها لكان أصاب [ ولم أكتب ذلك إلا ذباً عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن ينسب له ما لم يقله ]

في صحيح مسلم : حدّثنا يَحْيَىَ بْنُ أَيّوبَ وَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَ عَلِيّ بْنُ حُجْرٍ السّعْدِيّ (وَاللّفْظُ لِيَحْيَىَ) قَالُوا: حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفرٍ). أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللّهِ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ مِنَ الشّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا. وَإِنّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ. فَحَدّثُونِي مَا هِيَ؟" فَوَقَعَ النّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي.
قَالَ عَبْدُ اللّهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنّهَا النّخْلَةُ. فَاسْتَحْيَيْتُ. ثُمّ قَالُوا: حَدّثْنَا مَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: فَقَالَ "هِيَ النّخْلَةُ".
قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ، قَالَ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَ: هِيَ النّخْلَةُ، أَحَبّ إِلَيّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.


ولننظر شرح النووي على الحديث قال : [ وضعت من الفوائد ما كان مناسباً للموضوع ]
وفي هذا الحديث فوائد :
منها : استحباب إلقاء العالم المسألة على أصحابه ، ليختبر أفهامهم ، ويرغبهم في الفكر والاعتناء .
وفيه : ضرب الأمثال والأشباه .
وفيه : سرور الإنسان بنجابة ولده ، وحسن فهمه ، وقول عمر رضي الله عنه : ( لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي ) أراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لابنه ، ويعلم حسن فهمه ونجابته .

-------------------------------------------------------------------
النقطة الثانية :


التجريد والتجسيد
من طبيعة العملية الفكرية استخلاص التجريد من التجسيد
ومن هنا قصة إسلام نبي الله إبراهيم عليه السلام.
وعكس التجريد هو التجسيد، وهو سهل على النفس وإن تركت النفس بلا بصيرة سارت في هذا المسار، وهو معاكس لمسار التجريد، فإبراهيم عليه السلام ابتدأ من النظر في النجوم وتقديسها لينتهي بعبادة الواحد الأحد، وكثير من الخلق بعد تعرفهم على التوحيد من رسالات الرسل انتكسوا ليعبدوا الكواكب والأصنام ،

قد اختلف المفسرون في هذا المقام، هل هو مقام نظر أو مناظرة؟

قال ابن كثير :

وقد اختلف المفسرون في هذا المقام، هل هو مقام نظر أو مناظرة؟ فروى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ما يقتضي أنه مقام نظر، واختاره ابن جرير مستدلا بقوله: { لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي [لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ] (7) }
وقال محمد بن إسحاق: قال ذلك حين خرج من السّرب الذي ولدته فيه أمه، حين تخوفت عليه النمرود بن كنعان، لما أنْ قد أخبر بوجود مولود يكون ذهاب ملكك على يديه، فأمر بقتل الغلمان عامئذٍ. فلما حملت أم إبراهيم به وحان وضعها، ذهبت به إلى سَرَبٍ ظاهر البلد، فولدت فيه
إبراهيم وتركته هناك. وذكر أشياء من خوارق العادات، كما ذكرها غيره من المفسرين من السلف والخلف.
والحق أن إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، كان في هذا المقام مناظرا لقومه، مبينا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام، فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية، التي هي على صورة الملائكة السماوية، ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكته، ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر، وغير ذلك مما يحتاجون إليه.

وقال أيضاً : وكيف يجوز أن يكون إبراهيم [الخليل] (2) ناظرا في هذا المقام، وهو الذي قال الله في حقه: { وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } الآيات [الأنبياء: 51، 52]، وقال تعالى: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [النحل: 120 -123]، وقال تعالى: { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الأنعام: 161].
وقد ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل مولود يولد على
الفطرة" (1) وفي صحيح مسلم عن عياض بن حماد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء" (2) وقال الله في كتابه العزيز: { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } [الروم: 30]، وقال تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } [الأعراف: 172] ومعناه على أحد القولين، كقوله: { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } كما سيأتي بيانه.
فإذا كان هذا في حق سائر الخليقة، فكيف يكون إبراهيم الخليل -الذي جعله الله { أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [النحل: 120] ناظرا في هذا المقام ؟! بل هو أولى الناس بالفطرة السليمة، والسجية المستقيمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك ولا ريب. ومما يؤيد أنه كان في هذا المقام مناظرًا لقومه فيما كانوا فيه من الشرك لا ناظرا قوله تعالى

قال القرطبي :

قوله تعالى: {قَالَ هَذَا رَبِّي} اختلف في معناه على أقوال؛ فقيل: كان هذا منه في مهلة النظر وحال الطفولية وقبل قيام الحجة؛ وفي تلك الحال لا يكون كفر ولا إيمان. فاستدل قائلو هذه المقالة بما روي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي} فعبده حتى غاب عنه، وكذلك الشمس والقمر؛ فلما تم نظره قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 78]. واستدل بالأفول؛ لأنه أظهر الآيات على الحدوث. وقال قوم: هذا لا يصح؛ وقالوا: غير جائز أن يكون لله تعالى رسول يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله تعالى موحد وبه عارف، ومن كل معبود سواه بريء. قالوا: وكيف يصح أن يتوهم هذا على من عصمه الله وآتاه رشده من قبل، وأراه ملكوته ليكون من الموقنين، ولا يجوزأن يوصف بالخلو عن المعرفة، بل عرف الرب أول النظر. قال الزجاج: هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قال؛ وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم أنه قال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وقال جل وعز: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84] أي لم يشرك به قط. قال: والجواب عندي أنه قال {هَذَا رَبِّي} على قولكم؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر؛ ونظير هذا قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ} [النحل: 27] وهو جل وعلا واحد لا شريك له. والمعنى: ابن شركائي على قولكم.

قال السعدي :

{ قَالَ هَذَا رَبِّي } أي: على وجه التنزل مع الخصم أي: هذا ربي، فهلم ننظر، هل يستحق الربوبية؟ وهل يقوم لنا دليل على ذلك؟ فإنه لا ينبغي لعاقل أن يتخذ إلهه هواه، بغير حجة ولا برهان.

وقال أيضاً : فتبرأ من الشرك، وأذعن بالتوحيد، وأقام على ذلك البرهان [وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات، هو الصواب، وهو أن المقام مقام مناظرة، من إبراهيم لقومه، وبيان بطلان إلهية هذه الأجرام العلوية وغيرها. وأما من قال: إنه مقام نظر في حال طفوليته، فليس عليه دليل] (1)

وأذكر أقوال لأهل العلم :

قال السيوطي : " والأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة وبعدها إجماعاً " ا.هـ [الإتقان:1/252]
ولقد حكى الفخر الرازي الإجماع على ذلك .
وقال الفخر الرازي في معرض ردّه لقول من قال إن إبراهيم حين نظر إلى الكواكب والقمر والشمس كان مستدلاً لا مناظراً قال : " إن القول بربوبية النجم كفر بالإجماع والكفر غير جائز بالإجماع على الأنبياء " ا.هـ [ مفاتيح الغيب : 13/50]

------------------------------------------------------------


كأني بقارئ يسأل إن كان ثمة ربط بين هذا الموضوع والعروض كأن يكون الرقمي تجريدا ، والتفعيلي تجسيدا؟
بالنسبة لمصطلحي : التجريد والتجسيد , فلم افهم المقصود بهما !! هل المقصود التوحيد والشرك ؟


الفكر هو التجسيد الأعلى لتكريم الله للإنسان ونفخه فيه من روحه فمنّه عليه بإسجاد الملائكة له.
للملائكة أيضاً عقول كما قال الشيخ العثيمين والشيخ الرشيد , وهنا أظهر الله فضل آدم بعلمه .


هنا أمران: الأول شرع الله والثاني تصور الناس لشرع الله. أما شرع الله فلا يجوز لمؤمن فيه غير الإذعان. وأما فهم الناس لهذا الشرع فأمر يجوز بل يجب فيه الحوار.

= فليحرص أحدنا على التمييز بين شرع الله وفهمه له، وهل يغضب لشرع الله أم لفهمه له.

كذلك هذه ما وضحت لي ليتكم وضحتم الأمر بمثال , فهل المقصود أن ثّمّ تعارض بين النقل والعقل ؟

جزاكم الله خيراً

أتفق معكم أنه يجب على الإنسان وخصوصاً المسلم أن يفكر , وأن الفكر يوصف بالصحة وبالخطأ .
فإذا أراد المسلم أن يخرج فكره صحيحاً فيجب أولاً أن تكون المعطيات التي معه صحيحة فالفكر أراه هو الوصلة بين المعطيات والنتائج .

والله تعالى أعلم

خشان خشان
05-15-2009, 11:25 PM
خيال إنسان

شكرا

يسلم الله فكرك هذا الذي يدلنا على الطريق السليم إلى الوحي.

((ريمة الخاني))
05-16-2009, 04:30 AM
وصلني هذا النص بالإيميل:

Only great minds can read this

This is weird, but interesting!

fi yuo cna raed tihs, yuo hvae a sgtrane mnid too

Cna yuo raed tihs? Olny 55 plepoe out of 100 can.

i cdnuolt blveiee taht I cluod aulaclty uesdnatnrd waht I was rdanieg. The phaonmneal pweor of the hmuan mnid, aoccdrnig to a rscheearch at Cmabrigde Uinervtisy, it dseno\'t mtaetr in waht oerdr the ltteres in a wrod are, the olny iproamtnt tihng is taht the frsit and lsat ltteer be in the rghit pclae. The rset can be a taotl mses and you can sitll raed it whotuit a pboerlm. Tihs is bcuseae the huamn mnid deos not raed ervey lteter by istlef, but the wrod as a wlohe. Azanmig huh? yaeh and I awlyas tghuhot slpeling was ipmorantt! if you can raed tihs forwrad it

FORWARD ONLY IF YOU CAN READ IT.

موضوع يستحق واكثر فكيف يرسل ايميل باللغة الانكليزية وهو محشو بالاخطاء الاملائية الفادحة؟
تحيتي لجهدك الرائع استاذنا وقد اذكرتني باعداد ياهلا ربما لدي بعضها وقد قاربت على اختصار مكتبتي اتمنى الا اكون قد تصرفت بهم.
كل التقدير
(اوصل تحيات استاذنا فؤاد بركات اليك من خلال امسيتنا الاخيرة)

خشان خشان
09-19-2009, 04:03 PM
http://www.alghad.jo/index.php?news=449475

الشيخ محمد الغزالي (رحمه الله)*"

آيات الأحكام".. محور اهتمام معظم العلماء والمفكرين المسلمين، في فترات تاريخية كثيرة.. وربما السبب في ذلك يرجع للظروف السياسية التي أدت إلى انفصالهم عن الواقع ومتطلباته، فصرفوا جهودهم كلها في استنباط الآيات من أجلها، حتى إنهم وضعوا لها أعدادًا متقاربة (300 ـ 500). أما ما وراء ذلك من آيات السنن والقوانين والشروط التي قد تكون أكثر أهمية وأولى بالنظر من حيث البناء الحضاري، وشروط القيام بأعباء الاستخلاف الإنساني، فلم يعيروها أدنى اهتمام، أو الاهتمام الكافي على الأقل، وبقيت آيات القرآن الأخرى، على أهميتها، تتلى للتبرك، إلى درجة وصلت عند بعضهم وكأن القرآن كله أصبح كتابًا لفقه آيات الأحكام فقط!

حتى الآيات التي وردت لتبين أسباب سقوط الأمم السابقة وعللها، جعلوها دليلاً لصحة القياس التشريعي، بعيدًا عن سياقها الأصلي! وتحضرني بهذه المناسبة الآية التي عقب القرآن بها على غزوة بني النضير، فقال تعالى بعد ذكر الأسباب التي كانت وراء هلاكهم (فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ) (الحشر: 2)، فجعلوا الآية دليلاً على القياس التشريعي، أما أسباب قيام وسقوط الحضارة، فلم يكن لها من المساحة الفكرية والاهتمام ما تتطلبه.

وقد ترافق هذا العجز أيضًا ـ عند الفقهاء المتأخرين ـ في القدرة على تعددية الرؤية حتى في الإتيان بمثال غير ما أتى به الأقدمون، والمعروف أن الحكم التشريعي إنما يجيء ثمرة للوجود والبناء الإسلامي، بمعنى أن الحكم التشريعي لا ينشئ المسلم، ولا ينشئ المجتمع، وإنما ينظمه ويحميه، ولعل ذلك كان سبب تأخر الآيات التشريعية إلى الفترة المدنية لتكون ثمرة لوجود فرد وجماعة، وأمة، وحضارة.أما أن يكون الحكم التشريعي هو الأول والآخر، فأعتقد أنه منهج خاطئ في النظر إلى القرآن والتعامل معه، على أهمية الفقه التشريعي، وأهمية معرفة الحلال والحرام.لقد أصبح كل شيء يفسر من خلال الحكم التشريعي، فالسيرة تقرأ على أساس أنها فقه، وتغيب عن الدارسين كل المعاني المطلوبة في التربية بالقدوة، وأبعاد التأسي المطلوبة، لتصبح فقه السيرة، وفقه الحديث، وفقه الكتاب، وفقه السنة، وليس الفقه بمعناه العام وإنما بمعناه التشريعي.وتقدم الفقه التشريعي، وتقدم، حتى أصبح تجريدًا ذهنيًّا جامدًا بعيدًا عن واقع الأمة، غير قادر على قيادة حركة الحياة والأحياء، وأرى في ذلك انقلاب الوسائل غايات، لقد غلبت الآلية إلى درجة كادت تغيب معها مقاصد الشريعة، فكان البحث عن المقاصد والموافقات للشاطبي، وكان العدول عن القياس إلى الاستحسان، وما إلى ذلك، ولعل هذا التبحر في الحكم التشريعي الفقهي جاء على حساب بقية الجوانب الأخرى الكثيرة والضرورية،

فالقرآن كتاب فقه حياة، بكل أبعادها، وليس كتاب فقه بالمعنى المحدود.لذلك بات لا يرى كثير من المسلمين اليوم في تطبيق الشريعة إلا تطبيق الأحكام الفقهية... تطبيق الحدود، وتحريم المصارف الربوية، بينما يصعب عليهم إبصار بقية جوانب الحياة الأخرى من خلال المناخ الثقافي الإسلامي الذي نعاني منه.انفصال العلم عن الحكمأنا لا أشك في أن الفقه الإسلامي تأثر بانحراف الحكم في العالم الإسلامي، ويمكن أن أتصور الأمر على النحو الآتي: كانت دولة الخلافة الراشدة تمثل الإسلام تمثيلاً هو الأقرب إلى عهد النبوة، ولا شك أن سياسة الحكم، وسياسة المال، والمفاهيم العامة للحضارة الإسلامية، وللانطلاق الإسلامي استمرت بمسيرتها الصحيحة، وكان هذا الفهم مسيطرًا على دولة الخلافة.

ثم حدث تحول ينبغي أن نقف بإزائه قليلاً، لقد تحولت دولة الخلافة إلى ملك، وفي النظام الملكي الذي أقامه معاوية ـ رضي الله عنه ـ ننصف الرجل فنقول: إنه ظل وفيًّا لانتمائه الإسلامي وزعم أنه سوف يخدم الإسلام أكثر ما خدمه الخلفاء الراشدون، أو على الأقل أكثر من خصمه الأخير علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، ومضى في طريقه، فحدث تحول بيقين في قضايا إسلامية مهمة، وبدأ الفقه السياسي ودستور الدولة يتجمد، كما تجمد فقه العلاقات الاقتصادية والمالية، وبدأ يتجمد فقه العلاقات الدولية، كذلك.هنا نجد الأئمة الذين قادوا الأمة علميًّا، وهم مشهورون: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل، وهم فقهاء التزموا ناحية فروع الفقه، كما التزم المحدثون رواية السنن، وغلب على هؤلاء وأولئك الرغبة في ألا يصطدموا بالنظام القائم؛ لأن النظام القائم اصطدم به الخوارج، وهؤلاء ليس لديهم فقه، فنكل بهم النظام تنكيلاً قطع دابرهم، وأيأس الناس من أن يكون هناك مجال لإصلاح سياسي بالمعنى الذي يعود بالأمة إلى دولة الخلافة..

واكتفى الأئمة بأنهم قبلوا الأمر الواقع، واستفاضوا في شروح العبادات والمعاملات على النحو الذي وصل إلينا، كان من الممكن أن ينكشف ضرر هذا المسلك لو أنه حدثت عودة إلى دولة الخلافة، لكن الذي حصل أنه جاءت الدولة العباسية بعد الدولة الأموية، فوقع في نفوس الناس يأس من أن يحقق الإسلام بمفهومه الكامل مائة بالمائة، فاكتفوا بتحقيق الناحية الفرعية في فقهه، والناحية العبادية الفردية، وتأثرت السياسة الإسلامية تأثرًا واضحًا، وانهزمت الشورى انهزامًا واضحًا، ووقع للأمة ما وقع.ولكن لا شك أن الإسلام في جملته بقي..

وأن الملوك الذين تبنوا الإسلام، تبنوا منه المجموع من المعارف التي لا تصطدم بوجودهم، ولا بأحوالهم الاقتصادية التي تحيط بهم أو يشكلونها لحراسة سلطتهم، ومن خرج على هذا الخط، إما تصوف وابتعد، أي انسحب من الميدان بالتصوف، وإما عاش يتحمل شيئًا من الأذى، ويبقى الكيان الإسلامي نظريًّا، وقد تستبقيه الحكومات القائمة لينجح في أداء هذا المعنى، للاحتفاظ بالصورة النظرية للإسلام.ولهذا فإن العلم المستمد من القرآن الكريم والسنة الصحيحة، انفصل عن الحكم من عصر مبكر، وانكمش، وأصبح تعليقًا مرًّا ولاذعًا عند واحد مثل الحسن البصري لما قيل له: لص مأخوذ إلى الحاكم، قال: سبحان الله، سارق السر يسعى به إلى سارق العلانية، فهو يرى أن الحاكم المستغل لص، وأن اللص الصغير يقاد إلى اللص الكبير، واكتفي بهذا التعليق، لكن هل يستطيع أن يتحول إلى ثائر؟ هو رأي مصارع الخوارج، وبطش الحجاج بالشعوب، فرأى أنه يمكن استبقاء الإسلام علميًّا، ونظريًّا، وتربويًّا بالطريقة التي يمشي بها، وهكذا مشى غيره من الدعاة والوعاظ والعلماء، فكانت أول شعبة معطوبة في شعب الإسلام هي الحكم.وضياع الحكم من قيم الإسلام، ومن تأثيرات الإسلام على المجتمع، له نتائج خطيرة، فلقد أعقب ضياع الحكم، وانفصال العلم عن الحكم أو الثقافة عن السياسة، انفصال آخر فيه خطورة شديدة على الأمة، وهو أن العلم الإسلامي انقسم بين فقهاء ومتصوفة، مع أن التربية التي أساسها العقيدة والأخلاق، جزء من مقاصد القرآن الذي جاءت آياته لتدريب الأمة على العقيدة بطرق شتى، فوجد فقهاء يشتغلون بالمعاملات وبظواهر العبادات [الشعائر]، ووجد مربون يشتغلون بالأخلاق والتربية، فكثير من هؤلاء فقدوا الناحية الروحية التي فيها حرارة وعاطفة (وهم الفقهاء)، وكثير من أولئك فقدوا الناحية العلمية التي فيها ضوابط وقانون، فنشأ عن هذا زلزلة في الفكر الإسلامي!!ذلك أن انفصال الفقه عن التصوف، أو انفصال التصوف عن الفقه أضاع الأمة، فوجد ناس متعبدون مبتدعون لا وعي لهم، ووجد مشتغلون بصور العبادات وصور الفقه، وليست لهم روح أو خشوع، وشكا من هذا ابن تيمية، وبعض علماء الحديث رحمهم الله.

اختلال في العلم الديني ثم وجد بعد ذلك في العلم الديني، من عكف على القرآن دون بيان السنن، أو عكف على السنة دون موازين القرآن، فانضم إلى السنة حشد هائل من الموضوعات والواهيات، سبب بلبلة في الفكر الإسلامي.وهناك شيء أخطر من هذا كله، وهو أن علوم الحياة نبغ فيها نوابغ مثل جابر بن حيان في الكيمياء، والحسن بن الهيثم في البصريات، والخوارزمي في الرياضيات وغيرهم، ولكن مع الأسف أن هؤلاء عاشوا على هامش المجتمع الإسلامي ولم يعيشوا في صميمه، واعتبرت هذه الأشياء التي يشتغلون بها ليست نوافل فقط، ولكن دون النوافل، مع أن المجتمع لا يقوم إلا بها، فالغش الذي وقع في الثقافة الإسلامية، وقع أولاً في الفقه نفسه، فانحسر بعيدًا عن فقه العمل والعمال، وفقه الدولة انفصل وذهب، وتوسع في العبادات [الشعائر] بطريقة تكاد تكون مضحكة وتعددت الصور؛ لأن الفقهاء يريدون ملء الفراغ.حتى في هذه النقطة، يمكن أن نقول: إنه انتهى إلى تجريدات ذهنية تكاد تضيع مقاصد الشريعة، مما دفع بعض الفقهاء للتحول عن القياس إلى الاستحسان؛ لأن تطبيق القياس بشكل آلي قد يذهب بالمقصد.

هذا كله في جانب واحد وهو الجانب الفقهي الذي نعتبره إلى الآن أحسن الجوانب في الثقافة الإسلامية، أو بالأصح أكبرها مساحة، لكن المشكلة في النظر إلى القصص القرآني، لقد انتقل من دراسة تاريخية لقيام الحضارات وانهيارها، إلى دراسة روائية ليس فيها حس بسنن الله الكونية إطلاقا، فوجدت أساطير، ووجدت الإسرائيليات مجالاً واسعًا عند القصاصين..وكان علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ينظر ماذا يقول القصاصون فيطردهم من المساجد، ولا يستبق إلا الحسن البصري ـ رحمه الله ـ والقصص بالمعنى الخرافي انتشر في الأمة الإسلامية ومس السنة بسوء عن طريق الوضاعين الذين اخترعوا أشياء كثيرة لكي يرضوا العوام وأصحاب الطفولة العقلية والصغار.التفسير القرآني ابتعد أيضًا عن روح القرآن ومقاصده، فالمحاور القرآنية بشكل عام، لم تجد من يتبناها ويمشي مع آفاقها لكي يحققها في الحياة، بل بالعكس، الأسلوب الفقهي تغلب على أنواع البحث التي كان يجب أن تبتكر في الميادين الأخرى، فإن ما يحتاج إليه الطبيب غير ما يحتاج إليه الكيماوي، وما يحتاج إليه المهندس الزراعي غير ما يحتاج إليه الفلاح، فكل شيء له من طبيعته منهج يسير عليه، امتداد هذه المناهج، يكاد يكون في ثقافتنا، صفرًا.الفقه الحضاريكلمة "فقه" ـ كما وردت في القرآن ـ لا شك أنها تعني أكثر بكثير من المدلول الذي حدده الفقهاء بأنه هو استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، حتى أن الله سبحانه وتعالى قال عن المشركين بعد هزيمتهم في غزوة بدر: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ) (الحشر: 13).فعملية الفقه إنما استخدمت في القرآن لمعنى أوسع بكثير من المعنى الاصطلاحي الفقهي، إنه الفقه الحضاري بكل ما تشمل كلمة حضارة من أبعاد.المعنى اللغوي، معروف في اصطلاح الفقهاء، هو هذا العلم المتصل بأحكام العبادات والمعاملات، أما المعنى الشامل للفقه كما ورد في القرآن، فكان الكلام فيه مستبعدًا؛ لأن الحاكم كان يرفض أن يكون الكلام في الشورى، وحدود ما له وما عليه.أقصد أنهم حصروا كلمة "الفقه" في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"(6) أي بالحكم التشريعي.نسوا الفقه بالمعنى اللغوي الشامل، وغلب الاصطلاح، حتى لتستغرب كلمة فقه اللغة، وأنا عندما ألفت كتابي "فقه السيرة" تصور بعض إخواننا أن الكتاب هو كتاب في الفقه، ولكن أنا قصدت به عرضًا للسيرة النبوية يتتبع مراحلها ليعرف: كيف كانت الدعوة هنا؟ لماذا أعلنت الحرب هنا؟ ما موقف المسالمة وما موقف المخاصمة؟ فأردت أن أعطي للناس فهمًا..كان الناس يفهمون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مظهر فقط للأوامر التي تأتي من عالم الغيب، فأفهمت الناس عن طريق كتاب "فقه السيرة" أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنسان، كامل، يتصرف في مواجهة الأحداث بالعقل الذي صنعه القرآن، وهو العقل الإنساني الذي تحرك مع مسارات الفطرة، لكي ينصر الله ويعلي كلمته، هذا ما أردته.المهم أن كلمة "فقه" من الناحية اللغوية لها أبعاد غير ما استقر في الأذهان، فنجد أن فقهًا للفلك، وفقهًا للنفس، وفقهًا للأخلاق، وفقهًا للحضارة، وهذا ما نلمحه من قوله تعالى: (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ) (سورة الأنعام: 96)، إلى أن يقول: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) (الأنعام: 98).ما الفقه هنا إلا معرفة مستقر النفس الإنسانية قبل أن توجد وهي في الرحم؛ لأن الآية: (وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ) (الحج: 5)، ما المستودع؟ إنه القبر، وما يصل إليه البدن، ثم ما بين المستقر والمستودع من حياة، هذا كله يحتاج إلى فقه..هذا الفقه قد يكون فقهًا في علم الأجنة، وقد يكون فقهًا في أشياء كثيرة كما توحي الآية هنا، فالفقه الذي أشار إليه القرآن هنا واسع المرادات، لكن غلب علينا أن نترك توجيهات القرآن غفلة، مثلما تركنا إلى الآن حساب الزمن بالنظام الفلكي، فالآية قالت: العلم: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس: 5).

