مشاهدة النسخة كاملة : سألتكِ بالله ألا تغيبي .. معانقة أولى
د. جمال مرسي
06-19-2007, 12:30 PM
سألتك بالله ألا تغيبي
شعر د. جمال مرسي
سألتُكَ باللهِ ألا تَغِيبِي=فَتَجنَحَ شَمسُ الضُّحى للمَغِيبِ
و بالحُبِّ جددتُ عهدَ الوفاءِ=و قُلتُ فداؤكِ كلُّ حبيبِ
أيا صبرُ زِدنِي مِن الصَّبرِ إنِّي =قَتيلُ التي أَجَّجَت لِي لَهِيبِي
غيابُكِ غَيَّرَ لَونَ فُصُولِي=فَأَذوَى غُصُونِي و بَعثَرَ طِيبِي
فما عُدتُ أسمعُ يا نبضَ قَلبِي=لِصَدرِي سِوى زَفرَةٍ مِن وَجِيبِ
أراكِ كما أنتِ غُصناً نَدِيّاً=تُداعِبُهُ هَمسَةُ العَندَليبِ
و عُصفورةً في رِياضِ فُؤادِي=تُغَنِّي لقلبي بِلَحنٍ طَرُوبِ
أَغُوصُ ببحرِكِ أقطفُ دُرّاً=فأغرقُ في ذا الخِضَمِّ الرَّهِيبِ
أَعُودُ لِعَينَيكِ أرجو النجاةَ=فأنتِ شِراعِي و أنتِ طَبِيبِي
فأغرقُ أغرقُ في مُقلَتَيكِ=و أَدهَشُ مِن ذا الجمالِ العَجِيبِ
لماذا تَلُومِينَ نَفسَكِ ، إني=أراكِ بعينِ الحبيبِ القريبِ
و قَلبُكِ يَسكُنُنِي من زمانٍ=سَلِي النَّهرَ ثُمَّ أَجِيبِي ، أَجِيبِي
و قَفَّازُكِ الجَمرُ فِي رَاحَتَيَّا=أَذُوبُ ، أَأَنتِ بِهِ لَم تَذُوبِي ؟
أُحِبُّكِ يا أنتِ مهما تَبَدَّى=مِن الشَّكِّ في قَلبِكِ المُستَرِيبِِ
فَعُودِي .. و عينيك .. لا تَهجُرِينِي=فَعَيشِِي بِدُونِكِ عَيشُ الغَرِيبِ
و ما مِن سَبِيلٍ سوِى نَبضُ قَلبِي=إِلَيهِ تَعُودِينَ ، ما مِن هُرُوبِ
خشان خشان
06-19-2007, 05:59 PM
أخي الحبيب د. جمال مرسي
جمال شعرك وتألقه ليس محل شك لدي، وهذه القصيدة ليست بدعا في شعرك.
سكنت وجداني قصيدتك ( المفترق )
وعدا عن الشاعرية والمضمون فإنك بتلك القصيدة كما بقصيدتك هذه تفتح لي أبوابا للتأمل في خصائص بحر المتقارب، وإن سمحت لي فسأجعل هذه الصفحة منطلقا لذلك.
بدءا من (المنطلق ) التي أوشي بها هذه الصفحة
كان تعليقي في الواحة تلك القصيدة عن انتهاء عجز المتقارب ب 1 3 ، وسأنقله إلى هنا
على أن لي عودة إلى هذه القصيدة وانتهاء العجز في بعض أبياتها ب 1 3 2، ولدى قيامي ببعض البحث في الشعر العربي خرجت بملامح تقتضي مزيدا من التمحيص. ويبقى لشعرك ولك فضل شحذ همتي للقيام بذلك.
أركز هنا على أمر عروضي في قصيدة يتعلق بالضرب ومجيئه عندك في المتقارب (المحذوف ) على 1 3
أو ما بين قوسين من........ فعو ( لُ فعو ) لن – ............والرمادي محذوف.
أكمل عن قصيدتك تلك ، لتكون تطبيقا رقميا على المتقارب المحذوف، وحرصا على نقل ما ورد فيها إلى المنتدى.
