مابال عيونك ترمقني
.................بحديث الشك تؤرقني

أهي الغيرة جاءت توا؟
.................لتحط عليك وتحرقني

أم أن الحب بدنيانا
...................يأبي الا ان يرهقني

مابال الضحكة غاضبة
.............تغرق في الشك وتغرقني

لاتضحك في وجهي كذباَ
................اسألني هيا واصدقني

لم اسمع الا انفاساً
.............من خلف الصمت تمزقني

ان كنت تشك فوا أسفاً
.................اوجئت بشكك تقلقني

قلها في وجهي لاتخجل
.................اسقيني المر وذوقني

فأنا من اعطيتك قلبي
..............من اجل الحب لتعشقني

لم اعطي قلبي من ترف
...............كي اكمل نقصاَ يخفقني

احببتك صدقاَ يارجلا
..............هيا ارمي الشك وعانقني
وأما بالنسبة للقافية في قصيدة الأخت شمس فنجد أنها اختارت حرف النون رويّا لها، وفي رأيي أن هذا الروي كان سيتيح لها أن تأتي بقوافي من نحو: فَنَنِ، دِمَنِ، سُفُنِ، ... إلى غير ذلك مما تكون فيه النون حرفا أصليا من بنية الكلمة، ولكن الملاحظ أن النون التي استخدمتها لم تخرج عن دائرة نون الوقاية ، ولذا أحسّت بأن الرويّ يجب أن يتخذ له حرفا أقوى فالتزمت القاف ، فسلكت النون عندئذ في قافيتها مسلك هاء الوصل . وهذا الإجراء تطلب منها مزيدا من الالتزام في جميع الأصوات التي تلي الروي الجديد وهو القاف، إلا أنها أخلت بهذا الالتزام في القوافي التالية : وتحرقَني، ترهقَني، لتعشقَني؛ فالحركة التي تلي الرويّ فيها (وتسمى المجرى)هي الفتحة بينما هي في أول القصيدة الضمة . ثم إن هذه الحركة اختفت في هذه القوافي ( بغض النظر عن سلامتها اللغوية ) : اصدقني ، ذوقني .
فإذا اعتبرنا الروي في قافيتها هو النون ، كانت القاف من قبيل لزوم ما لا يلزم ، وعند ذلك لا يهم تغير الحركة فيها لأنها لا تعتبر مجرى للروي ، ولكن ينشأ هنا التزام من نوع آخر هو الالتزام بنوع الصوت اللغوي ، فلا يسمح بذهاب الحركة وحلول حرف صامت محلها بحيث تتحول القافية من النوع المسمى المتراكب (2112) إلى النوع المسمى المترادف (22) . ولعل في هذا التحليل إجابة آمل أن تكون كافية عن سؤالك، وأود منك لو عدت إلى مشاركة قديمة لي في هذا الشأن على الرابط التالي :
http://www.arood.com/vb/showthread....mp;threadid=140
ختاما ، أتمنى لكم في هذه الليالي المباركات أطيب الأمنيات ، وكل عام وأنتم جميعا بخير .
شكرا لك أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة
وبقصد تفسير الأمر بلغة أبسط للأستاذة الطالبة أكرر ما تفضلت به بأسلوب ربما يكون أبسط
الروي هو الحرف الصحيح (على الأغلب) الذي يلتزم في كل أبيات القصيدة
فلو احتوت القصيدة على كلمة (دمَنِ ) في نهاية أحد أبياتها كانت النون هي الروي لأنها المشترك الصحيح ( الياء مد للروي ) الأوحد في نهاية الأبيات . ولكن لأن القاف والنون مشتركان في أبيات القصيدة كلها ولأن النون ضعيفة لأنها غير أصلية نعتبر القاف هي الروي، ولهذا وجب أن تكون حركة القاف ثابتة في كل القصيدة.

هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى لو كانت النون هي الروي فلا بد من التزام ذات نوع القافية.
ومبحث القافية مبحث مستقل تجدينه على الرابط :
http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=7

وأحببت أن أورد مثالا على ما تطرقت إليه من وجود نون الوقاية مع النون الأصلية،

للأمير ابن عبد المؤمن
532 - 604 هـ / 1137 - 1207 م
سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن بن علي الزناتي الكوفي الموحد.
من أمراء بني عبد المؤمن كان يلي مدينة سجلماسة وأعمالها وكان فصيحاً بالعربية والبربرية له شعر بالعربية في (ديوان -خ) صغير بخزانة الرباط(19:2)
جمعه بأمره كاتبه محمد بن عبد الحق الغساني وسماه (نظم العقود ورقم الحلل والبرود) وطبع في تطوان.
وصنف (مختصر الأغاني -خ) الجزء الأول منه في القرويين بفاس يعد في أدبه من مفاخر بني عبد المؤمن.
وفي المؤرخين من يراه كابن المعتز في بني العباس، وكان يشير على العلماء بتأليف بعض الكتب منهم ابن بشكوال:
صنف كتاباً في (شيوخ ابن وهب ومناقبه -خ)، و(نظم العقود ورقم الحلل والبرود) ديوان شعر، و(مختصر الأغاني -خ).

جاء في قصيدته:

نامَ مَن أَهوى وَأَرَقني = وَنَفى عَن مُقلَتي وَسني
سَلَبت نَومي لَواحظه = وَأَحالَتني عَلى الشَجن
فَكَأَن النَوم يَعشَقه = وَكَأَنَ السُهد يَعشَقني
بِأَبي ظَبي كَلَفت بِهِ = طالَ ما بِالصَد عَذَبَني
ذابَ قَلبي مُنذُ حَلَ بِهِ = فَاِحتمل يا قَلب وَاغتبن
والقصيدة من 20 بيتا منها 12 بيتا احتوت قافيتها نون الوقاية

فهنا الروي هو النون .

وكما تفضلت فإن هذه القصيدة تبشر بشاعرة واعدة، تستحق شاعريتها أن تولي لغتها الفصحى ما يتناسب وهذه الشاعرية.

يرعاك ويرعى الأستاذة الله. وكل عام وأنتما والجميع بكل خير.