الآن نحن حريصون على أن تبقى الأمة أمة أمية، تحسب الشهر وتكتبه بالرؤية الحسية، طبيعة الأميين، أما أن يعرف الحساب كما قالت الآية، حسابًا فلكيًّا، فيعرف ميلاد الشهر بالنظام والحساب الفلكي، وبالمراصد كما يقع الآن، فهذا لا يزال أمرًا مستبعدًا في أذهان الناس، ولا نزال نرى أن واحدًا بالمشاهدة يستطيع تكذيب العلم! يعني، تقول المراصد في الدول المتقدمة علميًّا لا يولد القمر هذه الليلة، ويأتي واحد ويقول: أنا رأيت القمر، ويصدق، وانتهى الأمر، وذهب العلم!الأمر يحتاج من غير شك إلى أن نفهم العلم ونفهم الفقه بالمعاني القرآنية؛ لأن القرآن وسع دائرة الفقه من خلال نظرنا في الآيات.. (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا) (الأعراف: 179).فحينما نتتبع تلك الآية الآية، لماذا وصف اليهود بأنهم قوم لا يفقهون؟ والكفار في بدر "لا يفقهون"؟ لماذا نعرف القضايا التي جهلها هؤلاء وفقهنا القرآن فيها عن طريق تبصرنا بأن هؤلاء هزموا لعدم فقههم.

((البحر الأحمر))
09-19-2009, 10:52 PM
لفت انتباهي كلمات الشيخ رحمه الله عن الرصد للهلال ..... وأنا مع الرؤية فلا زال الفلكيين فيما بينهم مختلفين :) .... لقد يسر الله الصيام برؤية الهلال ،،، وتعسير ذلك أمر لا يصنعه العقلاء ......

خشان خشان
09-19-2009, 11:19 PM
لفت انتباهي كلمات الشيخ رحمه الله عن الرصد للهلال ..... وأنا مع الرؤية فلا زال الفلكيين فيما بينهم مختلفين :) .... لقد يسر الله الصيام برؤية الهلال ،،، وتعسير ذلك أمر لا يصنعه العقلاء ......

أخي البحر

كأني بك بدأت قراءة الموضوع من الآخر فليتك تكمل صعُدا.

((البحر الأحمر))
09-20-2009, 07:42 PM
أستاذي الغالي ،،،، ذهاب الخلافة وعودتها أمر رباني لو اجتمعت الأمة على التغيير فيه فلن تستطيع ..... لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله .....
( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت ) حديث صحيح ....

لذلك أنا لست مع الامام الغزالي رحمه الله في جعل أسباب ضعف الأمة الإسلامية بشرية :) ....
وبرؤيتي القاصرة ،، نحن الآن في نهاية الفترة الجبرية ،، وستعود الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بمشيئة الله ....

((نادية بوغرارة))
09-21-2009, 12:38 AM
ما دامت أسباب الضعف ليست بشرية َ؟


فهل نفهم أن أسباب النصر أيضا ليست بشرية ،

فأين تتجلى مسؤولية الفرد المسلم في مهمته الإستخلافية ،

أيكون مجرد متفرج تحطه الأقدار و ترفعه ؟.


إن من يقرر أن التغيير المنوط بالبشر لا جدوى منه ، يقرر بالجمود و الخنوع و الركون ،


فيكرس واقعا مريرا ، يحاول الدعاة جهدهم في نشر ثقافة مضادة له ،


عسى أن تفرز واقعا جديدا يليق بالرسالة و الجدوى من الخلق .


لكنهم كأنهم يصيحون في فلاة ، وينادون على من هم في بئر سحيق ،


لا تَسمع لهم مجيبا ، و لا تَكاد ترى مقبلا .


حسبهم أنهم قد بَلّغوا .


تقديري .

((البحر الأحمر))
09-21-2009, 12:58 AM
ليست خنوع ولا ركون ولا بطيخ في سوق خضروات :) .....
( وما النصر إلا من عند الله ) ،،، حتى أسباب النصر ليست بشرية ،، فإذا اراد الله شيء هيء له الأسباب :) .... ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .....

مع كل تقديرللإمام الغزالي - رحمه الله - فهو قد خالف الصواب .....

((نادية بوغرارة))
09-21-2009, 01:53 AM
.....
( وما النصر إلا من عند الله ) ،،، حتى أسباب النصر ليست بشرية ،، فإذا اراد الله شيء هيء له الأسباب :) .... ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .....

....

****************

في هذا الرابط حاولت استخلاص أسبابا النصر من خلال آيات الله المبينة ،


و انطلاقا من مقال للدكتور كمال المصري ، مستشار سابق بموقع إسلام أون لاين .


موضوعي المتواضع تحت عنوان :


صفات الجند الغالبين .

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=25319

((نادية بوغرارة))
09-21-2009, 02:21 AM
ليست خنوع ولا ركون ولا بطيخ في سوق خضروات :) .....
( وما النصر إلا من عند الله ) ،،، حتى أسباب النصر ليست بشرية ،، فإذا اراد الله شيء هيء له الأسباب :) .... ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .....

.
***********



إن البطيخ لن يصل لسوق الخضراوات بدون غرس أولا ،


و كل من الغرس و الجني هو توفيق من الله عز و جل .


النصر من عند الله حين نستحقه و يأذن به سبحانه ،


و قد أمرنا الله بالعمل ، كي لا نعطل سنة الله و قوانينه ،


عصر المعجزات ولى ، فلنفكّر .

((البحر الأحمر))
09-21-2009, 03:50 AM
ياناديه يا أختي الغالية :) .... كلانا في فلك فكر واحدة ....
( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) ،،، فإذا لم يشأ الله فلا نتيجة للمشيئة البشرية .....

موضوع الأمة الإسلامية كبير للغاية ،،، واتساع رقعة الاختلافات ماعدى في القبلة بين المسلمين أمر جدير بصب مزيد من الاهتمام ......... ومع تقديري الشديد لكل الجهود المبذولة في ذلك ،،،، إذا لم يشأ الله لجهد أن يثمر فلن يثمر :) ......

هل نختلف في شيء هنا ! ....
واسلمي لأخيك

((نادية بوغرارة))
09-21-2009, 04:28 PM
ياناديه يا أختي الغالية :) .... كلانا في فلك فكر واحدة ....
( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) ،،، فإذا لم يشأ الله فلا نتيجة للمشيئة البشرية .....

موضوع الأمة الإسلامية كبير للغاية ،،، واتساع رقعة الاختلافات ماعدى في القبلة بين المسلمين أمر جدير بصب مزيد من الاهتمام ......... ومع تقديري الشديد لكل الجهود المبذولة في ذلك ،،،، إذا لم يشأ الله لجهد أن يثمر فلن يثمر :) ......

هل نختلف في شيء هنا ! ....
واسلمي لأخيك
*********************

ليس من العيب أن نختلف ، فالإختلاف دليل الفكر ،


و من يفكر فهو على الطريق .


اما الخطير فهو أن نغلق أسماعنا و أفهامنا ، فلا نعتقد الصواب إلا في موروثاتنا ،


من دون تمحيص وفرز و مراجعة .


هدانا الله جميعا إلى سواء السبيل ، و استخدمنا لدينه الحق ،

ورحم الله الصفوة العالمة العاملة من الأئمة و العلماء .


و اسلم لأختك .

((البحر الأحمر))
09-23-2009, 07:40 AM
كلمة موروثاتنا :) موجودة لدى كل من لا يجمعهم سوى اتجاه القبلة .... وأيضًا مصطلح ( العلمات الثقات ) و ( علماءنا ) .....

بأي حال هناك ميزان جميل للفصل في كثير من المساءل ،، وهو ( ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابة ) ........ وهذا الميزان كفيل بالغاء كثير من تشرذم المسلمين حول أوهام ليس لها أساس ....

وأسعد الله صباحك بكل خير ...

((زينب هداية))
09-23-2009, 09:44 AM
أسعد الله صباح الجميع
موضوع قيّم

((زينب هداية))
09-23-2009, 10:37 AM
المدرسة والإبداع :
مما سبق نجد أن ارتباط الذكاء بالتفوق الدراسي ارتباط قوي ، أما ارتباطه بالإبداع فليس كذلك . ومن المناسب ذكر بعض التكملات والتوضيحات لعلاقة المدرسة بالإبداع والذكاء .
التعليم المدرسي بالضرورة يعتمد على المنهاج ، مهما كان في هذا الاعتماد من مرونة ، ويقوّم الطلاب – بالضرورة – وفق التحصيل الدراسي واستيعاب المنهج مهما اعتمدت الاختبارات على الاستنباط والربط ...
ونتيجة لذلك سيكون التعليم المدرسي كاشفاً للذكاء ، مثمّناً له ، مهملاً للابتكار ، وربما قامعاً له ! وكثيراً ما اتُّهم المبدعون العباقرة بأنهم أغبياء متخلفون ... حينما كانوا على مقاعد الدراسة .
يجد المبدع أن التزامه بالمنهج المدرسي وضوابط الاختبارات التي تفرض عليه التقيد بمعطيات المنهج ... تشكل تهديداً خطيراً لقدراته الإبداعية ، يقول آينشتين عن ذلك :
" لقد كان هذا القيد مفزعاً للغاية ، لدرجة أنني بعدما اجتزت الامتحان النهائي وجدت نفسي غير قادر على التفكير في أي مشكلة علمية لمدة عام تقريباً " .
وفي سن السادسة عشرة رسب آينشتين في امتحان القبول في معهد الفنون التطبيقية بزيورخ ، ولكنه نجح في العام التالي بدرجة مُرْضية .
وأعلَن آينشتين مرة " إنني لا أكدّس الحقائق في ذاكرتي ، حيث إنني أستطيع الحصول على تلك الحقائق بسهولة في إحدى الموسوعات " .
ومثال آخر : التحق الطفل بمدرسة البلدة ، التي لم تكن تلقن التلاميذ في ذلك الوقت ، أكثر من القراءة والكتابة والحساب أي استخدام الأعداد . وكانت المدرسة تستخدم العصا لحث الأولاد الكسالى والمبطئين أو البلهاء – كما كانوا يسمونهم . وكان المعلمون عاجزين تماماً عن قراءة ما يدور في عقل تلميذهم الجديد ، فكان يجلس ثم يرسم صوراً ، ويلتفت حوله ، وقد يصغي إلى ما يقوله كل واحد منهم، وكان يوجه أسئلة " مستحيلة " لكنه يأبى أن يجيب على إحداها ، حتى لو هدده المدرس بالعقاب. وكان الأطفال يلقبونه " الأبله " ، وبوجه عام كان في مؤخرة صفه . وذات يوم ، زار أحد المفتشين الصف فتوجه إليه المعلم بالشكوى من سلوك التلميذ الجديد قائلاً : " إن عقل هذا الصبي مختل وهو غير أهل لإبقائه في المدرسة أكثر من ذلك . " ولكن بمرور الوقت أصبح هذا الصبي عالماً ذائع الصيت ، فلم يكن إلا " توماس أديسون " edison المخترع الأمريكي ( 1847-1931 ) ، وكلنا يعلم ما قدمه للبشرية من مخترعات يسّرت لها أسباب الحياة والرفاهية ، ومنها : الحاكي ( الفونوغراف) ، الخيالة ( آلة السينما ) ، المحرك الكهربائي ( الموتور ) ، البطارية الكهربائية ، الهاتف ، والمصباح الكهربائي المتألق ... الخ .
ومثال آخر : أحد مهندسي المعمار الأمريكيين الذين درسهم ماكينون mackinnon ـ ( 1962 ) ، كان واحداً من أكثر التلاميذ تمرداً ، ولكن بمضي الوقت أصبح من أكثر مهندسي عصره إبداعاً . وكان عميد معهد الفنون الذي يدرس به ، قد نصحه بأن يترك دراسة الفن ويتجه إلى أي عمل آخر ، حيث إنه لا يملك أية موهبة ، بدلاً من تضييع وقته سدى .
فإذا سألنا بعدئذ : لماذا تفشل المدرسة عادة في كشف المبدعين ؟ كان الجواب : لأن المدارس تعتمد معايير نمطية لا بديل عنها ، وهي تصلح للشريحة العظمى من الطلاب ، وتركّز – في الدرجة الأولى – على القدرات المعرفية ( التعرف ، التحقق ، اليقظة ... ) ثم على القدرات التقاربية ( أي الانسجام مع معايير السلوك المقبولة اجتماعياً ورسمياً ، والقرب من الاتجاه الصحيح والحل الصحيح ) ثم على الذاكرة ، ثم على القدرات التقويمية كالتفكير النقدي والمقارن ، وأخيراً على القدرات المتعلقة بالابتكار ( كالتفكير المستقل والمستفسر ) وهي التي تسمى بالعمليات العقلية التشعبية أو المتباعدة ، والتي يمكن أن تتوصل إلى نتائج مفاجئة غير مألوفة ، وهي تقابل طرائق التفكير اللامّ أو القدرات التقاربية ، التي تنتهي إلى نتيجة محددة سلفاً .
لذلك فإن كثيراً من المبتكرين لم يتوصلوا إلى مكانتهم المرموقة في الجو المدرسي وحتى نهاية المرحلة الثانوية ، وأحياناً حتى نهاية المرحلة الجامعية .


أكاد أجزم صادقةً بأنّ مدارسنا تئدُ المبدعين
ولا حول و لا قوّة إلاّ بالله.

((فيصل الصاعدي))
09-24-2009, 11:18 PM
أين ذهبت بنا أيها التفكير
قرأت مشاركات الجميع وقد أعملوا بها تفكيرهم فاختلفوا فسبحان الله
واجمل ما في الموضوع كلام الشيخ الغزالي والذي استطيع وصفه بالتحليل الحقيقي وقد نظر الى الإسلام بشموليته الحقيقية والتي لا يراها الى القليل من العلماء ومن هداهم الله لذلك من عباده ، وقد قرأت نقاشا بين بعض الاخوة عن الأسباب والإراده ، وأحزن عندما أجد البعض يخلط بين مشيئة الله والتي لها التصرف التام في كل شيء وبين أعمالنا المقدرة لنا والتي تقع تحت مشيئة الله ، كثيرا من الناس هداه الله يغضب إذا ناقشته عن إستمطار الغيوم أو تحديد جنس الذكر ويدخلها في القدر والمشيئة بل قد يقدح في دينك وسببه في ذلك أنه لم يفهم معنى مشيئة الله والتي لا يتم شيء بدونها

ومع احترامي للتفكير الا أنني اخاف منه فكم تألمت عندما قرأت في بداية الصفحة عن عنوان ( اسلام بلا مذاهب ) وتذكرت حالنا والسبب في ذلك هو التفكير والذي نحا بالبعض عن جادة الطريق فحفروا سبلا تبعهم الكثير فيها فتفرقنا ، فتجد أن الذي يفهم الإسلام بحقيقته يدعو من يراه ضالا لفهم الإسلام ويوضح له أخطاءه أما الذي لا يرى الإسلام بحقيقته الصحيحة يدعو الآخر الا ماهو عليه ولا يقبل منه الا أن يكون نسخة من ما هو عليه
اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه

((نادية بوغرارة))
09-25-2009, 02:40 PM
اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه

**************

اللهم آمين

جزى الله خيرا أستاذنا خشان ، حرّك فينا العقول ، فكان ما كان .:smi49:

((هدية جنكو))
09-25-2009, 04:21 PM
من أعمق ما جاء عن التفكير وأبعده أثرا ما قرأته قبل سنين في مجلة ( أهلا وسهلا) الصادرة عن الخطوط الجوية السعودية لأستاذ نسيت اسمه واحتفظت بالعدد ولكنني للأسف لم أعثر عليه. فالرجاء ممن يجده أن يشير إليه.
في ذلك العدد قال الكاتب إن التفكير هو الفريضة الأولى في الإسلام وأحصى مئات الآيات الدالة على ذلك.


هناك كتاب كامل اسمه

( التفكير فريضة إسلامية )

تأليف : عباس محمود العقاد

دار النهضة مصر للطبع والنشر

وهو الآن بين يدي :)

وإن شاء الله لي عودة

خشان خشان
09-25-2009, 06:06 PM
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=2029&select_page=13



العقل نعمة إلهية والتفكير فريضة إسلامية





http://www.55a.net/firas/ar_photo/1251547872head_and_brain.jpg



لقد حشد القرآن الكريم عشرات الآيات القرآنية الداعية إلى استعمال العقل والتفكر والتدبر في آيات الله الكونية

إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس سابقاً
في البداية علينا أن نفرق بين المخ و العقل، المخ عضو بدني يوجد في الكائنات الحية بدءا من طائفة الحشرات إلى طائفة الثدييات والإنسان، وهو في كل هذه الطوائف تركيب خلوي مادي يتكون من العقد والخلايا العصبية في تباين واضح بين الأجناس الحية.
أما العقل فهو ملكة الإدراك والتفكير والإبداع وقد اختلف العلماء في ماهيته ومكانه اختلافاً لا يتسع المقام للخوض فيه.
ويعتبر التفكير والإبداع أعلى مراتب الإدراك للعقل وقد ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل المدرك والمميز والواعي والمبدع والمفكر والخلاق، والمخ نعمة إلهية أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الكائنات الحية، والتفكير نعمة أنعم الله بها على كثير من بني البشر وسلبها من بعضهم.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى العقل مناط التكليف، فمن فقد عقله بالنوم أو المرض أو الإغماء أو بالصغر سقط عنه التكليف ورفع عنه القلم.
وقد حشد القرآن الكريم عشرات الآيات القرآنية الداعية إلى استعمال العقل والتفكر والتدبر في آيات الله الكونية، وآيات الله القرآنية، وعلم الله سبحانه وتعالى أن للعقل البشري حدودا لا يستطيع أن يتخطاها , لذلك أرسل إليه الأنبياء والرسل لإخباره بما يعجز عقله البشري وحواسه البدنية ، وتعجز كل المخترعات عن الوصول إليها، فأرسل إليه الأنبياء والرسل لتخبره بها , فأعلمه بالجنة، والنار، والملائكة، وصفات الله وأسمائه والبعث والحساب ونعيم القبر وعذابه.
وجعل الله سبحانه وتعالى التفكير فريضة إسلامية فقال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190) (آل عمران/190).
وأولو الألباب هم العقلاء حقا فهم كما قال تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ {191}) (آل عمران/191) تفكر علم وبحث ودراية واستكشاف وتقص، فيكون الاستنتاج العام لبحثهم وتفكرهم قولهم: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ) (آل عمران/191).

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1251547842539714495_2b6187d083.jpg
إن في خلق هذه النحلة مئات الآيات الدالة على وجود خالق خبير عليم مبدع



وجاءت هذه النتيجة لما توصلوا إليه من إحكام في الخلق وإعجاز وإبداع ويقين , فيطلبون من الله تعالى بعد ذلك قائلين (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/191) طلب يقين أن الجنة حق ,والبعث حق ,والحساب حق ,والميزان حق.
وعندما نزل قول الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{164}) (البقرة/164)، عندما نزلت هذه الآية حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من عدم التفكر فيها، فويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها تفكر الباحث العالم الذي يصل إلى أهمية اختلاف الليل والنهار لاستمرار الحياة على الأرض، وإزهار النبات، وتكاثر الحيوان ونموه، ويبحث عن كيف يحيي الله الأرض بالماء فتنتشر فيها الكائنات الحية الفطرية والبكتيرية والفيروسية والحيوانية والنباتية، ويدرس التنوع الحيوي للكائنات الحية في الأرض وما بث الله فيها من كل دابة , وسخر الرياح لتلقيح النبات ولحمل الطير و السحاب والمطر في دورة المياه ورفعه وإنزاله، كلها ظواهر كونية من لم يتفكر فيها غضب الله عليه لتعطيل نعمة التفكير والكفران بها، فالتفكير فيها فريضة إسلامية، وقد أدرك الأستاذ محمود عباس العقاد رحمه الله هذه الحقيقة الإسلامية فأعد بحثه التفكير فريضة إسلامية وقدمه للمؤتمر الإسلامي في ستينيات القرن العشرين الميلادي، ونشر في كتاب بواسطة دار العلم بالقاهرة قال فيه:
( القرآن لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة في سياق الآية، بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله أو يلام فيها المنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه، ولا يأتي تكرار الإشارة إلى العقل بمعنى واحد من معانيه التي يشرحها النفسانيون من أصحاب العلوم الحديثة، بل هي تشمل وظائف الإنسان العقلية على اختلاف أعمالها وخصائصها وتتعمد التفرقة بين هذه الوظائف والخصائص في مواطن الخطاب ومناسباته، فلا ينحصر خطاب العقل في العقل الوازع ولا في العقل المدرك ولا في العقل الذي يناط به التأمل الصادق والحكم الصحيح، بل يعم الخطاب في الآيات القرآنية كل ما يتسع له الذهن الإنساني من خاصة أو وظيفة).

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1251547890250px-diversity_of_plants_image_version_5.jpg
إن المتأمل في المملكة النباتية يشاهد ملايين الأدلة والآيات على وجود خالق عالم خبير أبدعها في أحسن خلقة فسبحان الله

ثم قال العقاد رحمه الله: ( فالعقل في مدلول لفظه العام ملكة يناط بها الوازع الأخلاقي أو المنع عن المحظور والمنكر، ومن هنا كان اشتقاقه من مادة (عقل) التي يؤخذ منها العقال).
ثم قال العقاد رحمه الله: (وفريضة التفكير في القرآن الكريم تشمل العقل الإنساني بكل ما احتواه من هذه الوظائف بجميع خصائصها ومدلولاتها فهو يخاطب العقل الوازع والعقل المدرك والعقل الحكيم والعقل الرشيد، ولا يذكر العقل عرضا مقتضبا بل يذكره مقصودا مفصلا على نحو لا نظير له في كتاب من كتب الأديان) (انتهى – ص 8).
ثم قال رحمه الله: ( وقد بدأ الإسلام التحذير الشامل من هذا الفساد (فساد الكهان والرهبان ورجال الدين) فأسقط الكهانة، وأبطل سلطان رجال الدين على الضمائر ونفى عنهم القدرة على التحريم والتحليل والإدانة والغفران).
ثم نبه رحمه الله إلى سيئاتهم وعاقبة من استسلموا لخديعتهم وكثير منهم خادعون (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{31}) (التوبة/31) – انتهى (ص/29).
وقال رحمه الله: (وصفوة القول أن الإسلام لا يعذر العقل الذي ينزل عن حق الإنسان رهبة للقوة أو استسلاما للخديعة، ولا حدود لذلك إلا حدود الطاقة البشرية ولكنها الطاقة البشرية عامة كما تقوم بها الأمم ولا ينتهي أمرها بما يكون للفرد من طاقة لا تتعداه) (المرجع السابق ص/33).
وقد علم فقهاء المسلمين أهمية العقل والتفكير فعقد الإمام أبو حنيفة رحمه الله جلسات للعصف الذهني مع طلابه لإقداح الذهن للتفكير والإبداع وإنشاء الحلول الأصيلة.
وألف الإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب (صريح المعقول وصحيح المنقول) أو (درء تناقض العقل و الشرع) ويكفي الإسلام احتراما للعقل أن يسقط التكليف عن الإنسان بذهاب عقله وغيابه وتعطيله بالنوم وغيره.
فإذا المتشدقين بالعقلانية، واتهام الإسلام بالتناقض مع العقل لو درسوا الإسلام و آيات التفكير والعقل في القرآن الكريم لتعلموا أنه لا تعارض بين صريح المعقول وصحيح المنقول، وأن التفكير فريضة إسلامية كما ورد في الآيات القرآنية.

يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
phy_tech@hotmail.com

أ د نظمي خليل أبوالعطا موسى
www.nazme.net

((نادية بوغرارة))
09-25-2009, 06:23 PM
العلماء يدلهم عقلهم على الحقائق فيعرفون الخلق و الخالق ،


فلا يزيدهم ذلك إلى إيمانا و قربا .


فماذا عن عقول العوام ؟

هل كل تفكير صحيح ؟

هل كل نتاج العقل البشري يوافق الصواب؟

أم لا بد مع الفكر من ملكات أخرى ، تجعل هذا الفكر سليما ، و إنتاجه نفيسا ،

فلا يكون استخدام العقل وبالا على صاحبه يبعده عن الحق أزمنة مديدة و أعواما عديدة .؟؟

خشان خشان
09-25-2009, 09:41 PM
أخي وأستاذي العزيز البحر الأحمر


أحسن كل من أخي فيصل والأخت نادية الرد وأضيف إلى ما تفضلا به


قولك : "الأمر الفلاني رباني لو اجتمعت الأمة على التغيير فيه فلن تستطيع ..... لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله"


حيرتني هذه العبارة .


فإني عندما أجلت فيه النظر وجدته خطيرا يحدث في الفكر والعقيدة هزات تنداح دوائرها وتتسع بشكل لا أظنك تقصده ولا ترغبه. ومما زاد من حيرتي مناقضته لكلام قلته لي قديما في ما رأيته أنت حينها أمرا ربانيا . ولهذا أرجوك أن توسع صدرك وترد على أسئلتي جميعا بما تراه بشكل مباشر، فإني أرى الأمر يستحق ذلك بالنسبة لي ولسواي.


1- هل معنى هذا أن الأمة إذا رأت مصلحتها في أمر وكان ربانيا فعليها أن تكتفي بالانتظار ولا تعمل شيئا ؟ ثم ماذا إذا كان التكليف بالأمر الرباني فريضة ربانية هل تمتثل لواجب التكليف الرباني أم تحجم بانتظار تنفيذ الله لأمره الرباني طالما أنها لن تستطيع عمل شيء في الأمر الرباني.


2- وهل إذا عملت أو عمل بعضها شيئا لما يرونه تحقيقا للأمر الرباني فإن ذلك يعتبر دليلا على ضعف الإيمان ؟ من حيث أن كلامك قد يفهم منه أن الله قادر على تحقيق ما يشاء دون أن تعمل الأمة شيئا .


3- وكيف تنظر إلى ما تجشمه المصلحون من مشاق انتهت بنصر رباني للحق على يدي أمثال صلاح الدين وأحمد بن حنبل والشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟


4- وهل في الحياة أمور ربانية وأخرى غير ربانية ؟


5- وهل اقتراف الفرد للسيئات عمل رباني أم غير رباني ؟ فإن كان غير رباني فهل تم رغما عن الله وإن كان ربانيا فلم يعاقب مقترفه ؟


6- أليس فشل الأحزاب في غزة الخندق أمر رباني ؟ فما رأيك بحفر المسلمين للخندق ؟ على ضوء شرحك المتقدم ؟


7- ثم - وأنا أعرف صدق إيمانك – كيف توفق بين قولك المتقدم وقوله تعالى :
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
وقوله تعالى :
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
وقوله تعالى:
" لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
وقوله عليه السلام :" إعقل وتوكل "


8- أين موقع الأخذ بالأسباب في ضوء تعليقك المتقدم.


9- " لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله"
كيف يكون ذلك ؟ وكيف يريدنا الله أن نتعامل مع إرادته كما يريد ؟ هل تعرف أنت ذلك وفي أي الأمور تعرفه وفي أي الأمور لا تعرفه ؟

أليس كل ما في الحياة طبقا لإرادة الله ؟

ثم ما موقع التكاليف الشرعية لبلوغ الأمور الربانية على مستوى الفرد والجماعة في ظل هذا الطرح؟


والله يرعاك.

((البحر الأحمر))
09-25-2009, 10:31 PM
أسعد الله مساء أستاذي بكل خير :) ......



أخي وأستاذي العزيز البحر الأحمر



أحسن كل من أخي فيصل والأخت نادية الرد وأضيف إلى ما تفضلا به


قولك : "الأمر الفلاني رباني لو اجتمعت الأمة على التغيير فيه فلن تستطيع ..... لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله"


حيرتني هذه العبارة .


فإني عندما أجلت فيه النظر وجدته خطيرا يحدث في الفكر والعقيدة هزات تنداح دوائرها وتتسع بشكل لا أظنك تقصده ولا ترغبه. ومما زاد من حيرتي مناقضته لكلام قلته لي قديما في ما رأيته أنت حينها أمرا ربانيا . ولهذا أرجوك أن توسع صدرك وترد على أسئلتي جميعا بما تراه بشكل مباشر، فإني أرى الأمر يستحق ذلك بالنسبة لي ولسواي.

يا أستاذي ،، سقطت الخلافة بإرادة الله ،، وستعود بإرادة الله ..... أتمنى أن نكون مختلفين في هذه النقطة :) ،،، فقد بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ وكل ذلك بإرادة الله ...... ولا راد لمشيئتة ...

وإلغاء مشيئة الله أو جعلها تبعًا للو كان ولو حصل ولو فعل ولو لم يفعل لتكون تحت مشيئة البشر ،، أنا لا استسيغه بأي حال كان ........


1- هل معنى هذا أن الأمة إذا رأت مصلحتها في أمر وكان ربانيا فعليها أن تكتفي بالانتظار ولا تعمل شيئا ؟ ثم ماذا إذا كان التكليف بالأمر الرباني فريضة ربانية هل تمتثل لواجب التكليف الرباني أم تحجم بانتظار تنفيذ الله لأمره الرباني طالما أنها لن تستطيع عمل شيء في الأمر الرباني.

بل تعمل وبيقين أن النصر والنجاح بيد الله وحده ،،،


2- وهل إذا عملت أو عمل بعضها شيئا لما يرونه تحقيقا للأمر الرباني فإن ذلك يعتبر دليلا على ضعف الإيمان ؟ من حيث أن كلامك قد يفهم منه أن الله قادر على تحقيق ما يشاء دون أن تعمل الأمة شيئا .

نعم إن الله قادر على كل شيء وإذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون ،،، أوليس الله بقادر على كل شيء ! :) ،، رجاء التأكد من صيغة التساؤل باللون الأحمر ...



3- وكيف تنظر إلى ما تجشمه المصلحون من مشاق انتهت بنصر رباني للحق على يدي أمثال صلاح الدين وأحمد بن حنبل والشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟

جهود مبذولة كتب الله لها النجاح بقدرها ......


4- وهل في الحياة أمور ربانية وأخرى غير ربانية ؟

فلنتساءل عن انتصار إسرائيل ،، هل هو رباني أم اجتهاد بشري ! .. أوليس كل شيء بقضاء وقدر ! .....


5- وهل اقتراف الفرد للسيئات عمل رباني أم غير رباني ؟ فإن كان غير رباني فهل تم رغما عن الله وإن كان ربانيا فلم يعاقب مقترفه ؟

يا أستاذي وفقك الله ،،، ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ) ،،،،، فلنتساءل عن سقوط الخلافة وإعادتها ودور الأسباب البشرية في ذلك ،،، وسيكون جوابه في الآية السابقة .....


6- أليس فشل الأحزاب في غزة الخندق أمر رباني ؟ فما رأيك بحفر المسلمين للخندق ؟ على ضوء شرحك المتقدم ؟

هل تريدني أن أقول ليس لله علاقة به ،، وهو اجتهاد بشري تم رغمًا عن الله تعالى الله علوًا كبيرا :) ...... طبعًا أمر رباني ( ‏ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ) .......


7- ثم - وأنا أعرف صدق إيمانك – كيف توفق بين قولك المتقدم وقوله تعالى :
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
وقوله تعالى :
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
وقوله عليه السلام :" إعقل وتوكل "

علينا تأدية ماعلينا فقط ،،، وليس أكثر ..... كقطرات المطر تجتمع فتكون سيل ( بإذن الله ) ...



8- أين موقع الأخذ بالأسباب في ضوء تعليقك المتقدم.

الأسباب لماذا ! ،، لما نشاء أم لما يشاء الله :) .. إن كانت الأولى فلا أعرف ،، وإن كانت الثانية ففي إجابة السؤال السابق :) ......



9- " لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله"
كيف يكون ذلك ؟ وكيف يريدنا الله أن نتعامل مع إرادته كما يريد ؟ هل تعرف أنت ذلك وفي أي الأمور تعرفه وفي أي الأمور لا تعرفه ؟
ثم ما موقع التكاليف الشرعية لبلوغ الأمور الربانية على مستوى الفرد والجماعة في ظل هذا الطرح؟

* ابتسامة * تخونني ذاكرتي في استرجاع القصة ،، ولكنها في هذا السياق : جاء رجل في زمن الإمام الغزالي من فلسطين ،، وقام بعد صلاة الجمعة وخطب في المسلمين بما يفعله الصليبيين في المسلمين حتى ضج الجامع بالبكاء ،،،، انتهى الرجل فقام كل واحد إلى عمله وكأنه لم يسمع شيء ..... فعكف الإمام الغزالي رحمه الله على تأليف ( إحياء علوم الدين ) ومن ثمراته كان صلاح الدين ...

يا أستاذي نحن الآن أمة بعيدة عن الله ....
علينا تأدية ماعلينا فقط ،،، وليس أكثر ..... كقطرات المطر تجتمع فتكون سيل ( بإذن الله ) ،، فإن لم يرد الله لها ذلك ،، فنكون قد أدينا ماعلينا ( ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ) ...

والله يرعاك.


أستاذي الغالي ،، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن :) ،،،، هذا هو محور مايحدث برمته بحسب رؤيتي القاصرة ...

وإذا أراد الله ،،، سقطت الجبرية ،، وقام الخليفة بين الركن والمقام وحولة نفر قليل من المسلمين ،،، وليس الأمة كاملة .........

وأسعد اله مساءك بكل خير ....

خشان خشان
09-25-2009, 10:45 PM
أخي وأستاذي الكريم

تحصر الأمر في نقطة واحدة وأردته فكريا عقديا عاما

نقطة فاتتني

مزرعتك بارك الله لك فيها هل تكد فيها وتجهد لما تشاء أم لما يشاء الله ؟



لما تشاء أم لما يشاء الله ؟


أرجو أن لا تضع الكون في ميزان ومزرعتك في ميزان مختلف وتكيل كيلا مزدوجا من حيث التفكير والتنفيذ والمعتقد.

((نادية بوغرارة))
09-25-2009, 10:57 PM
1- هل معنى هذا أن الأمة إذا رأت مصلحتها في أمر وكان ربانيا فعليها أن تكتفي بالانتظار ولا تعمل شيئا ؟ ثم ماذا إذا كان التكليف بالأمر الرباني فريضة ربانية هل تمتثل لواجب التكليف الرباني أم تحجم بانتظار تنفيذ الله لأمره الرباني طالما أنها لن تستطيع عمل شيء في الأمر الرباني.


بل تعمل وبيقين أن النصر والنجاح بيد الله وحده ،،،


*************


جوابك لوحده كاف لنقول أننا لسنا مختلفين في الأصل ،


لكنك أخي الاحمر لا ترسو على حال ، و لا نستطيع بيان منطقك .


إن كنت تقول بوجوب العمل ، فلماذا تنكره حين تصر على المشيئة ؟


فهل حلول الواحدة يلغي الأخرى ؟

***********


2- وهل إذا عملت أو عمل بعضها شيئا لما يرونه تحقيقا للأمر الرباني فإن ذلك يعتبر دليلا على ضعف الإيمان ؟ من حيث أن كلامك قد يفهم منه أن الله قادر على تحقيق ما يشاء دون أن تعمل الأمة شيئا .


نعم إن الله قادر على كل شيء وإذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون ،،، أوليس الله بقادر على كل شيء ! :) ،، رجاء التأكد من صيغة التساؤل باللون الأحمر ...

************


سبحان الله ، قادر على كل شيء ، لا يعجزه شيء ، و إن أراد شيئا إنما يقول له: كن، فيكون .



هذه عقيدة المؤمن .



لكن الله تعالى يسبب الأسباب ، ليعي العباد أن الأمور - عادة - تجري بسنن و نواميس و قوانين ،



فيكون الجني على قدر الجهد و قد يتفضل المولى ، و يكون الخسار بقدر الغفلة و قد يعفو المولى .



لا يجب أن نخلط بين الامور فنصبح قدريين معلقة أعينهم نحو ما سيقطر من السماء ،



و لا نكون ماديين ، يغرنا ما تنتجه أيدينا ، فننسى مقدّر الأقدار .



بعد هذا ، فيم َ نختلف ؟



و فيمَ أخطأ الغزالي ؟


مراجعات فكرية لا بد منها ، عسى الله ان ينفعنا و ينفع بنا ، فلا نَضل و لا نُضل .

((البحر الأحمر))
09-25-2009, 11:30 PM
أخي وأستاذي الكريم

تحصر الأمر في نقطة واحدة وأردته فكريا عقديا عاما

نقطة فاتتني

مزرعتك بارك الله لك فيها هل تكد فيها وتجهد لما تشاء أم لما يشاء الله ؟


أرجو أن لا تضع الكون في ميزان ومزرعتك في ميزان مختلف وتكيل كيلا مزدوجا من حيث التفكير والتنفيذ والمعتقد.

( وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ) إجابة من القرآن الكريم ......

وأسعد الله مساء أستاذي بكل خير ...

خشان خشان
09-25-2009, 11:37 PM
أستاذي وأخي

كلنا نؤمن بأن الله فعال لما يريد.

ولو اقتصرت إجاباتك على الجواب الذي اختارته الأستاذة نادية :





1- هل معنى هذا أن الأمة إذا رأت مصلحتها في أمر وكان ربانيا فعليها أن تكتفي بالانتظار ولا تعمل شيئا ؟ ثم ماذا إذا كان التكليف بالأمر الرباني فريضة ربانية هل تمتثل لواجب التكليف الرباني أم تحجم بانتظار تنفيذ الله لأمره الرباني طالما أنها لن تستطيع عمل شيء في الأمر الرباني.



بل تعمل وبيقين أن النصر والنجاح بيد الله وحده ،،،



لكنا - وكما ذكرت الأستاذة - متفقين 100%


وفحوى هذه الإجابة أن الأمر كله بيد الله تعالى وعلينا أن نعمل وفق تكليفه تعالى آخذين بالأسباب في كل مجال. ومع إيماننا المطلق بالغيب فإن هذا الإيمان يوجب الأخذ بالأسباب المادية في عالم الشهادة، من باب الامتثال بالآيات من مثل " وأعدوا لهم " والامتثال لأمر الله فيها وسيلتنا لنيل نصره - "وما النصر إلا من عند الله" - وبسيرة المصطفى عليه السلام. فعالما الغيب والشهادة كلاهما من أمر الله ولا تناقض بينهما.


إلى هنا أظننا متفقين.


وما تخطى هذا من إجاباتك أجده ............. !!


يرعاك الله.

((هدية جنكو))
09-26-2009, 12:02 AM
صار في الموضوع مثل اللي قال وين اذنك يا جحا !!!

أخي البحر الأحمر هيك بدي أزعل منك :)

مع وضع كل الآيات التي تفضلت بها

أسألك رأيك فيما يلي :

* معنى كلامك بارك الله فيك أن الله سبحانه هو من تسبب في هزيمتنا و خذلاننا
وهو الذي نصر اليهود علينا
وهو الذي أردانا

حاشاه حاشاه

أليس هو سبحانه القائل : ( ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم )

فأين كان سبب الردية .. هم أم الله سبحانه حاشاه

* قول الحق جل جلاله ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم )

ماذا يقر الله سبحانه في هذه الآية

أني أنا من يتغير أولاً ثم يغيرني الله ، أم يغيرني الله ثم أتغير ؟؟؟


* يقول تعالى : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى )

هل قال توفيق الله وتيسيره هو ما للإنسان وهو ما سيُرى ؟؟

طيب وإذا اعتمدنا نظريتك وقلنا أن للإنسان ما سعى بتوفيق الله

طيب اذا ما وفقه الله سبحانه .. هل يعني هذا أنه يظلمه

بأن يوجهه إلى شيء و يحاسبه على ما لم يقترف إلا بأمر الله ؟؟؟

حاشاه :)

* الحديث ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى )

لم يقل لكل امرء ٍ ما أراد الله وشاء و قدر ويسر !!

* قلت أعلاه مستدلاً بـ : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )

هذا يناقض عدل الله سبحانه وتعالى إذا اخذناها من وجهة النظر التي ذكرتها

يعني هل الله سبحانه وتعالى سيكلفنا فوق طاقتنا أصلاً ، لحتى نقول عملنا اللي علينا والباقي ما قدرنا ولا تكلف يا رب ما لا نطيق؟؟

هذا خلق الله جل جلاله ، ما هي لعبة :)

بالعكس هذا مردود علينا و يقول ان كل ما نحن مأمورون بأدائه فنحن قادرون عليه

يعني صارت حجة علينا ( نسأل الله السلامة )

والله سبحانه بريء من التلاعب بنا

* ما أذكر من استدل بنصر اسرائيل !!

لكن حتى هذه أنا مقتنعة

أن اسرائيل وثقت بالنصر فنصرت

ونحن وثقنا بأن اسرائيل قوية وتدعمها أمريكا و هي أعظم قوة في العالم
ومافي منا أمل و حكامنا ما يعطونا مجال

فكانت ثقتهم أقوى بالنصر

وثقتنا نحن أقوى بالهزيمة

فأعطاهم الله النصر

وأعطانا الهزيمة

وهذه معادلة عادلة !!

لأن الله جل في علاه يقول : ( ... ادعوني استجب لكم .. )

الحديث في هذا الأمر يطول

أنا في النهاية أقر بأن هناك تفضيل من الله سبحانه في مواقع ومواطن

وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

لكن النظام الكوني يمشي بدقة و عدل

من أراد حرث الدنيا آتاه الله حرث الدنيا
ومن أراد حرث الآخرة آتاه الله حرث الآخرة


نعم الحديث يطول

وأنا تعبت

وأفكاري غير منظمة

لكن أتمنى يا أخي البحر الزاخر أن تدلي برأيك فيما سبق

واترك أستاذي خشان واختي نادية يحتسوا بعض القهوة :)


ثم السؤال الصعب للغاية .. واعذرني مجدداً

هل ابليس عصى وطغى وتكبر وتجبر وتمرد ..... بأمر الله له !!!!!؟؟؟؟؟؟

لك التوفيق كله

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 12:05 AM
1- هل معنى هذا أن الأمة إذا رأت مصلحتها في أمر وكان ربانيا فعليها أن تكتفي بالانتظار ولا تعمل شيئا ؟ ثم ماذا إذا كان التكليف بالأمر الرباني فريضة ربانية هل تمتثل لواجب التكليف الرباني أم تحجم بانتظار تنفيذ الله لأمره الرباني طالما أنها لن تستطيع عمل شيء في الأمر الرباني.



بل تعمل وبيقين أن النصر والنجاح بيد الله وحده ،،،


*************


جوابك لوحده كاف لنقول أننا لسنا مختلفين في الأصل ،


لكنك أخي الاحمر لا ترسو على حال ، و لا نستطيع بيان منطقك .


إن كنت تقول بوجوب العمل ، فلماذا تنكره حين تصر على المشيئة ؟


فهل حلول الواحدة يلغي الأخرى ؟

( كلا إنه تذكره ،، ،، فمن شاء ذكره ،، وما يذكرون إلا أن يشاء الله ) ،،، لماذا لا يذكرون الله رغم أنه متاح لمشيئتهم ،،، وستكون الإجابة من نفس السياق بأن هذه مشيئة الله .....

***********


2- وهل إذا عملت أو عمل بعضها شيئا لما يرونه تحقيقا للأمر الرباني فإن ذلك يعتبر دليلا على ضعف الإيمان ؟ من حيث أن كلامك قد يفهم منه أن الله قادر على تحقيق ما يشاء دون أن تعمل الأمة شيئا .


نعم إن الله قادر على كل شيء وإذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون ،،، أوليس الله بقادر على كل شيء ! :) ،، رجاء التأكد من صيغة التساؤل باللون الأحمر ...

************


سبحان الله ، قادر على كل شيء ، لا يعجزه شيء ، و إن أراد شيئا إنما يقول له: كن، فيكون .



هذه عقيدة المؤمن .



لكن الله تعالى يسبب الأسباب ، ليعي العباد أن الأمور - عادة - تجري بسنن و نواميس و قوانين ،



فيكون الجني على قدر الجهد و قد يتفضل المولى ، و يكون الخسار بقدر الغفلة و قد يعفو المولى .



لا يجب أن نخلط بين الامور فنصبح قدريين معلقة أعينهم نحو ما سيقطر من السماء ،



و لا نكون ماديين ، يغرنا ما تنتجه أيدينا ، فننسى مقدّر الأقدار .



بعد هذا ، فيم َ نختلف ؟



و فيمَ أخطأ الغزالي ؟



مراجعات فكرية لا بد منها ، عسى الله ان ينفعنا و ينفع بنا ، فلا نَضل و لا نُضل .


يا أخيتي يانادية ،، أنا رجل من العوام ،،، ولست عالم ولا من العلماء .... أقول رؤيتي ،، وليس أكثر ...

والخطأ الذي أراه هو حينما نقدم مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق ،،، ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) ،، أي أن الاقتتال تم بمشيئة الله ،، فأين ذهبت مشيئة المقتتلين ! .......

ذهبت الخلافة بمشيئة الله ،،، وستعود بمشيئته ،، ونحن الآن ( غثاء ) بمشيئة الله ...... وعلينا أن نعمل الصواب ،، ونجاح ذلك العمل مرهون بمشيئة الله ...... وعملنا للصواب مرهون بمشيئتنا الخاضعة لمشيئة الله ،، ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) .....

أنا على يقين بأننا لسنا مختلفين في الهدف ،، وإنما في طريق الوصول إليه .....
واسأل الله لي ولكم الهداية لما يحبه ويرضاه ......

خشان خشان
09-26-2009, 12:23 AM
ونحن الآن ( غثاء ) بمشيئة الله

"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " وذلك طبعا بمشيئة الله وحسب سننه.

فلا تناقض .

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 12:24 AM
أستاذي وأخي

كلنا نؤمن بأن الله فعال لما يريد.

ولو اقتصرت إجاباتك على الجواب الذي اختارته الأستاذة نادية :





لكنا - وكما ذكرت الأستاذة - متفقين 100%


وفحوى هذه الإجابة أن الأمر كله بيد الله تعالى وعلينا أن نعمل وفق تكليفه تعالى آخذين بالأسباب في كل مجال. ومع إيماننا المطلق بالغيب فإن هذا الإيمان يوجب الأخذ بالأسباب المادية في عالم الشهادة، من باب الامتثال بالآيات من مثل " وأعدوا لهم " والامتثال لأمر الله فيها وسيلتنا لنيل نصره - "وما النصر إلا من عند الله" - وبسيرة المصطفى عليه السلام. فعالما الغيب والشهادة كلاهما من أمر الله ولا تناقض بينهما.


إلى هنا أظننا متفقين.


وما تخطى هذا من إجاباتك أجده ............. !!



يرعاك الله.


أسعد الله مساء أستاذي بكل خير :) .....

سأقول لك شيء ربما لا تتفق معي فيه ،،، ( هناك من لا يريد النصر لله ،، وإنما النصر لنفسه ) ...... أما ما تخطى من إجاباتي فهو إثراء للحوار .... وليس للمشاكسة :) ...

((هدية جنكو))
09-26-2009, 12:34 AM
اخي البحر

حتى هذا الذي يريد النصر لنفسه

بما أنه سعى لذلك بثقة

يرزقه الله ما أراد

إن الله يستحي أن يرد يد العبد فارغة :)

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 12:35 AM
صار في الموضوع مثل اللي قال وين اذنك يا جحا !!!