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=4071
المفترق - تصفح عروضي
________________________________________
تصفح عروضي لقصيدة (المفترق)
هذه قصيدة جميلة لشاعر جميل
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=7287
المفترق
كلانـا يسيـر علـى مُفـتـرقْ =فإمـا النجـاةُ وإمـا الـغـرقْ
وليـس أمامـيَ حــلٌ بـديـلٌ = لقلبٍ هوى ، فاستُهيـم ، فَـرَق
فأدمن عشـقَ الليالـي الطـوالِ = يـقـاسـمُ نجمـاتِـهـنَّ الأرقْ
ويسهر ليـس ككـلِّ السهـارى= مع البدرِ فرداً بداجـي الغسـق
يناجيهُ يـا بـدرُ أرفـقْ بخِـلٍّ = إذا غبـتَ عنـهُ ذوى فاحتـرق
ويعشـق كالصادحـاتِ الصبـاحَ = بروضـةِ فُـلٍّ كسـاه الألــق
وتسكـرهُ همسـةُ العاشقـيـنَ = وبوحُ الحبيب، وسحـر العبـق
ويطربـهُ صـوتُ نـايٍ حزيـنٍ = وشدوُ الطيورِ، وسحـرُ الشفـق
وأصبـح كـلُّ الوجـودِ جميـلاً = لديـهِ كبـدرِ الظـلامِ اتَّـسـق
فمهلاً أيا زهرةََ الـروحِ ، إنـي = أرانـا نسيـر إلـى المفـتـرق
رويدكِ ما عـاد فـي العمـرِ إلا = خريفُ الفصولِ، وبعض الرمـق
ومـا عـاد إلا الـودادُ القديـمُ = فـلا تقتليـهِ بـهـذا الـنـزق
فما كنتِ لـي محـضَ أكذوبـةٍ = ولا قصةً صُغتُهـا فـي الـورق
ولكـن كيـانٌ وصـرحٌ منيـفٌ = بنينـاهُ يـا غادتـي بالـعـرَق
ولستِ ككـل النسـاءِ اللواتـي = عرفـتُ، فأنـتِ الأحـنُّ الأَرََق
فعينـاكِ بحـرانِ مـن روعـةٍ = وخـدّاكِ وردُ الريـاضِ ائتلـق
وثغرُكِ لو تبسُمينَ انبـلاجُ الـ..= صباحِِ ، وشمس الضحى إن نطق
فسبحان من صاغ هـذا الجمـالَ = فكنـتِ الفريـدةَ فيمـن خـلـق
أحبـكِ حُبّـاً يفـوق انبهـاري = سرى في دمي ، فارتوى ،فانطلق
فجاءكِ يحمـلُ شـوقَ الحبيـبِ = وعطرَ الهوى في فـؤادٍ صَـدَق
وإنـي أُحبـكِ ليـس كمثـلـي = فقد عـزَّ مِثـلٌ لحبـي وشـق
فكوني علي العهـدِ يـا غادتـي = وعودي ، فإن الرجـوعَ أحـق
1- البحر المتقارب وهو في الأصل 3 2 3 2 3 2 3 2 ويجوز أن يأتي
3 2 3 2 3 2 3 2 .........3 2 3 2 3 2 3
مع جواز تحول 2 إلى 1 ولنأخذ المطلع مثالا ....( ما مدى مجيء آخر الصدر 3 2 ! )
كـلانـا يسـيـر عـلـى مُـفـتـرقْ
فـإمـا النـجـاةُ وإمــا الـغــرقْ
الصدر = كلا 3 – نا 2 – يسي 3 – رُ 1 – على 3 – مفْ 2 – ترقْ 3=3 2 3 1 3 2 3
العجز = فإم 3 – ملْ – نجا 3 – تُ 1 – وإمْ 3 – ملْ 2 – غرقْ 3 = 3 2 3 1 3 2 3
----------
2- يجوز في الصدر كذلك أن يأتي آخره 2 أو 1
ومثال هذا هنا
ولـيـس أمـامـيَ حــلٌ بـديــلٌ
وليْ سَ أما مِ يحلْ لنْ بدي لنْ =3 1 3 1 3 2 3 2
فأدمـن عـشـقَ الليـالـي الـطـوالِ
فأد مَ نعشْ قلْ ليا لط طوا لِ = 3 1 3 2 3 2 3 1
--------------
3 – في العجزين التاليين قضية
لقلـبٍ هـوى ، فاستُهـيـم ، فَــرَق
لقلْ بن هوى فسْ تهي مَ فرقْ = 3 2 3 2 3 1 3
وعـودي ، فـإن الـرجـوعَ أحــق = 3 2 3 2 3 1 3
تفرد هذان العجزان دون أعجاز القصيدة بمجيء آخريهما 31 بينما أواخر أعجاز بقية الأبيات 32. فلنناقش ذلك على أساس الاعتبارات التالية
أ*- يلاحظ القارئ اختلافا في موسيقى هذين العجزين عن موسيقى بقية أعجاز الأبيات. وتتوحد الموسيقى لو قرأناهما بإشباع الفتحة كالتالي:
لقلـبٍ هـوى ، فاستُهـيـم (ا) ، فَــرَق = 3 2 3 2 3 2 3
وعـودي ، فـإن الـرجـوعَ (ا) أحــق = 3 2 3 2 3 2 3
ولا أقول بجواز الإشباع فاستهيما للمثنى ولكني أبين فارق الوزن.
