أستاذي القدير خشان
خطر لي السؤال التالي من مطالعات لمواضيع مطروحة سابقا
قد عرفنا أن القرآن الكريم ليس بشعر , وهو أيضا ليس بنثر , ولكنه أسلوب فريد ابتدعه الله المبدع الخلاق عز وجل على غير مثال سبق , ومع ذلك كان وما يزال أفصح الكلام وأبلغه , فخطر لي أنه لماذا لا نستفيد من مباني القرآن الكريم كما نستفيد من معانيه فننسج على منواله ليكون القرآن الكريم لنا ليس فقط منهج للحياة ولكن أيضا منهج للتعبير .. وطبعا أنا لست أقول أنني سأنزل مثل ما أنزل الله – نعوذ بالله من ذلك – حاشى وكلا , ولكن الهدف أن نستفيد من هذا الأسلوب الجميل وهذا الوزن المحبب للأذن والقلب , وسآخذ مثالا على ما أقول سورة الإخلاص محاولا أن أسير على نفس وزنها , ومراعيا الوقوف على نهايات الآيات والتي أقترح أن أسميها في الأسلوب البشري بالفواصل لأنها ليست معجزة حتى نطلق عليها مسمى الآيات ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

قل هو الله أحد
قل هول لا هأحد
2 3 2 1 3

الله الصمد
ال لا هص صمد
2 2 2 3

لم يلد ولم يولد
لم يلد ولم يو لد
2 3 3 2 2

ولم يكن له كفواً أحد
ولم يكن لهو كفون أحد
3 3 3 1 3 3

فأقول مثلا ...
العروض الرقمي , حلوٌ في فمي , لا أرى بهِ عيباً , وهيّنٌ لأيّ متعلّمِ

العروض الرقمي
ال عرو ضر رقمي
2 3 2 1 3

حل ون في فمي
2 2 2 3

لا أرى به عيباً
لا أرى بهي عي بن
2 3 3 2 2

وهيّنٌ لأي متعلمِ
وهي ينن لأي يمتعل لمي
3 3 3 1 3 3

والسؤال طبعا ليس أن هل الذي جئت به حلوٌ كالقرآن ؟؟ طبعا لا وليس هذا مجال المقارنة استغفر الله , ولكن المقارنة بين إيقاع هذا النص ومدى قبوله واستساغته مع ما إذا حاولت أن أقول هذا المعنى نفسه بصيغة شعر أو نثر , والذي يجب توضيحه هنا أن تقبل نفس المعنى بصيغة شعرية مثلا أكثر من هذه الصيغة التي استعملتها لا يدل ولا بوجه من الوجوه على أن الشعر أحلى من القرآن – استغفر الله – لأن المقارنة كما أعيد وأكرر هي بين تجربتين بشريّيتين وإلا القرآن أعلى وأسمى من فكرة المقارنة طبعا
والذي أريد أن أقوله أن هناك الكثير من النصوص النثرية أحلى وأجمل من كثير من الشعر والعكس صحيح وهذا الأسلوب الجديد باعتباره وضع إنساني خاضع لنفس المعادلة , فهل من الممكن أن يكون العروض الرقمي قد فتّح أعيننا على شكل جديد من أشكال التعبير يمكن أن نسميه مثلا على خطى القرآن.