أخي البحر الأحمر هيك بدي أزعل منك :)

مع وضع كل الآيات التي تفضلت بها

أسألك رأيك فيما يلي :

* معنى كلامك بارك الله فيك أن الله سبحانه هو من تسبب في هزيمتنا و خذلاننا
وهو الذي نصر اليهود علينا
وهو الذي أردانا

حاشاه حاشاه

أليس هو سبحانه القائل : ( ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم )

فأين كان سبب الردية .. هم أم الله سبحانه حاشاه

* قول الحق جل جلاله ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم )

ماذا يقر الله سبحانه في هذه الآية

أني أنا من يتغير أولاً ثم يغيرني الله ، أم يغيرني الله ثم أتغير ؟؟؟


* يقول تعالى : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى )

هل قال توفيق الله وتيسيره هو ما للإنسان وهو ما سيُرى ؟؟

طيب وإذا اعتمدنا نظريتك وقلنا أن للإنسان ما سعى بتوفيق الله

طيب اذا ما وفقه الله سبحانه .. هل يعني هذا أنه يظلمه

بأن يوجهه إلى شيء و يحاسبه على ما لم يقترف إلا بأمر الله ؟؟؟

حاشاه :)

* الحديث ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى )

لم يقل لكل امرء ٍ ما أراد الله وشاء و قدر ويسر !!

* قلت أعلاه مستدلاً بـ : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )

هذا يناقض عدل الله سبحانه وتعالى إذا اخذناها من وجهة النظر التي ذكرتها

يعني هل الله سبحانه وتعالى سيكلفنا فوق طاقتنا أصلاً ، لحتى نقول عملنا اللي علينا والباقي ما قدرنا ولا تكلف يا رب ما لا نطيق؟؟

هذا خلق الله جل جلاله ، ما هي لعبة :)

بالعكس هذا مردود علينا و يقول ان كل ما نحن مأمورون بأدائه فنحن قادرون عليه

يعني صارت حجة علينا ( نسأل الله السلامة )

والله سبحانه بريء من التلاعب بنا

* ما أذكر من استدل بنصر اسرائيل !!

لكن حتى هذه أنا مقتنعة

أن اسرائيل وثقت بالنصر فنصرت

ونحن وثقنا بأن اسرائيل قوية وتدعمها أمريكا و هي أعظم قوة في العالم
ومافي منا أمل و حكامنا ما يعطونا مجال

فكانت ثقتهم أقوى بالنصر

وثقتنا نحن أقوى بالهزيمة

فأعطاهم الله النصر

وأعطانا الهزيمة

وهذه معادلة عادلة !!

لأن الله جل في علاه يقول : ( ... ادعوني استجب لكم .. )

الحديث في هذا الأمر يطول

أنا في النهاية أقر بأن هناك تفضيل من الله سبحانه في مواقع ومواطن

وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

لكن النظام الكوني يمشي بدقة و عدل

من أراد حرث الدنيا آتاه الله حرث الدنيا
ومن أراد حرث الآخرة آتاه الله حرث الآخرة


نعم الحديث يطول

وأنا تعبت

وأفكاري غير منظمة

لكن أتمنى يا أخي البحر الزاخر أن تدلي برأيك فيما سبق

واترك أستاذي خشان واختي نادية يحتسوا بعض القهوة :)


ثم السؤال الصعب للغاية .. واعذرني مجدداً

هل ابليس عصى وطغى وتكبر وتجبر وتمرد ..... بأمر الله له !!!!!؟؟؟؟؟؟

لك التوفيق كله

أسعد الله مساء أختي الغالية بكل خير ،،،،

أنظر لإجابة إبليس : ( قال رب بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين ) ... إبليس يعترب بأن الله هو من أغواه .....

فماذا ستقولين ! ...

((هدية جنكو))
09-26-2009, 12:36 AM
هذا ابليس

فهل ستثق بالله أم به :) ؟؟؟؟؟

شتان

((هدية جنكو))
09-26-2009, 12:40 AM
ثم الله سبحانه وتعالى سأله : ( ما منعك .....)

:)

خشان خشان
09-26-2009, 12:46 AM
إبليس يعترف بأن الله هو من أغواه .....

بل

إبليس يزعم

((نادية بوغرارة))
09-26-2009, 12:49 AM
[quote=((البحر الأحمر))
أنا على يقين بأننا لسنا مختلفين في الهدف ،، وإنما في طريق الوصول إليه .....
واسأل الله لي ولكم الهداية لما يحبه ويرضاه ......[/quote]

***************

حضرتك ترى أننا نختلف في طريق الوصول للهدف ؟

و لكن لا يبدو من ردودك أخي الكريم أن هناك حاجة لطريقٍ للوصول ،

فمن لا يؤمن بالعمل لن يبحث عن الطريق أصلا ، فهي لا تهمه ،

بل سيمكث حيث هو يرتقب و يترقب ، معتقدا أنه مسير لا طائل من سعيه و لا سبحه .

أما في الجزء الآخر من العالم ، فهناك عاملون مجتهدون ،

يسعون في الأرض كما أمرهم الله تعالى ، يعلمون أن الله تعالى

هداهم النجدين ، و بين لهم المنهاج ، فانتشروا في الأرض

يبتغون من فضل الله ، يسددون و يقاربون .

فإن اهتدوا فمن الله ،

و إن ظل سعيهم فمن أنفسهم و من الشيطان .


و كلاهما جرت به الأقلام في البدء .

** معادلة لم أكن أعرف أنها صعبة إلا بعد هذا الحوار . **

حاولت جاهدة أن يكون حوارنا علمي منطقي مثمر ،

لكنك اخي لا تحيد عن التمسك بفكرة هي أول ما يلقنه المسلم ،

و هي : أن كل شيء بقدر .

و لكنك تدور حولها و تقف عندها موقفا لا تترك فيه مجالا ،

لما سواها مما يتوافق معها و لا يناقضها أبدا .،

و أنت تعرف أن الثقة في هيمنة الله تعالى علينا أمر نؤمن به و نعتقده .

عسى ربي أن يلهمنا و يفهّمنا ما نحقق به عبوديتنا له ،

فنؤدي حق الأمانة التي ارتضينا حملها ،

و استثقلتها الخلائق .

ألا تخشى أخي البحر و لو قليلا أن تكون بتمسكك بالمشيئة لحد

تعطيل العقل تكون تخالف المنهج الرباني ، و تعطل السبب الذي خلقت من أجله .؟

ألم يثني النبي صلى الله عليه و سلم على الاخ الذي يخرج للعمل و فضّله على أخ له كان

يمكث في المسجد متعبدا لا يبرحه، و يعتمد على كسب أخيه العامل ؟

* يفضل العمل على العبادة في هذا المقام *

أطلب منك أخي ان تعيد النظر فيما جاء في هذا الموضوع من ردود ،

و ان توضح فكرتك بشكل جلي ، فلا يظن فيك القارئ ما ليس فيك ،

فإني على ثقة أن هناك سوء فهم في مكان ما .


أكتفي بهذا القدر .


تقديري للجميع .

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 01:07 AM
أستاذي وأستاذتي :) ....
ولكن نبي الله موسى يؤكد ذلك ( إنما هي فتنتك تضل بها من تشاء ) .......

((هدية جنكو))
09-26-2009, 01:14 AM
بس انت تهربت من سؤالي أيها البحر وهذا غير مقبول :)

سأل الله سبحانه إبليس ما منعك أن تسجد

قال ابليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

!!!

وبعدين حتى كلام نبي الله موسى عليه السلام هذا كلامه هو

وليس كلام الله سبحانه جل شانه بل نقلا عن موسى

قد يكون سيدنا موسى قال وجهة نظره هو :)

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 01:16 AM
***************

حضرتك ترى أننا نختلف في طريق الوصول للهدف ؟


و لكن لا يبدو من ردودك أخي الكريم أن هناك حاجة لطريقٍ للوصول ،


فمن لا يؤمن بالعمل لن يبحث عن الطريق أصلا ، فهي لا تهمه ،


بل سيمكث حيث هو يرتقب و يترقب ، معتقدا أنه مسير لا طائل من سعيه و لا سبحه .


أما في الجزء الآخر من العالم ، فهناك عاملون مجتهدون ،


يسعون في الأرض كما أمرهم الله تعالى ، يعلمون أن الله تعالى


هداهم النجدين ، و بين لهم المنهاج ، فانتشروا في الأرض


يبتغون من فضل الله ، يسددون و يقاربون .


فإن اهتدوا فمن الله ،


و إن ظل سعيهم فمن أنفسهم و من الشيطان .


و كلاهما جرت به الأقلام في البدء .


** معادلة لم أكن أعرف أنها صعبة إلا بعد هذا الحوار . **


حاولت جاهدة أن يكون حوارنا علمي منطقي مثمر ،


لكنك اخي لا تحيد عن التمسك بفكرة هي أول ما يلقنه المسلم ،


و هي : أن كل شيء بقدر .


و لكنك تدور حولها و تقف عندها موقفا لا تترك فيه مجالا ،


لما سواها مما يتوافق معها و لا يناقضها أبدا .،


و أنت تعرف أن الثقة في هيمنة الله تعالى علينا أمر نؤمن به و نعتقده .


عسى ربي أن يلهمنا و يفهّمنا ما نحقق به عبوديتنا له ،


فنؤدي حق الأمانة التي ارتضينا حملها ،


و استثقلتها الخلائق .


ألا تخشى أخي البحر و لو قليلا أن تكون بتمسكك بالمشيئة لحد


تعطيل العقل تكون تخالف المنهج الرباني ، و تعطل السبب الذي خلقت من أجله .؟


ألم يثني النبي صلى الله عليه و سلم على الاخ الذي يخرج للعمل و فضّله على أخ له كان


يمكث في المسجد متعبدا لا يبرحه، و يعتمد على كسب أخيه العامل ؟


* يفضل العمل على العبادة في هذا المقام *


أطلب منك أخي ان تعيد النظر فيما جاء في هذا الموضوع من ردود ،


و ان توضح فكرتك بشكل جلي ، فلا يظن فيك القارئ ما ليس فيك ،


فإني على ثقة أن هناك سوء فهم في مكان ما .



أكتفي بهذا القدر .



تقديري للجميع .


يا ناديه ،، يا أختي الغالية ......

أنظري : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى ) متفق عليه ...

فإذا أصاب المسلمين خير وقامت الخلافة وفتحت الأمصار فهو من الله ،،، ولكن إذا أصاب المسلمين شر وذهبت الخلافة واحتل الصليبيين ثلاثة أرباع العالم الإسلامي ،، فماذا سنقول ! .. ورجاء أن تكون الاجابة من نص الحديث السابق ......

وأنظري أيضًا : ( كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس ) رواه مسلم ...

وأسلمي لأخيك :) ....

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 01:26 AM
بس انت تهربت من سؤالي أيها البحر وهذا غير مقبول :)

سأل الله سبحانه إبليس ما منعك أن تسجد

قال ابليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

!!!

وبعدين حتى كلام نبي الله موسى عليه السلام هذا كلامه هو

وليس كلام الله سبحانه جل شانه بل نقلا عن موسى

قد يكون سيدنا موسى قال وجهة نظره هو :)

الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومين ،،، والله سبحانه لم ينفي ذلك ......

ومع ذلك :) أنا مع موسى عليه الصلاة والسلام .....

((هدية جنكو))
09-26-2009, 01:30 AM
يا ناديه ،، يا أختي الغالية ......

أنظري : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى ) متفق عليه ...

فإذا أصاب المسلمين خير وقامت الخلافة وفتحت الأمصار فهو من الله ،،، ولكن إذا أصاب المسلمين شر وذهبت الخلافة واحتل الصليبيين ثلاثة أرباع العالم الإسلامي ،، فماذا سنقول ! .. ورجاء أن تكون الاجابة من نص الحديث السابق ......

وأنظري أيضًا : ( كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس ) رواه مسلم ...

وأسلمي لأخيك :) ....
تقول رجاء تكون الإجابة من نص الحديث السابق

وبصراحة مافي اي وجه مقارنة ولاشبه ولا حتى اختلاف :)

بالنسبة لعصمة الأنبياء فهذا صحيح

لكن عندك مثلاً

سيدنا يوسف عليه السلام

بدلاً من أن يطلب من الله سبحانه النجاة

طلب ان يُنقذ من النسوة واختار السجن

هكذا كان تقديره :)

ولو طلب من الله الخلاص والفكاك لما رده الله :)

سبحانه

((فيصل الصاعدي))
09-26-2009, 11:09 AM
آثرت أن أستفيد من علمكم دون الخوض فيه

ولكن تنمنيت أن أشارك بهذه المشاركة وقد يكون الصواب لديكم ، إن الله عالم بما كان ويكون وقدر كل شيء ولكننا محاسبون عن اعمالنا ان خيرا فخير وان شر فشر ، حتى سقوط الخلافات وقيامها بمشيئة الله وأمره قدر الله لأناس أن يعملوا تفكيرهم فأعملوها كما قدرها الله لهم وعملوا ولو لم يشاء لم يعملوها فسبحان من جعل لكل شيء سببا ، فالرجل لا يكون لديه ولد إن لم يكن له زوج فالرجل يفكر في الزواج ثم يتزوج فيأتي الولد ان شاء ربي ولن يأتيه دون تفكير منه يعقبه عمل والثمر لن يكون بدون تلاقح للأشجار وكل هذا بقدر الله ، ولكن الخلط الذي تجده عند بعض الناس ( وليس هنا ) والذي يسبب عداء للعلم دون وجه حق أن البعض يتصور أن البعض يريد تغيير القدر وما أراده الله وهذا أمر لا يمكن بأي حال من الأحوال مثال ذلك
عندما تحاور البعض عن قضية الإستمطار على مدينة بعينها تجد من يصعقك بهذا الجواب يريدون أن يغيروا مشيئة الله وكأن لديه علم أن الله لا يريد أن تمطر هذه السحابة هنا والصواب أن الله أجرى هذه السحابة لأمر قد قدره فلو شاء أن لا تستمطر فلن تستمطر وان شاء أن تستمطر فلا تمطر كان ذلك وان شاء أن تستمطر فتمطر فسوف تمطر بإذنه والسبب الإستمطار وقس على ذلك تحديد الجنس
اللهم إن اصبت فمنك وحدك هديتني لذلك وإن أخطأت فمني والشيطان وكله بعملك وتحت مشيئتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى ان نتجاوز هذه النقطة كي تتسع دائرة الموضوع

((البحر الأحمر))
09-26-2009, 08:50 PM
أسعدك الله أخي فيصل وكل الأخوة والأخوات المتحاورين ،،، ودعونا نبحر في آفاق المسألة من زوايا أخرى :) ....... ولكن بعد هذه المشاكسة :) .....

يقول الله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) ...

أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين .......

((هدية جنكو))
09-27-2009, 12:07 AM
أخي فيصل

ولو أن شخصاً في صحراءٍ صلّى الاستسقاء

ألن يغيثه الله ؟؟

إذن ما إن طلب العبد لباّه الخالق جل شأنه

والدعاء يرد القدر كما صح في الدين

فإن ألح العبد على الله الدعاء رد ما كان مكتوباً عليه بقدر غلبته

فكل شيءٍ بأمر الله نعم

لكنه سبحانه قال

ما أخيبكم يا جماعة

وبعدين أخي البحر

انت لما تجيب آية وما تقول لنا شو قبلها بعشر آيات ولا شو بعدها بعشر آيات

ما تقنعني :)

قبلها بعدد من الآيات يبين أن جماعة تحدوا !!
فلا بد من إركاسهم وخيبتهم

ففي الآية (23 ) تقول ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون )

لاحظ .. أنهم دعوا وكان بيدهم الإ جابة والاحتكام إلى كتاب الله

لكنهم ايش عملوا ..

تقول الآية التي بعدها

(ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات ، وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )

فما الذي غرهم في دينهم ..؟؟؟

ما كانوا يفترون

وليس الحق جل شأنه

ولو أنهم ما تمردوا وتحدوا و حكموا على أمر آخروي يأتي نتيجة أعمالهم

وليس لأن الله سبحانه فرضه عليهم

وبعدها تأتي الآيات لتتحداهم وتقول

( فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه .....)

هنا حيث نفقد المشيئة الكلية تماماً

ويكون كل ما سبق علينا أو لنا

نسأل الله التوفيق والسلامة

وبعدها بآيات يقول المولى جل شأنه في الآية ( 30 ) :

( يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً ، وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ، ويحذركم الله نفسه ، والله رؤوف بالعباد )

( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ، والله غفور رحيم )

وفي موضع آخر من القرآن الكريم يقول الله جل شأنه :

( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

أعتذر من الذي قالوا نتجاوز هذه النقطة

لكن ليس من العدل أن نرمي الله سبحانه وتعالى بما نحن سبب فيه :(

و نبرر لأخطائنا وهزيمتنا و خذلاننا بأن الله شاء ذلك

والله ما ينفع :(

يا أخي البحر الكريم

أنا فـ عرضك

لما تجيب آية لا تفعل كما استشهد أحدهم بآياتٍ مثل :

( لا تقربوا الصلاة ) وسكتوا

( ويل للمصلين ) وسكتوا

أرجوك :)

فالله سبحانه جل شأنه يعطيننا ما شئنا

ويكرمنا بزيادة لاحظ الآيات السابقة وستفهم ما أقول من إكرامه لنا

ودمتم سالمين !

خشان خشان
09-27-2009, 01:11 AM
يقول الله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) ...

أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين .......

أخي البحر

إضافة إلى ما ذكرت الأستاذة المضيئة، أتركك مع فهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فشاكسه إن شئت . يقول رضي الله عنه:


"نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله."
هكذا فهم الفاروق العلاقة بين قدر الله وإرادة الإنسان.

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 01:31 AM
يا أخيتي أنا لا آتي بنصف دليل ،،، هو الدليل كامل .... والمصحف بين يديك :) إن رأيتي أن هناك آية مرتبطة ولم آتي بها في سياق الدليل فلك الحق :) ....

أنظري لتفسير السعدي رحمه الله ( تيسير الكريم المنان ) :
يقول الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏{‏قل اللهم مالك الملك‏} (javascript:openquran(2,26,26))‏ أي‏:‏ أنت الملك المالك لجميع الممالك، فصفة الملك المطلق لك، والمملكة كلها علويها وسفليها لك والتصريف والتدبير كله لك، ثم فصل بعض التصاريف التي انفرد الباري تعالى بها، فقال‏:‏ ‏{‏تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء‏} (javascript:openquran(2,26,26))‏ وفيه الإشارة إلى أن الله تعالى سينزع الملك من الأكاسرة والقياصرة ومن تبعهم ويؤتيه أمة محمد، وقد فعل ولله الحمد، فحصول الملك ونزعه تبع لمشيئة الله تعالى، ولا ينافي ذلك ما أجرى الله به سنته من الأسباب الكونية والدينية التي هي سبب بقاء الملك وحصوله وسبب زواله، فإنها كلها بمشيئة الله لا يوجد سبب يستقل بشيء، بل الأسباب كلها تابعة للقضاء والقدر، ومن الأسباب التي جعلها الله سببا لحصول الملك الإيمان والعمل الصالح، التي منها اجتماع المسلمين واتفاقهم، وإعدادهم الآلات التي يقدروا عليها والصبر وعدم التنازع،

أنا لا آتي بشيء من عندي ...

الطبري :
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { مَالِك الْمُلْك تُؤْتِي الْمُلْك مَنْ تَشَاء وَتَنْزِع الْمُلْك مِمَّنْ تَشَاء } يَعْنِي بِذَلِكَ : يَا مَالِك الْمُلْك , يَا مَنْ لَهُ مُلْك الدُّنْيَا وَالْآخِرَة خَالِصًا دُون غَيْره . كَمَا : 5339 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر قَوْله : { قُلْ اللَّهُمَّ مَالِك الْمُلْك } أَيْ رَبّ الْعِبَاد الْمُلْك لَا يَقْضِي فِيهِمْ غَيْرك . وَأَمَّا قَوْله : { تُؤْتِي الْمُلْك مَنْ تَشَاء } فَإِنَّهُ يَعْنِي : تُعْطِي الْمُلْك مَنْ تَشَاء فَتَمْلِكهُ وَتُسَلِّطهُ عَلَى مَنْ تَشَاء . وَقَوْله : { وَتَنْزِع الْمُلْك مِمَّنْ تَشَاء } أَنْ تَنْزِعهُ مِنْهُ , فَتُرِكَ ذِكْر " أَنْ تَنْزِعهُ مِنْهُ " اِكْتِفَاء بِدَلَالَةِ قَوْله : { وَتَنْزِع الْمُلْك مِمَّنْ تَشَاء } عَلَيْهِ , كَمَا يُقَال : خُذْ مَا شِئْت , وَكُنْ فِيمَا شِئْت , يُرَاد : خُذْ مَا شِئْت أَنْ تَأْخُذَهُ , وَكُنْ فِيمَا شِئْت أَنْ تَكُون فِيهِ , وَكَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { فِي أَيّ صُورَة مَا شَاءَ رَكَّبَك }

وصل يزيد ومعاوية وعمر بن عبد العزيز وأرطغرل وحسني مبارك وعبد الله وبشار وأوباما للملك والرئاسة بإرادة الله سبحانه ...... ( يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ) ...

وأنظري لهذا الحديث العظيم : وعن علي بن أبي طالب (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=8)رضي الله عنه ، قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقعد وقعدنا حوله ، ومعه مخصرة ، فنكس رأسه فجعل ينكت بمخصرته ثم قال : ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار ، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ، قال : فقال رجل : يا رسول الله ، أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل [ أهل ] السعادة ، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة . ثم قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=158&idto=159&bk_no=106&ID=186#docu)فسنيسره لليسرى (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=158&idto=159&bk_no=106&ID=186#docu)وأما من بخل واستغنى (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=158&idto=159&bk_no=106&ID=186#docu)وكذب بالحسنى (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=158&idto=159&bk_no=106&ID=186#docu)فسنيسره للعسرى (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=158&idto=159&bk_no=106&ID=186#docu)( الليل : 5 - 10 ) [ ص: 318 ] . خرجاه في الصحيحين .

* إبتسامة *
نريد أن نحرر فلسطين ونحن متبطحين خلف الشاشات ،،، فإذا حصلت مذبحة في أهلنا في فلسطين حوقلنا وكتبنا القصائد ،، إما إذا سمعنا بخسارة مالية قادمة في الطريق ربطنا الأحزمة وسهرنا الليالي نكد ونعمل لتجنب الخسارة أو للتقليص منها .. وترين وجه الواحد بعد خسارة بضعة ملايين في الاسهم وكأنه في يوم وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ......

أنا معك أن فينا خلل كأفراد ينعكس علينا كأمة ،، واستحقينا به لقب ( الغثاء ) :) .... وستزول هذه الغثائية بإن الله متى ما شاء الله ...

واسلمي لأخيك ( المشاكس ) :) ....

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 01:39 AM
أخي البحر

إضافة إلى ما ذكرت الأستاذة المضيئة، أتركك مع فهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فشاكسه إن شئت . يقول رضي الله عنه:


"نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله."
هكذا فهم الفاروق العلاقة بين قدر الله وإرادة الإنسان.

أسعد الله صباح أستاذي بكل خير :) ...

@@ عيني في عينك وأخبرني ،،، هل الأمة الإسلامية على مايرضاه عمر بن الخطاب من الاعتزاز بدين الله ! .... شخصيًا أظن - وهذه رؤية شخصية - أن لو خرج فينا رضي الله عنه وأرضاه لقاتلنا للإسلام وقاتلناه لدنيانا :) ...

( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،،، ولا أراها متعارضة مع ما قاله أمير المؤنين عمر رضي الله عنه ...... فهل يراها أستاذي تتعارض ! ....
وفي حال التعارض ،،، هل نقدم كلام النبي أم كلام عمر ! :) ....

واسلم لتلميذك المشاكس ..

((هدية جنكو))
09-27-2009, 01:47 AM
أنا جئتك بالآيات التي تطالب بها

هي في نفس سورة آل عمران وهي فقط بعدد بسيط من الآيات قبل وبعد الآية التي تفضلت بذكرها

وبعدين و الله اذا جئتك بالآيات يا أخي من قبل و من بعد هذه الآية

وجئتني بالتفاسير فهذا شأنٌ آخر

وكل الناس يُؤخذ منه ويُرد الا المصطفى صلى الله عليه وسلم

وهو الذي نقل عن الله جل شأنه

أناعند ظن عبدي بي ،فليظن بي ما شاء

ولو كان ما قلت

فإذن يوم القيامة كل أهل النار يأتون فيحاجون الله سبحانه

أنك يا رب كتبت علينا الشقاء وسيرتنا للشقاء

والآن تردنا إلى الشقاء والعذاب

فهل هذا من العدل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سبحان العادل الذي ما ولن ولم يظلم

سبحانه

وبعدين أنت في النهاية عززت كلامي

:)

نحن من يجلس خلف الشاشات ويكتب القصائد ويولول

ونحن من يربط الأحزمة
ونحن

ونحن ونحن

وليس الحق جل شأنه

والذي سعى للشهادة والجنان لباه الله و نوله مراده

والذي انتكس نكسه الله


والذين ذكرتهم في الحكم والرئاسة هم من أرادوا وطلبوا وسعوا لها

فوصلوا

ويقول عمر بن عبد العزيز

لي نفس تواقة ... تاقت لبنت عبد الملك فاطمة فتزوجها

وتاقت للإمارة فحصّلتها

وتاقت للخلافة فولي أمر المسلمين

وتاق للجنة والله أعلم فأنت تعلمه :)

هو من تاق ونفسه تاقت
والله تعالى لبى

المشاكسة تسعدني وأنا أكثر منك مشاكسة

لكن ليتنا نرسوا على بر الحقيقة :)

إن من أظلم الظلم أن نرمي الحق سبحانه بما نحن أول الأسباب فيه

ألم تعلم الحديث الذي يذكر أن الدعاء يرد القضاء

ماذا تريد بعد أكثر من هذا ؟؟

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 03:23 AM
أيتها المضيئة :) ..... أنا يرضيني أننا نتحاور ونفكر ....

طبعًا ليس من العدل ،، وحاشاه تبارك في علاه أن يظلم مثقال ذرة ..... فالانسان يجازى على عمله والله تبارك وتعالى يعفو عن كثير .... ( ومن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره ،، ومن يعمل مثقال ذرّة شرًا يره ) ....

عنوان الموضوع ( فلنفكر ) :) إذن فلنفكر ..... أنا طرحت بعض المشكلات الموجودة فعليًا ،،، البعض وليس المزيد ،، وإلا فهناك الكثير من المشكلات ما كفى لتمزيق أمة تفو ق المليار لا يجمعهم سوى اتجاه القبلة :) ..... والهدف من الموضوع هو أن نفكر .......

المضيئة ،، أختي الغالية .....
ارجعي للمداخلة رقم 66 :) وشاركي في الاجابة .......

* إبتسامة *
إذا ترغبون أن نتوقف عن التفكير ،، توقفت :) ....

خشان خشان
09-27-2009, 05:12 AM
أسعد الله صباح أستاذي بكل خير :) ...

@@ عيني في عينك وأخبرني ،،، هل الأمة الإسلامية على مايرضاه عمر بن الخطاب من الاعتزاز بدين الله ! .... شخصيًا أظن - وهذه رؤية شخصية - أن لو خرج فينا رضي الله عنه وأرضاه لقاتلنا للإسلام وقاتلناه لدنيانا :) ...

( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،،، ولا أراها متعارضة مع ما قاله أمير المؤنين عمر رضي الله عنه ...... فهل يراها أستاذي تتعارض ! ....
وفي حال التعارض ،،، هل نقدم كلام النبي أم كلام عمر ! :) ....

واسلم لتلميذك المشاكس ..

هذا الرد منطقه وذكر العيون فيه ذكرني بهذه النكتة

عبد الفتاح كان ماشيا فلحقه أحدهم وسأله " أنت يابااااااني " ردّ "كلا" ومضى
فلحقه قائلا " أمانة الله ما أنت ياباني " فردّ "كلا" ومضى
فتبعه مكررا " أنت ياباني "
قال له " نعم أنا ياباني "
فوضع الإبهام والشاهد من كل يد على جانبي وجهه ضاغضا ليمد عينيه ويضيقهما سائلا : "إذن لما عيناك ليستا هكذا "

يرعاك الله.

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 05:37 AM
هذا الرد منطقه وذكر العيون فيه ذكرني بهذه النكتة

عبد الفتاح كان ماشيا فلحقه أحدهم وسأله " أنت يابااااااني " ردّ "كلا" ومضى
فلحقه قائلا " أمانة الله ما أنت ياباني " فردّ "كلا" ومضى
فتبعه مكررا " أنت ياباني "
قال له " نعم أنا ياباني "
فوضع الإبهام والشاهد من كل يد على جانبي وجهه ضاغضا ليمد عينيه ويضيقهما سائلا : "إذن لما عيناك ليستا هكذا "

يرعاك الله.

لو علمت أن الحوار سينقلب لنكت يابانيين لما دخلته ......

لذلك أعتذر عن إضاعة وقتي فيما لا تحاورون فيه ،، ووقتكم ما بين تحقيق وسرد هذه النكات وعدم التجاوب مع الطرح والحوار .... وخاتمتها تقييم مسبق لمنطق لا ينسجم سوى مع النكت ........

أصلح اله أحوالنا جميعًا ... ودمتم بخير

خشان خشان
09-27-2009, 09:30 AM
لو علمت أن الحوار سينقلب لنكت يابانيين لما دخلته ......





لذلك أعتذر عن إضاعة وقتي فيما لا تحاورون فيه ،، ووقتكم ما بين تحقيق وسرد هذه النكات وعدم التجاوب مع الطرح والحوار .... وخاتمتها تقييم مسبق لمنطق لا ينسجم سوى مع النكت ........


أصلح الله أحوالنا جميعًا ... ودمتم بخير





أخي البحر الأحمر


ليست هذه النكتة عبثية فقد سقتها في معرض الرد على تعليقك الذي تتبنى فيه وجهة نظري وتفرض علي فيه تبني وجهة نظرك.


وهنا أنقل المشاركة 66 التي ذكرت هذه النكتة بصددها


أرجو أن لا تنهي الموضوع هكذا بـ(ـزعل) لا سيما وأنت تعرف قدرك عندي وعند الجميع وحرصي خاصة على مشاعر الجميع وأنت في المقدمة.


أحتكم إلى الإخوة المشاركين. متأكدا من انتصاري عليك لأن اعتذاري لك معجل غير مؤجل. وأنت كريم.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان http://arood.com/vb/blue-style_imarah/buttons/viewpost.gif (http://arood.com/vb/showthread.php?p=23089#post23089)
أخي البحر


إضافة إلى ما ذكرت الأستاذة المضيئة، أتركك مع فهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فشاكسه إن شئت . يقول رضي الله عنه:



"نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله."
هكذا فهم الفاروق العلاقة بين قدر الله وإرادة الإنسان.


أسعد الله صباح أستاذي بكل خير :) ...


@@ عيني في عينك وأخبرني ،،، هل الأمة الإسلامية على مايرضاه عمر بن الخطاب من الاعتزاز بدين الله ! .... شخصيًا أظن - وهذه رؤية شخصية - أن لو خرج فينا رضي الله عنه وأرضاه لقاتلنا للإسلام وقاتلناه لدنيانا :) ...


( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،،، ولا أراها متعارضة مع ما قاله أمير المؤنين عمر رضي الله عنه ...... فهل يراها أستاذي تتعارض ! ....
وفي حال التعارض ،،، هل نقدم كلام النبي أم كلام عمر ! :) ....


واسلم لتلميذك المشاكس ..

((هدية جنكو))
09-27-2009, 10:27 AM
ومن قال بأننا لا نريد أن نفكر :) ؟؟؟

وقلت لك أنا بالمشاكسة أسعد

و المشاركة 66 و جدتها بالضبط تأكيداً لوجهة نظري

واسلم لأختك :*

((ابتسام آل سليمان))
09-27-2009, 10:31 AM
في سورة النساء نقرأ قوله تعالى: { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله } (النساء:78) وبعدها مباشرة نقرأ قوله عز وجل: { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } (النساء:79) ونقرأ أيضًا قوله سبحانه في سورة آل عمران: { قل هو من عند أنفسكم } (آل عمران:165) .
وقد يظن للوهلة الأولى أن قوله سبحانه: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } مناف لقوله تعالى: { قل كل من عند الله } ولقوله أيضًا: { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله } (آل عمران:166) ولقوله: { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء:35) وليس الأمر كذلك .
وهذه القضية التي تتناولها الآيات السابقة، هي جانب من قضية كبيرة؛ القضية المعروفة في تاريخ العالم كله باسم " القضاء والقدر" أو "الجبر والاختيار" .
والواقع، فإن فهم هذه الآيات فهمًا صحيحًا يستدعي أمرين؛ أولهما: النظر إليها في السياق الذي وردت فيه؛ إذ لا يستقيم ولا يصح فهمها وهي منعزلة عن سياقها الخاص. وثانيهما: النظر إليها وفق المنظومة القرآنية العامة، أو بعبارة أخرى، النظر إليها نظرة كلية عامة، وضمن إطار الآيات القرآنية الأخرى؛ إذ إن آيات الكتاب يشهد بعضها لبعض، ويؤيد بعضها بعضًا. وانطلاقًا من هذين الأمرين نستطيع التوفيق بين ما قد يظهر من تعارض في الآيات التي نحن بصددها .
على ضوء هذا نقول: إن قوله سبحانه: { قل كل من عند الله } معناه: قل يا محمد، للقائلين إذا أصابتهم حسنة: { هذه من عند الله } وإذا أصابتهم سيئة: { هذه من عندك } قل لهم: إن كل ذلك من عند الله؛ فمن عنده سبحانه الرخاء والشدة، ومنه النصر والظَفَر، ومن عنده الفوز والهزيمة. ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { قل كل من عند الله } قال: الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها. وعن قتادة في قوله سبحانه: { قل كل من عند الله } قال: النعم والمصائب. وعن ابن زيد قال: النصر والهزيمة. وعن أبي العالية قال: هذه في السراء والضراء .
وعلى هذا فمعنى الآية الكريمة: إن كل ما أصاب الناس من خير أو شر، أو ضر أو نفع، أو شدة أو رخاء، فمن عند الله، لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدًا سيئة إلا بتقديره، ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته. فالجميع بقضاء الله وقدره، وهو نافذ في البِر والفاجر، والمؤمن والكافر. وفي هذا إعلام من الله لعباده، وتقرير لحقيقة مفادها: إن مفاتح الأشياء كلها بيده سبحانه، لا يملك شيئًا منها أحد غيره .
أما قوله عز وجل: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } يعني: ما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه، فمن نفسك، أي: بسبب ذنب اكتسبته نفسك. وفي ذلك آثار أيضًا؛ فعن السدي قال: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } أي: من ذنبك. وعن قتادة قال: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } أي: عقوبة يا ابن آدم بذنبك. وعن أبي صالح قال: بذنبك، وأنا قدَّرتها عليك.
وقد ورد في الكتاب العزيز ما يفيد معنى هذه الآية؛ كقوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } (الشورى:30) أي: بذنوبكم وبما كسبت أيديكم؛ وقوله في سورة آل عمران بشأن أهل غزوة أحد: { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } (آل عمران:65) .
فحاصل المعنى هنا: ما أصابك أيها المؤمن من خصب ورخاء، وصحة وسلامة، وغنى وفقر، وسراء وضراء، ونعمة ونقمة، فبفضل الله عليك وإحسانه إليك؛ وما أصابك من جدب وشدة، وهمٍّ وغمٍّ، ومرض وسقم، فبذنب أتيته، وإثم اقترفته، وعمل كسبته، فعوقبت عليه .
وفي تفسير ابن كثير عن مطرف بن عبد الله قال: ما تريدون من القدر ؟ أما تكفيكم الآية التي في سورة النساء: { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } أي: من نفسك؛ والله ما وكلوا إلى القدر، وقد أمروا وإليه يصيرون. قال ابن كثير معقبًا: وهذا كلام متين قوي في الرد على القدرية والجبرية أيضًا .
قال أهل العلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشك في أن كل شيء بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته، كما قال تعالى: { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء:35) .
فالآية - موضع البحث - تقرر حقيقة مهمة حاصلها: أن الله سبحانه هو المقدر لكل ما يقع في الكون؛ فما يقع في الكون من خير، فهو بتقديره؛ وما يقع من شر فهو بتقديره أيضًا، لكنه سبحانه - وهو العليم الحكيم - يقدر الشر والضر لسبب؛ فما أصابك أيها الإنسان من خير فهو بتقدير الله، وبسبب من أعمالك الصالحة، وما أصابك من شر فبسبب ذنوبك الطالحة، ولا يظلم ربك أحدًا .
إن الإنسان قد يتجه ويحاول تحقيق الخير بالوسائل التي أرشد الله إليها، بَيَدَ أنَّ تحقق الخير فعلاً، لا يتم إلا بإرادة الله وقدره .
وكذلك، فإن الإنسان قد يتجه إلى تحقيق السوء. أو يفعل ما من شأنه إيقاع السوء. ولكن وقوع السوء فعلاً، ووجوده أصلاً، لا يتم إلا بقدرة الله وقدره .
فكل أمر في هذا الكون لا ينشأ ولا يتحقق إلا بإرادة الله وقدره. وما يصيب الإنسان من حسنة أو سيئة - بأي معنى من معاني الحسنة أو السيئة، سواء حسب ما يبدو في الظاهر، أو حسب ما هو في حقيقة الأمر والواقع - فهو من عند الله. لأنه لا ينشىء شيئًا ولا يحدثه ولا يخلقه ولا يوجده إلا الله .
أما ما يصيب الإنسان من حسنة حقيقية - في ميزان الله - فهو من عند الله، لأنه بسبب منهجه وهدايته. وما يصيبه من سيئة حقيقية - في ميزان الله - فهو من عند نفسه، لأنه بسبب تنكُّبه منهج الله، وإعراضه عن هدايته ومنهجه. وبهذا البيان يستقيم فهم الآيات والتوفيق بينها .

المصدر : إسلام ويب

((ابتسام آل سليمان))
09-27-2009, 10:38 AM
كيف يكون مسؤولا إذا كان لا يجري شيء في الكون إلا بمشيئة الله؟
لقد منح الله الإنسان درجة من حرية الاختيار تتم عليها المحاسبة، ولكن لا يستطيع عمل شيء بدون مشيئة الله. يقول تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).( التكوير: 29) فكيف يكون المخلوق المكلف مسؤولا عن اختياراته ويحاسب عليها؟
إذا وافقنا بأن الله هو خالق الإنسان ومانحه قدراته. وهو الذي يمنحها للإنسان بما في ذلك الهداية والعقل وحرية الاختيار، فإنه يلزمنا أن نوافق على أن الله قادر على أن يستردها في أية لحظة، ولكن إن مكنه من استعمالها وأخطأ فعلى الإنسان تقع المسؤولية.
ولنزيل هذا الغموض دعنا نأخذ المثال التالي: افترض أن لديك أخا صغيرا يستطيع فهم الإرشادات (أي لديه عقل يميز به). وضعت أمامه طبقا فيه طعام مفيد ولعبة ملوثة بالجراثيم. ثم أفهمته بأن الطعام مفيد لصحته وأن اللعبة ملوثة بالجراثيم ولو لعب بها فإنه سيصبح مريضا (الهداية والإرشادات). ثم تركت له فرصة الاختيار بينهما (حرية الاختيار النسبية). وكل هذا وأنت تراقبه وهو تحت سيطرتك، تستطيع في أي لحظة منعه من الاقتراب من اللعبة وتستطيع أن ترغمه على اختيار الطعام لمصلحته. فإذا اختار اللعبة بمحض إرادته فإنه سيكون المسؤول عن نتيجة الاختيار.
كيف يحاسب إذا كان لا يستطيع مخالفة ما هو مكتوب؟
لقد وردت كلمة "القدر" في نصوص كثيرة، ومنها إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال جبريل عليه السلام عن الإيمان. أجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره." (مسلم: الإيمان، بيان الإيمان).
وعموما يلاحظ الإنسان أن هناك مدلولين لكلمة "القدر": القضاء أو الأمر الكوني، وتحديد واقع الشيء والتسجيل المتقن لما يجري في الواقع، من علم الله المطلق. وكما يقول أبو حنيفة "ولكن كتبه بالوصف لا بالحكم"، (أبو حنيفة، الفقه ص 39) أي أن الله لا يحكم على عبده أن يفعل كذا وكذا، ولكن يسجل أن عبده سيفعل كذا وكذا، منذ الأزل، من علمه الذي لا يحده قيد الزمان أو المكان أو الحواس المحدودة.
أما علم المخلوق فمقيد بقيد الزمان، أي يدرك الأشياء مجزأة على أجزاء صغيرة. فمثلا لو أراد أن يعرف شكل قطعة الورق الصغيرة فإنه يحتاج إلى فحص كل وجه بصورة مستقلة ويحتاج إلى فترة زمنية. وعموما يمكن التمييز بين أربعة أنواع من العلم للمخلوقات:
1 - علم اكتسبه في الماضي وهو عرضة للتشويه أو للنسيان.
2 - علم يكتسبه في حاضره وهو أكثرها وضوحا، وقد تكون المعلومة نفسها، مثل نتيجة الامتحان، حاضرة لدى المعلم قبل إعلانه وتكون غيبا بالنسبة للطالب.
3 - علم سيكتسبه في المستقبل عن شيء سيوجد في المستقبل، ويبقى غيبيا حتى يصبح المستقبل حاضرا أو واقعا.
4 - تخيلات لمجموعة من الأشياء محتملة الحدوث إذا توافرت شروط حدوثها.
وعلم المخلوقات مقيد بقيد المكان، وهذا ينعكس على علم المخلوق. فالناظر من مكان مرتفع -مثلا- يرى ما لا يراه الناظر من موقع منخفض. فبعض الأشياء التي يدركها الأول وأصبحت جزءا من علمه تعتبر غيبيات، بالنسبة للآخر، وغير موجودة. وكذلك الواقف عند ملتقى شارعين متعامدين يرى ما لا يراه الواقف في أحد الشارعين، بعيدا عن نقطة التقائهما. فالشارعان وما فيهما بالنسبة للأول يعتبر علما محسوسا، أما بالنسبة للآخر فأحد الشوارع وما فيه يُعد من الغيبيات.
أما بالنسبة لعلم الله فلا يقيده قيد المكان أو الموقع، فليس هناك أشياء بعيدة أو مختفية وراء أشياء أخرى. بل كل شيء حاضر، فعلمه مطلق يحيط بكل شيء.
وحواس الإدراك عند الإنسان محدودة، حتى إن بعض الحيوانات والحشرات لديها حواس أقوى من حواسه. فحدة نظر القطط في الظلام معروفة مثلا، وكذلك حدة حاسة الشم عند الكلاب لا تخفى على أحد.
وفي المقابل، فإن علم الله لا يقيده قيد الحواس المحدودة. فهو السميع البصير العليم وصفاته جميعها مطلقة. وعلمه مطلق حيث يقول تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه؛ وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين). ( يونس: 61)
والقدر ليس إلا تسجيلا دقيقا متقنا لكل شيء يقع في الكون، من علم الله الذي لا يقيده قيد الزمان أو المكان أو الحواس المحدودة للمعرفة، وليس أوامر كونية، لا يمكن مخالفتها. ومن هنا جاء الاعتقاد بأنه "لا ينفع الحذر من وقوع القدر".
ومثال ذلك أيضا – في مستوى البشر- أن تجمع معلومات دقيقة عن رحلة يقوم بها صديقك والأنشطة التي سيقوم بها، وتسجلها قبل سفره. فتحدث كما سجلتها؛ فهل نقول إنك أجبرته على فعلها؟
وقد يصادف القارئ لنصوص القرآن الكريم والسنة نصوصاً يمكن فهمها بمعنى الجبر، ولكن عندما يعارضها بقوله تعالى)من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد) (فصلت: 46) يزول الغبش فورا. فالآية صريحة وقطعية الدلالة.

جريدة الوطن :
تساؤلات حول الإسلام وإجابات منطقية 29

النورس
09-27-2009, 12:10 PM
أما بالنسبة لعلم الله فلا يقيده قيد المكان أو الموقع، فليس هناك أشياء بعيدة أو مختفية وراء أشياء أخرى. بل كل شيء حاضر، فعلمه مطلق يحيط بكل شيء.

فإن علم الله لا يقيده قيد الحواس المحدودة. فهو السميع البصير العليم وصفاته جميعها مطلقة. وعلمه مطلق حيث يقول تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه؛ وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين). ( يونس: 61)
والقدر ليس إلا تسجيلا دقيقا متقنا لكل شيء يقع في الكون، من علم الله الذي لا يقيده قيد الزمان أو المكان أو الحواس المحدودة للمعرفة، وليس أوامر كونية، لا يمكن مخالفتها. ومن هنا جاء الاعتقاد بأنه "لا ينفع الحذر من وقوع القدر".




الأخت الأستاذة انثيال


أحسن كاتب مقال الوطن وأحسنت النقل


إن قرن انتفاء حرية الإنسان بعلم الله أو مشيئتة قد يعني أن حرية الإنسان لا تكون أبدا في حال وجودهما.


ولا يمكن انتفاؤهما في حال ، لأن معنى ذلك أن يخرج شيء في الكون عن علم الله ومشيئته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.


إن حرية الإنسان لا تتنافى مع علم الله ومشيئته الحاصلين في كل حال.


جزاك الله خيرا.

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 12:27 PM
أخي البحر الأحمر




ليست هذه النكتة عبثية فقد سقتها في معرض الرد على تعليقك الذي تتبنى فيه وجهة نظري وتفرض علي فيه تبني وجهة نظرك.






يا أستاذي ،،، وصلنا لنقطة في الحوار أرجو متابعتها في سياقها ،،،، بعيدًا عن النكات اليابانية ...

هل هناك تناقض بين كلام عمر بن الخطاب وكلام النبي عليه الصلاة والسلام أم لا ! .....
إن كان يوجد تناقض سواء في النص أو في الفهم الظاهر من النص ،، فهناك تساؤل إضافي في ذات المشاركة .... وإن لم يكن ،، فسمع الله لمن حمد وانتهت المسألة دون نكات ،، فكل مسير لما خُلق له ......

واسلم لتلميذك المحب

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 12:32 PM
ومن قال بأننا لا نريد أن نفكر :) ؟؟؟

وقلت لك أنا بالمشاكسة أسعد

و المشاركة 66 و جدتها بالضبط تأكيداً لوجهة نظري

واسلم لأختك :*

كيف ! ..... كرمًا التبرير :) ....

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 12:44 PM
إنثيال ،،،،،

قرأت المشاركتين ،، وهي قيمة ،،، ولكن هذه الآية :
( وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) 34 هود ....

نبي الله نوح يقول يا قوم أنا نصحتكم ولا ينفعكم نصحي طالما أن الله يريد أن يغويكم .....


وهذا الحديث في البخاري :

6240 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من عمرو عن طاوس سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا قال سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

ستجعل من الأمر بحاجة لأستاذ عقيدة له حظ وافر من التبييين والإيضاح ......

واسلمي لأخيك ..

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 12:48 PM
أيها الأحبة نحن ثلاثة نفر أو أربعه :) متحابين في الله ،،، وصعب علينا الوصول إلى ميناء لنرسي عليه مراكبنا المحبة للسلام العالمي :) ........ فكيف بأمة من البشر حتى وإن كانوا متحابين ! ....

الأمر رباني ،،، ولا تتفق الأمة على شيء إلا بإرادة الله :) .....

وأسعد الله مسا ء الجميع بكل خير ........

((ريمة الخاني))
09-27-2009, 01:43 PM
السلام عليكم
طالعت ما ورد من مداخلة الاستاذ خشان القيمة سواء على صعيد مفهوم الابداع والابتكار وحقيقة كان توضيحا قويا وافيا كافيا لا اجد الان لزوما للتعقيب حوله.
وانتقلت الى مداخلة مقتبسه عن الشيخ الغزالي وانا من اشد المعجبين بنهجه رحمه الله


وأن الملوك الذين تبنوا الإسلام، تبنوا منه المجموع من المعارف التي لا تصطدم بوجودهم، ولا بأحوالهم الاقتصادية التي تحيط بهم أو يشكلونها لحراسة سلطتهم
من هنا اكمل على ضوءها ان الشريحة المثقفة قد اصابها العطب كذلك من وراء هذا المفهوم فعبر مؤازرتي للدكتور .... في تحقيقاته لمخطوطات ابن عربي طالعت كتابي :
(فصوص الحكم) وليس كله للامانه انما شذرات تهمني ,و حسب ماتطلب الامر مني حينها وكتاب:شرح المشاهد القدسية تحقيق الاستاذ بكري كذلك والست عجم تلك العلامة الامية التي وافاها رسولنا العظيم الف الصلاة عليه,في الرؤيا ليكلفها بشرح هذا الكتاب..ليس المقام هنا كما ذكرنا انما للاستئناس فقط, انما اسوق عن الكتاب الاول معاناة المحقق الدكتور .... في تصحيح تحقيقات جرت قبله ودون ذكر اسماء لمنازعات جرت وبدخول مستشرقين كبار عبرها ,ولمراسلات فاقت ال10 سنوات وكله كي لايتراجع المحقق الاول عن شطحاته الفلسفية في تحقيقة .
لم؟ ولم لا نتراجع عما انجزناه كي نحق الحق والحقيقة؟ الا يكفي ان حروفنا ملجومة عموما؟وموجهه خصوصا؟
نعود من حيث اتينا :
مافهمته من تفكير العلامة ابن عربي رحمه الله انه كان لتاويلاته محط جدال كبير فسفينة نوح وغرقها مع ابنه انما كان رحمة وليس عقابا بمعنى ان قومه اسلموا ولم يدر هو او يوقن عليه السلام كيف هذا ؟ تاويلات جعلت كل من يطالع الكتاب في حيرة من انقلاب المفاهيم حقيقة والتاويلات حتى غرق فرعون كان له تاويلا غريبا لديه وانه آمن رغم تاخره ووو
هنا اريد ان اقول خلاصة القول:
اننا نملك مصدرا تشريعيا كافيا لا يحيجنا لكتابة كتب عن الكتب بصرف النظر عن جهود التحقيقات القيمة التي نشكر تلك الجهود الرائعة التي تكرس جل قتها وطاقتها لذلك انما عن تلك الكتب والتاويلات , هل كانت في عصر تراجع العلم فعلا حينها؟انما هي اجترار ربما لا حاجة لنا به انما اتجاهنا للعلم وتكريس ما نعرف لخير الامة هو مايجب ان نبحث عنه حصرا...فماذا انجزنا ؟ وكيف استفدنا من تاريخنا؟ وهل فعلا لانملك مساحات واسعة كما نريد؟
اعتذر لضآلة تجربتي واعتبر ما ورد رايا مجردا فقط لاغير وربما كنت على حق وربما لا
كل التحية والتقدير

((ابتسام آل سليمان))
09-27-2009, 03:12 PM
ولكن هذه الآية :
( وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) 34 هود ....





الإرادة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إرادة كونية.
القسم الثاني: إرادة شرعية.

فما كان بمعنى المشيئة فهو إرادة كونية، وما كان بمعنى المحبة فهو إرادة شرعية، مثال الإرادة الشرعية قوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم} لأن: {يريد} هنا بمعنى يحب، ولا تكون بمعنى المشيئة لأنه لو كان المعنى: "والله يشاء أن يتوب عليكم"، لتابَ على جميع العباد، وهذا أمر لم يكن فإن أكثر بني آدم من الكفار، إذاً: {يريد أن يتوب عليكم} يعني يحب أن يتوب عليكم، ولا يلزم من محبة الله للشيء أن يقع لأن الحكمة الإلهية البالغة قد تقتضي عدم وقوعه.

ومثال الإرادة الكونية قوله تعالى: {إن كان الله يريد أن يغويكم} لأن الله لا يحب أن يغوي العباد، إذاً لا يصح أن يكون المعنى إن كان الله يحب أن يغويكم، بل المعنى إن كان الله يشاء أن يغويكم.

ولكن بقي لنا أن نقول: ما الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية من حيث وقوع المراد؟

فنقول: الكونية لابد فيها من وقوع المراد إذا أراد الله شيئاً كوناً فلابد أن يقع {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}.

أما الإرادة الشرعية فقد يقع المراد وقد لا يقع، قد يريد الله عز وجل هذا الشيء شرعاً ويحبه ولكن لا يقع لأن المحبوب قد يقع وقد لا يقع.

فإذا قال قائل: هل الله يريد المعاصي؟

فنقول: يريدها كوناً لا شرعاً، لأن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والله لا يحب المعاصي، ولكن يريدها كوناً أي مشيئة فكل ما في السماوات والأرض فهو بمشيئة الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.

((ابتسام آل سليمان))
09-27-2009, 03:25 PM
وهذا الحديث في البخاري :

6240 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من عمرو عن طاوس سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا





سؤال: حديث: {فحج آدم موسى، فحج آدم موسى } اشرح لنا هذا الحديث؟
وآخر يقول: هل للعصاة حجة فيه للاحتجاج على المعاصي؟


الجواب: هذا الحديث أولاً: هو حديث صحيح لا شك في صحته عند علماء السنة.
يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {احتج آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة } هكذا في بعض الروايات وكلها متقاربة، وهكذ احتج موسى على أبينا آدم عليهما السلام: {فقال له أبونا آدم عليه السلام: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وخط لك التوارة بيده، تلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، فحج آدم موسى } أي: غلبه بالحجة.
فآدم غلب موسى، وهنا وقع الإشكال؛ فـ القدرية المعتزلة وأشباههم قالوا: هذا الحديث لا يثبت وردوه، وإذا قيل لهم: كيف تردونه وهو صحيح؟! قالوا: هذا فيه حجة لأهل المعاصي، فيعصي الإنسان ويقول: قدَّر الله عليَّ؛ لأن آدم قال: قدر الله عليَّ قبل أن أخلق بأربعين سنة، فنحن نرد هذا الحديث، فردوه وهو حديث صحيح.
وأما القدرية المرجئة -والكل يسمون القدرية لكن الأخص يطلق على النفاة- فقالت: لا. بل هذا الذي نريده، فاحتجاج العاصي بذلك جائز له؛ لأنه في الحقيقة لا فاعل إلا الله، وكما يقول غلاة الصوفية :
أصبحت منفعلاً لما تختاره **** مني ففعلي كله طاعات
أي كل أعمالي من الله.
فهذا الحديث يدل عندهم على أن للعاصي أو لأي مذنب أو مجرم أن يحتج بالقدر، وهذا أيضاً باطل.
وقد وقع في هذا الحديث خصومة شديدة بين المعتزلة الذين أنكروا الحديث، والأشعرية والصوفية الذين أثبتوه؛ ولكن على غير الوجه الصحيح، حتى قال الشيخ المقبلي رحمه الله: من يقرأ في مجادلة الفريقين يظن أن آدم أشعري وموسى معتزلي.
فجعلوا آدم أشعرياً، وجعلوا موسى معتزلياً، سبحان الله! من كثرة ما تجادل الطرفان، وكلاهما أخطأ في الفهم.
والفهم الصحيح للحديث هو كما فهمه الصحابة الكرام، فلم يقع عندهم أي تعارض، وهم أفقه الناس وأعلمهم وأذكاهم، وهو أن موسى عليه السلام لم يعتب ويلم آدم على الذنب، ولم يقل لآدم كيف تذنب وتعصي أو كيف تأكل من الشجرة، وهذا هو الفهم الذي تفهمه الجبرية .
وهنا إشكالات يكفي أن نذكر منها إشكالين بالنسبة لكل واحد من هذين الرسولين:
أولاً: أما بالنسبة لآدم عليه السلام فالجواب سهل جداً، فإذا قال له: لماذا تعصي؟ فسوف يقول: إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد غفر لي ذنبي، ولست أنت ربي حتى تحاسبني؛ ومن هذا الذي يلوم أحداً على ذنب قد فعله، وعنده علم من الله أنه قد غفر له؟
ومثلاً الكافر إذا أسلم؛ نحن نعلم -وإن كان ليس بنفس اليقين- أن هذا الإنسان ما دام أسلم فإن الإسلام يجب ويهدم ما قبله، فعندما أقول له: لماذا كفرت؟ فهو يقول: لا داعي للسؤال فأنا قد أسلمت، واعتراضك هذا ليس له وجه.
فالجواب إذاً سهل بالنسبة لآدم، فيقول: إن الله قد غفر لي ذنبي، ولست أنت بربي، وأيضاً موسى عليه السلام أعلم بالله وبآدم وبالحق من أن يلوم أباه آدم على ذنب يعلم أن الله قد غفر له.
إذاً إلى أي شيء يتوجه اللوم؟ إنما يتوجه موضع اللوم؛ إلى الإخراج فاللوم أنك خيبتنا وأخرجتنا، فموسى عليه السلام ينظر كيف كنا، وأين كنا، كما قال ابن القيم :
فحي على جنات عدنٍ فإنها ********منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا أسرى العدو فهل ترى********* نعود إلى أوطاننا ونسلم
فنحن نزلنا إلى هذه الدنيا وهذا التراب حتى يقال: إن آدم عليه السلام بكى طيله ثلاثمائة سنة، ولا بد أن يبكي عليه السلام لما أنزل إلى التراب، فهي مصيبة كبيرة أن يخرج من الجنة وينزل إلى التراب.
فموسى عليه السلام يلومه على هذه المصيبة، فيقول: يا أبانا آدم! خيبتنا وأخرجتنا من الجنة.
إذاً هذا اللوم يتوجه إلى هذه المصيبة، وهي الخروج من دار النعيم، ومن دار القرار إلى دار الشقاء والنكد والمصائب، فآدم عليه السلام يقول: أنا ليس لي ذنب في الإنزال، بل هي مصيبة ليس لي ذنب فيها؛ لأنه أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، وهذا صريح القرآن: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30] أي: أن هذا قبل أن يخلقه: قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [البقرة:30].
إذاً فالله قدر قبل أن يخلق آدم في الفترة التي لم يكن فيها آدم شيئاً مذكوراً، كما قال تعالى: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [الإنسان:1] وهي أربعون سنة.
فيقول آدم عليه السلام: يا موسى! الإنزال في الأرض ليس له علاقة بي، عصيت أو لم أعص فالنزول واقع واقع، لأنه قُدر وكُتب قبل أن أخلق بأربعين سنة بأنني أنزل إلى الأرض فلماذا تلومني؟ أتلومني على أمر قد كتبه الله عليَّ قبل أن أخلق بأربعين سنة؟!
إذاً انتهى الجواب: {فحج آدم موسى } وفي رواية أخرى: {ألم تقرأ في التوراة أن الله تعالى كتب أنه سوف ينـزلني إلى الأرض وأنه سيجعلني خليفة في الأرض }.
إذاً ليس هناك مجال للاحتجاج بالقدر على المعاصي؛ ولكن نحتج بالقدر على المصائب، كما قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ [الحديد:22] وهذا ما أمرنا به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن نقول: { قل قدر الله وما شاء فعل }.
فإذا وقعت المصيبة ووقع الشيء خلاف ما تريد؛ فإنك حينئذ تحتج بالقدر وتقول: قدر الله وما شاء فعل، إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ ولله ما أعطى، فهذه أقدار الله عز وجل؛ فالقدر يحتج به على المصائب، ولا يحتج به على المعائب والذنوب.
أما أخطاؤنا التي نرتكبها عصياناً لله، فلا نحتج بها إلا في حالة واحدة! حالة أن يكون الاحتجاج بالقدر على المعصية مجرد إخبارٍ عن أمر قد مضى أو أمر واقع وليس فيه معارضة على القضاء والقدر.
فالمشركون احتجوا بالقدر على الشرك، فقالوا: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا [الأنعام:107] لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [النحل:35] لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ [الزخرف:20] أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ [يس:47] فاحتج المشركون به في مقام الاعتراض على الرسل؛ لكن لو أن أحداً من الصحابة أسلم، فقيل له: لماذا لم تسلم إلا في السنة السابعة من الهجرة؟ فقال: لو شاء الله لأسلمت قبل ذلك، فإننا نقول: الاحتجاج هنا صحيح؛ لأن هذه مصيبة، فيحتج بالقدر على المصيبة، أو يحتج به على ما ظاهره أنه معصية، لكنه بمنزلة المصيبة.
وأما إذا قال لك أحد: هؤلاء جيرانك محتاجون -وهم مسلمون- فأطعمهم، فقلت: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ [يس:47] فهذا لا يجوز؛ لأنه يعتبر رداً لأمر الله وشرعه الله بمشيئته، لا يجوز.
ولو قيل لك: يا أخي! يوجد في أمريكا الوسطى أناس فقراء، وفي الصين كل يوم يموت من الجوع ألف؛ فما هو رأيك؟ فقلت: يا أخي! لو شاء الله أطعمهم، وهذه مشيئة الله، فكلامك هنا صحيح، فإنه لو شاء الله ما ماتوا في إفريقيا ولا في أمريكا الوسطى ولا في الصين ففي هذا الموضع لا يكون الاحتجاج دافعاً لعدم الإنفاق ولا منعاً للإحسان؛ وإنما تقول هذا من باب الإخبار المجرد؛ فهو في هذه الحالة يتحول إلى كلام على المصيبة وليس على المعصية.
وقد ورد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لما ذهب يتفقد علياً وفاطمة وحضهما على قيام الليل، فقال علي : إن أنفسنا بيد الله فمتى شاء بعثنا، فولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يضرب على فخذه، ويقول: وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً [الكهف:54] } وهذا ليس من باب قول أحدهم: أنا أنام ولا آخذ بالأسباب، وإذا قدر الله لي أن أستيقظ استيقظت! فهذا احتجاج بقدر الله -بأنه هو الذي يحيي ويوقظ النفس- لترك الطاعة، وهذا لا يجوز، لكن علياً فطن إلى المحاجة والمجادلة مثلما فطن آدم في محاجة موسى، أي أنه إذا وقع النوم بعد أخذ الأسباب فهو من الله.
ولهذا فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة بني المصطلق لما نام هو وأصحابه ولم يوقظهم إلا حر الشمس، قال: {إن أرواحنا بيد الله فمتى شاء بعثها } وهذا استدلال بقدر الله على المصيبة، فأنت إذا تحريت واجتهدت ونمت في الوقت المناسب، وقد تكون وضعت المنبه،وكل شيء؛ ثم استيقظت وإذا بالناس قد صلوا الفجر؛ فهنا تقول: أرواحنا بيد الله.
لكن أحدنا ينام ولا يبالي ولا يستعد ولا يريد أن يصلي الفجر جماعة، ثم يقول: أرواحنا بيد الله، فالفرق كبير بينهما، فهذه معصية وتلك مصيبة، وهناك فرق بين المعصية والمصيبة من حيث الاحتجاج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور, سفر الحوالي

((هدية جنكو))
09-27-2009, 05:53 PM
أخي البحر أما التبرير

فهو أن كلامهما متفق تماماً

فعمر رضي الله عنه يقول نحن قوم أعزنا الله بالإسلام

ولكن إذا سعينا لغيره أذلنا الله

يعني لو أننا بإرادتنا سعينا لطلب العزة من غير الله سبحانه لأركسنا

وكما تفضلت فلو كان عمر بيننا لقاتلنا على الإسلام وقاتلناه على الدنيا

وهذا يعني أننا وهو مخيرون

وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام فيقول

اعملوووووووووووووووووووووووووووووا
يا ناس اعملوووووووووووووووووووووووووووووووووا

وأنا بيدي أن أكون ميسراً مقدراً للخير

هل سيرسل الله ملائكة تلثم فمي وتصفد يدي وتقودني للمسير في طريق الشر ؟؟


أحبك يا ربي :)


بعدين أمور مثل الموت والحياة والبعث هذا لا خلاف فيه

فأنا لا أقول أننا سنحيي الموتى نعوذ بالله من أن نشرك به

ولا نقول أننا نتحكم فيما ليس لنا يد فيه وملكه بيد الله

أنا أقول أن الإنسان مخير

وأي شيء يحصل له بيده ومن يده

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

ولم يقل بسبب المصيبة التي قدرها الله !!

فانظروا

* كسبت أيدي الناس
* ليذيقهم بعض الذي كسبوا
* لعلهم هم يرجعون


مع حبي الشديد جداً للشيخ سفر الحوالي .

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 11:28 PM
شكرًا لك إنثيال على المشاركتين ،، وحتى لا تذهب هذه الكلمات التي سُردت في ثلاثة أيام دون فائدة ،، سنكون بين صورتين :

الأولى : تدهورت أحوال المسلمين ،، وستعود العزّة للمسلمين إذا أردنا ذلك ،، وليس لله علاقة بذلك فهو في دور المراقب ...

الثاني : تدهورت أحوال المسلمين بإرادة الله ومشيئته ،، وستعود بإرادة الله ومشيئته فهو مسبب الأسباب .......

أيهما سيكون الصواب برؤيتك ! ....

((البحر الأحمر))
09-27-2009, 11:49 PM
أخي البحر أما التبرير

فهو أن كلامهما متفق تماماً

فعمر رضي الله عنه يقول نحن قوم أعزنا الله بالإسلام

ولكن إذا سعينا لغيره أذلنا الله

يعني لو أننا بإرادتنا سعينا لطلب العزة من غير الله سبحانه لأركسنا

وكما تفضلت فلو كان عمر بيننا لقاتلنا على الإسلام وقاتلناه على الدنيا

وهذا يعني أننا وهو مخيرون

وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام فيقول

اعملوووووووووووووووووووووووووووووا
يا ناس اعملوووووووووووووووووووووووووووووووووا

وأنا بيدي أن أكون ميسراً مقدراً للخير

هل سيرسل الله ملائكة تلثم فمي وتصفد يدي وتقودني للمسير في طريق الشر ؟؟


أحبك يا ربي :)


بعدين أمور مثل الموت والحياة والبعث هذا لا خلاف فيه

فأنا لا أقول أننا سنحيي الموتى نعوذ بالله من أن نشرك به

ولا نقول أننا نتحكم فيما ليس لنا يد فيه وملكه بيد الله

أنا أقول أن الإنسان مخير

وأي شيء يحصل له بيده ومن يده

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

ولم يقل بسبب المصيبة التي قدرها الله !!

فانظروا

* كسبت أيدي الناس
* ليذيقهم بعض الذي كسبوا
* لعلهم هم يرجعون


مع حبي الشديد جداً للشيخ سفر الحوالي .

وهذا بعكس رؤيتكم :) .... فالذي أعز هو الله والوسيلة هي الإسلام ،،، لو قال عمر رضي الله نحن أعززنا أنفسنا بالإسلام لاختلف الأمر ،، فالهادي حينها للإسلام سيكون ( نحن ) وليس ( الله ) ..

والتيسير في نص الحديث واضح ،،، قالوا ألا نترك العمل ،، فقال بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له ...

معناه ،، أن سين من الناس إذا كتب الله عليه أن يكون من أهل النار ،،، فلن يستطيع لا هو ولا كل سكان هذا الكوكب الجميل تغيير تلك الارادة الإلهيه .. وسين من الناس كتب الله له أن يكون رئيس دولة ،،، ولو اجتمع الانس والجن على أن لايكون ذلك لما استطاعوا :) ...

الخلاصة أيتها المضيئة أسعد الله مساءك بكل خير .......
هناك مجال واسع للرؤيتين بل ولغيرها مما هو موجود بين المسلمين ،،، أراده الله ليكون سببًا لما أراد ...

* ملحوظة * الإنسان مسير ومخير ،، ولا أخفي أنني كلما اقرأ كتب العقيدة أجد في الأمر مزيدًا من الصعوبة ،، قد لا تكون الصعوبة في الشرح مع أنني أثق في صعوبة المسألة التي أدت لفرق وطوائف ،، ولكن ربما الصعوبة في استيعابي الذي منحه الله لي :) .....

واسلمي لأخيك ..

((هدية جنكو))
09-28-2009, 03:05 PM
وتوصيني بالتخصص في العقيدة :)

غفر الله لك !

واسلم لأختك مع عدم اقتناعي بالفقرة الأولى من ردك

((فيصل الصاعدي))
09-28-2009, 09:18 PM
بواسطة فيصل
ولكن تنمنيت أن أشارك بهذه المشاركة وقد يكون الصواب لديكم ، إن الله عالم بما كان ويكون وقدر كل شيء ولكننا محاسبون عن اعمالنا ان خيرا فخير وان شر فشر ، حتى سقوط الخلافات وقيامها بمشيئة الله وأمره قدر الله لأناس أن يعملوا تفكيرهم فأعملوها كما قدرها الله لهم وعملوا ولو لم يشاء لم يعملوها فسبحان من جعل لكل شيء سببا ، فالرجل لا يكون لديه ولد إن لم يكن له زوج فالرجل يفكر في الزواج ثم يتزوج فيأتي الولد ان شاء ربي ولن يأتيه دون تفكير منه يعقبه عمل والثمر لن يكون بدون تلاقح للأشجار وكل هذا بقدر الله ، ولكن الخلط الذي تجده عند بعض الناس ( وليس هنا ) والذي يسبب عداء للعلم دون وجه حق أن البعض يتصور أن البعض يريد تغيير القدر وما أراده الله وهذا أمر لا يمكن بأي حال من الأحوال مثال ذلك
عندما تحاور البعض عن قضية الإستمطار على مدينة بعينها تجد من يصعقك بهذا الجواب يريدون أن يغيروا مشيئة الله وكأن لديه علم أن الله لا يريد أن تمطر هذه السحابة هنا والصواب أن الله أجرى هذه السحابة لأمر قد قدره فلو شاء أن لا تستمطر فلن تستمطر وان شاء أن تستمطر فلا تمطر كان ذلك وان شاء أن تستمطر فتمطر فسوف تمطر بإذنه والسبب الإستمطار وقس على ذلك تحديد الجنس
اللهم إن اصبت فمنك وحدك هديتني لذلك وإن أخطأت فمني والشيطان وكله بعملك وتحت مشيئتك





بواسطة نفسي تضيء
أخي فيصل

ولو أن شخصاً في صحراءٍ صلّى الاستسقاء

ألن يغيثه الله ؟؟

إذن ما إن طلب العبد لباّه الخالق جل شأنه

والدعاء يرد القدر كما صح في الدين

فإن ألح العبد على الله الدعاء رد ما كان مكتوباً عليه بقدر غلبته

فكل شيءٍ بأمر الله نعم


أخيتي زادك الله علما الدعاء لا يغير قدرا بل يكون سببا لتحقيق قدر الله كل شيء مقدر من الله حتى دعاءنا ونعلم أن الدعاء يتحقق به أحد ثلاثة أمور كما جاء في الحديث أما الإستجابة أو دفع مكروه آخر أو الإدخار ليوم القيامة لكن لا يفهم منه أنه غير مشيئة سوف تحصل لو لم يدع بهذا الدعاء

بمعنى آخر أحدهم وضع السياف على رقبته السيف فاخذ يلح بالدعاء فأتاه الفرج وعفي عنه فهذ لا يعني أنه غير قدره بل أصابه قدره ( العفو ) بسبب قدره ( الدعاء الذي فرج الله به مصيبته ) ومجمل هذا قوله صلى الله عليه وسلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وليس هذا عذرا للشخص أن يترك العمل فلا أحد يعلم ماذا كتب له فلو أن شخصين قد غرقا في عرض البحر فقال الأول لماذا أدعو سيمضي علي قدر الله فهو لم يفهم معنى المشيئة والقدر لأنه يتكلم وكأنه يعلم الغيب وماذا سوف يحصل أما الآخر فأخذ يدعو ويدعو ويبكي ويتضرع فإذا بقارب من عرض البحر قد جاء وانقذه من قدر لهذا الشخص أن يدعو أليس الله نعم تفكير الشخص وإيمانه دعوه لهذا ولكن بأمر قد كتبه الله قبل أن يخلق أنه سوف يحدث له هذا الغرق وبأمر الله قد كتب له أن يدعو وكتب الله له النجاة بسبب هذا الدعاء
ولهذا يجب علينا أن نعمل ونفكر ونطمح للأفضل ولا نننسى الحديث العظيم (( اعقلها وتوكل ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي البحر الأحمر لا أحد ينكر أن الملك بيد الله يعطيه من شاء وينزعه مِن مَن شاء ولكن هذا لا يمنع أن نحلل ونبحث الأسباب لم سقط حكم هذا وارتفع حكم هذا فالظلم يسبب زوال الحكم والعدل يطيل الحكم وكله بقدر الله ومشيئته والله جعل لكي شيء سبب صغر هذا الشيء ( كفتح علبة منديل ) أو عظم ( كفتح دولة )
( سقوط ورقة من الشجرة ) أو ( سقوط دولة )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم ان أصبت فمنك وان أخطأت فمني
اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه
اللهم وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه

((ابتسام آل سليمان))
09-29-2009, 07:15 AM
.

أيهما سيكون الصواب برؤيتك ! ....



في أمور كهذي وما سبق من ردود مني لا تنتظر أستاذي أن أقرر ما الصواب برؤيتي لسبب :
/ ربما لاحظت أستاذي أني لا أبتني ردودا من بنيات أفكاري عملا بـــ ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) ...!!!
و الله تعالى يقول : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .




وحتى لا تذهب هذه الكلمات التي سُردت في ثلاثة أيام دون فائدة ،، سنكون بين صورتين :

الأولى : تدهورت أحوال المسلمين ،، وستعود العزّة للمسلمين إذا أردنا ذلك ،، وليس لله علاقة بذلك فهو في دور المراقب ...

الثاني : تدهورت أحوال المسلمين بإرادة الله ومشيئته ،، وستعود بإرادة الله ومشيئته فهو مسبب الأسباب .......



في صفحة من كتاب : همسات للسراة مقال بعنوان :ما قضى كان فحواه :
فلو خلائق الاله اجتمعت,لضر عبد واحد ما قدرت,او نفعه فافهم هديت للعمل , ان لم يكن قد خط قبل فى الازل .
ماقضى كان , وما سطر منتظر ,وكل شىء بسبب,ولن يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه
((ما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الافى كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على يسير )) فكل شىء بقضاء وقدر ,والكل فى ام الكتاب مستطر ,والله لايضع امرا الافى موضعه , ولا يوقعه فى موقعه انه حكيم عليم .
ما حدثٌ مؤلم يحل الا بحكمة الله , لتتميز الصفوف ,وتتعرى النفوس , وتظهر الحقائق , ويتميز الحق من الباطل , انه حكيم عليم .يبتلى عباده المومنين ليستخرج عبوديتهم وذلهم وافتقارهم له , اذ لو كانوا منصورين دائما لدخل معهم من ليس منهم وبطروا, ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائما ما قامت للدين قائمة ولم يدخل معهم فيه احد ويئسوا
انه حكيم عليم , فلتعلم الامة ان ما اصابها من شدة ولؤاء وهزائم , انما يتم بعلم الله وحكمته , والعاقبة لاولياء الله ولدين الله الذى تكفل بحفظه , ونصرة اهله فلا ياس
جنين النصر يصرخ فى سنى العـــجز والياس
دعوا الاحزان ياقومــــى على ابـــواب يؤاس
وصوغوا البشر ولتحيوا ليالكم بإينــــــــــاس
قريبا تغــــــسل الارض التى خبثت بانجاس
بشـــــــــارات نتيه بها تحطم صخرة الياس
وعد من الله , ولن يخلف الله وعده(( ولن تجد لسنت الله تبديلا )) لكنها سنة لاتحقق الا باسبابها من عمل بكل ما فى الوسع والطاقة , مع ايمان ويقين بان المدافعة مستمرة والعاقبة للحق .
والنصــر اتى يومه والحق لايتبدل
هذا يقين صادق انى لاقســــم مقبل
فلاعجز ولا استسلام ولا تواكل , بل سعى وجد وعمل , ودفع لقدر بقدر الله ,وفرار من قدر الى قدر الله , مع ثقة بو عد الله وجزم بقرب نصر الله ,فاذا قضى الامر ولم تنفع المدافعة , وجب التسليم مع رجا ء الخير العظيم .

وفي آخر:
ما كان ربك غافـلا**** وهو الحكيم المنتقـم
لو شاء اهلك من طغى****لوشاء دمر من ظلم
فرعون اغرقه ******ولــم تعجزه عاد او ارم

وفي غيرما موطن من ذات الكتاب:
النصر للمؤمنين وعد من الله ما من شك فى تحققه فى واقع الحياة وان تاخر عن حساب البشر , مهما فشت الضلاله ,واستحكمت الغواية , فسينصر الله دينه , وستكون خلافة على منهاج النبوه, وسبيلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار,بصدق العلماء , وجهود الدعاه ,ودماء الشهداء,بالجد لابالهزل , بالاعمال لا بالاقوال ولابالامان,بالقلوب الصادقة لا النفوس الخائنه,وعد الله لايخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لايعلمون ,(( ان لننصر رسلنا والذين امنوا ــ وان جندنا لهم الغالبون ـــ كتب الله لاغلبن انا ورسلى ))
كيف تياس امة معها هذه النصوص من كتاب الله ,بل معها كتاب الله وسنة رسوله (ص)
كلما اطفا منها قبس اشرق القران بالفجر الجديد
كيف تياس امة معها خبر صادق ثابت لا شك فيه , انها باقية ظاهرة منصورة الى قيام الساعة ,
كيف تياس امة هى غيث لايدرى خير اوله ام اخره ,
كيف تياس امة معها خبر يقين انها سوف تهيمن وتحكم الدنيا وتملى الارض عدلا بعد ان تملى جورا وظلما ,
كيف تياس امة عبوديتها لرب كريم رحيم ,لايزداد على السوال الا كرما وجودا ,
كيف تياس امة تقرا فى قرانها ((ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ))
كيف تياس امة او تستسلم وهى مدعوة حين تنقطع بها الاسباب ان تتصل بمسبب الاسباب وتظل تامل فى زوال الغمة , وتحسن الاحوال .
فاطرح الياس جانبا واتخذ مئزرا الثقات
ما التفات الى الورى بالذى يوصل السعاد
ما ارتماى على الثرى بالذى ينقل الحفـــــاة
ان تاخر النصر لايعنى عدم تحقق وعد الله , لكن ذلك لسبب يبحث عنه بلا ياس ولا كلال, ومن سعى باحثا لم يعدم السببا, يقول سيد ـ رحمه الله ـ ما مضمونه
قد يبطىء النصرلان بنية الامة المومنة لم تنضج نضجها بعد , فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا , ولم تحمه طويلا ,فاتئدوا فى امركم ,وائتلفوا وامشوا على الهدى ولا تستياسؤا .
قد يبطىء النصرحتى تبذل الامة المؤمنة اخر ما فى طوقها من قوه , وما تملكه من رصيد ,فلا تبقى عزيزا ولا غاليا الا بذلته هينا رخصيا فى سبيل الله , وحالها
وهبت نفسى لمولى لايخيب له راجى على الدهر والمولى هو الواقى
انى مقيم على عهدى وميثاقى وليس لى غير ما يقضيه الخـــــــلاق
قد يبطى النصر حتى تجرب الامة كل قواها , فتدرك ان هذه القوى بدون سند من الله لاتكفل لها النصر , فتكل الامر بعدها الى الله وحالها
فيارب ادركنا فقد بلغ الذبا من الكرب سيل الفاجعات المفرق
قد يبطى النصر لان البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق , فيظل الصراع قائما حتى تتهيا النفوس فى تلك البيئة لا ستقبال الحق واستباقه ,
]فالنصر يا قوم لن تهنى سحـــائبه الا بجيل عظـــــيم البــــــــذل مغوارى
هبوا ولبوا فما فى البؤس من رغد فالــــــــجذع من مكة والغصن انصارى
ولم تزل راية التوحيد خــــــــــافقة ومرهب الحــــــــد مسنون على النار
قد يبطىء النصرلتزيد الامة صلتها بالله ,وهى تعانى وتتالم وتتورع ,فاذا ما اذن الله لها بالنصر , لم تطغى ولم تنحرف عن الحق الذى نصرها الله به ,
لكنها كالجبال الشمى قد ثبتت فما يزعزعها بغى وارجاف
قد يتاخر النصر لان الامة المؤمنة لم تتجرد فى جهادها لله , فهى تجاهد لمغنم او حمية او شجاعة , والله يريد ان يكون الجهاد لاعلاء كلمته , وفى سبيله بعقيدة
]لو هزت الاجبال مـــــــن ذعر لما اهتزت مع الاجبال
عقد الاله عراها جل جلاله اتــــــرى لعقد الله من حلال
قد يبطى النصر لان فى الشر الذى تجاهده الامة بقية من خير , يريد الله ان يجرد الشر منها , ليتمحض خالصا , ويذهب وحده هالكا ,فلو كان ملقا بظهر الطريق,لم يلتقط مثله اللاقط .
]وقد يبطىء النصر لان الباطل الذى تحاربه الامة لم ينكشف زيفه للناس ,فيشاء الله ان يبقى الباطل حتى ينكشف ويذهب غير موسؤف عليه , ولذ فان علينا تعرية الباطل والكشف عن وجهه القبيح , وفضح اهله لتكفر الامة بهم وتتبرى منهم فذلك من اعز مقاصد التشريع ,(( ولتستيبن سبيل المجرمين ))

ومع ذا فالنصر ات ,لكنه لاياتى عفوا ,بل له سنن خلده الله فى كتابه ليعمل ويتعامل به المؤمنون . ومنها ,
(( ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده ــ وما النصر الا من عند الله )) ونعم الناصر الله , كتب الله بان الحق غالب ,وبان الرسل منصورون باسم الله مهما ارجف الطاغوت واستعلى وافنى وتكالب , ان دين الله غالب , ان امر الله غالب , ان وعد الله غالب ,ان حزب الله غالب , ومنها,
ان الله لاينصر الا من ينصره (( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ــ ولينصرن الله من ينصره )) ومنها
ان النصر لايكون الا للمؤمنين وبالمؤمنين (( هو الذى ايدك بنصره وبالمؤمنين ))
قد ينصر الله بالملائكة, وبالريح, وبالرعب , وبالجنود الاترى ,لكن هذه كلها تتوقف على وجود المؤمنين ..
فالملائكة نزلت فى بدر على المؤمنين(( فثبتوا الذين امنوا )) والجنود التى لاترى ارسلها الله يوم الاحزاب حين ابتلى المؤمنون (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))(( متى نصر الله الا ان نصر الله قريب ))
لاتياسؤا ليل الشقاء سينجــــلى والفجر سوف يزف صوت البلبل
وستحمل الدنيا معاشل نصرنا فى كفها وتــــدك كل مضـــــــــلل

الهمسة الخامسة ( قل هو من عند انفسكم )

(( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبن ايديكم ويعفوا عن كثير )) ان سبب الهزيمة واحد لاينبغى تجاهلو ولا طمسه بكل الاعذار الواهية ,انه سبب داخلى ,فلا تلموا احدا ولوموا انفسكم ,هذا هو فج الحقيقة الذى يسلكه ويؤمن به العقلاء,فلا يضل بهم سبيل ,اذا ما انهزم المسلمون فى نيادين الدعوة والجهاد ,فعليهم ان يتهموا انفسهم , ويقوموا مسيرتهم ,ويزنوا اعمالهم بميزان الحق ,فمن من سنن الله ان الله لايسلب قوما نعمة الا اذا غيروا او بدلوا (( ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم)) ومن سنن الله ان النصر لايكون الا بخلاص النية لله , وحسن التوكل عليه والاخذ بكافة الاسباب ,فلا يستحق نصر الله من تنكر لهذه السنن واعتمد على قوته وحوله وكثرة جنده ,صدق الله تعالى وحده ,انما النصر ثواب المخلصين ,(( ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا)) وعد قطعى لايختص بعصر دون عصر ,حقيقة لايحفظ التاريخ الاسلامى كله واقعة تخالفها ,فنقول فى ثقة بوعد الله ان الهزيمة لاتلحق بالمومنين من خلال تاريخهم كله الا من خلال ثغرة ,وبقدر هذه الثغرة يكون الهزيمة ثم يعود النصر للمومنين ,ففى احد كانت الثغرة فى ترك طاعة رسول الله (ص) والطمع فى الغنيمة,وفى حنين كانت الثغرة فى الاغترار بالكثرة والاعجاب بها ,لن نغلب اليوم من قله ,فمن الخير للامة ان تدرك ذلك جيدا ,لقد طرقت الامة كل الابواب ,ومدت ايديها مستخزية الى كل الامم ,فجاءت بالوشل , وباءت بالفشل ,كذب الرعد , واخلف الوعد ,واورد الابل سعد ,وما رجعت الابالخيبة صفر العيبة مع المهانة والصغار والضعة والخسار , فان بقيت على حالها فهى بحاجة الى لطمات وضربات وصفعات توقظها حتى تعى ,وستعى اليوم او غد او بعد غد ,فان قالت فى خضم محنتها انى هذا ؟ ((قل هم من عند انفسكم ))
لو عرفنا الله ما شطت بنا سبل التضليل لو ذقنا الهوان
.هذا مافهمه قادة امتنا الذين اعز الله دينه ,يذكر ابن النحاس ان جند المسلمين حاصروا حصنا للكفار فاستعصى عليهم فتحه فقال اميرهم انظروا ماذا ارتكبتموه من البدع , او تركتموه من السنن ,فنظروا فاذا هم قد اهملوا السواك , فبدروا اليه واستعملوه فقذف الله الرعب فى قلوب عدوهم وفتح الله عليهم
ان اللائى تيقى وهو غالية وانما تعصف الامواج بالزبد
فلو ذهبنا نتتبع كل مرة تخلف فيها النصر عن المسلمين فى تاريخهم , لوجدنا شيئا من ذلك نعرفه او لا نعرفه , اما وعد الله فهو حق فى كل حين ,والهزيمة حقا هى هزيمة الروح ,اما اذا بعثت الهزيمة الهمة ,وبصرت بالمزلق,وكشفت الزيف ,فهى مقدمة لنصر اكيد ,ان قاعدة قهر الباطل هى ايجاد الحق ,(( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق )) فلنراجع انفسنا والا كنا :
مثل الفراشة حين تلقى نفســــــها فوق السراج بلهفة فتحطم
او كالسعاة الى السراب وكلما زاد اقتراب القوم زاد المندم
انى هذا ؟ ((قل هو من عند انفسكم ))


هذا و سلام عليكم .

((ابتسام آل سليمان))
09-29-2009, 07:42 AM
وبعد هذا الذي خط أعلاه أستاذي :
أليس الله هو المراقب و مسبب الأسباب ففي سورة محمد , صلى الله و سلم على نبينا محمد:
ولو يشاء الله لانتصر منهم و لكن ليبلوا بعضكم ببعض؟؟؟!
: إن تنصروا الله ينصركم

؟؟؟؟؟!
جراء الأسئلة مررت بشيء أشبه بالعصف الذهني ...

خشان خشان
11-02-2009, 09:31 AM
حوار ممتع مفيد ولكنه كلفنا غياب أخ كريم عزيز هو البحر الأحمر

وربما كان السبب هو أفتي الزائدة له ومعه التي ربما جعلتني أحدثه بأسلوب لا يعجبه.

فله اعتذاري لعله يعود وإني لأنتظر.

خشان خشان
11-02-2009, 09:31 AM
حوار ممتع مفيد ولكنه كلفنا غياب أخ كريم عزيز هو البحر الأحمر

وربما كان السبب هو ألفتي الزائدة له ومعه التي ربما جعلتني أحدثه بأسلوب لا يعجبه.

فله اعتذاري لعله يعود وإني لأنتظر.

خشان خشان
03-03-2010, 06:59 PM
على ذكر د. أحمد مستجير يرحمه الله وفي غير موضوع في المنتدى تكرر ذكر الجينات. وكل شيء إن وضع تحت مجهر التفكير ووضع في الإطار العام الذي يشمله قاد إلى رؤية كلية مستنيرة. والجينات بمفهومها العلمي هي موضع التأمل في هذا الموضوع


ليست الجينات ناقلة للصفات الوراثية فحسب. إن فيها سرا ينشئ بين الوالدين ونسلهما علاقة في غاية القوة. وليست هذه العلاقة مقصورة على الإنسان ليقال إنها ناشئة عن وعي فكري ولكنها فطرية تشمل الحيوانات في شتى مراتبها من الفقاريات إلى الحشرات – وكلمة فطرية تصف ولا تفسر- . وحزن الناقة على وفاة وليدها مشهور في الشعر العربي
وهو مضرب مثل في شدته ومن ذلك :


قول الخنساء :


وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ .... لَها حَنينـانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت .... فَإِنَّما هِيَ إِقــبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت .... فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني .... صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ


وقول أبي دهبل الجمحي :

فَأُقسِمُ ما غُمشُ العُيونِ شَوارِفٌ .... رَوائِمُ بَوٍّ جاثِماتٌ عَلى سَقبِ
يُشَمِّمنَهُ لَو يَستَطِعنَ اِرتَشَفنَهُ .... إِذا سُفنَهُ يَردُدنَ نَكباً عَلى نَكبِ
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ زالَت حُمولُهُم .... وَقَد طَلَعَت أولى الرِكابِ مِنَ النَقبِ


والبوّ غير مهموز: الحُوار، وقيل: جلده يُحْشَى تِبْناً أَو ثُماماً أَو حشيشاً لتَعْطِف عليه الناقة إذا مات ولدها، ثم يُقَرَّبُ إلى أُم الفصيل لتَرْأَمَهُ فتَدِرَّ عليه


نعود إلى مجرى الموضوع.
وتميز الإنسان بالفكر الذي كرمه الله به وهو أثر نفخة الله في آدم عليه السلام. وتميز الإنسان بالفكر ينتج عنه تميز الوشائج بين بني الإنسان بوشيجة الفكر، وهي نظير وشائج الجينات ولكنها أسمى وأرقى وتخص الإنسان دون سواه من المخلوقات على وجه الأرض.


وأكبر مثال هي حبنا لرسول الله عليه السلام، هذاالحب الذي إن اقتصر على العاطفة كان جيدا، ولكنه إن اقترن بالفكر أنتج الحرص على الأخذ بمنهاجه.


يقول تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (آل عمران – 31 )


ألهذا علاقة بالرقمي ؟ أجل


إن الرقمي مظهر من مظاهر إعمال الفكر – فكر الخليل بن أحمد أصلا - في مجال محدود هو العروض، صحيح أنه فتح للعروض آفاقا أخرى تتخطى وزن الشعر، ولكنه ليس أكثر من مثال على جدواه وضرورته في كل مجال من مجالات الحياة والفكر.


وضمن إطاره هذا – على محدوديته - فإنه لا يخلومن طابع الفكر وأثره سواء في الفهم أو في نسج وشائج بين من تدارسوه.


يعرف هذا من حيث اختلافه عن التفاعيل من عرف التفاعيل وعرف الرقمي.
ويعرفه من حيث امتداد أثره إلى ما يتعدى المعلومة المجردة بين متدارسيه من علّمه ووجد جزءا فكريا – ولو محدودا – من ذاته ينتقل إلى سواه فيوجد رابطا فكريا بينهما لا وجود لمثله في حال تدارس التفاعيل القائم على الحفظ بشكل كبير، وهذا طبعا لا يقلل من تقدير دور وفضل من يعلم التفاعيل، هذا الفضل المشترك في تعلم وتعليم العروض بالتفاعيل وبالرقمي، ولكن هنا هذه الناحية المتميزة في أمر الرقمي لما فيه من بعد فكري.

(أمل سليمان إبراهيم)
03-03-2010, 10:46 PM
أفكر أنا موجود


هو فعلا العروض الرقمي فتح أفاقا واسعة

وفقك الله أستاذنا

((إباء العرب))
03-03-2010, 11:58 PM
موضوع يستحق واكثر فكيف يرسل ايميل باللغة الانكليزية وهو محشو بالاخطاء الاملائية الفادحة؟
تحيتي لجهدك الرائع استاذنا وقد اذكرتني باعداد ياهلا ربما لدي بعضها وقد قاربت على اختصار مكتبتي اتمنى الا اكون قد تصرفت بهم.
كل التقدير
(اوصل تحيات استاذنا فؤاد بركات اليك من خلال امسيتنا الاخيرة)
هذه لم تكن مجرد نص انكليزي محشو بالأخطاء الفادحة. كاتب النص كان على علم باللغة الانكليزية ولكن هذا هو إختبار ذكاء للقارئ فيما إن كان يمكنه فك الشيفرة اللغوية للنص وهي أن تعرفي الكلمة أو - الجزئية- من سياق الجملة. هذا هو السبب الذي دفع أستاذنا خشان لنشر الموضوع هنا. ليستدل بالتالي على أهمية النظر إلى الأمور والقراءة بشكل شمولي مما يساعدنا على استيعاب الجزئيات. القارئ الذي سيحاول قراءة كلمة كلمة لمعرفة المعنى العام للجملة أو إدراكها، سيفشل في استيعاب النص، كذلك الأمر في العروض الرقمي، المهم شموليته أولاً قبل الجزئيات ، الذي يقرأه رقماً رقماً أو تفعيلة تفعيلة سيفشل لأن الرؤية الكاملة لن تتوضح لديه. :smi49:

((إباء العرب))
03-04-2010, 03:47 AM
على ذكر د. أحمد مستجير يرحمه الله وفي غير موضوع في المنتدى تكرر ذكر الجينات. وكل شيء إن وضع تحت مجهر التفكير ووضع في الإطار العام الذي يشمله قاد إلى رؤية كلية مستنيرة. والجينات بمفهومها العلمي هي موضع التأمل في هذا الموضوع




ليست الجينات ناقلة للصفات الوراثية فحسب. إن فيها سرا ينشئ بين الوالدين ونسلهما علاقة في غاية القوة. وليست هذه العلاقة مقصورة على الإنسان ليقال إنها ناشئة عن وعي فكري ولكنها فطرية تشمل الحيوانات في شتى مراتبها من الفقاريات إلى الحشرات – وكلمة فطرية تصف ولا تفسر- . وحزن الناقة على وفاة وليدها مشهور في الشعر العربي
وهو مضرب مثل في شدته ومن ذلك :

قول الخنساء :

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ .... لَها حَنينـانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت .... فَإِنَّما هِيَ إِقــبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت .... فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني .... صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وقول أبي دهبل الجمحي :
فَأُقسِمُ ما غُمشُ العُيونِ شَوارِفٌ .... رَوائِمُ بَوٍّ جاثِماتٌ عَلى سَقبِ
يُشَمِّمنَهُ لَو يَستَطِعنَ اِرتَشَفنَهُ .... إِذا سُفنَهُ يَردُدنَ نَكباً عَلى نَكبِ
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ زالَت حُمولُهُم .... وَقَد طَلَعَت أولى الرِكابِ مِنَ النَقبِ

والبوّ غير مهموز: الحُوار، وقيل: جلده يُحْشَى تِبْناً أَو ثُماماً أَو حشيشاً لتَعْطِف عليه الناقة إذا مات ولدها، ثم يُقَرَّبُ إلى أُم الفصيل لتَرْأَمَهُ فتَدِرَّ عليه

نعود إلى مجرى الموضوع.
وتميز الإنسان بالفكر الذي كرمه الله به وهو أثر نفخة الله في آدم عليه السلام. وتميز الإنسان بالفكر ينتج عنه تميز الوشائج بين بني الإنسان بوشيجة الفكر، وهي نظير وشائج الجينات ولكنها أسمى وأرقى وتخص الإنسان دون سواه من المخلوقات على وجه الأرض.

وأكبر مثال هي حبنا لرسول الله عليه السلام، هذاالحب الذي إن اقتصر على العاطفة كان جيدا، ولكنه إن اقترن بالفكر أنتج الحرص على الأخذ بمنهاجه.

يقول تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (آل عمران – 31 )

ألهذا علاقة بالرقمي ؟ أجل

إن الرقمي مظهر من مظاهر إعمال الفكر – فكر الخليل بن أحمد أصلا - في مجال محدود هو العروض، صحيح أنه فتح للعروض آفاقا أخرى تتخطى وزن الشعر، ولكنه ليس أكثر من مثال على جدواه وضرورته في كل مجال من مجالات الحياة والفكر.

وضمن إطاره هذا – على محدوديته - فإنه لا يخلومن طابع الفكر وأثره سواء في الفهم أو في نسج وشائج بين من تدارسوه.

يعرف هذا من حيث اختلافه عن التفاعيل من عرف التفاعيل وعرف الرقمي.

ويعرفه من حيث امتداد أثره إلى ما يتعدى المعلومة المجردة بين متدارسيه من علّمه ووجد جزءا فكريا – ولو محدودا – من ذاته ينتقل إلى سواه فيوجد رابطا فكريا بينهما لا وجود لمثله في حال تدارس التفاعيل القائم على الحفظ بشكل كبير، وهذا طبعا لا يقلل من تقدير دور وفضل من يعلم التفاعيل، هذا الفضل المشترك في تعلم وتعليم العروض بالتفاعيل وبالرقمي، ولكن هنا هذه الناحية المتميزة في أمر الرقمي لما فيه من بعد فكري.


أقول أولاً
يا لجيناتكِ يا أمنا الخنساء ، كم جلبت لنا الشعر والحزن حتى على الناقة؟!!
اكتشفتُ أنّ العروض الرقمي حامل لفيروس فكري شديد الخطورة والروعة :)يؤدي إلى حالة إدمان لايشفى منه من أصابه هذا الفيروس..
ملاحظة: ليست كل الفيروسات ضارة بالصحة. بل مفيدة ومفيدة جداً لكنها تتكاثر بسرعة :eek:
هل من مزيد :smi49:

((نادية بوغرارة))
03-06-2010, 01:06 PM
اكتشفتُ أنّ العروض الرقمي حامل لفيروس فكري شديد الخطورة والروعة :)يؤدي إلى حالة إدمان لايشفى منه من أصابه هذا الفيروس..

****************
أعجبتني هذه العبارة ،
ألف شكر لك أختي إباء لرفعك هذا الموضوع المفيد .

((إباء العرب))
03-06-2010, 05:32 PM
****************
أعجبتني هذه العبارة ،
ألف شكر لك أختي إباء لرفعك هذا الموضوع المفيد .

وأنا أعجبني أن أعجبتك العبارة :smi49:. في الواقع هي ليست عبارة بقدر ماهي إحساس حقيقي وصادق. أما الموضوع الذي علقتُ عليه فهو- للتنويه فقط - لم أرفعه بل هو جديد جداً وانظري إلى التاريخ الذي نشره أستاذنا خشان أي آخر مُشاركة له، وأنصحكِ بقراءته ;)

((نادية بوغرارة))
03-06-2010, 06:38 PM
أما الموضوع الذي علقتُ عليه فهو- للتنويه فقط - لم أرفعه بل هو جديد جداً وانظري إلى التاريخ الذي نشره أستاذنا خشان أي آخر مُشاركة له، وأنصحكِ بقراءته ;)
**************
بالفعل ، لم أقرأ سوى ردودك الأخيرة ، و قمت بالتعليق على آخرها .

أسحب شكري لك على الرفع :)و أشكرك على التنبيه .

((إباء العرب))
05-17-2010, 05:52 AM
**************
بالفعل ، لم أقرأ سوى ردودك الأخيرة ، و قمت بالتعليق على آخرها .

أسحب شكري لك على الرفع :)و أشكرك على التنبيه .

وأنا أشكرك على المتابعة :)
فلنفكِّر دائماً ونتخيل.. رقمياًوأكثر :smi49:
http://www.thevine.com.au/resources/imgdetail/170709100354_optical_detail.jpg

خشان خشان
08-05-2010, 07:56 PM
بقلم أخي وأستاذي محمد ب.


http://muntada.khayma.com/1/showthread.php?p=248623


الفكر والمكان – مهداة إلى الأستاذ خشان خشان

خذ شخصاً حوله الأفكار التالية{ أ، ب، ت، ث ،ج }
فهو يتعامل مع هذه الأفكار ولنفرض أنه يناقض بعضها (مثلاً) {ب، ج}
ويوافق على ما تبقى منها
فيكون نظام أفكاره إذا رمزنا لمعارضة الفكرة بالرمز نفسه مسبوقاً بإشارة الناقص : {أ، - ب ، ت، ث، -ج}
وقد يكون لغيره في البيئة نفسها مثلاً المجموعة الفكرية التالية: {-ا ، ب، - ت ، ث ، ج،...}
وهكذا حتى نصل إلى "عناصر رفض مطلق" في المجتمع مكوناتها الفكرية كلها مسبوقة بالناقص
{- أ ، - ب، - ت، - ث، - ج}
ولكننا حين نرى إشارة الناقص لا يخفى علينا أن الفكرة على كل حال موجودة وقد نقضت أي أعلن عدم صلاحيتها من قبل من رفضها.
الشخص الذي لديه "أفكار مختلفة" في هذه البيئة يظل إذاً ضمن الإطار نفسه ولكنه فقط يناقض بعض الأفكار الموجودة.
وإذاً هذا الشخص ليس عنده فكرة عن وجود أفكار أخرى من نوع المجموعة التالية لبيئة أخرى:
}أ ، ب، - ت ، ع، ق}
وحين يرى الشخص من هذه البيئة شخصاً من البيئة الثانية وعنده هذه المجموعة سينسبه لا محالة إلى شخص له أفكار من التشكيلة الممكنة لمجموعته.
أي سيتعامل مع الأفكار الجديدة ع، ق على أنها لا يمكن أن تكون إلا ث أو – ث أو ج ، أو – ج
ومن الصعب أن تقنعه أن الموضوع يتعلق بأفكار جديدة كلياً لا وجود لها في البيئة الأولى!
إذ الفكر البشري يميل إلى تأويل الجديد على أساس القوالب القديمة المألوفة.
وهذا يمكن عده مقدمة في تأثير المكان على الشخص.
فسواء عارض الشخص ما في بيئته أم وافقها فهو ولا بد محبوس ضمن حدود الموجود منها (فحركته تراوح بين الموجب والسالب بلا تجديد)
ومن هنا كانوا يمدحون السفر ففيه سبع فوائد!
أذكر منها الآن أنك تتعرف على نمط جديد لا يفلح فهمك له على أساس القوالب التي مرت بك!
ومن هنا نصحت أحد الأصدقاء وقد سافر أن يطيل مدة سفره أكثر لكي يخرج رأسه من البيئة التي هو فيها قليلاً وهذا بعد ما اتضح لي بما لا يدع مجالاً للشك أنني حين أناقشه يضع أفكاري مسبقاً في قوالب تخص بيئته ولا يكتشف أنها أفكار جديدة خارجة عن هذه البيئة كلياً فلا هي منها ولا نقيضة لها بالسالب بل هي باختصار تام: جديدة!

((زينب هداية))
03-07-2011, 10:45 PM
بقلم أخي وأستاذي محمد ب.


http://muntada.khayma.com/1/showthread.php?p=248623


الفكر والمكان – مهداة إلى الأستاذ خشان خشان

خذ شخصاً حوله الأفكار التالية{ أ، ب، ت، ث ،ج }
فهو يتعامل مع هذه الأفكار ولنفرض أنه يناقض بعضها (مثلاً) {ب، ج}
ويوافق على ما تبقى منها
فيكون نظام أفكاره إذا رمزنا لمعارضة الفكرة بالرمز نفسه مسبوقاً بإشارة الناقص : {أ، - ب ، ت، ث، -ج}
وقد يكون لغيره في البيئة نفسها مثلاً المجموعة الفكرية التالية: {-ا ، ب، - ت ، ث ، ج،...}
وهكذا حتى نصل إلى "عناصر رفض مطلق" في المجتمع مكوناتها الفكرية كلها مسبوقة بالناقص
{- أ ، - ب، - ت، - ث، - ج}
ولكننا حين نرى إشارة الناقص لا يخفى علينا أن الفكرة على كل حال موجودة وقد نقضت أي أعلن عدم صلاحيتها من قبل من رفضها.
الشخص الذي لديه "أفكار مختلفة" في هذه البيئة يظل إذاً ضمن الإطار نفسه ولكنه فقط يناقض بعض الأفكار الموجودة.
وإذاً هذا الشخص ليس عنده فكرة عن وجود أفكار أخرى من نوع المجموعة التالية لبيئة أخرى:
}أ ، ب، - ت ، ع، ق}
وحين يرى الشخص من هذه البيئة شخصاً من البيئة الثانية وعنده هذه المجموعة سينسبه لا محالة إلى شخص له أفكار من التشكيلة الممكنة لمجموعته.
أي سيتعامل مع الأفكار الجديدة ع، ق على أنها لا يمكن أن تكون إلا ث أو – ث أو ج ، أو – ج
ومن الصعب أن تقنعه أن الموضوع يتعلق بأفكار جديدة كلياً لا وجود لها في البيئة الأولى!
إذ الفكر البشري يميل إلى تأويل الجديد على أساس القوالب القديمة المألوفة.
وهذا يمكن عده مقدمة في تأثير المكان على الشخص.
فسواء عارض الشخص ما في بيئته أم وافقها فهو ولا بد محبوس ضمن حدود الموجود منها (فحركته تراوح بين الموجب والسالب بلا تجديد)
ومن هنا كانوا يمدحون السفر ففيه سبع فوائد!
أذكر منها الآن أنك تتعرف على نمط جديد لا يفلح فهمك له على أساس القوالب التي مرت بك!
ومن هنا نصحت أحد الأصدقاء وقد سافر أن يطيل مدة سفره أكثر لكي يخرج رأسه من البيئة التي هو فيها قليلاً وهذا بعد ما اتضح لي بما لا يدع مجالاً للشك أنني حين أناقشه يضع أفكاري مسبقاً في قوالب تخص بيئته ولا يكتشف أنها أفكار جديدة خارجة عن هذه البيئة كلياً فلا هي منها ولا نقيضة لها بالسالب بل هي باختصار تام: جديدة!
توصيف رائــــع

خشان خشان
04-19-2012, 12:12 PM
http://ksa.daralhayat.com/internationalarticle/386099

عابر حياة - آخر الورثة
الثلاثاء, 17 أبريل 2012
ثريا الشهري
لما رجع الرسول -عليه الصلاة والسلام- من غزوة أحد سمع الناس يقولون: فلان أشجع من فلان، وفلان أبلى ما لم يُبْلِ فلان، ونحو ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: «أمّا هذا، فلا علم لكم به، إنهم قاتلوا على قدر ما قسم الله لهم من العقل، وكانت نصرتهم ونيتهم على قدر عقولهم، فأصيب منهم من أصيب على منازل شتى، فإذا كان يوم القيامة اقتسموا المنازل على قدر نياتهم وعقولهم». تأملتُ الحديث النبوي كثيراً، وتأملت العقل العربي أكثر، فإن كان العقل هو أداة الفكر والتفكير، ومنه تخرج القرارات، التي هي نتاج التفكير، الذي هو نتاج العقل، فهل يعني هذا أن العقل العربي أداة يشوبها الخلل؟ ألا يتقاتل القوم على قدر عقولهم وبحسب قول الرسول!! فهذه قدرتهم ومحدودية عقولهم! فإذا كان العرب (أو معظمهم) على حالهم التي عرفنا، فعلينا أن نسأل عن بنية عقولهم، وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها الرسولَ -عليه الصلاة والسلام- فقالت: يا رسول الله، بم يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال: «بالعقل»، قالت: وفي الآخرة؟ قال: «بالعقل»، قالت: أليس إنما يُجزون بأعمالهم؟ قال: «يا عائشة، وهل عملوا إلاّ بقدر ما أعطاهم الله من العقل، فبقدر ما أُعطوا من العقل كانت أعمالهم، وبقدر ما عملوا يُجزون».

عُرِف العرب بالبيان، أي «بالكشف عن المعنى»، كما فهمه الجاحظ، فإذا لم يكن معنى لم يكن بيان، فهو ليس مجرد طلاقة اللسان وجزالة الألفاظ، بل إن كل لفظ من دون معنى يبقى مُهمل لا يوصف بالبيان. فمستوى الدلالة إذاً هو ما يحيي اللفظ، وعلى قدر وضوح الدلالة وحسن إشارتها ودقة مدخلها يكون المعنى، ومعه يكون البيان، فأين هو البيان العربي اليوم؟ أين المعنى؟ فالاعتبار إلى معاني الأشياء يكون بواسطة الفكر، فإذا كان الفكر قد ولّد معنى غير منطقي وغير مترابط، وإذا كان العقل هو الذي يقف خلف الفكر، فالسؤال: ما هي تركيبة العقل العربي؟ كي نعرف كيف يعمل؟ فإذا فككنا المعادلة قد نضع أيدينا على الموصِّلات الكهربائية التي انقطعت في الدماغ، أو قد نحدد الأسلاك التي تشابكت ووصِلَت بالتواتر خطأ، ثم وبعد استيفاء الكشف العميق يأتي الكلام عن طرق إصلاح العطب، أو كيف يوصف العلاج إن لم تُحصر علة المرض!! فأن تقع كل هذه الخطوب من هذا العقل، عفواً، هذه ليست نازلة طارئة.

فإذا اتفقنا على أن المرض صنفان: أحدهما قابل للتداوي، وآخر أعيا الطبيب المُداويَ، فلن نتفاءل ونرفع التوقعات بالشفاء، فمرض عقولنا مزمن وقديم، ولن آخذ حريتي في عقد الأمل إلاّ لعقول غضة لم تصلها العدوى بعد، إنما الحزن كل الحزن أن من سيقوم بتربية هذه العقول الصحيحة ويشرف عليها ويوجهها عقول لم تسلم من الوباء، فما الحل؟ وقد انتقل البلاء من قرن إلى قرن! ومن جيل إلى جيل! ومن لسان إلى لسان! ألا يكفي أن نكون آخرَ الورثة، ألا تستحق تلك البراعم النجاة بعقولها؟ لا شك في أننا نحوم هنا حول نظرية الضمير الإنساني.

suraya@alhayat.com

((نادية بوغرارة))
04-19-2012, 05:10 PM
ولن آخذ حريتي في عقد الأمل إلاّ لعقول غضة لم تصلها العدوى بعد، إنما الحزن كل الحزن أن من سيقوم بتربية هذه العقول الصحيحة ويشرف عليها ويوجهها عقول لم تسلم من الوباء، فما الحل؟ وقد انتقل البلاء من قرن إلى قرن! ومن جيل إلى جيل! ومن لسان إلى لسان! ألا يكفي أن نكون آخرَ الورثة، ألا تستحق تلك البراعم النجاة بعقولها؟ لا شك في أننا نحوم هنا حول نظرية الضمير الإنساني.



========
بين اليأس من إصلاح ما ران على عقول الكبار ،

و الأمل في استغلال صفاء صفحة عقول الصغار ،

هناك مسألة مهمة باعتقادي ، و هي أن هؤلاء الصغار بحاجة لمرشد عاقل راشد ،

لا يمكن أن يكون في أقرانهم ،

المهمة الصعبة أولا و أخيرا هي بيد من لهم الولاية أو الوصاية إن صحّ القول .

فهل من الممكن أن يوجد جيل مستنير العقل ، من فراغ ؟؟

أو يخرج من أصلاب الجهّال فجأة ؟؟

=====

مقال مهم و تأمل أرجو أن يكون مثمرا على المستوى التطبيقي الواقعي ، لا النظري فقط .

شكرا لأستاذنا خشان .

((يوسفي حنان))
04-20-2012, 03:57 AM
حقا مقال رائع ويستحق التأمل

العقل السوي نتيجة إيمان قوي بالله تعالى وبمحمد صلى الله عليه وسلم

ونسأل الله تعالى أن يقوي إيماننا لتستوي عقولنا ونعود إلى الطريق الصحيح

بوركت أناملك أستاذي الكريم

خشان خشان
05-23-2013, 07:07 PM
حفظ الذات وحفظ النوع ضمان استمرار الحياة بسائر مستوياتها النباتية والحيوانية والبشرية.


وقد جعل سبحانه تعالى كلا منهما مقرونة بلذة فحفظ الذات مقرون بلذة الطعام وحفظ النوع مقرون بلذة الجنس وما يرافقهما وتستدعيانه من دوافع الكسب المادي. وكلاهما قسري لا خيار فيه.


وتلك حكمة منه سبحانه لضمان استمرار الحياة .


**


الإنسان هو أرقى الكائنات الأرضية.


لم خلق الله تعالى الإنسان ؟


" وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون " صدق الله العظيم


عبادة الله تعالى بمفهومها الشامل الذي ينتظم الحياة البشرية لا تتم إلا بتوحيده، وتوحيده لا يتم إلا بسلامة العقيدة وهذه لا تكون إلا باستقبال الرسالة فهما وتفكيرا فإيمانا.


حفظ الذات والنوع وسيلتان لاستمرار الحياة. والحياة البشرية ذاتها وسيلة لعبادة الله .


استمرار الحياة ماديا وسيلة ترافقها لذتان ماديتان من جنس الاستمرار ووسيلته .



عبادة الله تعالى غاية صنوها الهدى ووسيلتها التفكير والتفكير تجريدي أساسا وإن كان تناوله يشمل الماديات.


كرم الله عباده بجعل الهدى والتفكير اختياريين .


عبادة الله هي الغاية وهي الأسمى . ولذة وسيلتها ( التفكير ) هي الأسمى والأرقى والألذ والأجدر بتميز الإنسان. فشرف الوسيلة من شرف الغاية.


يشترك البشر مع البهائم في اللذتين الماديتين المصاحبتين للوسيلتين القسريتين الضامتين للحياة. وتُميز الاستمتاعَ البشري بهما عن استمتاع البهائم مراعاةُ الحلال والحرام فيهما وربطهما بمنهاج الله في الحياة. فإن انعدم هذا فلا فرق بين إنسان وبهيمة.


يتفرد بعض البشر بنعمة التفكير واستشعار لذتها.


لا يعرف هذه اللذة إلا من أنعم الله عليه بها.


ومن لم يعرفها فحسبه - وإن اغتنى وتمتع ماديا - وصفه تعالى له بقوله :" يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام " صدق الله العظيم.


إن كان للرقمي دور ولو بسيط جدا في تفعيل التفكير سواء في في الأخذ به أو معارضته فذلك خير وفضل من الله عميم.

خشان خشان
10-18-2013, 09:45 AM
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/triangle

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/triangle/24-triangle.GIF?attredirects=0

((زينب هداية))
10-18-2013, 11:13 AM
هههههههه
أعجبني المثلث د

{{د. ضياء الدين الجماس}}
10-18-2013, 02:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتنا الأعزاء
لفت انتباهي هذا الموضوع لأنه يحمل دعوة للتفكير وهو أهم عملية نفسية تميز الإنسان، وهي كما وصفها الله تعالى صفة من صفات المؤمنين ( ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).
ولكنني لاحظت من المداخلات عدم التمييزالدقيق بين الفكر والعقل الذي دعا إليه القرآن الكريم ... في نهاية كثير من الآيات الكريمة : لعلكم تعقلون .
وشتان بين الفكر والعقل .

وببساطة أقول الفكر شرط لازم غير كاف.. وقد يكون بلاء على صاحبه .. فكيف يكون ذلك؟!!!


وما الفرق بين الفكر والعقل ؟

هي خطوة تستحق التفكير فيها وعقلها.

فلنبدأ الحوار الهادف لنصل إلى حقيقة مهمة جداً في التطبيق.

خشان خشان
10-18-2013, 07:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتنا الأعزاء
لفت انتباهي هذا الموضوع لأنه يحمل دعوة للتفكير وهو أهم عملية نفسية تميز الإنسان، وهي كما وصفها الله تعالى صفة من صفات المؤمنين ( ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).
ولكنني لاحظت من المداخلات عدم التمييزالدقيق بين الفكر والعقل الذي دعا إليه القرآن الكريم ... في نهاية كثير من الآيات الكريمة : لعلكم تعقلون .
وشتان بين الفكر والعقل .

وببساطة أقول الفكر شرط لازم غير كاف.. وقد يكون بلاء على صاحبه .. فكيف يكون ذلك؟!!!


وما الفرق بين الفكر والعقل ؟

هي خطوة تستحق التفكير فيها وعقلها.

فلنبدأ الحوار الهادف لنصل إلى حقيقة مهمة جداً في التطبيق.


أستاذي الكريم

أعجبني بصدد ما تفضلت به الرابط التالي ومنه أنقل مع التعديل والإضافة أول تعريفين :

http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=828

المخ أو الدماغ : عضو بدني يوجد في الكائنات الحية من المملكة الحيوانية وصولا وشمولا للإنسان.

العقل : فهو ملكة أو عملية الإدراك للواقع بواسطة ما تنقله الحواس ولا عقل بلا مخ كما لا هضم بلا معدة . وينقص من عملية العقل ما يتناسب من نقص الحواس.

التفكير : أما التفكير فهو الربط الواعي بواسطة العقل بين أجزاء ومعطيات الواقع الزمانية والمكانية وصولا إلى الفكر لدى الإنسان وهو البوابة الذاتية للحقيقة المطلقة ، فقد تفتح عليها أو على سواها.

وتعتمد العلاقة بين الحقيقة الذاتية لدى إنسان ما والحقيقة المطلقة على مدى سلامة واكتمال المخ والحواس والعقل ومدى الإلمام بالمعطيات الزمانية والمكانية باتساع الكون والزمان.


ويستوي في العقل المسلم وسواه، والعقل كاف إلى إدراك الإنسان لوجود الله تعالى وصدق رسوله عليه السلام، أي إلى الإيمان .

أما التفكير فيتميز فيه المسلم عن سواه بما يوفره له الإيمان من حقائق غيبية .

ويتميز مسلم عن مسلم في التفكير بمقدار إدراك كل منهما لشمولية المنهج والصدور من الكلي للجزئي ويترتب على ذلك أو عكسه تباين في النتائج .

{{د. ضياء الدين الجماس}}
10-18-2013, 10:16 PM
أشكرك أستاذنا الفاضل خشان للمشاركة بهذا الحوار ، وسأقدم مختصراً عما عقلته من دراساتي العلمية الشرعية حول الفرق بين التفكير والعقل ، ولعل فيها تكملة للمعلومات التي تفضلت بها، والبحث قابل لمزيد من حوار الأخوة المشاركين لنزداد علماً:

الفرق بين الفكر والعقل:

عمليتا التفكير والعقل عمليتان نفسيتان متكاملتان يتميز بهما الإنسان عن سائر المخلوقات الأخرى وبناء على وجودهما يتم التكليف فإن زال العقل بطل التكليف.
لكن هناك فرق بين العمليتين فالفكر هي العملية الأولى من التحليل والتركيب التي تتم على المعطيات التي تصله عن طريق الحواس عبر الأعصاب التي تنقلها للجهاز العصبي المركزي (المخ) ، وفيه تتم أغلب عمليات التفكير ، فإن كان في هذا الجهاز خلل تعطل التفكير السليم ، وإن كان سليماً قامت عملية التحليل والتركيب واستنتاج النتائج الأولية ليقدمها للمرحلة الثانية وهي العملية الإدراكية (العقلية) القلبية التي تؤثر على العواطف والدوافع فيعمل الإنسان بما وقر في القلب ( اللب النفسي) من نتائج عملية التفكير.
وإن لم تصل هذه النتائج إلى القلب (اللب) لأسباب عديدة لن يعمل بها، وهو ما يفسر لنا افتراق العقائد عن العمل ، فكثير من الناس مثلاً يعرف فكرياً أضرار التدخين وتجده يدخن ، فنقول عن مثل هذه الحالة عدم وصول هذه الحقائق إلى مراكز الإدراك القلبية.
ومثلها في الإيمان ، فلما سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإيمان لم يقل بأنه ما توصل إليه الإنسان بالتفكير بل قال عن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.( كثير من الفلاسفة والمفكرين توصلوا بفكرهم إلى حقائق الإسلام ولم يسلموا لأن هذه الحقائق لم تصل إلى إدراكهم القلبي)
وبين لنا القرآن الكريم أن مركز العقل هو القلب ("أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ")
الخلاصة : أن التفكير عملية نفسية أولى ضرورية ولازمة وتحتاج إلى سلامة الدماغ (تشبه عمل الجهاز الهضمي). فهي شرط لازم لكنه غير كاف، فيجب أن تصل نتائجه إلى القلب. وأما العقل كعملية إدراك فتشبه عملية الامتصاص في الجهاز الهضمي فإن كانت معطلة بمرض ما فلن تتم عملية العقل والإدراك .
وأهم أمراض سوء الامتصاص الإدراكي تراكم الشهوات في القلب وارتكاب المعاصي واتساخه بها فتحول بينه وبين المعطيات الفكرية.
والبحث قابل للنقاش مع الأدلة القرآنية والأحاديث الشريفة والعلوم الطبية النفسية الحديثة.
وما قدمته مختصر لاتقاء الملل .
من جميل ما نقل شعراً عن سيدنا علي رضي الله عنه في التفريق بين العقلين (المسموع والمطبوع أي الفكري السطحي والقلبي العميق) الأبيات التالية :


رَأَيتُ العَقلَ عَقلَينِ ....فَمَطبوعٌ وَمَسموعُ
وَلا يَنفَع مَسموعٌ....إِذا لَم يَكُ مَطبوعُ
كَما لا تَنفَعُ الشَمسَ وَضوءُ العَينِ مَمنوعُ

والحمد لله رب العالمين

خشان خشان
10-19-2013, 10:23 AM
بوركت أخي واستاذي الكريم د. ضياء الدين الجماس

أرجو أن تنتبه عند دخولك المنتدى لمعرفك الجديد بما فيه الأقواس :

(د. ضياء الدين الجماس)

وليتك تشارك بسيرتك في الرقمي في الرابط :

http://arood.com/vb/showthread.php?t=4023

يرعاك الله.

{{د. ضياء الدين الجماس}}
10-19-2013, 12:28 PM
بوركت أخي واستاذي الكريم د. ضياء الدين الجماس
أرجو أن تنتبه عند دخولك المنتدى لمعرفك الجديد بما فيه الأقواس :
(د. ضياء الدين الجماس)
وليتك تشارك بسيرتك في الرقمي في الرابط :
http://arood.com/vb/showthread.php?t=4023
يرعاك الله.

شكراً جزيلاً أستاذنا خشان

هذا من فضلكم علينا

جزاكم الله خيراً