ب- القافية
القافية في سائر الأبيات = 2* 3*
وهي في هذين العجزين = 2 1 3*
ولا يصح ازوداج القافية على هذاالنحو على ما أعلم إلا في الرمل
كما في العجزين التاليين من خالدة عمر أبي ريشة:
أمتي هل لك بين الأمم .....منبر للسيف أو للقلم
منبر للسيف أو للقلم = للْ قَ لمي = 2 1 3
مئزري فوق جباه الأنجم = أنْ جمي = 2 3
جـ - سؤال للجميع : هل يعرف أحدكم قصيدة على المتقارب تنتهي أعجاز أبياتها ب 31. أنا لا أذكر قصيدة على المتقارب تنتهي أبياتها هكذا.
رجوعا إلى الرابط :
http://www.geocities.com/khashan_kh/23-ala3areedwaladhrob.html
حيث ينتهي الصدر ( العروض) ب 2 3 يكون آخر العجز( الضرب ) 2 3 أو 2 2 ولا يكون أبدا 1 3
يسري ذلك على المتقارب رقم (60 ) في يمين الصفحة السابقة
جاء في العقد الفريد عن هذا المتقارب:
" العروض الأول منها تام يجوز فيه الحذف والقصر" ولم أجد جواز القصر وهو مجيء آخر الصدر 3ه من غير غير تصريع في الكافي . ويضيف ابن عبد ربه عن الضرب الثالث لهذا العروض : " وضرب محذوف معتمد " يعني بذلك أن الضرب يأتي 3 مسبوقة ب 2 ( 2 3 ) لا يجوز زحافها على 1 3 وانظر إلى التعقيدات في المصطلحات التي فرضتها حدود التفاعيل
فبالنسبة لهذا الضرب حسب التفاعيل هو
3 2- 3 2 - 3 2 ( معتمد يعني 2 لا تصير 1 اعتمادا على الوتد في أول التفعيلة التالية - 3 2 ( محذوف يعني حذف آخر سبب فيه )
والمعول هنا على أن هنا التزاما بعدم زحاف آخر سبب ، ومعنى ذلك أنه لا يزاحف تارة ويمتنع عن الزحاف تارة أخرى. وهذا لا ينفي من حيث المطلق احتمال مجيء 2 3 في آخر عجز المتقارب على 1 3 مع الالتزام بذلك. ولكن الذي ينفيه هذه الصفة المشتركة في كل أواخر الأعجاز ( الضروب ) في الشعر العربي وعلاقتها بالأعاريض بحيث يجوز لنا أن نقول تعميما
حيث ينتهي الصدر ب 3 2 3 أو 3 2 3 2 فإن العجز لا يمكن أن ينتهي ب (3 1 3 ) ولكنه قد ينتهي ب ( 3 2 2 )
وهذا كما نراه في المتقارب (61) علي يمين صفحة آخر رابط
وهذا ينطبق على السريع ذي الضرب الأصلم السالم كما يسميه ابن عبد ربه (3 4 ) في آخر رابط
ووزنه : 4 3 4 3 2 3 ..................4 3 4 3 2 2
وكلام بن عبد ربه عن السريع يستدرج للبحث عن تداخله والكامل الأحذ، وتشخيص الصواب في ذلك. وليس هذا مكانه.
ولي لقصيدتك هذه بإذن الله عودة على ضوء ما يسفر عنه بحثي.
والله يرعاك.
عطاف سالم
06-20-2007, 07:54 PM
تحية للأستاذ الشاعر ..
وللأستاذ المعلم ..
نتعلم من د/ جمال معنى الشاعرية
ونتعلم من الأستاذ / خشان كيف نموسق الشاعرية
دمتما أساتذتي بألف خير وصحة وعافية
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir