أخي وأستاذي / خشان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
يطيب لي بين الفينة والفينة المرور بمنتدانا العامر وتفقّد كل جديد فيه ، وكان مما لفت نظري قصيدة للأخت/ شمس الحرية وتعقيبكم القيم على جانبي اللغة والقافية فيها .
وبداية أودّ أن أنوه بمقدار ما في هذه القصيدة من شاعرية أرى أنها تتدفق بسلاسة ويسر على الرغم من أنها المحاولة الأولى للشاعرة كما ذكرت ، ولعل ما يسّر لها جريان الوزن على السليقة طول ممارستها للنظم في قصائد من الشعر النبطي. إلا أنها لا تزال في حاجة إلى مزيد من التمكن في اللغة ، صرفها ونحوها، لتخرج في قصائدها عن فجاجة التعابير العامية .
وأما بالنسبة للقافية في قصيدة الأخت شمس فنجد أنها اختارت حرف النون رويّا لها، وفي رأيي أن هذا الروي كان سيتيح لها أن تأتي بقوافي من نحو: فَنَنِ، دِمَنِ، سُفُنِ، ... إلى غير ذلك مما تكون فيه النون حرفا أصليا من بنية الكلمة، ولكن الملاحظ أن النون التي استخدمتها لم تخرج عن دائرة نون الوقاية ، ولذا أحسّت بأن الرويّ يجب أن يتخذ له حرفا أقوى فالتزمت القاف ، فسلكت النون عندئذ في قافيتها مسلك هاء الوصل . وهذا الإجراء تطلب منها مزيدا من الالتزام في جميع الأصوات التي تلي الروي الجديد وهو القاف، إلا أنها أخلت بهذا الالتزام في القوافي التالية : وتحرقَني، ترهقَني، لتعشقَني؛ فالحركة التي تلي الرويّ فيها (وتسمى المجرى)هي الفتحة بينما هي في أول القصيدة الضمة . ثم إن هذه الحركة اختفت في هذه القوافي ( بغض النظر عن سلامتها اللغوية ) : اصدقني ، ذوقني .
فإذا اعتبرنا الروي في قافيتها هو النون ، كانت القاف من قبيل لزوم ما لا يلزم ، وعند ذلك لا يهم تغير الحركة فيها لأنها لا تعتبر مجرى للروي ، ولكن ينشأ هنا التزام من نوع آخر هو الالتزام بنوع الصوت اللغوي ، فلا يسمح بذهاب الحركة وحلول حرف صامت محلها بحيث تتحول القافية من النوع المسمى المتراكب (2112) إلى النوع المسمى المترادف (22) . ولعل في هذا التحليل إجابة آمل أن تكون كافية عن سؤالك، وأود منك لو عدت إلى مشاركة قديمة لي في هذا الشأن على الرابط التالي :
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=140
ختاما ، أتمنى لكم في هذه الليالي المباركات أطيب الأمنيات ، وكل عام وأنتم جميعا بخير .

أخوكم

سليمان أبو ستة